الرأي اليوم / هل أتاك حديثهم يا أبا عبدالمحسن؟
... ويرحمك الله يا أبا عبدالمحسن، يا حبيبي وأخي وصديقي، يا رمزاً من رموز كويت الصدق والتواضع والمحبة والاعتدال، يا حصناً من حصون الوطنية والوحدة والتلاقي والحوار، يا مدرسةً في الاعتدال والوسطية والتعقل والحكمة.
سنتان مرتا... تلهج ألسنتنا دائماً بالدعاء لك بالرحمة، وما أحوجنا نحن اليوم إلى الرحمة، إلى الحصانة، إلى المناعة، إلى رؤيتك التي تتسع للاختلاف كما تتسع للالتقاء.
سنتان مرتا، كانت الدنيا من يترافع عنك، وكانت الأيام من يدافع عن قضيتك، أنت الذي ووجهت بفجورٍ لم تعهده الكويت، وبافتراء لا تقره شريعة، وبنذالة لا تعرفها سوى عقيدة السفهاء الخارجين على الأخلاق والقيم والمبادئ. ولطالما رفض الكويتيون تصديق ما سمعوه وما رأوه من تلفيقات مكشوفة بأهدافها وحقيرة بنواياها وسخيفة بإخراجها ووضيعة في إطلاقها... ولطالما اعتبروا أن المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار.
ترافعت عنك الدنيا وانتصرت للخير. كشفت الأيام سوء مقاصدهم وثبتت صدق سيرتك، وتحول الكويتيون إلى هيئة محلفين في محكمة العدل الدنيوية وهم يتابعون سقوط الفاسدين واحداً تلو الآخر ويقررون بصوت واحد: مذنب.
هل ترى وتسمع - وأنت حيث أنت - ماذا يحصل؟ سأقول لك باختصار شديد بقية الحكاية التي حرمك القدر من إكمالها. كبيرهم الذي علَّمهم السحر اعتقد بعد «إفك» الاعتذار الشهير أن الصفحة طُويت وأُمحت فصولها، وأنه قادر على فبركة ملفات أخرى تمكنه من تحقيق «المخطط المدروس» الذي حذر منه صاحب السمو الأمير والهادف إلى «هدم كيان الدولة ودستورها». لكن كبيرهم اتضح أنه «صغير» مثل أتباعه، وأن الصغار لا يمكن مهما وقفوا على ملفات فساد وفبركات وأكتاف مخدوعين أن يصلوا إلى هامات الكبار، فانقلب السحر عليه، وها هو يواجه قضية تزوير وفبركة في سويسرا، وورد اسمه في قضية رشاوى في «الفيفا»، وكلما خرجت من ملفاته ورقة اتضح أنها أسود مما سبقها.
أما بقية الفرقة يا أبا عبدالمحسن فمنهم من صار طريد العدالة يجوب ساحات الدول الأوروبية زاعماً أنه ملاحق سياسياً كي يمدد ما أمكن فترة الإفلات من العقاب، ومنهم من صار على قاب قوسين أو أدنى من قبضات الإنتربول، ومنهم من عاد وحوكم، ومنهم من يرسل الرسائل تلو الأخرى بأنه مستعد لكشف كل خيوط المؤامرة مقابل تخفيف الحكم عليه.
ثم هل أتاك مصير «قروب الفنطاس»؟ ولو تدري ما هو «قروب الفنطاس»، ولو تقرأ ما قالوه وما كانوا يهدفون إليه، ليس بما يتعلق بك وبمن يحبك فحسب، بل بكل ما حذر منه صاحب السمو. مؤامرات دنيئة ضد نظام الحكم مكشوفة الأهداف والمآرب، مخططات وضيعة وضاعة أصحابها، نفوس مريضة أعماها السعي إلى السلطة فجرفت في طريقها كل القيم الشرعية والاجتماعية التي نشأ عليها الكويتيون. أداروا غرفة عمليات قذرة ونسقوا بين من يدفع المال ومن يدير «الشبيحة» من مغردين وكتاب، ومن يتولى بث الإشاعات، ومن يشتري ولاءات هنا وهناك تحضيراً لتنفيذ أهدافهم... ويمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين.
الصغار يبقون كذلك مهما تسامحت ومهما توقعت منهم سلوكاً مختلفاً، ولو لم أكن مؤتمناً على ما قلته لي يوم حصل «إخراج الاعتذار» لنشرت وكشفت حجم الفارق بين النبلاء والسفهاء، لكنني أعرف أنك لا تريد، وأن استعانتك بالله وبأهل الكويت الطيبين كانت ملاذك وسلاحك وحصنك الدائم في وجه الافتراءات، إنما ليتك ترى انتقام القدر لك وليتك ترى فئران المصالح وهم يقفزون من سفينة الإسطبل وهي تغرق، كي تتأكد مقولتك الدائمة بأن ما بني على باطل فهو باطل.
... و يرحمك الله يا أبا عبدالمحسن، يا حبيبي وأخي وصديقي، أرهقتك بقصص لا تريد أن تتذكرها لكنها فرضت نفسها متلازمة مع الذكرى الثانية لرحيلك. كنت أقرب الناس لي ومازلت ألوذ بحكمتك وسيرتك كلما أردت البحث عن حل لقضية ما. أستشيرك عبر استلهام ما في سيرتك من عبر وخبرة ودروس، أخاطبك وحيداً وكأنك أمامي سائلاً ما العمل لو كنت في دنيا الفناء، ومن يغرف من سيرتك يتابع مسيرتك، حسبنا في ذلك أننا أوفياء للأمانة مهما تناوبت الضغوط واشتدت.
جاسم الخرافي، أيها القريب والأخ والصديق والحبيب، كم أنت حيٌّ في القلوب والضمائر وأنت بعيد عن هذه الأرض، وكم هم «السفهاء» أموات في القلوب والضمائر وهم يعيشون على هذه الأرض... الأرض التي ودعتك بالدمع مرتين، مرة لرحيلك وأخرى لحجم الافتراء الذي نالك، لكنك كنت أنت، بما تمثل من شجاعة وأخلاق وثقة، لم تهز الريح شعرة من رأسك، ولم تستسلم إلا للقدر.
أتعبتك بما يكفي اليوم يا أبا عبدالمحسن، أتركك بسلام كسلام حضورك، وبحسرة كحسرة فراقك. نشتاق إلى ابتسامتك كل يوم... وكل يوم تثبت لنا التطورات لماذا كنت تبتسم.
سنتان مرتا... تلهج ألسنتنا دائماً بالدعاء لك بالرحمة، وما أحوجنا نحن اليوم إلى الرحمة، إلى الحصانة، إلى المناعة، إلى رؤيتك التي تتسع للاختلاف كما تتسع للالتقاء.
سنتان مرتا، كانت الدنيا من يترافع عنك، وكانت الأيام من يدافع عن قضيتك، أنت الذي ووجهت بفجورٍ لم تعهده الكويت، وبافتراء لا تقره شريعة، وبنذالة لا تعرفها سوى عقيدة السفهاء الخارجين على الأخلاق والقيم والمبادئ. ولطالما رفض الكويتيون تصديق ما سمعوه وما رأوه من تلفيقات مكشوفة بأهدافها وحقيرة بنواياها وسخيفة بإخراجها ووضيعة في إطلاقها... ولطالما اعتبروا أن المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار.
ترافعت عنك الدنيا وانتصرت للخير. كشفت الأيام سوء مقاصدهم وثبتت صدق سيرتك، وتحول الكويتيون إلى هيئة محلفين في محكمة العدل الدنيوية وهم يتابعون سقوط الفاسدين واحداً تلو الآخر ويقررون بصوت واحد: مذنب.
هل ترى وتسمع - وأنت حيث أنت - ماذا يحصل؟ سأقول لك باختصار شديد بقية الحكاية التي حرمك القدر من إكمالها. كبيرهم الذي علَّمهم السحر اعتقد بعد «إفك» الاعتذار الشهير أن الصفحة طُويت وأُمحت فصولها، وأنه قادر على فبركة ملفات أخرى تمكنه من تحقيق «المخطط المدروس» الذي حذر منه صاحب السمو الأمير والهادف إلى «هدم كيان الدولة ودستورها». لكن كبيرهم اتضح أنه «صغير» مثل أتباعه، وأن الصغار لا يمكن مهما وقفوا على ملفات فساد وفبركات وأكتاف مخدوعين أن يصلوا إلى هامات الكبار، فانقلب السحر عليه، وها هو يواجه قضية تزوير وفبركة في سويسرا، وورد اسمه في قضية رشاوى في «الفيفا»، وكلما خرجت من ملفاته ورقة اتضح أنها أسود مما سبقها.
أما بقية الفرقة يا أبا عبدالمحسن فمنهم من صار طريد العدالة يجوب ساحات الدول الأوروبية زاعماً أنه ملاحق سياسياً كي يمدد ما أمكن فترة الإفلات من العقاب، ومنهم من صار على قاب قوسين أو أدنى من قبضات الإنتربول، ومنهم من عاد وحوكم، ومنهم من يرسل الرسائل تلو الأخرى بأنه مستعد لكشف كل خيوط المؤامرة مقابل تخفيف الحكم عليه.
ثم هل أتاك مصير «قروب الفنطاس»؟ ولو تدري ما هو «قروب الفنطاس»، ولو تقرأ ما قالوه وما كانوا يهدفون إليه، ليس بما يتعلق بك وبمن يحبك فحسب، بل بكل ما حذر منه صاحب السمو. مؤامرات دنيئة ضد نظام الحكم مكشوفة الأهداف والمآرب، مخططات وضيعة وضاعة أصحابها، نفوس مريضة أعماها السعي إلى السلطة فجرفت في طريقها كل القيم الشرعية والاجتماعية التي نشأ عليها الكويتيون. أداروا غرفة عمليات قذرة ونسقوا بين من يدفع المال ومن يدير «الشبيحة» من مغردين وكتاب، ومن يتولى بث الإشاعات، ومن يشتري ولاءات هنا وهناك تحضيراً لتنفيذ أهدافهم... ويمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين.
الصغار يبقون كذلك مهما تسامحت ومهما توقعت منهم سلوكاً مختلفاً، ولو لم أكن مؤتمناً على ما قلته لي يوم حصل «إخراج الاعتذار» لنشرت وكشفت حجم الفارق بين النبلاء والسفهاء، لكنني أعرف أنك لا تريد، وأن استعانتك بالله وبأهل الكويت الطيبين كانت ملاذك وسلاحك وحصنك الدائم في وجه الافتراءات، إنما ليتك ترى انتقام القدر لك وليتك ترى فئران المصالح وهم يقفزون من سفينة الإسطبل وهي تغرق، كي تتأكد مقولتك الدائمة بأن ما بني على باطل فهو باطل.
... و يرحمك الله يا أبا عبدالمحسن، يا حبيبي وأخي وصديقي، أرهقتك بقصص لا تريد أن تتذكرها لكنها فرضت نفسها متلازمة مع الذكرى الثانية لرحيلك. كنت أقرب الناس لي ومازلت ألوذ بحكمتك وسيرتك كلما أردت البحث عن حل لقضية ما. أستشيرك عبر استلهام ما في سيرتك من عبر وخبرة ودروس، أخاطبك وحيداً وكأنك أمامي سائلاً ما العمل لو كنت في دنيا الفناء، ومن يغرف من سيرتك يتابع مسيرتك، حسبنا في ذلك أننا أوفياء للأمانة مهما تناوبت الضغوط واشتدت.
جاسم الخرافي، أيها القريب والأخ والصديق والحبيب، كم أنت حيٌّ في القلوب والضمائر وأنت بعيد عن هذه الأرض، وكم هم «السفهاء» أموات في القلوب والضمائر وهم يعيشون على هذه الأرض... الأرض التي ودعتك بالدمع مرتين، مرة لرحيلك وأخرى لحجم الافتراء الذي نالك، لكنك كنت أنت، بما تمثل من شجاعة وأخلاق وثقة، لم تهز الريح شعرة من رأسك، ولم تستسلم إلا للقدر.
أتعبتك بما يكفي اليوم يا أبا عبدالمحسن، أتركك بسلام كسلام حضورك، وبحسرة كحسرة فراقك. نشتاق إلى ابتسامتك كل يوم... وكل يوم تثبت لنا التطورات لماذا كنت تبتسم.