مشهد
معجون حلاقة للأسنان!
في واحد من المؤشرات على وجود مشكلة حقيقية في التركيز لدى الإنسان المعاصر؛ إنك حين تحاول أن تستعمل المعجون لحلاقة الذقن تفاجأ بأنك قد استعملت بدلا منه معجون الأسنان أو بالعكس. هذه الحادثة التي تكررت معي مرات عدة هي من المؤشرات المزعجة على عدم قدرتي على التركيز، وقد يكون لذلك العديد من الأسباب المنطقية التي تشتت الذهن ويقوم المرء بعدها بالتصرف بتلقائية وعفوية بدون أن يتحقق من صحة عمله. فمشاكل العمل والسعي وراء الرزق ومصاعب تربية الأولاد ومتطلبات البيت والاستنزاف اليومي للذهن والأعصاب في الشوارع بسبب الزحمة والرعونة، ومتابعة الأحداث السياسية المرعبة التي تعرض على التلفزيون، والإفراط في استعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة كالهواتف النقالة والحواسيب اللوحية وغيرها كلها قد ساعدت على ضعف الذاكرة المرضي وفقدان ملكة الحفظ وتشتت الذهن وضياع التركيز، كل ذلك وأكثر مما يتعرض له إنسان القرن الواحد والعشرين.
ولا شك أن كل من يقرأ هذا المقال قد تعرض لموقف مشابه لهذا بشكل أو بآخر كأن يكون ذاهبا للدوام ويذهب لمكان عمله السابق أو أن يتناول دواءه مرتين ظنا منه أنه لم يفعل ذلك مسبقا.
ومن الحقائق العلمية الحديثة أن الرجل أكثر عرضة للتشتت منه عن النساء، فالنساء يمتلكن القدرة التي وهبهن إياها الله سبحانه وتعالى في التركيز وإنجاز مجموعة من المهام في آن واحد بينما لسوء حظ الرجل فلا يمتلك هذه المقدرة إلا القليل منهم. وقد يلوم لائم من الرجال تقصير زوجته في بعض الأحيان في إتمام مهامها المنزلية ولو كان الرجل في موقع الزوجة (لا سمح الله) لما استطاع تنفيذ 50 في المئة من المهام المنوطة به ولأقام الدنيا ولم يقعدها.
ومن الأسباب الواضحة والتي يمكننا أن نضعها في خانة عوامل الخطورة والتي تقصر العمر الافتراضي للإنسان؛ توقيت النوم الخاطئ وأنواع الطعام الضار والتدخين والإدمان على مشاهدة الأخبار السياسية وانعدام ممارسة الرياضة ومخالطة الناس وتحمل إساءاتهم.
فالنوم على سبيل المثال يؤثر سلبا أو إيجابا على حياة المرء. فكلنا يعلم فوائد النوم المبكر على صحة الإنسان وذاكرته وقدرته على العطاء ونفسيته، فكلما قلّت ساعات النوم عن المعتاد زادت عصبية المرء وارتفعت لديه وتيرة الاستعداد للدخول في المهاترات والشجارات، ولذلك يعتبر النوم المفتاح الأول للصحة والنجاح والسعادة، وقد طابق المثل الشعبي الدارج «نام بكير شوف الصحة كيف بتصير» هذه الاستنتاجات المنطقية تؤكد أن سر التميز والإبداع يبدأ من النوم المبكر، وإذا بحثنا في تاريخ العظماء والعباقرة والمبدعين على مر التاريخ لوجدنا أن معظمهم كان يحرص على أن ينال قسطا وافرا من النوم الذي يشكل بالنسبة له زادا يستعين به لتحقيق طموحاته وانجازاته اليومية.
أما بالنسبة للطعام فهذه معضلة نتشارك فيها سويا، فما نتناوله يوميا من طعام في غالبه لا يرتقي مطلقا لمستوى الغذاء الصحي بل أستطيع أن أصفه بأنه كالمادة المالئة التي نحشي بها أمعائنا لسد غريزة الجوع وديمومة الحياة فقط، ولكن ليس لنا عذر مطلقا في هذه العادات الغذائية السيئة ذلك أن أضرارها معروفة ونقرأها ليل نهار في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعية والكتب.
في حين أن الرياضة تشكل دواء شافيا لكثير من مشاكلنا الصحية وعلى رأسها أمراض القلب والشرايين والسمنة وغيرها، وعليه فإن كنت ممن يمارسها يوميا فهنيئا لك وإن كنت ترغب بحياة صحية تخلو من الأمراض والكسل فلا أقل من بعض الدقائق اليومية من الرياضة التي تمنحك أيضا جرعات من السعادة والسرور، وتنشط دورتك الدموية التي ستنشط ذاكرتك كمحصلة طبيعية لحالتك الصحية السليمة.
في حين تشكل الضغوط النفسية التي نتعرض لها يوميا مشكلة مزمنة عصية على العلاج نظرا للسرعة الخارقة التي تميز عصرنا هذا دون غيره من العصور السابقة، ويأتي في مقدمة هذه الضغوط متابعة الكوارث السياسية التي تحل على عالمنا العربي وذلك من خلال التفزيون أو وسائل التواصل.
نعم فقد يكون هذا قدرنا الذي لا بد من معايشته فإن أحسنا أحسنا لأنفسنا وإن أسأنا فالعواقب وخيمة، ويبدو والله أعلم أن أمتنا تسير نحو الهاوية بشكل لم يسبق له نظير في تاريخنا العريق، فها هو العراق على بوابة التقسيم وسوريا ستلحق بها حسب المتوقع والمعطيات الأولية، وهنا غير بعيد أصاب الشرخ دول مجلس التعاون الخليجي وزد على ذلك ما يحدث في اليمن وليبيا ومصر وفلسطين التي تتآكل أرضها شبرا شبرا حتى لا يبقى لنا فيها موطئ قدم في المستقبل القريب جدا.
كل هذه الأحداث تدمر ملكات الإبداع والقدرات الخلاقة لدى المواطن العربي وتفقده لذة الإنجاز ومتعة التطوير ويصاب ذهنه بالشلل المؤقت الذي يقعده عن العمل بروح خالية من العقد والمشاكل.
أما الأبناء، وما أدراك ما الأبناء فهم البلسم للجروح والمتعة الأبدية للروح ولكن للوصول إلى تحقيق غايات التربية الصحيحة لا بد من امتلاك قدرة جبارة على الصبر ومجالدة النفس من أجل ترسيخ المبادئ التربوية التي يسعى لها الوالدين... وهذا الصبر بحد ذاته سوف يستهلك من قدرتك على التركيز وبالتالي الوقوع في الأخطاء.
ولكن هل هنالك من علاج لهذه الأمراض المعاصرة؟ نعم بالتأكيد إن آمنت بالقاعدة الربانية «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» وحينها ستنفرج الغمة وتزول.
ولا شك أن كل من يقرأ هذا المقال قد تعرض لموقف مشابه لهذا بشكل أو بآخر كأن يكون ذاهبا للدوام ويذهب لمكان عمله السابق أو أن يتناول دواءه مرتين ظنا منه أنه لم يفعل ذلك مسبقا.
ومن الحقائق العلمية الحديثة أن الرجل أكثر عرضة للتشتت منه عن النساء، فالنساء يمتلكن القدرة التي وهبهن إياها الله سبحانه وتعالى في التركيز وإنجاز مجموعة من المهام في آن واحد بينما لسوء حظ الرجل فلا يمتلك هذه المقدرة إلا القليل منهم. وقد يلوم لائم من الرجال تقصير زوجته في بعض الأحيان في إتمام مهامها المنزلية ولو كان الرجل في موقع الزوجة (لا سمح الله) لما استطاع تنفيذ 50 في المئة من المهام المنوطة به ولأقام الدنيا ولم يقعدها.
ومن الأسباب الواضحة والتي يمكننا أن نضعها في خانة عوامل الخطورة والتي تقصر العمر الافتراضي للإنسان؛ توقيت النوم الخاطئ وأنواع الطعام الضار والتدخين والإدمان على مشاهدة الأخبار السياسية وانعدام ممارسة الرياضة ومخالطة الناس وتحمل إساءاتهم.
فالنوم على سبيل المثال يؤثر سلبا أو إيجابا على حياة المرء. فكلنا يعلم فوائد النوم المبكر على صحة الإنسان وذاكرته وقدرته على العطاء ونفسيته، فكلما قلّت ساعات النوم عن المعتاد زادت عصبية المرء وارتفعت لديه وتيرة الاستعداد للدخول في المهاترات والشجارات، ولذلك يعتبر النوم المفتاح الأول للصحة والنجاح والسعادة، وقد طابق المثل الشعبي الدارج «نام بكير شوف الصحة كيف بتصير» هذه الاستنتاجات المنطقية تؤكد أن سر التميز والإبداع يبدأ من النوم المبكر، وإذا بحثنا في تاريخ العظماء والعباقرة والمبدعين على مر التاريخ لوجدنا أن معظمهم كان يحرص على أن ينال قسطا وافرا من النوم الذي يشكل بالنسبة له زادا يستعين به لتحقيق طموحاته وانجازاته اليومية.
أما بالنسبة للطعام فهذه معضلة نتشارك فيها سويا، فما نتناوله يوميا من طعام في غالبه لا يرتقي مطلقا لمستوى الغذاء الصحي بل أستطيع أن أصفه بأنه كالمادة المالئة التي نحشي بها أمعائنا لسد غريزة الجوع وديمومة الحياة فقط، ولكن ليس لنا عذر مطلقا في هذه العادات الغذائية السيئة ذلك أن أضرارها معروفة ونقرأها ليل نهار في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعية والكتب.
في حين أن الرياضة تشكل دواء شافيا لكثير من مشاكلنا الصحية وعلى رأسها أمراض القلب والشرايين والسمنة وغيرها، وعليه فإن كنت ممن يمارسها يوميا فهنيئا لك وإن كنت ترغب بحياة صحية تخلو من الأمراض والكسل فلا أقل من بعض الدقائق اليومية من الرياضة التي تمنحك أيضا جرعات من السعادة والسرور، وتنشط دورتك الدموية التي ستنشط ذاكرتك كمحصلة طبيعية لحالتك الصحية السليمة.
في حين تشكل الضغوط النفسية التي نتعرض لها يوميا مشكلة مزمنة عصية على العلاج نظرا للسرعة الخارقة التي تميز عصرنا هذا دون غيره من العصور السابقة، ويأتي في مقدمة هذه الضغوط متابعة الكوارث السياسية التي تحل على عالمنا العربي وذلك من خلال التفزيون أو وسائل التواصل.
نعم فقد يكون هذا قدرنا الذي لا بد من معايشته فإن أحسنا أحسنا لأنفسنا وإن أسأنا فالعواقب وخيمة، ويبدو والله أعلم أن أمتنا تسير نحو الهاوية بشكل لم يسبق له نظير في تاريخنا العريق، فها هو العراق على بوابة التقسيم وسوريا ستلحق بها حسب المتوقع والمعطيات الأولية، وهنا غير بعيد أصاب الشرخ دول مجلس التعاون الخليجي وزد على ذلك ما يحدث في اليمن وليبيا ومصر وفلسطين التي تتآكل أرضها شبرا شبرا حتى لا يبقى لنا فيها موطئ قدم في المستقبل القريب جدا.
كل هذه الأحداث تدمر ملكات الإبداع والقدرات الخلاقة لدى المواطن العربي وتفقده لذة الإنجاز ومتعة التطوير ويصاب ذهنه بالشلل المؤقت الذي يقعده عن العمل بروح خالية من العقد والمشاكل.
أما الأبناء، وما أدراك ما الأبناء فهم البلسم للجروح والمتعة الأبدية للروح ولكن للوصول إلى تحقيق غايات التربية الصحيحة لا بد من امتلاك قدرة جبارة على الصبر ومجالدة النفس من أجل ترسيخ المبادئ التربوية التي يسعى لها الوالدين... وهذا الصبر بحد ذاته سوف يستهلك من قدرتك على التركيز وبالتالي الوقوع في الأخطاء.
ولكن هل هنالك من علاج لهذه الأمراض المعاصرة؟ نعم بالتأكيد إن آمنت بالقاعدة الربانية «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» وحينها ستنفرج الغمة وتزول.