جعفر رجب / تحت الحزام / الكاتب «السيبندي»
وصلني قبل يومين بالبريد الالكتروني، مقال- لكاتب كويتي في صحيفة كويتية شقيقة - لا يكتبه كاتب في مجلات «البلاي بوي»، فما بالكم بكاتب «صاحب لحية غانمة»، الانسان ابن بيئته، ولاعلاقة باللحية أو دونها بأخلاقه، فكاتبنا السالف الذكر، كان أول دخوله الصحافة بلحية طويلة ودشداشة قصيرة، ثم قصرت لحيته وطالت دشداشته، وهو ويعتبر من الكتاب «الاسلاميين» القلائل الذي ينسفون نسفة «الكوبرا»!
الكاتب تحدث عن فوزية الدريع، ثم فجأة دخل في شارع فرعي، ليتحدث عن «أماكن العفة» في المرأة، بطريقة سوقية، لا يقولها حتى «سيبندي» جالس مع ربعه «السيبنديه» خلف محول في جزيرة بوبيان!
الحديث ليس عن الكاتب بحد ذاته، ولا اسلوبه، ولا تحوله من كاتب «سلفي» الى «فلسي»، ولكن عن المواضيع التي عادة تثير الكتاب «الملتحين»، ويثيرونها في مقالاتهم!
فما ان شاهد«صديق» احدهم - لأنهم عادة لا يذهبون للأسواق- مراهقة بلبس متحرر في احد الأسواق، الا وكتب مقالا كاملا يتحدث فيه عن كيفية اظهار مفاتنها، ومشيتها، وحجم خصرها، وماركة ملابسها، ولون شعرها.
وما أن يتابع احدهم مسلسلا (ويبلغ الكاتب) - لأنهم عادة لا يملكون تلفزيونات في بيوتهم- الا وكتب بالتفصيل عن احداث المسلسل، والممثلات وقبلاتهن، وماركة الروج، وتسريحة شعر البطلة، وكيف ان البطل قبل البطلة، في مشهد رومانسي على البحر، ثم يطالب طبعا بوقف المسلسل!
وما ان يستمع الى أغنية «بالصدفة» في الاذاعة، ثم يشاهد «صاحبه» فيديو كليب الاغنية في التلفزيون، الا وكتب بحثا تحليليا عن كيفية ميلان الفتيات على المطرب، وكيف غمز المطرب، وكيف صور المخرج المشاهد،وماهي المقاطع المثيرة،ويشرح بعدها كلمات الاغنية بالتفصيل،وكيفية تأثير الكلمات على النشء، ويطالب بمنع هؤلاء من دخول الكويت!
وما ان يصدر كتاب أو رواية لم يسمع بها احد، وبها بعض الايحاءات الجنسية، الا وشمر الكاتب «الملتحي» عن ذراعه، وبدأ بتحليل الكتاب، وتصنيفه، ويتحدث عن الكتاب وكأنه مؤلفها، وطابعها، ومخرجها، ومصححها، وناشرها، وقد يتحدث عن الأخطاء المطبعية فيها، ثم يطالب بحرق الكتاب والكاتب!
وكاتب آخر، عناوين مقالاته لا تتعدى تفاصيل جسد النساء بتفاصيلها الدقيقة، دعما منه لمقالته التي تدعو الى الاخلاق والفضيلة!
هؤلاء الكتاب، أصبحوا دليل الناس في متابعة المسلسلات والكليبات الغنائية، وهو جهد يشكرهم عليه القنوات العربية الفاسقة!
جعفر رجب
[email protected]
الكاتب تحدث عن فوزية الدريع، ثم فجأة دخل في شارع فرعي، ليتحدث عن «أماكن العفة» في المرأة، بطريقة سوقية، لا يقولها حتى «سيبندي» جالس مع ربعه «السيبنديه» خلف محول في جزيرة بوبيان!
الحديث ليس عن الكاتب بحد ذاته، ولا اسلوبه، ولا تحوله من كاتب «سلفي» الى «فلسي»، ولكن عن المواضيع التي عادة تثير الكتاب «الملتحين»، ويثيرونها في مقالاتهم!
فما ان شاهد«صديق» احدهم - لأنهم عادة لا يذهبون للأسواق- مراهقة بلبس متحرر في احد الأسواق، الا وكتب مقالا كاملا يتحدث فيه عن كيفية اظهار مفاتنها، ومشيتها، وحجم خصرها، وماركة ملابسها، ولون شعرها.
وما أن يتابع احدهم مسلسلا (ويبلغ الكاتب) - لأنهم عادة لا يملكون تلفزيونات في بيوتهم- الا وكتب بالتفصيل عن احداث المسلسل، والممثلات وقبلاتهن، وماركة الروج، وتسريحة شعر البطلة، وكيف ان البطل قبل البطلة، في مشهد رومانسي على البحر، ثم يطالب طبعا بوقف المسلسل!
وما ان يستمع الى أغنية «بالصدفة» في الاذاعة، ثم يشاهد «صاحبه» فيديو كليب الاغنية في التلفزيون، الا وكتب بحثا تحليليا عن كيفية ميلان الفتيات على المطرب، وكيف غمز المطرب، وكيف صور المخرج المشاهد،وماهي المقاطع المثيرة،ويشرح بعدها كلمات الاغنية بالتفصيل،وكيفية تأثير الكلمات على النشء، ويطالب بمنع هؤلاء من دخول الكويت!
وما ان يصدر كتاب أو رواية لم يسمع بها احد، وبها بعض الايحاءات الجنسية، الا وشمر الكاتب «الملتحي» عن ذراعه، وبدأ بتحليل الكتاب، وتصنيفه، ويتحدث عن الكتاب وكأنه مؤلفها، وطابعها، ومخرجها، ومصححها، وناشرها، وقد يتحدث عن الأخطاء المطبعية فيها، ثم يطالب بحرق الكتاب والكاتب!
وكاتب آخر، عناوين مقالاته لا تتعدى تفاصيل جسد النساء بتفاصيلها الدقيقة، دعما منه لمقالته التي تدعو الى الاخلاق والفضيلة!
هؤلاء الكتاب، أصبحوا دليل الناس في متابعة المسلسلات والكليبات الغنائية، وهو جهد يشكرهم عليه القنوات العربية الفاسقة!
جعفر رجب
[email protected]
