ضوء / في أمسية استهلت بها رابطة الأدباء الكويتيين موسمها الثقافي

طلال الجنيبي... أنشد الشعر في مديح «الوطن الواحد»

تصغير
تكبير
أنشد الشاعر الإماراتي الدكتور طلال الجنيبي للخليج قصائده، التي استلهم فيها روح الكلمة التي تنهض بالنفس من كبوة الألم والقلق، إلى رحابة الأمل والحلم والحياة، وذلك في أمسية شعرية افتتحت بها رابطة الأدباء الكويتيين موسمها الثقافي الجديد.

والأمسية- التي أقيمت في مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح- أدارتها الشاعرة الدكتورة نورة المليفي، في حضور لافت لطلاب وطالبات جامعة الكويت.

وقالت المليفي في تقديمها للأمسية: «يسعدنا أن نلتقي في هذه الأمسية الفريدة، التي تجتمع بها الأوطان ويتلاقى الوجدان، في ظل خليج واحد وعشق خالد، وتلاحم يبدد سطوة الخلافات، ليبقى الخليج شاهدا على عظمة عمل الإنسان في ظل قائد الإنسانية حضر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه».

وتحت عنوان «وطن واحد» ألقى الجنيبي قصائده، التي استخدم في إنشادها إيقاعات صوتية مختلفة، أضافت إلى شعره ألوانا من البهجة والجمال.

مستهلا بقصيدة تغزل فيها بالحروف التي تتكون منها اسم الكويت، ثم سرد قصة أجاب فيها على سؤال طرحه على نفسه مفاده: لماذا الشعر؟!، مشيرا إلى أهمية الشعر في حياتنا من خلال حكاية حدثت عندما اتصل به أحد المسؤولين في أحد البنوك وطلب رؤيته، وحينما التقاه قال له: أنت غيرت حياتي، فقال له الجنيبي أنا لم أقابلك قط كي أغير حياتك، ولكن هذا الشخص حكى له أنه كان يعيش في نيوزلندا وكان يحس بالقلق والاحباط، وفي يوم من الأيام أحضرت له زوجته قصيدة اسمها «مكعب الثلج»، وهي من إبداعات الجنيبي، وطلبت منه قراءتها، وبعد الانتهاء من قراءتها أحس هذا الشخص بالراحة النفسية، ورأى أنه تخلص من حالة القلق، ومن ثم قرأ القصيدة حتى حفظها ظهرا عن قلب، لدرجة أنه كان يصفها لأي صديق يشعر بالقلق، وأنه حينما حضر إلى الإمارات وعرف أن صاحب القصيدة من مواطنيها، طلب رؤيته كي يشكره.

وأوضح الشاعر أنه سرد قصته، من أجل التأكيد على قدرة الشعر في تغيير المشاعر، وجعلها في أفضل حالاتها.

ثم استطرد الشاعر في قراءة قصائده ليقول في قصيدة «جناح العنفوان»:

أحلق بين سرب من أمان

لعلني أتقي وهجا

يراني

ليحملني شعور عبقري

بحركة جناح

العنفوان

وتناول الشاعر في قصائده الكثير من الرؤى تلك التي تعبر عن حزمة من المشاعر وبألق شعري متميز ليقول:

أنت أعذب أنت أطيب أنت حق بات أصوب

التقي خلف الخيال مع ماء يشرب

من عجيب رام وصلا لحظة ثم تغرب

سافر خلف الأماني غادر الماضي المعذب

أبدل الهمس بلمس روض الصعب فهذّب

وبدت التجربة الشعرية مزدانة بالتفاؤل والأمل في قصائد الأمسية من خلال ما تضمنته المفردات من توهج يسير بالقصائد في طريق منيرة وضاءة ليقول:

يا سؤالا لا يطول عن جواب قد يطول

هل تنفست المعاني؟ هل تذوقت الذهول

هل تحدثت بصوت فيه نفح من خمول

عن رصيد للحنان عن سكون عن فضول؟

عن شعور صاغ سحرا جال في كون يصول

عبر ما تحمل نفس فوق ما يرضى القبول

وفي قصيدة «لغة الصمت»... استطاع الشاعر أن يمشي في ممرات حسية وإنسانية جمة، وذلك وفق تداعيات شعرية متقنة وذات مدلولات حسية متحركة في أكثر من اتجاه ليقول:

يغشاني الصمت إذا انطلقت

في الكون حمائم أشجاني

ومضت تختال على فنن

ربضت في موطن أفناني

فكأن الحسن يسامرني

فيذوب الحزن بوجداني

وكأن الشوق يحاورني

لأجيب الشوق بتحناني

وتوالت القصائد كي يقرأ الشاعر قصيدة «قصة كل الفصول»، و «منحة الروضان»، كما قرأ قصيدة مقررة على الصف الرابع الابتدائي في دولة الإمارات و «لذات العقول»، وغيرها، من خلال إلقاء مبتكر يدخل فيه التجويد واللحن الموسيقي، مما أضفى على الأمسية أجواءها الحالمة.

كما قرأت المليفي في الأمسية قصيدة تمدح فيها الخليج لتقول:

يولد المجد من صنيع الرجال

يا خليجا به تليق المعاني

كيف لا تفرح الكويت بعيد

والإمارات عيدها كالهلال؟ عربية متميزة، خصوصا في ديوانه الأخير «على قيد لحظة»، الذي حصل على جائزة أفضل ديوان شعر في الإمارات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي