هل بدأ الاقتصاص من «حزب الله»؟
واشنطن مهتمّة
برصْد ردات فعْله على تصنيف صفي الدين إرهابياً
برصْد ردات فعْله على تصنيف صفي الدين إرهابياً
تعدّدتْ «الإشارات»، والنتيجةُ توحي بأن لبنان يقف على عتبة مرحلة جديدة «تحاكي» بإيجابياتها وسلبياتها، التحوّلَ الاستراتيجي الذي يولد من «القمم الثلاث» في السعودية، ويضع المنطقة برمّتها أمام نظام إقليمي جديد يتشكّل عبر عودة الروح الى العلاقات الأميركية - الخليجية، وعلى أجندته استعادة زمام المبادرة في مواجهة إيران ونفوذها وأذرعها في الاقليم.
ويطلّ ما يوصف بـ«النظام الاقليمي الجديد» الذي ربما يتمخّض عنه «ناتو خليجياً» يتكئ على ترسانةٍ من صفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة، عبر تَقاطُع مصالح بين إدارة أميركية أولويةُ رئيسها اقتصادية ويديرها جنرالاتٌ تستهويهم محاصرة نفوذ إيران التي تعتبرها أميركا الترامبية «راعية الإرهاب»، وبين دول الخليج التي تجد في تَمدُّد النفوذ الإيراني خطراً لا بد من كبح جماحه.
ولن يكون لبنان بمعزل عن المتغيّرات المفصلية التي تضع المنطقة على فوهة مواجهة أكثر صخباً، وخصوصاً ان إشارات عدة ترتبط بـ «حزب الله» توحي بأنه يحتلّ مكانة بارزة في «بنك أهداف» المرحلة الجديدة كونه «رأس الحربة» في المشروع الإيراني في المنطقة، وخصوصاً في سورية التي تحوّلت الى ما يشبه «القفل والمفتاح» في لعبةِ النفوذ الدولي والاقليمي في الشرق الأوسط برمّته.
ولم يكن مصادفة إعلان واشنطن والرياض وبالتزامن عشية «القمم الثلاث» في المملكة العربية السعودية، وضْع رئيس المجلس التنفيذي لـ «حزب الله» هاشم صفي الدين على لائحة الإرهاب، وهو ابن خالة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وشبيهه. فهذا التطور شكل إشارةً للمزاج الأميركي - الخليجي في الطريق الى المباحثات التي يجريها ترامب مع أوسع حشد من قادة العالميْن العربي والإسلامي.
واللافت ان الوفد النيابي اللبناني الذي يزور واشنطن في محاولة استكشاف لطبيعة العقوبات التي تنوي الخزانة الأميركية وضْعها على «حزب الله» والسعي الى الحدّ منها، فوجئ بوضْع صفي الدين على لائحة الارهاب في اللحظة التي كان يجري لقاءات مع أعضاء في الكونغرس. وقد بدا الوفد محبطاً رغم ما أشيع عن ان لا نية لفرْض عقوبات على حلفاء الحزب او التسبب بأضرار للدولة ومؤسساتها، لان الهدف خنق «حزب الله» لا أكثر.
وكشفت مصادر استخباراتية ان الاستخبارات الأميركية التي تترصّد حركة تنظيم «داعش» بناء على توقعاتٍ باحتمالِ انسحاب مجموعاته من جرود عرسال (بعد الاتفاق المحتمل على خروج النصرة - القاعدة) ليس الى سورية بل الى لبنان عبر خلايا صغيرة، تولي الآن اهتماماً بردات فعل «حزب الله» على وضْع رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين على لائحة الارهاب.
وفي تقدير أوساط معنية ان الولايات المتحدة قد تكون في صدد عملٍ أكبر ضد «حزب الله» عبر العقوبات الاقتصادية - المالية او من خلال تغطية ضربات أمنية - عسكرية قد تنفذها اسرائيل، على غرار التعاون الذي جرى بين الدولتين في عملية اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية او الاسير المحرر سمير القنطار وسواهما من الذين كانوا أهدافاً لعمليات مماثلة.
وتعتقد تلك الأوساط ان «حزب الله» يبدو الآن كمن يضع «الإصبع على الزناد» في ضوء توقعاتٍ باستهدافه بدأتْ بعيد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المبكّرة للولايات المتحدة بعد انتخاب ترامب، وتزداد احتمالاً مع المتغيرات التي تريد الاقتصاص منه لدوره كـ «كاسحة ألغام» في سورية الى جانب ايران وروسيا والنظام.
وبدت الأوساط نفسها متوجّسة من تَزامُن هذه التقديرات مع المأزق السياسي - الدستوري الذي يستوطن لبنان نتيجة استمرار الخلاف على قانون الانتخاب، وسط تلميحاتٍ الى احتمال تأثير أي عمليات عسكرية على ميزان التوافق السياسي الداخلي الذي لن ينجو من خلْط أوراق على الساخن.
وإزاء هذه اللوحة من الاحتمالات يلتزم لبنان الرسمي والسياسي، الذي كان سَلّم بـ «ربْطِ نزاعٍ» مع الخيارات الاقليمية لـ «حزب الله»، بسياسةٍ تحضّ المجتمعيْن العربي والدولي على المضي في «فك الاشتباك» في لبنان وحوله، بعدما تحوّل «حزب الله» قضية إقليمية اكثر مما هو مشكلة لبنانية، فخصوم الحزب يدركون ان لا قدرة لهم على التأثير على أجندته، وتالياً يسعون الى تجنيب لبنان «الكأس المُرّة».
وهذه الخلاصة سمعتْها وفودٌ أميركية من الحزبيْن الديموقراطي والجمهوري ومن مراكز أبحاث ودراسات، قصدتْ لبنان أخيراً في مهمة استطلاعية بعد انتقال الولايات المتحدة من مرحلة أوباما الى حقبة ترامب، في إطار الوقوف على مقاربات دول المنطقة للخيارات الجديدة للإدارة الاميركية.
وقد أصيبتْ هذه الوفود بـ «دهشتيْن» في بيروت، واحدة ايجابية مردّها الى الكفاءة العالية للأجهزة الأمنية اللبنانية في مكافحة الارهاب والقدرات الابتكارية التي تتمتّع بها، وثانية سلبية تعود الى إطفاء الجميع، من رأس الهرم الى أسفله، المحرّكات ضدّ «حزب الله».
ويطلّ ما يوصف بـ«النظام الاقليمي الجديد» الذي ربما يتمخّض عنه «ناتو خليجياً» يتكئ على ترسانةٍ من صفقات الأسلحة مع الولايات المتحدة، عبر تَقاطُع مصالح بين إدارة أميركية أولويةُ رئيسها اقتصادية ويديرها جنرالاتٌ تستهويهم محاصرة نفوذ إيران التي تعتبرها أميركا الترامبية «راعية الإرهاب»، وبين دول الخليج التي تجد في تَمدُّد النفوذ الإيراني خطراً لا بد من كبح جماحه.
ولن يكون لبنان بمعزل عن المتغيّرات المفصلية التي تضع المنطقة على فوهة مواجهة أكثر صخباً، وخصوصاً ان إشارات عدة ترتبط بـ «حزب الله» توحي بأنه يحتلّ مكانة بارزة في «بنك أهداف» المرحلة الجديدة كونه «رأس الحربة» في المشروع الإيراني في المنطقة، وخصوصاً في سورية التي تحوّلت الى ما يشبه «القفل والمفتاح» في لعبةِ النفوذ الدولي والاقليمي في الشرق الأوسط برمّته.
ولم يكن مصادفة إعلان واشنطن والرياض وبالتزامن عشية «القمم الثلاث» في المملكة العربية السعودية، وضْع رئيس المجلس التنفيذي لـ «حزب الله» هاشم صفي الدين على لائحة الإرهاب، وهو ابن خالة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله وشبيهه. فهذا التطور شكل إشارةً للمزاج الأميركي - الخليجي في الطريق الى المباحثات التي يجريها ترامب مع أوسع حشد من قادة العالميْن العربي والإسلامي.
واللافت ان الوفد النيابي اللبناني الذي يزور واشنطن في محاولة استكشاف لطبيعة العقوبات التي تنوي الخزانة الأميركية وضْعها على «حزب الله» والسعي الى الحدّ منها، فوجئ بوضْع صفي الدين على لائحة الارهاب في اللحظة التي كان يجري لقاءات مع أعضاء في الكونغرس. وقد بدا الوفد محبطاً رغم ما أشيع عن ان لا نية لفرْض عقوبات على حلفاء الحزب او التسبب بأضرار للدولة ومؤسساتها، لان الهدف خنق «حزب الله» لا أكثر.
وكشفت مصادر استخباراتية ان الاستخبارات الأميركية التي تترصّد حركة تنظيم «داعش» بناء على توقعاتٍ باحتمالِ انسحاب مجموعاته من جرود عرسال (بعد الاتفاق المحتمل على خروج النصرة - القاعدة) ليس الى سورية بل الى لبنان عبر خلايا صغيرة، تولي الآن اهتماماً بردات فعل «حزب الله» على وضْع رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين على لائحة الارهاب.
وفي تقدير أوساط معنية ان الولايات المتحدة قد تكون في صدد عملٍ أكبر ضد «حزب الله» عبر العقوبات الاقتصادية - المالية او من خلال تغطية ضربات أمنية - عسكرية قد تنفذها اسرائيل، على غرار التعاون الذي جرى بين الدولتين في عملية اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية او الاسير المحرر سمير القنطار وسواهما من الذين كانوا أهدافاً لعمليات مماثلة.
وتعتقد تلك الأوساط ان «حزب الله» يبدو الآن كمن يضع «الإصبع على الزناد» في ضوء توقعاتٍ باستهدافه بدأتْ بعيد زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المبكّرة للولايات المتحدة بعد انتخاب ترامب، وتزداد احتمالاً مع المتغيرات التي تريد الاقتصاص منه لدوره كـ «كاسحة ألغام» في سورية الى جانب ايران وروسيا والنظام.
وبدت الأوساط نفسها متوجّسة من تَزامُن هذه التقديرات مع المأزق السياسي - الدستوري الذي يستوطن لبنان نتيجة استمرار الخلاف على قانون الانتخاب، وسط تلميحاتٍ الى احتمال تأثير أي عمليات عسكرية على ميزان التوافق السياسي الداخلي الذي لن ينجو من خلْط أوراق على الساخن.
وإزاء هذه اللوحة من الاحتمالات يلتزم لبنان الرسمي والسياسي، الذي كان سَلّم بـ «ربْطِ نزاعٍ» مع الخيارات الاقليمية لـ «حزب الله»، بسياسةٍ تحضّ المجتمعيْن العربي والدولي على المضي في «فك الاشتباك» في لبنان وحوله، بعدما تحوّل «حزب الله» قضية إقليمية اكثر مما هو مشكلة لبنانية، فخصوم الحزب يدركون ان لا قدرة لهم على التأثير على أجندته، وتالياً يسعون الى تجنيب لبنان «الكأس المُرّة».
وهذه الخلاصة سمعتْها وفودٌ أميركية من الحزبيْن الديموقراطي والجمهوري ومن مراكز أبحاث ودراسات، قصدتْ لبنان أخيراً في مهمة استطلاعية بعد انتقال الولايات المتحدة من مرحلة أوباما الى حقبة ترامب، في إطار الوقوف على مقاربات دول المنطقة للخيارات الجديدة للإدارة الاميركية.
وقد أصيبتْ هذه الوفود بـ «دهشتيْن» في بيروت، واحدة ايجابية مردّها الى الكفاءة العالية للأجهزة الأمنية اللبنانية في مكافحة الارهاب والقدرات الابتكارية التي تتمتّع بها، وثانية سلبية تعود الى إطفاء الجميع، من رأس الهرم الى أسفله، المحرّكات ضدّ «حزب الله».