وليد العلي... لن تُمحى من ذاكرتي
هناك أناس يشغلون حيزاً كبيراً في حياتنا، لا نعرف كيف نملأه إن غابوا عنا في سفرة قد تنقلهم مئات الأميال بعيداً عنا، ورغم ما يحدثونه من فراغ إلا أن أمل اللقاء بهم يجعلنا نصبر على لوعة فراقنا عنهم...
لكن حين يسافر من يملأ كل ذلك الفراغ في رحلة اللاعودة هنا يكون المُصاب، وتلك تكون الوجيعة، فها هو الشيخ الدكتور وليد العلي والذي تعودنا منذ سنوات أن ينير بكلماته حيزاً من الصفحة الإسلامية في صحيفة «الراي» حيزاً وإن قلت مساحته على الورق إلا أن أثره يبلغ مداه الآفاق من عظم ما يكتب، وشرف ما يحمله من نفع لعموم المسلمين من خلال طرحه الديني المعتدل الذي طالما اتسم به واشتهر بين قرائه ومحبيه...
يوم الاثنين الماضي اتصلت بالشيخ وليد كما عودني كي أذكره بأن يرسل لي مقاله الاسبوعي، لكن الجهاز كان مغلقاً فظللت أعاود الاتصال طيلة النهار لكني لم أتلق رداً، وحين سألت أخبرت أنه خارج البلاد في رحلة دعوية يرافقه فيها الشيخ فهد الحسيني، وقبل أن أبحث عن كلمات تشغل الحيز الذي سيتركه مقاله جاءتني فاجعة أن سفره سيطول...
لقي الشيخان حتفهما في بوركينا فاسو قبل أن ينطلقا في رسالتهما الخالدة بأيادي الخسة والنذالة التي أزهقت روحيهما الطاهرتين، لأستفيق على حقيقة أن صوت الشهيد بإذن الله الدكتور وليد العلي لن أسمعه بعد اليوم عبر الهاتف ليخبرني أنه أرسل مقاله، ولأتأكد أنني لن أبحث بعد اليوم في هاتفي عن رقمه كي أتصل به لأسمع ذلك الصوت الشجي الذي لا تمل من سماعه حين يتكلم وحين يخطب في الناس وحين يصدح بالقرآن الكريم، فرحت أتساءل من يمكن أن يشغل الفراغ الذي أحدثه فينا فراقك؟ وهل لي أن أمحو رقمك من هاتفي لغيابك الذي لن تُكتب له عودة؟
لا يا شيخ وليد فمثلك لا يُمحى من ذاكرة هاتف حتى وإن استحال سماع صوتك من خلاله، لأنك راسخ في ذاكرة وعقل كل من عرفك وتواصل معك، فلن أمحوك من ذاكرتي لأن روحك محفورة بها وإن غيبك الموت عن دنيانا...
رحمك الله يا شيخنا وأسكنك فسيح جناته وكتبك عنده من الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وألهمنا وأسرتك الصبر والسلون، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».
لكن حين يسافر من يملأ كل ذلك الفراغ في رحلة اللاعودة هنا يكون المُصاب، وتلك تكون الوجيعة، فها هو الشيخ الدكتور وليد العلي والذي تعودنا منذ سنوات أن ينير بكلماته حيزاً من الصفحة الإسلامية في صحيفة «الراي» حيزاً وإن قلت مساحته على الورق إلا أن أثره يبلغ مداه الآفاق من عظم ما يكتب، وشرف ما يحمله من نفع لعموم المسلمين من خلال طرحه الديني المعتدل الذي طالما اتسم به واشتهر بين قرائه ومحبيه...
يوم الاثنين الماضي اتصلت بالشيخ وليد كما عودني كي أذكره بأن يرسل لي مقاله الاسبوعي، لكن الجهاز كان مغلقاً فظللت أعاود الاتصال طيلة النهار لكني لم أتلق رداً، وحين سألت أخبرت أنه خارج البلاد في رحلة دعوية يرافقه فيها الشيخ فهد الحسيني، وقبل أن أبحث عن كلمات تشغل الحيز الذي سيتركه مقاله جاءتني فاجعة أن سفره سيطول...
لقي الشيخان حتفهما في بوركينا فاسو قبل أن ينطلقا في رسالتهما الخالدة بأيادي الخسة والنذالة التي أزهقت روحيهما الطاهرتين، لأستفيق على حقيقة أن صوت الشهيد بإذن الله الدكتور وليد العلي لن أسمعه بعد اليوم عبر الهاتف ليخبرني أنه أرسل مقاله، ولأتأكد أنني لن أبحث بعد اليوم في هاتفي عن رقمه كي أتصل به لأسمع ذلك الصوت الشجي الذي لا تمل من سماعه حين يتكلم وحين يخطب في الناس وحين يصدح بالقرآن الكريم، فرحت أتساءل من يمكن أن يشغل الفراغ الذي أحدثه فينا فراقك؟ وهل لي أن أمحو رقمك من هاتفي لغيابك الذي لن تُكتب له عودة؟
لا يا شيخ وليد فمثلك لا يُمحى من ذاكرة هاتف حتى وإن استحال سماع صوتك من خلاله، لأنك راسخ في ذاكرة وعقل كل من عرفك وتواصل معك، فلن أمحوك من ذاكرتي لأن روحك محفورة بها وإن غيبك الموت عن دنيانا...
رحمك الله يا شيخنا وأسكنك فسيح جناته وكتبك عنده من الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً، وألهمنا وأسرتك الصبر والسلون، و«إنا لله وإنا إليه راجعون».