يا سمو الرئيس اسمعها بروح رياضية
ظاهر كلامي رياضي وباطنه سياسي. عنوانه مشكلة رياضية تسبب بها بعض أبناء الأسرة ومضمونه الخوف على النظام والأسرة.
هل أبالغ؟ أتمنى يا سمو الرئيس أن أعيش قناعة المبالغة لكن ما وراء أسوار الرياضة مليء بكل أنواع المخالفات الكفيلة بانهيار المدارج... بمن فيها.
ولأنك الحكم، نتمنى أن تضبط صفارتك أو «مسطرتك» الأمور، لا أن تكون شاهداً على كل الأخطاء و«الفاولات» والضرب تحت الحزام ومحاولات التسلل.
الرياضة ليست كل أزمتنا. صحيح جداً، لكنها شأن مواضيع أخرى كثيرة في الكويت صارت واجهة لأزمة أكبر تنذر بما هو أعظم. وتعلمون يا سمو الرئيس أن هذا الملف شابه من التزييف ما شابه ومن المبالغة ما شابه ومن الكذب ما شابه ومن التآمر ما شابه. الأمر ببساطة شديدة هو أن قرار الفيفا إيقاف مشاركات الكويت الخارجية بُني على قرار من يسيطر على أندية كويتية لا على قوانين دولية. فلا يوجد نموذج قانوني موحد للفيفا يحكم أنظمة اللعبة في العالم بل هناك «مسطرة» قوامها أن الأندية هي الأساس بغض النظر عن القوانين المحلية والانتخابات الداخلية وعلاقات البرلمانات بالحكومات. الأندية هي الأساس وعندما صدر القانون الحالي وبرغبة سامية من صاحب السمو الأمير ذهبت «وشاية» من «فاعل خير» إلى الفيفا مفادها أن الأندية غير راضية. وبعد الوشاية ذهب وفد إلى زيوريخ يرأسه «ولدكم» الشيخ طلال الفهد ونقل للفيفا احتجاج الأندية على القانون الذي صدر باسم صاحب السمو بعد فشل هذه المجموعة في وقف تمرير القانون في المجلس... ولا يمكن للفيفا أن تكون ملكية أكثر من الملك، لذلك طلبت ما طلبت وفعلت ما فعلت.
الرياضة ليست كل أزمتنا. صحيح جداً.
لكن البداية كما تعلمون هي قيام فرد من أبناء الأسرة بالعمل عكس إرادة صاحب السمو وتعطيل مجال حيوي يهم آلاف الشبان والشابات الكويتيين الذين يسمعون من آبائهم ذكريات عن «ريادة ما» لبلدهم في الرياضة، ناهيك أن الصراعات داخل الأسرة أساساً في ما يتعلق بالرياضة كانت الشرارة التي أدخلت الملف برمته في دهاليز المخالفات والمصالح الشخصية، وشجعت هؤلاء الأبناء على استغلال أطراف أخرى من خارج الأسرة في خططهم ومشاريعهم فاتحة لها لاحقاً أبواب التدخل... حتى في شؤون الأسرة.
هذه البداية، أما الاستكمال فتجسد بوصول الأزمة إلى تخبط و«شطارة وفهلوة» أدت إلى اضطرار «الفيفا» إلى تنفيذ قراره الأخير.
أما النهاية غير المكتملة، فما نراه اليوم من تجاوزات كبيرة وضياع أكبر بالنسبة إلى تعيين رئيس جديد للهيئة العامة للشباب والرياضة وصلت إلى درجة أن يجتمع ابن الأسرة مع أحد الأشخاص في ناديه ليبلغه بأنه مرشح قبل أن يعلم بذلك مجلس الوزراء. بل وصلت أيضاً إلى درجة أن يستخدم أحد الوزراء اسم «مراجع عليا» في تبليغ هذا المرشح أو ذاك اختياره للرئاسة أو رفض ترشيحه. طبعاً ما دام ابن الأسرة يعمل بعكس رغبة صاحب السمو فلماذا لا يحذو الوزير حذوه أقله في التلميح والتبليغ؟ هل رأيت يا سمو الرئيس إلى أين وصلنا؟ إضافة إلى ذلك، هل سينسحب هذا الأمر على وزراء آخرين يستخدمون اسم «مراجع عليا» في تعيين ضابط في موقع حساس أو في رفض التعيين؟ أو في تعيين مسؤول مالي كبير أو في رفض التعيين؟ البلد يموج بالأزمات يا سمو الرئيس والاعتبار أولاً وأخيراً يجب أن يكون للقانون والأنظمة والمعايير والمقومات والخبرة والقدرة لا إلى أهواء المسؤولين.
سمو الرئيس، انت رأس الجهاز التنفيذي للنظام، انت المسؤول أولاً وأخيراً عن ضبط الأمور وإعادة الاحترام إلى قانون انتهكه أفراد من الأسرة وها هو أسلوبهم ينسحب على وزراء في حكومتك. انت سمعت مثل أي كويتي تصريحاً لأحد أبناء الأسرة قبل أيام يتبجح فيه بأنه كان قادراً على تعطيل الرياضة الكويتية لو أراد لكنه لم يفعل... وغداً قد نسمع من أبناء الأسرة من يقول إنه كان قادراً على إيقاف التنمية لكنه لم يفعل أو كان قادراً على إيقاف التعليم لكنه لم يفعل... أهكذا ستدار الكويت في عهد حكومتك؟ وهل يخلط بعض أبناء الأسرة بين الدولة والمزرعة التي يجلسون فيها أو بين التعامل مع إدارة القانون وإدارة الاسطبل الذي يسهرون فيه؟
سمو الرئيس، إن كنتم تعتقدون أن الرياضة يجب أن تكون مزرعة لبعض أبناء الأسرة فلتبق كذلك وكفى الله الغيورين شر التعب من أجل مستقبل رياضي أفضل.
وإن كنت غير قادر على السيطرة على أبناء في الأسرة يعتبرون قضية الرياضة مسألة حياة أو موت بالنسبة إليهم أو طريقاً وحيداً للحكم والسلطة. فإعلان ذلك علناً يعفيكم حقيقة من تساؤلات الكويتيين... ويمكنكم من أن تعينوا قائد عملية زيوريخ الشيخ طلال وزيراً للشؤون كي ينتقل من إدارة الظل إلى إدارة الواقع.
وإن كنت تريد الإصلاح فما رأيناه في موضوع الرياضة وغيره يجعلنا نحسب ألف حساب للقوى التي تعمل ضدك لأنها واقعياً تحقق نجاحات وتعرقل المسيرة. ومع ذلك فإن كنت تريد الإصلاح مجدداً فوجه مسطرتك حيث يجب أن توجه واضبط تصرفات أفراد في بيتك الصغير كي لا تتعمم لدى آخرين في بيتك الكبير... أو كي لا تحصل مشكلة أساسية بين البيتين لا يتمناها إلا أعداء الكويت.
من جمع الأندية وخالف رغبة صاحب السمو يمكنه أن يجمعها ثانية ويلتزم بتوجيهات صاحب السمو. وعندما تحل المشكلة الحالية يمكنكم وضع كل الملف الرياضي على سكة الحلول سواء بتعديل نظام الهيئة أو بجعلها إدارة في وزارة الشؤون أو بإطلاق قوانين جديدة تؤسس لدينامية جديدة لدى الأندية بشكل خاص والرياضة الكويتية بشكل عام.
الرياضة ليست كل أزمتنا، لكنك يا سمو الرئيس يجب أن تعلم أنها واحدة من أزمات قد يؤدي اجتماعها لا سمح الله في المستقبل إلى اعصار قوته التدميرية كبيرة، لذلك فتفكيك الأزمات اليوم مهما كان ثمنه يظل أفضل بكل المقاييس من رؤية دولة يدمر الاعصار ركائزها... بدءاً بنظامها وانتهاءً بمواطنها.
نتمنى أن تتقبل ما نقول بروح رياضية بعدما فرض على آلاف الشبان الكويتيين أن يتقبلوا ما يفعله أبناء من الأسرة... بروح عدائية.
ودمتم سالمين.
جاسم بودي
هل أبالغ؟ أتمنى يا سمو الرئيس أن أعيش قناعة المبالغة لكن ما وراء أسوار الرياضة مليء بكل أنواع المخالفات الكفيلة بانهيار المدارج... بمن فيها.
ولأنك الحكم، نتمنى أن تضبط صفارتك أو «مسطرتك» الأمور، لا أن تكون شاهداً على كل الأخطاء و«الفاولات» والضرب تحت الحزام ومحاولات التسلل.
الرياضة ليست كل أزمتنا. صحيح جداً، لكنها شأن مواضيع أخرى كثيرة في الكويت صارت واجهة لأزمة أكبر تنذر بما هو أعظم. وتعلمون يا سمو الرئيس أن هذا الملف شابه من التزييف ما شابه ومن المبالغة ما شابه ومن الكذب ما شابه ومن التآمر ما شابه. الأمر ببساطة شديدة هو أن قرار الفيفا إيقاف مشاركات الكويت الخارجية بُني على قرار من يسيطر على أندية كويتية لا على قوانين دولية. فلا يوجد نموذج قانوني موحد للفيفا يحكم أنظمة اللعبة في العالم بل هناك «مسطرة» قوامها أن الأندية هي الأساس بغض النظر عن القوانين المحلية والانتخابات الداخلية وعلاقات البرلمانات بالحكومات. الأندية هي الأساس وعندما صدر القانون الحالي وبرغبة سامية من صاحب السمو الأمير ذهبت «وشاية» من «فاعل خير» إلى الفيفا مفادها أن الأندية غير راضية. وبعد الوشاية ذهب وفد إلى زيوريخ يرأسه «ولدكم» الشيخ طلال الفهد ونقل للفيفا احتجاج الأندية على القانون الذي صدر باسم صاحب السمو بعد فشل هذه المجموعة في وقف تمرير القانون في المجلس... ولا يمكن للفيفا أن تكون ملكية أكثر من الملك، لذلك طلبت ما طلبت وفعلت ما فعلت.
الرياضة ليست كل أزمتنا. صحيح جداً.
لكن البداية كما تعلمون هي قيام فرد من أبناء الأسرة بالعمل عكس إرادة صاحب السمو وتعطيل مجال حيوي يهم آلاف الشبان والشابات الكويتيين الذين يسمعون من آبائهم ذكريات عن «ريادة ما» لبلدهم في الرياضة، ناهيك أن الصراعات داخل الأسرة أساساً في ما يتعلق بالرياضة كانت الشرارة التي أدخلت الملف برمته في دهاليز المخالفات والمصالح الشخصية، وشجعت هؤلاء الأبناء على استغلال أطراف أخرى من خارج الأسرة في خططهم ومشاريعهم فاتحة لها لاحقاً أبواب التدخل... حتى في شؤون الأسرة.
هذه البداية، أما الاستكمال فتجسد بوصول الأزمة إلى تخبط و«شطارة وفهلوة» أدت إلى اضطرار «الفيفا» إلى تنفيذ قراره الأخير.
أما النهاية غير المكتملة، فما نراه اليوم من تجاوزات كبيرة وضياع أكبر بالنسبة إلى تعيين رئيس جديد للهيئة العامة للشباب والرياضة وصلت إلى درجة أن يجتمع ابن الأسرة مع أحد الأشخاص في ناديه ليبلغه بأنه مرشح قبل أن يعلم بذلك مجلس الوزراء. بل وصلت أيضاً إلى درجة أن يستخدم أحد الوزراء اسم «مراجع عليا» في تبليغ هذا المرشح أو ذاك اختياره للرئاسة أو رفض ترشيحه. طبعاً ما دام ابن الأسرة يعمل بعكس رغبة صاحب السمو فلماذا لا يحذو الوزير حذوه أقله في التلميح والتبليغ؟ هل رأيت يا سمو الرئيس إلى أين وصلنا؟ إضافة إلى ذلك، هل سينسحب هذا الأمر على وزراء آخرين يستخدمون اسم «مراجع عليا» في تعيين ضابط في موقع حساس أو في رفض التعيين؟ أو في تعيين مسؤول مالي كبير أو في رفض التعيين؟ البلد يموج بالأزمات يا سمو الرئيس والاعتبار أولاً وأخيراً يجب أن يكون للقانون والأنظمة والمعايير والمقومات والخبرة والقدرة لا إلى أهواء المسؤولين.
سمو الرئيس، انت رأس الجهاز التنفيذي للنظام، انت المسؤول أولاً وأخيراً عن ضبط الأمور وإعادة الاحترام إلى قانون انتهكه أفراد من الأسرة وها هو أسلوبهم ينسحب على وزراء في حكومتك. انت سمعت مثل أي كويتي تصريحاً لأحد أبناء الأسرة قبل أيام يتبجح فيه بأنه كان قادراً على تعطيل الرياضة الكويتية لو أراد لكنه لم يفعل... وغداً قد نسمع من أبناء الأسرة من يقول إنه كان قادراً على إيقاف التنمية لكنه لم يفعل أو كان قادراً على إيقاف التعليم لكنه لم يفعل... أهكذا ستدار الكويت في عهد حكومتك؟ وهل يخلط بعض أبناء الأسرة بين الدولة والمزرعة التي يجلسون فيها أو بين التعامل مع إدارة القانون وإدارة الاسطبل الذي يسهرون فيه؟
سمو الرئيس، إن كنتم تعتقدون أن الرياضة يجب أن تكون مزرعة لبعض أبناء الأسرة فلتبق كذلك وكفى الله الغيورين شر التعب من أجل مستقبل رياضي أفضل.
وإن كنت غير قادر على السيطرة على أبناء في الأسرة يعتبرون قضية الرياضة مسألة حياة أو موت بالنسبة إليهم أو طريقاً وحيداً للحكم والسلطة. فإعلان ذلك علناً يعفيكم حقيقة من تساؤلات الكويتيين... ويمكنكم من أن تعينوا قائد عملية زيوريخ الشيخ طلال وزيراً للشؤون كي ينتقل من إدارة الظل إلى إدارة الواقع.
وإن كنت تريد الإصلاح فما رأيناه في موضوع الرياضة وغيره يجعلنا نحسب ألف حساب للقوى التي تعمل ضدك لأنها واقعياً تحقق نجاحات وتعرقل المسيرة. ومع ذلك فإن كنت تريد الإصلاح مجدداً فوجه مسطرتك حيث يجب أن توجه واضبط تصرفات أفراد في بيتك الصغير كي لا تتعمم لدى آخرين في بيتك الكبير... أو كي لا تحصل مشكلة أساسية بين البيتين لا يتمناها إلا أعداء الكويت.
من جمع الأندية وخالف رغبة صاحب السمو يمكنه أن يجمعها ثانية ويلتزم بتوجيهات صاحب السمو. وعندما تحل المشكلة الحالية يمكنكم وضع كل الملف الرياضي على سكة الحلول سواء بتعديل نظام الهيئة أو بجعلها إدارة في وزارة الشؤون أو بإطلاق قوانين جديدة تؤسس لدينامية جديدة لدى الأندية بشكل خاص والرياضة الكويتية بشكل عام.
الرياضة ليست كل أزمتنا، لكنك يا سمو الرئيس يجب أن تعلم أنها واحدة من أزمات قد يؤدي اجتماعها لا سمح الله في المستقبل إلى اعصار قوته التدميرية كبيرة، لذلك فتفكيك الأزمات اليوم مهما كان ثمنه يظل أفضل بكل المقاييس من رؤية دولة يدمر الاعصار ركائزها... بدءاً بنظامها وانتهاءً بمواطنها.
نتمنى أن تتقبل ما نقول بروح رياضية بعدما فرض على آلاف الشبان الكويتيين أن يتقبلوا ما يفعله أبناء من الأسرة... بروح عدائية.
ودمتم سالمين.
جاسم بودي