وثائق سرية كشفت أنها خططت لعملية عسكرية خاصة لمساعدة الديبلوماسيين المحاصرين في الكويت
ثاتشر أرادت الرد بالكيماوي على صدام... لكن تشيني رفض
كشفت وثائق فائقة السرية أُميط اللثام عنها أخيراً عن أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر – صاحبة لقب «المرأة الحديدية» – اقترحت على الإدارة الأميركية خلال التحضير لحرب تحرير الكويت في العام 1990 أن يتم فعلياً تجهيز أسلحة كيماوية للرد بها بالمثل عند الضرورة على قوات صدام حسين.
وأظهرت الوثائق، التي نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، أن المفارقة كانت في أن اقتراح ثاتشر قوبل بالرفض من جانب وزير الدفاع الأميركي آنذاك ديك تشيني المعروف بأنه من صقور الإدارة الأميركية.
ووفقاً لما ورد في إحدى تلك الوثائق، فإن ثاتشر قالت للرئيس الأميركي جورج بوش الأب في أغسطس 1990 إنه «ليس هناك أي وقت للتردد في اتخاذ القرار».
وحسب وثيقة أخرى، فإن ثاتشر قالت لتشيني خلال اجتماع رسمي بينهما في أكتوبر 1990: «يجب أن نقرر ماذا سيكون ردنا (في حال إقدام صدام على استخدام أسلحة كيماوية). إذا أردنا أن نردع أي هجوم كيماوي محتمل بأن نهدد (صدام) بالرد بالمثل، فإنه ينبغي أن يكون متاحاً لدينا أسلحة كيماوية».
ورد تشيني على ثاتشر قائلاً إن الرئيس بوش الأب «لديه نفور معين من الأسلحة الكيماوية».
وأوضحت الوثيقة أنه على الرغم من أن الإدارة الأميركية لم تتخذ أي قرار نهائي في ذلك الشأن، فإن القادة العسكريين الأميركيين كانوا «أكثر ميلاً إلى الاعتماد على استخدام أسلحة تقليدية كاسحة رداً على أي هجوم كيماوي محتمل (من جانب صدام)». كما قال تشيني إن ذلك الأمر يعود جزئياً إلى حقيقة كون القوات الأميركية «لم تكن لديها خبرة سابقة في مجال استخدام الأسلحة الكيماوية».
ووفقاً للوثيقة، فإن تشيني «سأل ثاتشر خلال اجتماعهما عما إذا كان من الممكن لها أن تدرس أو تؤيد اللجوء إلى استخدام أسلحة نووية في الحرب المرتقبة ضد صدام حسين، فجاء ردها بالقول إنها ستعارض مثل تلك الفكرة، بل إنها ستستبعدها في واقع الأمر»، وذلك على الرغم من أن الأسلحة النووية كانت هي الرادع الحاسم آنذاك.
وحسب مراقبين، فإن هذه الوثائق كشفت عن نوع من الغش أو النفاق السياسي من جانب ثاتشر، إذ أنها كانت قد صرحت علناً في أعقاب انتهاء حرب تحرير الكويت في العام 1991 أنها كانت على استعداد لاستخدام أسلحة نووية ضد قوات صدام خلال تلك الحرب.
وفي حال تنفيذ تلك المغامرة عالية المخاطر التي اقترحتها على تشيني، فإنها كانت ستؤدي إلى مشاركة بريطانيا آنذاك في استخدام أسلحة كيماوية للمرة الأولى في تاريخها منذ العام 1919، كما أن تلك الفكرة من جانب «المرأة الحديدية» أظهرت إلى أي مدى أصبحت شرسة في أيامها الأخيرة كرئيسة وزراء لبلادها.
وحسب وثيقة أخرى تعود إلى سبتمبر 1990 نشرتها صحيفة «الغارديان»، درست ثاتشر إجراء عملية خاصة في الكويت لمساعدة الديبلوماسيين البريطانيين المحاصرين بالسفارة.
وأظهرت الوثيقة أن ثاتشر طلبت من مستشارها بيرسي كرادوك، دراسة إمكانية إرسال وحدة من القوات الخاصة لنقل الماء والأغذية والوقود إلى السفارة، حيث عاش 4 ديبلوماسيين أمريكيين بينهم السفير متحصنين بسور ارتفاعه 4 أمتار مغطى بالأسلاك الشائكة.
وذكرت الصحيفة بأن صدام بعد توغله في الكويت في أغسطس 1990، أمهل الديبلوماسيين الأجانب 3 أسابيع للانتقال إلى بغداد، لكن بريطانيا وعدداً من الدول الأخرى رفضت إخلاء سفاراتها.
ونقلت «الغارديان» عن تقرير أعده كرادوك رداً على طلب ثاتشر: «خارجياً، تخضع السفارة للرقابة من قبل حراس. أما مدينة الكويت نفسها، فباتت مكتظة بأفراد المشاة العراقيين. ويعتقد المحاصرون أنهم يملكون من المؤنة ما يكفي لـ50 يوماً. وبعد ذلك سيحتاجون إلى الماء والأغذية والوقود».
واضاف ان وزارة الدفاع درست باهتمام إمكانية إجراء عملية عسكرية في مدينة الكويت لنقل مواد التموين إلى السفارة البريطانية، وتوصلت إلى استنتاج مفاده أن مخاطر هذه العملية كبيرة وتفوق الغرض المرجو منها بكثير.
وفي النهاية، بقي الديبلوماسيون متحصنين داخل السفارة حتى 16 ديسمبر العام 1990، عندما انتقلوا نهائياً إلى بغداد، فيما بدأ التحالف بقيادة أميركا عملية «عاصفة الصحراء» بعد شهر من تاريخه.
وأظهرت الوثائق، التي نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، أن المفارقة كانت في أن اقتراح ثاتشر قوبل بالرفض من جانب وزير الدفاع الأميركي آنذاك ديك تشيني المعروف بأنه من صقور الإدارة الأميركية.
ووفقاً لما ورد في إحدى تلك الوثائق، فإن ثاتشر قالت للرئيس الأميركي جورج بوش الأب في أغسطس 1990 إنه «ليس هناك أي وقت للتردد في اتخاذ القرار».
وحسب وثيقة أخرى، فإن ثاتشر قالت لتشيني خلال اجتماع رسمي بينهما في أكتوبر 1990: «يجب أن نقرر ماذا سيكون ردنا (في حال إقدام صدام على استخدام أسلحة كيماوية). إذا أردنا أن نردع أي هجوم كيماوي محتمل بأن نهدد (صدام) بالرد بالمثل، فإنه ينبغي أن يكون متاحاً لدينا أسلحة كيماوية».
ورد تشيني على ثاتشر قائلاً إن الرئيس بوش الأب «لديه نفور معين من الأسلحة الكيماوية».
وأوضحت الوثيقة أنه على الرغم من أن الإدارة الأميركية لم تتخذ أي قرار نهائي في ذلك الشأن، فإن القادة العسكريين الأميركيين كانوا «أكثر ميلاً إلى الاعتماد على استخدام أسلحة تقليدية كاسحة رداً على أي هجوم كيماوي محتمل (من جانب صدام)». كما قال تشيني إن ذلك الأمر يعود جزئياً إلى حقيقة كون القوات الأميركية «لم تكن لديها خبرة سابقة في مجال استخدام الأسلحة الكيماوية».
ووفقاً للوثيقة، فإن تشيني «سأل ثاتشر خلال اجتماعهما عما إذا كان من الممكن لها أن تدرس أو تؤيد اللجوء إلى استخدام أسلحة نووية في الحرب المرتقبة ضد صدام حسين، فجاء ردها بالقول إنها ستعارض مثل تلك الفكرة، بل إنها ستستبعدها في واقع الأمر»، وذلك على الرغم من أن الأسلحة النووية كانت هي الرادع الحاسم آنذاك.
وحسب مراقبين، فإن هذه الوثائق كشفت عن نوع من الغش أو النفاق السياسي من جانب ثاتشر، إذ أنها كانت قد صرحت علناً في أعقاب انتهاء حرب تحرير الكويت في العام 1991 أنها كانت على استعداد لاستخدام أسلحة نووية ضد قوات صدام خلال تلك الحرب.
وفي حال تنفيذ تلك المغامرة عالية المخاطر التي اقترحتها على تشيني، فإنها كانت ستؤدي إلى مشاركة بريطانيا آنذاك في استخدام أسلحة كيماوية للمرة الأولى في تاريخها منذ العام 1919، كما أن تلك الفكرة من جانب «المرأة الحديدية» أظهرت إلى أي مدى أصبحت شرسة في أيامها الأخيرة كرئيسة وزراء لبلادها.
وحسب وثيقة أخرى تعود إلى سبتمبر 1990 نشرتها صحيفة «الغارديان»، درست ثاتشر إجراء عملية خاصة في الكويت لمساعدة الديبلوماسيين البريطانيين المحاصرين بالسفارة.
وأظهرت الوثيقة أن ثاتشر طلبت من مستشارها بيرسي كرادوك، دراسة إمكانية إرسال وحدة من القوات الخاصة لنقل الماء والأغذية والوقود إلى السفارة، حيث عاش 4 ديبلوماسيين أمريكيين بينهم السفير متحصنين بسور ارتفاعه 4 أمتار مغطى بالأسلاك الشائكة.
وذكرت الصحيفة بأن صدام بعد توغله في الكويت في أغسطس 1990، أمهل الديبلوماسيين الأجانب 3 أسابيع للانتقال إلى بغداد، لكن بريطانيا وعدداً من الدول الأخرى رفضت إخلاء سفاراتها.
ونقلت «الغارديان» عن تقرير أعده كرادوك رداً على طلب ثاتشر: «خارجياً، تخضع السفارة للرقابة من قبل حراس. أما مدينة الكويت نفسها، فباتت مكتظة بأفراد المشاة العراقيين. ويعتقد المحاصرون أنهم يملكون من المؤنة ما يكفي لـ50 يوماً. وبعد ذلك سيحتاجون إلى الماء والأغذية والوقود».
واضاف ان وزارة الدفاع درست باهتمام إمكانية إجراء عملية عسكرية في مدينة الكويت لنقل مواد التموين إلى السفارة البريطانية، وتوصلت إلى استنتاج مفاده أن مخاطر هذه العملية كبيرة وتفوق الغرض المرجو منها بكثير.
وفي النهاية، بقي الديبلوماسيون متحصنين داخل السفارة حتى 16 ديسمبر العام 1990، عندما انتقلوا نهائياً إلى بغداد، فيما بدأ التحالف بقيادة أميركا عملية «عاصفة الصحراء» بعد شهر من تاريخه.