المنطقة تعاني أزمة خانقة في المواقف...عمارات كثيرة ومتجاورة ومساحات فضاء تكاد تكون معدومة

تريد السكن في الفروانية؟ «حيّاك»... من دون سيارة!

تصغير
تكبير
قطعة (1) مثال على الأزمة... اقتتال على موقف وأقرب ساحة تبعد 1000 متر!

وليد الصاوي: صديقي كلفه الوقوف في موقف لغيره كسراً في قدمه بعد مشاجرة

عبدالحميد فضل الله: أزور أقاربي في المنطقة بالتاكسي لعلمي بعدم تمكني من إيجاد موقف

سامي السيد: 5 عائلات هندية تسكن في شقة واحدة وكل رجل فيها معه سيارة... وابحث عن موقف

أحمد تواب: إذا اضطرت الحاجة للإسعاف أو النجدة فلن تصل إلى المنطقة وخاصة وقت الذروة

أحمد اليتيم: هوشات يومية على المواقف والمنطقة بلا تغطية أمنية

محمد طاهر: الناس «طفشت» من المنطقة بسبب تردي أوضاعها

وليد علي: الملّاك «بنوا وعلّوا» ولم يعملوا حساباً لمواقف السكان
في الفروانية ترحيب بمن يريد أن يسكن، مشروط بشرط «غير مكتوب»، تفرضه الظروف التي تعيشها قطع المنطقة، والشرط أن من يريد السكن يجب أن لا يكون معه سيارة، أو أنه يتحمل مسلسل الشقاء اليومي في البحث عن موقف لسيارته، في ظل تكدس العمارات الكبير، وغياب ساحات الفضاء التي تكاد تكون معدومة في المنطقة.

بنايات عمودية تتجاوز 10 ادوار، تجاورها أخرى أفقية فيها عشرات الاستديوهات والغرف... والمحصلة النهائية لا مكان للسيارات، ولا أمل لقائدي هذه المركبات ان يجدوا مكانا لإيقاف سياراتهم إلا بعد شقاء ومعاناة، أو الابتعاد مسافات كبيرة عن مقر السكن لركن السيارة.


هذا الواقع لمنطقة الفروانية، وتلخصه القطعة 1، التي قال الساكنون فيها انها تمتاز بازدحام الشوارع التي لا تتيح حتى السير على الاقدام من كثرة السيارات في شوارعها خاصة في وقت الذروة.

وخلال جولة لـ«الراي» في هذه المنطقة «المنسية» وجدنا أنفسنا نسير في شوارع قديمة بها خليط من البنايات الحديثة والقديمة والبيوت العربي المحدثة، عنوانها جميعا لا يوجد مكان موقف سيارة.

واشار سكان المنطقة الى ان هناك ازمة وجود موقف للسيارات، كما ان هناك تزاحما كبيرا في الشوارع وقت الذروة، بسبب ذلك يصل الى اكثر من ساعة ما دعا بعضهم الى هجرها والخروج منها، في ظل خدمات متردية بين انقطاع الكهرباء والماء الدائم، وحتى لا يوجد حديقة او اسواق تجارية.

وليد الصاوي، أحد قاطني المنطقة، يشتكي من عدم وجود موقف سيارات أمام البنايات، ولا يوجد ساحة ترابية قريبة.

وقال الصاوي «احد اصدقائي اصيب في قدمه بسبب موقف سيارة، حيث انه قام بايقاف سيارته بالخطأ محل شخص في نفس البناية، فكانت النتيجة هوشة انتهت بكسر في مفصل قدم الصديق، ما يؤكد اعادة النظر في تخطيط المنطقة بالكامل».

وتساءل «كيف تم ترخيص المباني في هذه المنطقة المفتقدة للتخطيط السليم؟، بل والأكثر دهشة ان هناك تراخيص لهدم بنايات قديمة وبناء اخرى احدث اكبر واكثر في عدد الادوار والشقق».

بدوره، قال عبدالحميد فضل الله «لست من سكان المنطقة، ولكنني احضر بصفة دائمة الى احد اقاربي المقيم بها بسيارة اجرة، لأنه لا يمكن الحضور بسيارتي، وانا اعلم انه لا موقف هنا. واليوم حضرت لشراء وحدة تكييف ابلغت الشخص البائع بان يحضرها لي لأنني لا استطيع الحضور لاخذها، بسبب شوارع المنطقة المزدحمة وضيقها وعدم وجود مكان كموقف للسيارة».

وكشف فضل الله ان قريبه يضطر في احيان كثيرة الى ترك سيارته امام سكنه، ان كان لديه عمل بالمساء لأنه حتما لن يجد لها مكانا ان عاد متأخرا ويضطر الى استخدام تاكسي بسبب ذلك. واستغرب من تحمل سكان المنطقة لظروفها السيئة التي تفتقد لمجرد وجود ساحة ترابية واحدة، وأن اقرب مكان للساحات يقع في منطقة السكن الخاص بقطعة 2 وتبعد اكثر من كيلومتر وهي مسافة بعيدة لشخص وراءه مواعيد عمل ومدارس.

من جانبه، قال وليد علي «اصحاب البنايات بنوا ورفعوا مبانيهم، ولم يعملوا حسابا لسيارات السكان، ولا نعرف من سمح لهم بترخيص هذه المباني المفتقدة لشروط التراخيص السليمة».

واضاف علي «اركن سيارتي على بعد اكثر من كيلومتر في احيان كثيرة، حينما لا اجد موقفا في البناية التي اسكن بها. وهذا امر شبه يومي وليس طارئاً بل ان اجد موقفا في مكان سكني هو الأمر الطارئ».

بينما يقول سامي السيد ان جالية الهندية ذات العائلات هي سبب المشكلة الرئيسية في المنطقة وليس العزاب، لأنهم يسكنون اكثر من 5 عائلات بابنائهم في شقق يتم تقسيمها لغرف صغيرة بالخشب واحيانا بالقماش والشراشف، ويعيشون فيها، خاصة وان اغلبهم يعمل بمهنة سائق ولديهم رخص قيادة ما يتسبب في ازدحام المكان بالسيارات.

واضاف السيد ان المنطقة تعاني ايضا من نظام الاستديوهات التي يتم تأجيرها للعزاب فتكون مكتظة بالعزاب نتيجة ارتفاع قيمة الايجار وتدني الرواتب فيكون السكن على شكل معسكرات من العزاب بعضهم لديه سيارات والبعض الاخر لا، لكن المحصلة هي كثافة سكنية مرتفعة والخدمات غير موجودة.

واشار الى ان دخول الاسعاف الى قطعة 1 بالفروانية في وقت الذروة امر محال لأن السيارة تستغرق اكثر من ساعة كاملة لكي تدخل او تخرج من القطعة بل وتتجاوز اكثر من الساعة في احيان كثيرة.

اما احمد تواب، فيضيف على مشكلة عدم توافر مواقف كافية للسيارات وجود مدرستين بالمنطقة، احداهما خاصة، ومسجدين لا يكادان يكفيان المصلين ونضطر لاستخدام الشوارع في ظهر الجمعة، ولا يمكن ان تمر اية سيارة في هذا المكان وقت صلاة الجمعة. وقال انه ان كانت هناك حاجة الى اسعاف او نجدة او مطافئ، فلا يمكن ان تمر في قطعة 1 بالفروانية نهائيا، وخاصة وقت الصباح والظهيرة.

من جهته يقول احمد اليتيم، وهو صاحب مطعم بالمنطقة، انه لا يكاد يمر يوم امام المطعم إلا وهناك هوشة اما بين السكان وبعضهم او حتى الناس بالشارع بسبب مواقف السيارات.

وقال اليتيم ان المنطقة تعاني ازدحاما بسبب كثرة الادوار في البنايات العمودية وبعضها مخالف. اما البنايات الافقية فكان عبارة عن بيوت مواطنين تم ترميمها والتوسع فيها واضافة ادوار لها مع تزيينها بالحجر وتقسيمها الى عشرات الغرف والاستديوهات التي تضم مئات البشر، وهو امر غير صحي وشكل كثافة كبيرة على الخدمات.

اما معلم الشاورما بنفس المطعم محمد طاهر فقال ان الناس طفشت من المنطقة بسبب تردي اوضاعها وعدم وجود اي مكان مناسب للترفيه او للسيارات فلا حديقة او منظر جيدا او حتى سوق نظيف يمكن شراء الاغراض اليومية منه.

واوضح طاهر ان هناك الكثير من السكان الذين هجوا من المنطقة تاركين الزحام لنا وانتقلوا الى قطع اخرى بالفروانية افضل حالا من قطعة 1 بعد ان فشلوا في الخروج والدخول عبر شوارع المنطقة.

صور من المعاناة

هوشات يومية

أكد أحد سكان المنطقة ان شارع ناصر الحمد، وهو الشارع الرئيسي في القطعة 1، لا يخلو كل يوم من هوشة، ويكون سببها معروفا مقدما وهو موقف السيارة، لأن الشارع من اوله الى اخره وحتى الشوارع المتفرعة منه والمحيطة بالمنطقة لا يوجد بها ساحة واحدة مع صف طويل من العمارات، وهو امر مستغرب. وتساءل «كيف تم ترخيص المباني في هذه المنطقة المفتقدة للتخطيط السليم؟ والأكثر دهشة ان هناك تراخيص لهدم بنايات قديمة وبناء اخرى احدث اكبر واكثر في عدد الادوار والشقق».

حواجز حديدية

مختار، عامل هندي في محل لبيع الدجاج الحي، يقول: نعاني ازمة مواقف في المكان، ونضطر لوضع حواجز حديدية امام المحل، ليقتصر الموقف على الزبائن فقط، لأنه لا يوجد مكان اخر في الجوار، ولا حتى الشارع اصلا يصلح لايقاف السيارة لدقائق لأنه ضيق. واضاف: زبوننا الدائم يأتي لنا من البنايات المجاورة اما زبون السيارة فهذا ربما نفقده ان لم يكن هناك موقف لسيارته، وهو ما يسبب حرجا كبيرا لنا كما انه يتسبب في خسارة الزبائن.

سقطت من الحسابات

استغرب وليد علي عدم انتباه مسؤولي البلدية ومن قبلهم الاشغال الى المنطقة، وكأنها سقطت من اعتباراتهم وكيف مرت من تحت ايديهم بدون ان يكون فيها مواقف للسيارات ولا اسواق تجارية ولا حدائق، رغم وجود ناد رياضي وصالة افراح بها وخارجها مدينة ألعاب للاطفال، اما من خلف هذه المنشآت فالوضع مترد للغاية.

كهرباء تنقطع ومياه تناكر

اشتكى أحمد تواب من انقطاع الكهرباء الدائم بالمنطقة، وخاصة في الصيف بسبب قدم المحولات الكهربائية بالمنطقة وقدمها، كما ان المياه اغلبها مياه تناكر وحينما يأتي التنكر الى المنطقة يكون سائقه في قمة الغضب لأن درب التنكر لها يعادل 3 دروب في منطقة اخرى من شدة الازدحام، وامام ذلك يرفع تسعيرة التنكر الى 10 دنانير، فالبنايات كثيرة واكبر من احتمال المنطقة ما يتسبب في الضغط على الماء والكهرباء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي