رغم نشاز التلاسن بين ترامب وكيم جونغ أون
«قواطي» أميركا متناغمة مع «شارات» كوريا الشمالية
قواطي الكوكاكولا الأميركية «متعايشة» مع شارة كوريا الشمالية
هل تنجح الفنون والثقافات المحلية في تقريب ما باعدته السياسة الدولية؟
هذا السؤال يبحث لنفسه عن إجابة - وربما يكون قد عثر عليها فعلياً - في مطعم ترفيهي كوري شمالي يوجد في إحدى أشهر المدن العربية وأكثرها تنوعاً من حيث عدد الجنسيات التي تعيش وتعمل فيها. المطعم الترفيهي يحمل اسم «أوكريو- جوان» ويتميز بأنه يقدم لزبائنه المأكولات والمشروبات إلى جانب الفقرات الفنية الاستعراضية.
أما المشهد الذي يتكرر بداخله في كل ليلة ويرمز إلى تلاقي وتعايش نقيضين فهو مشهد النادلات الكوريات الشماليات وهن يحملن صوانيّ عليها «قواطي» (عُلب) كوكاكولا ليقدمنها إلى الزبائن جنباً إلى جنب مع مشروبات وأكلات كورية شمالية وأخرى غربية.
الرمزية في داخل ذلك المطعم صارخة الإيحاء، وتلخص تعايشاً من نوع خاص بين رمز شيوعي وآخر رأسمالي. فالنادلات يحملن على صدور قمصانهن الحمراء شارات صغيرة تحمل اسم وعلم كوريا الشمالية، وهي الشارات التي تبدو خلال حركتهن ذهاباً وإياباً وكأنها تحلّق معهن في أرجاء المطعم جنباً إلى جنب مع «قواطي» الكوكاكولا الحمراء أيضا.
ومثلما أن كوريا الشمالية لا تستعين بأي عمالة أجنبية، فإن المطعم لا يعمل فيه سوى شماليات، بل أن النادلات اللواتي يقمن بإعداد المأكولات والمشروبات للزبائن هن أنفسهن من يقدمنها إليهم، ثم يسارعن فور انتهاء وقت تقديم الطعام إلى تبديل ملابسهن ليبدأن تباعاً في تقديم فقرات فنية راقصة وغنائية وموسيقية للترفيه عن الزبائن وتعريفهن بالثقافة والفنون الكورية الشمالية.
وبينما يبدو المشهد متناغماً، فعلى جانب آخر يبدو النشاز هو السمة الطاغية على التنافر الحاد القائم بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ عقود، وهو التنافر الذي زادت حدة نبرته على مدار الأسابيع القليلة الماضية بين زعيمة الرأسمالية الولايات المتحدة ممثلة برئيسها دونالد ترامب من ناحية وبين صومعة الشيوعية كوريا الشمالية ممثلة بزعيمها الشاب كيم جونغ أون. فبينما تزداد حرارة صفيح التلاسن بين العاصمتين، نرى في المطعم أن العرض يتواصل كل ليلة. فما أن ينتهي الزبائن من تناول طعام العشاء حتى يتم جعل أضواء المكان خافتة ثم تبدأ النادلات في تقمص أدوار الفنانات الاستعراضيات ويقدمن فقراتهن الراقصة والغنائية والموسيقية للترفيه عن الزبائن الجالسين.
وفي نظر المتأمل، يبدو هذا التعايش المتناغم بين شارات الجمهورية الشيوعية وقواطي المشروب الرأسمالي متناقضا على نحو صارخ مع التهديد الناري الذي أطلقه ترامب الشهر الماضي في أول خطبة له من على متبر الأمم المتحدة بأن يدمر كوريا الشمالية كلياً. وفي المقابل، ردت بيونغ يانغ بتصريحات مزجت بين السخرية من تهديدات ترامب والوعيد برد قاس عند الضرورة.
وفي ضوء المقارنة بين المشهدين، يمكننا صياغة السؤال الاستهلالي ليصبح: هل سيأتي يوم نشهد فيه نجاح الشعوب من خلال الفن والثقافة في جعل الرأسمالية تتقارب وتتعايش مع الشيوعية مثلما هو حاصل فعليا بين «قواطي» الكوكاكولا و«شارات» كوريا الشمالية في «أوكريو - جوان»؟
هذا السؤال يبحث لنفسه عن إجابة - وربما يكون قد عثر عليها فعلياً - في مطعم ترفيهي كوري شمالي يوجد في إحدى أشهر المدن العربية وأكثرها تنوعاً من حيث عدد الجنسيات التي تعيش وتعمل فيها. المطعم الترفيهي يحمل اسم «أوكريو- جوان» ويتميز بأنه يقدم لزبائنه المأكولات والمشروبات إلى جانب الفقرات الفنية الاستعراضية.
أما المشهد الذي يتكرر بداخله في كل ليلة ويرمز إلى تلاقي وتعايش نقيضين فهو مشهد النادلات الكوريات الشماليات وهن يحملن صوانيّ عليها «قواطي» (عُلب) كوكاكولا ليقدمنها إلى الزبائن جنباً إلى جنب مع مشروبات وأكلات كورية شمالية وأخرى غربية.
الرمزية في داخل ذلك المطعم صارخة الإيحاء، وتلخص تعايشاً من نوع خاص بين رمز شيوعي وآخر رأسمالي. فالنادلات يحملن على صدور قمصانهن الحمراء شارات صغيرة تحمل اسم وعلم كوريا الشمالية، وهي الشارات التي تبدو خلال حركتهن ذهاباً وإياباً وكأنها تحلّق معهن في أرجاء المطعم جنباً إلى جنب مع «قواطي» الكوكاكولا الحمراء أيضا.
ومثلما أن كوريا الشمالية لا تستعين بأي عمالة أجنبية، فإن المطعم لا يعمل فيه سوى شماليات، بل أن النادلات اللواتي يقمن بإعداد المأكولات والمشروبات للزبائن هن أنفسهن من يقدمنها إليهم، ثم يسارعن فور انتهاء وقت تقديم الطعام إلى تبديل ملابسهن ليبدأن تباعاً في تقديم فقرات فنية راقصة وغنائية وموسيقية للترفيه عن الزبائن وتعريفهن بالثقافة والفنون الكورية الشمالية.
وبينما يبدو المشهد متناغماً، فعلى جانب آخر يبدو النشاز هو السمة الطاغية على التنافر الحاد القائم بين واشنطن وبيونغ يانغ منذ عقود، وهو التنافر الذي زادت حدة نبرته على مدار الأسابيع القليلة الماضية بين زعيمة الرأسمالية الولايات المتحدة ممثلة برئيسها دونالد ترامب من ناحية وبين صومعة الشيوعية كوريا الشمالية ممثلة بزعيمها الشاب كيم جونغ أون. فبينما تزداد حرارة صفيح التلاسن بين العاصمتين، نرى في المطعم أن العرض يتواصل كل ليلة. فما أن ينتهي الزبائن من تناول طعام العشاء حتى يتم جعل أضواء المكان خافتة ثم تبدأ النادلات في تقمص أدوار الفنانات الاستعراضيات ويقدمن فقراتهن الراقصة والغنائية والموسيقية للترفيه عن الزبائن الجالسين.
وفي نظر المتأمل، يبدو هذا التعايش المتناغم بين شارات الجمهورية الشيوعية وقواطي المشروب الرأسمالي متناقضا على نحو صارخ مع التهديد الناري الذي أطلقه ترامب الشهر الماضي في أول خطبة له من على متبر الأمم المتحدة بأن يدمر كوريا الشمالية كلياً. وفي المقابل، ردت بيونغ يانغ بتصريحات مزجت بين السخرية من تهديدات ترامب والوعيد برد قاس عند الضرورة.
وفي ضوء المقارنة بين المشهدين، يمكننا صياغة السؤال الاستهلالي ليصبح: هل سيأتي يوم نشهد فيه نجاح الشعوب من خلال الفن والثقافة في جعل الرأسمالية تتقارب وتتعايش مع الشيوعية مثلما هو حاصل فعليا بين «قواطي» الكوكاكولا و«شارات» كوريا الشمالية في «أوكريو - جوان»؟