البعض يلجأ إليهما خوفاً من الوقوع في «أم الكبائر»
«العادة السرية» والزواج بنية الطلاق لمُبتعثي الخارج... بين الحُرمة والكراهة
بوغيث
السعيدي
بوغيث: من أدمن الحرام يصعب عليه تركه لما يجد فيه من لذةٍ يَعقبها قسوةٌ في القلب وبُعدٌ عن الله
السعيدي: غير جائز فعل العادة السرية لتخفيف شهوة الجنس لغير القادر على الزواج
السعيدي: غير جائز فعل العادة السرية لتخفيف شهوة الجنس لغير القادر على الزواج
بين الخوف من الوقوع في الزنا داخل البلاد التي تبيحه، وعنفوان الشباب الذين لا يملكون من قوى المقاومة ما يؤهلهم للحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم الإسلامية الأصيلة قد ينهار البعض أمام المغريات الكثيرة التي باتوا يعايشونها ليل نهار...
بين هذا وذاك يجد طلبتنا المبتعثون إلى أوروبا وأميركا وغيرها من الدول غير الإسلامية أنفسهم بين أمرين أحلاهما مر، فإما أن يسلموا أنفسهم إلى الشيطان باللجوء إلى ما يعرف شرعاً بـ «المباشرة باليد» واصطلح عليه العامة بـ «العادة السرية»، على قاعدة الأخذ بأخف الضررين، أو يتخذ آخرون من الزواج بفتاة لا تعتنق دينهم، ولا تلتزم بأخلاقهم بنية طلاقها بعد انتهاء دراستهم في المدينة التي يعيشون فيها حصناً منيعاً يحول دون وقوعهم في «أم الكبائر».
«الراي» فتحت باباً قد يُعد مجرد طرقة من المحاذير كي تنبه أبناءنا من الطلبة الذين هم على مشارف الانضمام لقافلة المبتعثين إلى خارج الكويت طلباً للعلم كي يتسلحوا بما يشحذ همم لبناء وطنهم الغالي، رافعين لواء المساهمة في صنع مجده وعلو شأنه، وبسؤالها عدداً من علماء الدين تحفظ بعضهم عن الخوض في ذلك الحديث «الشائك». وانبرى الدكتور في الفقه المقارن وأصول الفقه في جامعة الكويت عبدالله مساعد يوسف بوغيث لبيان خفايا «العادة السرية»، وحكم الزواج بنية الطلاق قائلاً إن «العادة السريَّة هي مُمارسة للجنس بشكلٍ فردي، وتتم بأن يقوم الإنسان البالغ - ذكراً كان أو أنثى- بالعبث بأعضائه التناسليّة أو المناطق الحسّاسة في الجسم عبثاً مُنتظماً ومُستمرّاً لغاية استجلاب الشّهوة وتهييجها؛ وذلك طلباً للاستمتاع والوصول إلى اللذّة الجنسيّة، وقد سُميت بذلك لأنّها تُمارس بشكل مُتكرّر حتى تصبح عادةً يُدمن صاحبها عليها ويصعب عليه الإقلاع عنها، واتّصفت بالسريّة لكونها تُمارَس في السرّ والخفاء عن النّاس».
وأضاف: «لقد اختلف الفقهاء في حكم العادة السريّة التي أوردوها في كتبهم بمُسمّى الاستمناء أو المباشرة باليد؛ فذهب فريقٌ منهم إلى حرمتها، وقال آخرون بكراهيتها، ومنهم من قال إنّ الاستمناء في أصله مُحرّم، إلا أنّه يصبح جائزاً في بعض الحالات؛ فمثلاً إذا استمنى خوفاً على نفسه من الزّنا أو خوفاً على صحّته فيجوز له الاستمناء في هذه الحالات إن لم تكن له زوجة أو أَمَة، ولم يقدر على الزّواج».
ويرى بوغيث أن «من أدمن الحرام يصعب عليه تركه، وذلك لما يجد فيه من لذةٍ يَعقبها قسوةٌ في القلب وبُعدٌ عن الله، وذلك يرجع إلى أن الله سبحانه وتعالى يُملي للعاصي حتى يقع في شر أعماله إن لم يتب ويرتدع عن معاصيه وآثامه، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: حُفَتْ الجنَّةُ بالمكارِهِ وحُفَتْ النَّارُ بالشَّهواتِ»، مضيفاً لذا يجب التخلص من تلك العادة السيئة، ولا يتعلق الإنسان بالذرائع للإتيان بها.
وقدم بوغيث عدداً من النصائح تُساعد الشباب على التخلص من تلك العادة المذمومة ومنها مُبادرة الشاب المسلم إلى إعفاف نفسه بالزّواج إذا أمكن له ذلك وتوفّرت له السّبل، والاعتدال في الأكل والشّرب حتى لا تتهيّج لديه الشّهوة، ممّا يُؤدّي به إلى الوقوع واللّجوء إلى هذه العادة السّيئة، والبعد عن كل ما يُهيّج الشّهوة، كالاستماع إلى الأغاني الخليعة والنّظر إلى الصّور المُحرّمة، وتوجيه النّظر إلى المجالات المُباحة، والبعد عمّا فيه إثارة للشّهوة، واختيار الرّفقة الصّالحة والبعد عن أصدقاء السّوء، والانشغال بالعبادة عموماً والصّوم خصوصاً، وعدم الاستسلام للأفكار التي تسوقه إلى تلك العادة، والاندماج في المجتمع وملء الفراغ بالأعمال الخيّرة أو التي تشغله عن التّفكير في الجنس والخضوع للشّهوات، وأخيراً البعد عن الاجتماعات والأماكن المُختلطة التي تظهر فيها المَفاتن ولا تُراعي الحدود وتُثار فيها الشّهوات.
وفي ما يخص تحصن بعض الشباب في الدول المُبتعث إليها للزواج وفي نيته طلاق من تزوجها بعد أن يتم رسالته/ قال بوغيث: «يدور لغط كبير بين المبتعثين في حكم الزواج بنية الطلاق، وصورة ذلك أن يتزوج الطالب من يجوز له الزواج منها وفي نيته ان يطلقها إذا انتهى من دراسته وأراد الرجوع لبلده ولبيان حكم الشرع في تلك المسألة نقول إن أهل العلم قد اختلفوا في هذا النكاح على أقوال والراجح أنه زواج محرم لما يحتويه من الغش والخداع رغم أن العقد صحيح وتترتب عليه كافة الأحكام من السكنى والنفقة والتوارث وغير ذلك».
وأضاف أن «تحريم ذلك الزواج بسبب ما يعتريه كما قلنا من الخيانة والخداع والغش للمرأة، والله تعالى يقول (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً)، إضافة إلى ما فيه من تلاعب وعبث وتساهل بعقد النكاح، كما أن فيه شبها بنكاح المتعة من بعض الوجوه، إضافة إلى ما يحدثه من صورة سيئة عن المسلمين في البلاد غير المسلمة وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم وأفتى به المجمع الفقهي وعدد من المعاصرين كالشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، كما أفتى به مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الاسلامي في دورته الثامنة عشرة».
من جانبه، قال الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ خالد غريب السعيدي إن الله عز وجل قال في كتابه الكريم في صفات المؤمنين «والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون»، فهذه الآية الكريمة تدل دلالة واضحة وقاطعة على عدم جواز فعل العادة السرية لتخفيف شهوة الجنس لغير القادر على الزواج.
وأكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا ودلنا على الحلول التي تعيننا على أنفسنا في مثل هذه الظروف، فقال صلى الله عليه وسلم مخاطبا الشباب «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» لذلك ينبغي على المسلم المؤمن أن يجعل مخافة الله جل جلاله بين عينيه، ويجعل تقوى الله جل جلاله في قلبه ولا يتبع نفسه شهواتها، فإن هذه الشهوات من الشيطان الذي نحن مأمورون بمعصيته، قال تعالى «يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين».
بين هذا وذاك يجد طلبتنا المبتعثون إلى أوروبا وأميركا وغيرها من الدول غير الإسلامية أنفسهم بين أمرين أحلاهما مر، فإما أن يسلموا أنفسهم إلى الشيطان باللجوء إلى ما يعرف شرعاً بـ «المباشرة باليد» واصطلح عليه العامة بـ «العادة السرية»، على قاعدة الأخذ بأخف الضررين، أو يتخذ آخرون من الزواج بفتاة لا تعتنق دينهم، ولا تلتزم بأخلاقهم بنية طلاقها بعد انتهاء دراستهم في المدينة التي يعيشون فيها حصناً منيعاً يحول دون وقوعهم في «أم الكبائر».
«الراي» فتحت باباً قد يُعد مجرد طرقة من المحاذير كي تنبه أبناءنا من الطلبة الذين هم على مشارف الانضمام لقافلة المبتعثين إلى خارج الكويت طلباً للعلم كي يتسلحوا بما يشحذ همم لبناء وطنهم الغالي، رافعين لواء المساهمة في صنع مجده وعلو شأنه، وبسؤالها عدداً من علماء الدين تحفظ بعضهم عن الخوض في ذلك الحديث «الشائك». وانبرى الدكتور في الفقه المقارن وأصول الفقه في جامعة الكويت عبدالله مساعد يوسف بوغيث لبيان خفايا «العادة السرية»، وحكم الزواج بنية الطلاق قائلاً إن «العادة السريَّة هي مُمارسة للجنس بشكلٍ فردي، وتتم بأن يقوم الإنسان البالغ - ذكراً كان أو أنثى- بالعبث بأعضائه التناسليّة أو المناطق الحسّاسة في الجسم عبثاً مُنتظماً ومُستمرّاً لغاية استجلاب الشّهوة وتهييجها؛ وذلك طلباً للاستمتاع والوصول إلى اللذّة الجنسيّة، وقد سُميت بذلك لأنّها تُمارس بشكل مُتكرّر حتى تصبح عادةً يُدمن صاحبها عليها ويصعب عليه الإقلاع عنها، واتّصفت بالسريّة لكونها تُمارَس في السرّ والخفاء عن النّاس».
وأضاف: «لقد اختلف الفقهاء في حكم العادة السريّة التي أوردوها في كتبهم بمُسمّى الاستمناء أو المباشرة باليد؛ فذهب فريقٌ منهم إلى حرمتها، وقال آخرون بكراهيتها، ومنهم من قال إنّ الاستمناء في أصله مُحرّم، إلا أنّه يصبح جائزاً في بعض الحالات؛ فمثلاً إذا استمنى خوفاً على نفسه من الزّنا أو خوفاً على صحّته فيجوز له الاستمناء في هذه الحالات إن لم تكن له زوجة أو أَمَة، ولم يقدر على الزّواج».
ويرى بوغيث أن «من أدمن الحرام يصعب عليه تركه، وذلك لما يجد فيه من لذةٍ يَعقبها قسوةٌ في القلب وبُعدٌ عن الله، وذلك يرجع إلى أن الله سبحانه وتعالى يُملي للعاصي حتى يقع في شر أعماله إن لم يتب ويرتدع عن معاصيه وآثامه، وقد قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: حُفَتْ الجنَّةُ بالمكارِهِ وحُفَتْ النَّارُ بالشَّهواتِ»، مضيفاً لذا يجب التخلص من تلك العادة السيئة، ولا يتعلق الإنسان بالذرائع للإتيان بها.
وقدم بوغيث عدداً من النصائح تُساعد الشباب على التخلص من تلك العادة المذمومة ومنها مُبادرة الشاب المسلم إلى إعفاف نفسه بالزّواج إذا أمكن له ذلك وتوفّرت له السّبل، والاعتدال في الأكل والشّرب حتى لا تتهيّج لديه الشّهوة، ممّا يُؤدّي به إلى الوقوع واللّجوء إلى هذه العادة السّيئة، والبعد عن كل ما يُهيّج الشّهوة، كالاستماع إلى الأغاني الخليعة والنّظر إلى الصّور المُحرّمة، وتوجيه النّظر إلى المجالات المُباحة، والبعد عمّا فيه إثارة للشّهوة، واختيار الرّفقة الصّالحة والبعد عن أصدقاء السّوء، والانشغال بالعبادة عموماً والصّوم خصوصاً، وعدم الاستسلام للأفكار التي تسوقه إلى تلك العادة، والاندماج في المجتمع وملء الفراغ بالأعمال الخيّرة أو التي تشغله عن التّفكير في الجنس والخضوع للشّهوات، وأخيراً البعد عن الاجتماعات والأماكن المُختلطة التي تظهر فيها المَفاتن ولا تُراعي الحدود وتُثار فيها الشّهوات.
وفي ما يخص تحصن بعض الشباب في الدول المُبتعث إليها للزواج وفي نيته طلاق من تزوجها بعد أن يتم رسالته/ قال بوغيث: «يدور لغط كبير بين المبتعثين في حكم الزواج بنية الطلاق، وصورة ذلك أن يتزوج الطالب من يجوز له الزواج منها وفي نيته ان يطلقها إذا انتهى من دراسته وأراد الرجوع لبلده ولبيان حكم الشرع في تلك المسألة نقول إن أهل العلم قد اختلفوا في هذا النكاح على أقوال والراجح أنه زواج محرم لما يحتويه من الغش والخداع رغم أن العقد صحيح وتترتب عليه كافة الأحكام من السكنى والنفقة والتوارث وغير ذلك».
وأضاف أن «تحريم ذلك الزواج بسبب ما يعتريه كما قلنا من الخيانة والخداع والغش للمرأة، والله تعالى يقول (وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً)، إضافة إلى ما فيه من تلاعب وعبث وتساهل بعقد النكاح، كما أن فيه شبها بنكاح المتعة من بعض الوجوه، إضافة إلى ما يحدثه من صورة سيئة عن المسلمين في البلاد غير المسلمة وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم وأفتى به المجمع الفقهي وعدد من المعاصرين كالشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله، كما أفتى به مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الاسلامي في دورته الثامنة عشرة».
من جانبه، قال الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ خالد غريب السعيدي إن الله عز وجل قال في كتابه الكريم في صفات المؤمنين «والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت إيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون»، فهذه الآية الكريمة تدل دلالة واضحة وقاطعة على عدم جواز فعل العادة السرية لتخفيف شهوة الجنس لغير القادر على الزواج.
وأكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا ودلنا على الحلول التي تعيننا على أنفسنا في مثل هذه الظروف، فقال صلى الله عليه وسلم مخاطبا الشباب «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» لذلك ينبغي على المسلم المؤمن أن يجعل مخافة الله جل جلاله بين عينيه، ويجعل تقوى الله جل جلاله في قلبه ولا يتبع نفسه شهواتها، فإن هذه الشهوات من الشيطان الذي نحن مأمورون بمعصيته، قال تعالى «يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين».