تَعاظُم المخاوف من الفراغ وسط عصْفٍ إقليمي قد يطوله
في لبنان مَن يهزم مَن... «طائر الفينيق» أم «الحوت الأزرق»؟
يترنّح لبنان الآن فوق حبلٍ مشدود، أوّله أسطورة «طائرة الفينيق» التي غالباً ما فاخر لبنان بـ «التماثُل» بها لقدرته المدهشة على النهوض من رماد الحروب والأزمات، وآخره لعبة «الحوت الأزرق» التي تقتاده وبإرادة «إلكترو محلية - إقليمية» الى الانتحار عبر القفز إلى المجهول.
فلبنان، الذي يزداد حضوراً في «عيْن العاصفة» بعد 17 عاماً على الانسحاب الاسرائيلي، الذي صودفتْ ذكراه أمس، يواجه سلّةً من التحديات الداخلية والإقليمية تجعله في وضْعٍ حرج وبين «الحياة والموت» خصوصاً في ضوء تَزامُن أسوأ أزمةٍ سياسية - دستورية يجتازها مع أكثر التحوّلاتِ استراتيجيةً في المنطقة.
فالصراع على السلطة وبـ «مقوّياتٍ إقليمية» في لبنان يتّجه نحو لحظةٍ حاسمة مع انتهاءِ ولاية البرلمان الحالي في 20 يونيو المقبل، وسط تلاشي احتمالاتِ التوافق على قانون انتخابٍ جديد قبل حلول الفراغ في المؤسسة التشريعية، ومعاودة نفْخِ الحياة في القانون النافذ (الستين) بعدما كان أُعلن موته، ومن ثم الدعوة لانتخاباتٍ في غضون ثلاثة أشهر.
ورغم أن أطرافاً لن تسلّم بسهولةٍ بالقفز إلى الفراغ والتحضير في ظله لانتخاباتٍ في سبتمبر المقبل كـ «حزب الله»، فإن انزلاق لبنان الى أزمةٍ من هذا النوع تهدّد بشلّ البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية من شأنه فتْح الجبهة الرخوة في الداخل على العصْف الإقليمي المتعاظم، وهو الأمر الذي لا يمكن التكهّن بمجرياته.
وهذا يعني أن لبنان سيكون بعد نحو ثلاثة أسابيع على شفا تَدافُعٍ شرس بين أسطورة «الفينيق»، الذي لا يَظهر إلا قبل وقتٍ قليل من موته فيولد من جديد، عبر مخرجٍ ما في اللحظة الأخيرة، وبين سطوة «الحوت الأزرق» التي تدفع البلاد نحو السقوط في فراغٍ يشبه الانتحار، في ظلّ تصعيدٍ غير مسبوق يشهده المدار الاقليمي للبنان.
فرغم انحناء لبنان الرسمي أمام العاصفة الجديدة التي هبّت على المنطقة في ضوء محاولة قمم الرياض إرساء توازُن استراتيجي مع المحور الإيراني - الروسي، فإن لبنان - الساحة لن ينجو من تَعاظُم الصراع عليه ومن حوله. وليس أدلّ على ذلك من تحويل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ذكرى تحرير الجنوب أمس «مكبّر صوت» لهجمات عنيفة شنّها على دول الخليج.
واللافت أنه بعد 17 عاماً على تحرير لبنان الذي أُنجز باحتضانٍ داخلي ودعْم عربي وبغطاء من الشرعية الدولية (القرار 425)، تَكرّس واقعُ أن «حزب الله»، الذي تعاظمتْ ترسانته، بدّل البوصلة منذ أن تحوّل رأس حربة في المشروع الإيراني، فارتدّ الى الداخل لكسْر قواعد اللعبة حين هاجم بيروت وبعض الجبل في مايو 2008، ثم جعل قتاله في سورية والعراق واليمن وأدواره في الساحات الأخرى، أولويةً تتقدّم في «استراتيجيتها» ودوافعها على مواجهة اسرائيل.
هذه التحوّلات التي جعلتْ «حزب الله» قوةً إقليمية لا يستهان بها، سلّم بها الداخل، رغم إدراكه أنها تؤدي إلى تعريض لبنان لأخطار فعلية. فإسرائيل المرتاحة لدمار سورية والعراق بسواعد «الإخوة الأعداء» تتحيّن الفرصة للانقضاض في حربِ «يا قاتل يا مقتول»، وربما تجد فرصتها الذهبية مع وجودِ إدارةٍ أميركية يديرها الجنرالات.
ولم يعد سراً القول إن لبنان تبلّغ قبل أشهر قليلة من مسؤولٍ عربي رفيع بضرورة التحوّط لأن إسرائيل تعدّ للحرب، بالتزامن مع معلومةٍ استخباراتية من جهازٍ عربي صبّت في السياق عيْنه، الأمر الذي أخذه «حزب الله» على محمل الجد، هو الذي لا يرغب بحربٍ مع اسرائيل انطلاقاً من أولويته «الإيرانية» في المنطقة.
وإذ بدتْ الحرب المدمّرة بين «حزب الله» واسرائيل احتمالاً قائماً لا يمكن التكهن بتوقيته أو ظروفه، فإن حرباً ناعمة يتعرّض لها لبنان مع مضي الولايات المتحدة في مطاردة مصادر تمويل «حزب الله» من خلال إعدادها دفعةٍ جديدة من العقوبات التي يسعى لبنان الرسمي إلى الحدّ من تداعياتها المحتملة على القطاع المصرفي كركيزةٍ للاستقرار المالي في البلاد.
وكان التوجّه الأميركي واضحاً في البيان المشترك مع المملكة العربية السعودية حين جرى التأكيد على دعم الجيش اللبناني والمطالبة بحلّ الميليشيات كـ «حزب الله»، وهو ما تَرافق مع معلوماتٍ عن تعيين سفير جديد لواشنطن في بيروت من أصول لبنانية هو جوزف عاقوري الملمّ بالأوضاع في لبنان والمنطقة.
وفي ضوء هذه الأخطار، تحبس بيروت أنفاسها في ملاقاة ثلاثة أسابيع «مصيرية»، فإما انتزاع «طائر الفينيق» الاتفاقَ على قانون الانتخاب في اللحظة الأخيرة، وإما سقوط لبنان في فم «الحوت الأزرق»، ونحْر ما تبقى من استقرارٍ سياسي وربما أمني.
فلبنان، الذي يزداد حضوراً في «عيْن العاصفة» بعد 17 عاماً على الانسحاب الاسرائيلي، الذي صودفتْ ذكراه أمس، يواجه سلّةً من التحديات الداخلية والإقليمية تجعله في وضْعٍ حرج وبين «الحياة والموت» خصوصاً في ضوء تَزامُن أسوأ أزمةٍ سياسية - دستورية يجتازها مع أكثر التحوّلاتِ استراتيجيةً في المنطقة.
فالصراع على السلطة وبـ «مقوّياتٍ إقليمية» في لبنان يتّجه نحو لحظةٍ حاسمة مع انتهاءِ ولاية البرلمان الحالي في 20 يونيو المقبل، وسط تلاشي احتمالاتِ التوافق على قانون انتخابٍ جديد قبل حلول الفراغ في المؤسسة التشريعية، ومعاودة نفْخِ الحياة في القانون النافذ (الستين) بعدما كان أُعلن موته، ومن ثم الدعوة لانتخاباتٍ في غضون ثلاثة أشهر.
ورغم أن أطرافاً لن تسلّم بسهولةٍ بالقفز إلى الفراغ والتحضير في ظله لانتخاباتٍ في سبتمبر المقبل كـ «حزب الله»، فإن انزلاق لبنان الى أزمةٍ من هذا النوع تهدّد بشلّ البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية من شأنه فتْح الجبهة الرخوة في الداخل على العصْف الإقليمي المتعاظم، وهو الأمر الذي لا يمكن التكهّن بمجرياته.
وهذا يعني أن لبنان سيكون بعد نحو ثلاثة أسابيع على شفا تَدافُعٍ شرس بين أسطورة «الفينيق»، الذي لا يَظهر إلا قبل وقتٍ قليل من موته فيولد من جديد، عبر مخرجٍ ما في اللحظة الأخيرة، وبين سطوة «الحوت الأزرق» التي تدفع البلاد نحو السقوط في فراغٍ يشبه الانتحار، في ظلّ تصعيدٍ غير مسبوق يشهده المدار الاقليمي للبنان.
فرغم انحناء لبنان الرسمي أمام العاصفة الجديدة التي هبّت على المنطقة في ضوء محاولة قمم الرياض إرساء توازُن استراتيجي مع المحور الإيراني - الروسي، فإن لبنان - الساحة لن ينجو من تَعاظُم الصراع عليه ومن حوله. وليس أدلّ على ذلك من تحويل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله ذكرى تحرير الجنوب أمس «مكبّر صوت» لهجمات عنيفة شنّها على دول الخليج.
واللافت أنه بعد 17 عاماً على تحرير لبنان الذي أُنجز باحتضانٍ داخلي ودعْم عربي وبغطاء من الشرعية الدولية (القرار 425)، تَكرّس واقعُ أن «حزب الله»، الذي تعاظمتْ ترسانته، بدّل البوصلة منذ أن تحوّل رأس حربة في المشروع الإيراني، فارتدّ الى الداخل لكسْر قواعد اللعبة حين هاجم بيروت وبعض الجبل في مايو 2008، ثم جعل قتاله في سورية والعراق واليمن وأدواره في الساحات الأخرى، أولويةً تتقدّم في «استراتيجيتها» ودوافعها على مواجهة اسرائيل.
هذه التحوّلات التي جعلتْ «حزب الله» قوةً إقليمية لا يستهان بها، سلّم بها الداخل، رغم إدراكه أنها تؤدي إلى تعريض لبنان لأخطار فعلية. فإسرائيل المرتاحة لدمار سورية والعراق بسواعد «الإخوة الأعداء» تتحيّن الفرصة للانقضاض في حربِ «يا قاتل يا مقتول»، وربما تجد فرصتها الذهبية مع وجودِ إدارةٍ أميركية يديرها الجنرالات.
ولم يعد سراً القول إن لبنان تبلّغ قبل أشهر قليلة من مسؤولٍ عربي رفيع بضرورة التحوّط لأن إسرائيل تعدّ للحرب، بالتزامن مع معلومةٍ استخباراتية من جهازٍ عربي صبّت في السياق عيْنه، الأمر الذي أخذه «حزب الله» على محمل الجد، هو الذي لا يرغب بحربٍ مع اسرائيل انطلاقاً من أولويته «الإيرانية» في المنطقة.
وإذ بدتْ الحرب المدمّرة بين «حزب الله» واسرائيل احتمالاً قائماً لا يمكن التكهن بتوقيته أو ظروفه، فإن حرباً ناعمة يتعرّض لها لبنان مع مضي الولايات المتحدة في مطاردة مصادر تمويل «حزب الله» من خلال إعدادها دفعةٍ جديدة من العقوبات التي يسعى لبنان الرسمي إلى الحدّ من تداعياتها المحتملة على القطاع المصرفي كركيزةٍ للاستقرار المالي في البلاد.
وكان التوجّه الأميركي واضحاً في البيان المشترك مع المملكة العربية السعودية حين جرى التأكيد على دعم الجيش اللبناني والمطالبة بحلّ الميليشيات كـ «حزب الله»، وهو ما تَرافق مع معلوماتٍ عن تعيين سفير جديد لواشنطن في بيروت من أصول لبنانية هو جوزف عاقوري الملمّ بالأوضاع في لبنان والمنطقة.
وفي ضوء هذه الأخطار، تحبس بيروت أنفاسها في ملاقاة ثلاثة أسابيع «مصيرية»، فإما انتزاع «طائر الفينيق» الاتفاقَ على قانون الانتخاب في اللحظة الأخيرة، وإما سقوط لبنان في فم «الحوت الأزرق»، ونحْر ما تبقى من استقرارٍ سياسي وربما أمني.