مواطن ناشد المبارك صرف راتب مرافق ليتمكن من البقاء إلى جانب ولده حتى يكتمل شفاؤه

مُبتعث لأيرلندا أصيب بتلف بالمخ و«الصحة»: ليس من الحالات التي تقتضي علاجاً على نفقة الدولة

u062cu0627u0628u0631 u0627u0644u0645u0628u0627u0631u0643
جابر المبارك
تصغير
تكبير
يوسف بات قعيد الفراش ولا يقوى على الكلام ولا الحركة وينسى ما يقوله أو يسمعه خلال دقائق ويحتاج من يساعده لقضاء حاجته

رئيس المكتب الصحي في لندن لم يستطع رداً أمام تعليمات الوزير التي قصرت العلاج للمصابين في الخارج على مرضى السرطان والقلب فقط
«بعد عدم اكتراث ولامبالاة بمعاناة ومآسٍ استمرت لأشهر، وافق مجلس الوزراء أخيراً على علاج ابني المصاب بتلف في المخ على نفقة الدولة بعد أن تنصلت منه وزارة الصحة بقرار من الوزير الذي لا يعتبر حالته من الحالات التي تقتضي علاجاً على نفقة الدولة، وبات عليَّ تدبر نفقات تقترب من ألف دينار شهرياً للإقامة في أيرلندا للبقاء إلى جانبه...».

تلك كانت كلمات مواطن أصيب ولده بتلف في المخ فبات طريح الفراش لا يقوى على الحركة، ولا يستطيع حتى «قضاء الحاجة» إلا بمساعدة، لهج بها عبر الهاتف طالباً من «الراي» أن تروي ما تعرض له ابنه من ابتلاء لا يملكون أمامه سوى الرضا بقضاء الله وقدره، وما أصابه من بلاء يصعب على النفس تحمله من قبل قرار وزارة الصحة، قائلاً «أنا مواطن يدعى فيصل... ابتعث ابني يوسف (22 عاماً) إلى أيرلندا قبل عامين لدراسة إدارة الأعمال في كلية (DBS)، بجامعة دبلن، وسارت الأمور على ما يرام حتى تعرض في شهر نوفمبر العام 2016 لمضاعفات جراء نقص الفيتامينات، وتدهورت حالته حتى وصلت إلى تلف في المخ جعله قعيد الفراش ولا يقوى على الكلام ولا الحركة وينسى ما يقوله أو يسمعه خلال دقائق، فتم إدخاله إلى العناية الفائقة بمستشفى (سان فينسنت) حيث تحمل التأمين الصحي تغطية نفقة العلاج».


وأضاف «بعد أشهر أخبرتنا إدارة المستشفى بأن سبعين في المئة من علاج ولدي يوسف قد اكتمل وبات في حاجة إلى علاج نفسي وحركي في مستشفى آخر، وحين خاطبنا التأمين الصحي اعتذر بأنه لا يتحمل تغطية النفقات خارج مستشفى التأمين، فخاطبت رئيس المكتب الثقافي الدكتور عبدالرحمن العثمان فقال لي إن وزير الصحة أعطى صلاحيات لمديري المكاتب الصحية في الخارج بعلاج الكويتيين إذا تعرضوا لمُصاب في البلاد المتواجدين فيها، وطلب مني مراجعة المكتب الصحي في لندن لمعالجة ابنه على نفقة الدولة».

وأردف «حملت تقارير يوسف ولجأت إلى مكتبنا الصحي في لندن وبمخاطبة مدير المكتب الدكتور فيصل شهاب، أخبرني أن حالة ابني ليست من الحالات التي أوصى بها وزير الصحة والتي اقتصرت على مرضى السرطان والقلب فقط، وحين أخبرته بأن يوسف أسوأ حالاً مما ذكر لا سيما بعد أن بات لا يستطيع قضاء حاجته إلا بمساعدة ثلاثة أشخاص يدخلونه دورة المياه وأصبح لا يستغني عن الحفاضات، لم يستطع رداً أمام تعليمات الوزير الذي لا يعتبر تلف المخ حالة تستحق علاج المبتلى بها على نفقة الدولة».

وأكمل «على ما يبدو أن حملة قادها مواطنون على مواقع التواصل تصف حال ابني وصلت صداها إلى وزير الصحة فوجدت أحد موظفي سفارتنا في لندن يتصل بي ويطلب مني مراجعة المكتب الصحي لعمل اللازم، فسارعت حاملاً معي التقارير، وكانت الصدمة حين طالعها الدكتور شهاب وجاء رده بأن وزارة الصحة ترى أن يوسف لا يحتاج أكثر من علاج طبيعي، وردها إليَّ منهياً اللقاء دون أن يستطيع فعل شيء».

وبصوت تقطعت بصاحبه السبل قال الأب فيصل «على الرغم من ظروفنا المادية الصعبة فقد تحملت نفقة علاج ابني طيلة أشهر، ولأن الله لا ينسى عباده فقد زاره أحد المواطنين تدرس ابنته في جامعة دبلن، وحين عاد إلى الكويت أوصل حالته إلى الحكومة، ولم يمض أسبوع حتى وجدت موظف السفارة يتصل بي ويخبرني بأن مجلس الوزراء وافق على علاج يوسف على نفقة الدولة، طالباً مني ألا أتحدث في شيء آخر».

وأكمل «حمدت الله على قرار مجلس الوزراء الذي وضع عن كاهلي نفقات علاج ابني، ولكني أتعجب من نسيان وزارة الصحة أو تناسيها أن هناك نفقات لي كمرافق له تصل إلى نحو ألف دينار شهري، تتمثل في إيجار مسكن بقيمة 1850 يورو، إضافة إلى مصاريف الكهرباء والماء والتنقلات والمأكل والمشرب التي أثقلت كاهلي وجعلتني أستدين كي أدبرها، لذا أناشد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الذي شملنا برعايته وأمر بعلاج ولدي على نفقة الدولة أن يتم جميله ويأمر بتوفير نفقاتي كمرافق لمريض في أمس الحاجة لوجودي إلى جانبه حتى يُكتب له الشفاء وأعود به معافى إلى أرض الوطن».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي