متنوعة في تركيباتها وأشكالها وأحجامها وألوانها وشِدّة آلامها

الحَصَيات الكُلويِّة: أغذية تُكثِّرها... وأخرى تُكسِّرها!

تصغير
تكبير
على المصاب أن يسأل طبيبه المعالج عن نوع حصياته وعن الأطعمة التي تُغذيها والأطعمة التي تقي منها

عدم شرب السوائل بكميات كافية من أهم مسببات نشوء الحَصَيات

زيادة الوزن تلعب دوراً في زيادة خطر نشوء حَصَيات كُلويّة
وفقا لإحصائيات «منظمة الصحة العالمية»، فإن 3 تقريبا من بين كل 10 أشخاص على مستوى العالم يصابون في مرحلة ما من حياتهم بدرجة من درجات الحَصَيات الكُلويِّة، وواحدا من بين هؤلاء الثلاثة تتفاقم حَصَياته إلى درجة مرضية ذات آلام مبرحة وتستدعي علاجا طبيا.

ففي أحوال كثيرة، تتشكل حَصَيات كلوية ذات أقطار صغيرة - في حجم حبات الرمل أو أقل - وتخرج من الجسم بشكل طبيعي مع البول من دون أن يشعر الشخص بأعراض أو آلام كبيرة. ولكن إذا وصل قُطر الحصاة الكُلويِّة إلى 5 ملليمترات، فعندها يمكن أن تنحشر وتسد أحد الحالبين اللذين يتدفق البول عبرهما في طريق نزوله إلى المثانة، الأمر الذي يتسبب في شعور المريض بآلام مبرحة ومزعجة في أسفل الظهر أو البطن نتيجة لعسر التبول، وهي الآلام التي تتفاوت شدتها وطبيعتها استنادا إلى حجم الحصاة ونوعها وشكلها. وقد تؤدي الحَصَيات الكُلويِّة أيضا إلى نزيف داخلي يتجلى في اختلاط البول بالدم أو قيء أو عسر التبول.

وفي الأحوال المرضية والوقائية، من الأفضل اللجوء إلى خبير تغذية متخصص في الوقاية من حصى الكليتين كي يساعدك على تخطيط نظام غذائي مناسب لك سواء للوقاية من عودة الحَصَيات الكُلويِّة، أو لتقليص تكاثر أعدادها، أو حتى لتفتيتها (تكسيرها) جزئيا أو كليا.

وما بين مسببات تكثير الحَصَيات الكُلويِّة ومحاولات تكسيرها أو كبح تكاثرها، تبقى القاعدة الذهبية العامة متمثلة في أن شُرب كميات كافية من السوائل – ولا سيما الماء – هي كلمة السر والشيء الأكثر أهمية الذي يمكنك القيام به لمنع أو تقليص فرص نشوء حَصَيات كُلويّة. وباستثناء الحالات التي يكون المريض مصابا فيها بالفشل الكُلوي، فإن معظم الأطباء واختصاصيي الرعاية الصحية يوصون بالمواظبة على شرب ما بين ستة وثمانية أكواب من الماء يوميا بحيث تبلغ سعة الكوب الواحد منها حوالى رُبع لتر، أي ما يتراوح إجماليه ما بين 1.5 و 2 لتر. لكن يستحسن أن تستشير طبيبا أو اختصاصيا حول إجمالي مقدار السوائل المناسب لك على مدار اليوم.

في التقرير التالي، نسبر أغوار ومسالك الحَصَيات الكُلويِّة من منظور دور الأغذية والسوائل في «تكثيرها»... أو في «تكسيرها» بمعنى تفتيتها وكبح تكاثرها:

الحصاة الكُلويِّة هي عبارة عن كتلة من مواد صلبة تتجمع في داخل الكلية أو في أحد مسالك البول. وتتشكل الحَصَيات الكُلويِّة عادة في داخل الكليتين، لكنها قد تتدحرج وتنتقل وصولا إلى المسالك البولية الأخرى، بما في ذلك الحالبين والمثانة.

والحصيات الكلوية متنوعة إلى درجة كبيرة من حيث العناصر والأملاح التي تؤلف تركيباتها، وكذاك من حيث أشكالها الخارجية وأحجامها وألوانها، كما تتفاوت شِدّة الآلام التي تنجم عنها.

ومن بين أهم عوامل الخطر التي تسهم في نشوء الحَصَيات الكُلويِّة: الإفراط في تناول الكالسيوم في الأغذية أو كمكملات، والسمنة، وبعض الأطعمة، وبعض الأدوية، وفرط نشاط الغدة الدرقية، ومرض النقرس، وعدم شرب السوائل بكميات كافية يوميا.

وتتشكل الحَصَيات في الكليتين عندما يزيد تركيز المعادن في البول عن مستويات معينة. ويستند التشخيص عادة إلى رصد الأعراض الخارجية سريريا، ثم تحليل البول، والتصوير التشخيصي. وقد تفيد اختبارات الدم في بعض الحالات.

كما أظهرت نتائج دراسات أن زيادة الوزن تسهم في زيادة خطر نشوء حَصَيات كُلويّة. لذا فإنه من المفيد جدا لمن يعانون من السمنة وزيادة الوزن أن يلجأوا إلى اختصاصي تغذية كي يساعدهم على تخطيط نظام غذائي لإنقاص الوزن من ناحية والوقاية من الحَصَيات من جهة ثانية.

وإذا كانت لديك حَصَيات فعليا، فمن المهم جدا أن تسأل طبيبك أو اختصاصي الرعاية الصحية الذي يشرف على معالجتك عن نوع الحصى الذي لديك. واستنادا إلى معرفة نوع الحصى، يمكنك أن تختار الأطعمة والأشربة التي ينبغي أن تقلل منه والتي يستحسن أن تكثر من تناولها لأنها تقلص فرص تكاثر أعداد ذلك النوع من الحَصَيات.

وبتعبير آخر، فإن الهدف من وراء ذلك هو إدخال تغييرات على كميات ما تتناوله من صوديوم، وبروتين حيواني، وكالسيوم، وأملاح أوكسالات في الطعام الذي تتناوله. وبشكل عام، يحتاج المريض إلى أن ينتبه جيدا إلى اختيارات الأغذية والمشروبات التي يتناولها في حال كان مصابا بأحد أنواع الحَصَيات التالية التي تعتبر الأكثر شيوعا بين مرضى في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام:

• حَصَيات أملاح أوكسالات الكالسيوم

• حَصَيات فوسفات الكالسيوم

• حَصَيات حمض اليوريك

• حَصَيات السيستين (تتشكّل في المثانة البولية)

نستعرض في التالي هذه الأنواع الأربعة من الحَصَيات الكُلويِّة، مع توضيح أنواع الأغذية التي تسهم في تكوينها، إلى جانب نصائح وإرشادات غذائية وقائية:

• أولا: حَصَيات أملاح

أوكسالات الكالسيوم

- قلِّص أملاح الأوكسالات

بطبيعة الحال، تعتمد الوقاية من نشوء وتكاثر حَصَيات أملاح الأوكسالات عموما على خفض كميات ذلك النوع تحديدا من الأملاح في ما تتناوله من أطعمة ومشروبات.

فإذا كانت حَصَيات كليتيك تتألف بشكل أساسي من أملاح أوكسالات الكالسيوم، فمن الأفضل لك أن تحرص قدر المستطاع على تقليص أو تفادي تناول الأطعمة التالية من أجل تقليل كمية ونسبة تلك الأملاح في بولك:

* المكسرات ومشتقاتها.

* الفول السوداني والبقوليات عموما، لكونها غنية بأملاح الأوكسالات.

* السبانخ

* نخالة القمح

ولمزيد من الحرص والاحتياط، استشر طبيبك المعالج أو اختصاصي تغذية حول الأغذية الأخرى التي تحوي نسبا عالية من تلك الأملاح، وحول أقصى كمية مناسبة يمكنك أن تتناولها ضمن نظامك الغذائي اليومي.

- قلّص الصوديوم

تزداد فرصة خطر نشوء حَصَيات في كُلْيتيك مع زيادة كمية ما تتناوله من معدن الصوديوم الغذائي. والصوديوم هو جزء من مكونات ملح الطعام، ولذلك فإنه يوجد في كثير من الأغذية المعلبة والجاهزة وفي الأطعمة السريعة. بل إنه يوجد أيضا في معظم أنواع المتبلات واللحوم الجاهزة.

ولمزيد من الوقاية، استشر طبيبك المعالج أو اختصاصي رعاية صحية حول المصادر الغذائية الأخرى التي تحوي نسبا عالية من الصوديوم، وحول أقصى كمية مناسبة يمكنك أن تتناولها ضمن نظامك الغذائي اليومي.

- قلّل البروتين الحيواني

الإكثار من تناول البروتين الحيواني يُسهم عادة في زيادة فرص واحتمالات نشوء حَصَيات كُلويّة. وفي حال رغبتك في وقاية نفسك من نشوء تلك الحَصَيات أو حتى الحد من تكاثرها عددا وحجما، فمن المهم جدا أن تستشير طبيبا أو اختصاصيا حول أغنى مصادر البروتين الحيواني، والتي تشمل ما يلي:

* لحوم الأبقار والدجاج والخنزير

* البيض

* الأسماك والمحار

* الحليب، والأجبان، ومشتقات الألبان الأخرى

لكن رغم أنه يتعين عليك أن تقلِّص كمية ما تتناوله من بروتين حيواني يوميا، فإنك تبقى في حاجة للتأكد من حصولك على كفايتك اليومية من البروتين من أجل صحة جسمك. لذا، ننصحك بتفادي معظم أنواع من البروتينات الحيوانية التي تأكلها عادة والاستعاضة عنها بمصادر بروتين نباتي، ولا سيما الفول والبازلاء المجففة والعدس، وهي جميعها أطعمة نباتية غنية بالبروتين وفي الوقت ذاته تنخفض فيها كميات أملاح الأوكسالات.

وإذا كنت تعاني فعليا من نشوء هذا النوع من الحَصَيات، فينبغي عليك أن تستشير طبيبا مختصا أو أخصائي تغذية حول الحد الآمن لك من إجمالي كمية البروتينات التي يمكنك أن تتناولها على مدار اليوم، وكم منها ينبغي أن يكون مصدره حيواني أو نباتي.

- احصل على كفايتك من الكالسيوم

على الرغم من أن البعض قد يعتقدون أن الكالسيوم الغذائي هو السبب في نشوء حَصَيات الكالسيوم الكُلويِّة، فإن الحقيقة ليست كذلك، إذ إن تناول الكالسيوم بكميات مناسبة ومعتدلة يمكن أن يسهم وبشكل فعال في منع تراكم مواد أخرى في الجهاز الهضمي وهي المواد التي تؤدي إلى تحوصل هذا النوع من الحَصَيات.

وكوقاية وعلاج، يستحسن لك أن تتناقش مع طبيبك المعالج أو مع أخصائي تغذية حول كمية الكالسيوم التي يجب أن تتناولها في غذائك للمساعدة في منع نشوء مزيد من حَصَيات أملاح أوكسالات الكالسيوم إلى جانب تدعيم قوة عظامك.

وقد يكون من الأنسب والأمثل لك في مثل هذه الحالة أن تحصل على الكالسيوم من أغذية ذات أصل نباتي ومنخفضة أملاح الأوكسالات، مثل: العصائر، والحبوب والخبز، وبعض أنواع الخضار، وبعض أنواع الفاصوليا. واستشر متخصصا حول أفضل مصادر الكالسيوم الغذائية الأخرى الأنسب لك.

• ثانيا: حَصَيات فوسفات الكالسيوم

- قلِّل الصوديوم

بشكل عام، تزداد احتمالات إصابتك بحَصَيات كُلويّة كلما ازداد استهلاكك لعنصر الصوديوم في غذائك. وعنصر الصوديوم هو جزء من ملح الطعام الذي قد لا ينتبه كثيرون إلى حقيقة أنه يوجد في كثير من الأطعمة الجاهزة مسبقا، بما في ذلك المعلبات، والوجبات السريعة، واللحوم المُعالجة، بل إنه يوجد أيضا بكميات مرتفعة نسبيا في كثير من أنواع خلطات التتبيل المعلبة.

لذا، فإن الصوديوم على الأخص يحتاج إلى قدر عال من الحذر نظرا إلى أن كثيرين لا ينتبهون إلى وجوده في كثير من الأطعمة. ولهذا السبب، من المهم جدا لمن يريدون وقاية أنفسهم أن يستشيروا اختصاصي كي يساعدهم يرشدهم إلى كيفية احتساب اجمالي كميات الصوديوم التي يتناولونها في أغذيتهم المتنوعة على مدار اليوم، وألا يحسبوا فقط كمية الملح الخام التي يضيفونها بأنفسهم.

- قلّص استهلاكك من البروتين الحيواني

قد يتسبب إكثارك من تناول البروتين الحيواني في زيادة احتمالات وفرص اصابتك بحَصَيات كُلويّة. لذا فمن المهم أن تسأل اختصاصيا عن المصادر الغنية بالبروتين الحيواني كي تقلل استهلاكك منها، بما في ذلك:

* لحوم البقر، والدجاج، ولحم الخنزير

* البيض

* الأسماك والمحار

* الحليب، والجبن، ومشتقات الألبان الأخرى

على الرغم من أنك قد تحتاج إلى أن تقلص كمية البروتين الحيواني التي تتناولها على مدار يومك، فإنك تبقى بحاجة إلى التأكد من حصول جسمك على ما يكفيه من البروتين. والحل الأمثل يكمن في أن تنسق مع اختصاصي لتستيعض عن بعض مصادر البروتين الحيواني التي تتناولها ببدائل غنية بالبروتين النباتي، بما في ذلك:

* البقوليات: مثل الفاصوليا، والبازلاء المجففة، والعدس، والفول السوداني

* الأغذية المشتقة من فول الصويا، مثل: حليب الصويا، وزبدة الصويا، والجبن النباتي.

* المكسرات ومشتقاتها، مثل: اللوز، وزبد اللوز، والكاجو، وزبد الكاجو، والجوز، والفستق

* بذور زهرة دوار الشمس

- خُذ كفايتك من الكالسيوم

رغم أن البعض قد يعتقدون أن الكالسيوم الغذائي هو السبب في نشوء حَصَيات الكالسيوم الكُلويِّة، فإن الحقيقة ليست كذلك، إذ إن تناول الكالسيوم بكميات مناسبة ومعتدلة يمكن أن يسهم وبشكل فعال في منع تراكم مواد أخرى في الجهاز الهضمي وهي المواد التي تؤدي إلى تحوصل هذا النوع من الحَصَيات.

وكوقاية وعلاج، يستحسن لك أن تتناقش مع طبيبك المعالج أو مع أخصائي تغذية حول كمية الكالسيوم التي يجب أن تتناولها في غذائك للمساعدة في منع نشوء مزيد من حَصَيات أملاح أوكسالات الكالسيوم إلى جانب تدعيم قوة عظامك.

وقد يكون من الأنسب والأمثل لك في مثل هذه الحالة أن تحصل على الكالسيوم من أغذية ذات أصل نباتي ومنخفضة أملاح الأوكسالات، مثل: العصائر، والحبوب والخبز، وبعض أنواع الخضار، وبعض أنواع الفاصوليا. واستشر متخصصا حول أفضل مصادر الكالسيوم الغذائية الأخرى الأنسب لك.

• ثالثا: حَصَيات حمض اليوريك

- قلِّص البروتين الحيواني

تناول البروتين الحيواني يسهم في زيادة فرص واحتمالات اصابتك بحَصَيات كُلويّة.

وبالتنسيق مع طبيبك المعالج، فإنه يستحسن لك أن تقلص كميات ما تتناول من أغذية غنية بالبروتين الحيواني، بما في ذلك:

* لحوم البقر، والدجاج، ولحم الخنزير.

* البيض

* الأسماك، والمحار

*الحليب، والجبن، ومشتقات الألبان الأخرى

على الرغم من أنك قد تحتاج إلى أن تقلص كمية البروتين الحيواني التي تتناولها على مدار يومك، فإنك تبقى بحاجة إلى التأكد من حصول جسمك على ما يكفيه من البروتين. والحل الأمثل يكمن في أن تنسق مع اختصاصي لتستيعض عن بعض مصادر البروتين الحيواني التي تتناولها ببدائل غنية بالبروتين النباتي، بما في ذلك:

* البقوليات: مثل الفاصوليا، والبازلاء المجففة، والعدس، والفول السوداني

* الأغذية المشتقة من فول الصويا، مثل: حليب الصويا، وزبدة الصويا، والجبن النباتي.

* المكسرات ومشتقاتها، مثل: اللوز، وزبد اللوز، والكاجو، وزبد الكاجو، والجوز، والفستق، وبذور زهرة دوار الشمس

وإلى جانب ذلك، فإن فقدان الوزن الزائد يلعب دورا مهما جدا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حَصَيات حمض اليوريك الكُلويِّة.

• رابعا: حَصَيات السيستين

عندما يتعلق الأمر بحَصَيات السيستين الكُلويِّة، فإن المواظبة على شرب السوائل - ولا سيما الماء - هو أهم شيء يمكنك أن تفعله لمنع نشوء ذلك النوع من الحَصَيات، بل ولتفتيته في بعض الحالات. لكن ينبغي الحذر في المقابل من أن الإفراط في شرب السوائل قد يأتي بنتائج عكسية سلبية. لذا، فمن الأحوط أن تستشير طبيبا مختصا أو اختصاصي تغذية حول كميات السوائل المناسبة والآمنة التي يمكنك أن تتناولها على مدار يومك.

فواكه وخضراوات... تكبح «تكاثر» الحَصَيات

في التالي نسرد مختارات من أهم السوائل والخضراوات والفواكه منخفضة الأوكسالات التي يمكنك تضمينها بكميات مناسبة في نظامك الغذائي اليومي لتقي نفسك من نشوء الحصيات الكلوية، ولكبح تكاثرها إذا كانت موجودة فعليا:

? البروكلي

? خس الروماين

? الخيار بأنواعه

? نبات الهليون

? القرنبيط (الزهرة)

? البصل

? القرع

? الفلفل

? الكوسة

? الفطر

? التوت البري

? العنب

? البطيخ

? الشمام

? الكرز

? التفاح

? البرقوق
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي