سؤال وجواب / التأتأة الطارئة لدى الأطفال... يُحرِّكها «النكوص النفسي»
في هذه الزاوية، ننقل إليكم إجابات خبراء اختصاصيين عن أسئلة متنوعة تتعلق بالصحة العامة أو الرشاقة أو الريجيم أو حتى أسلوب الحياة.
• س: طفلي البكر يبلغ من العمر 4 أعوام، وكان يتكلم بشكل طبيعي وبطلاقة حتى بدأ قبل نحو 3 أشهر بالتأتأة والتلعثم المتكرر في كلامه من دون أن أعرف سببا واضحا لذلك. بعض الأقارب والأصدقاء المقربين يقولون إن ذلك قد يكون بسبب وجود مشاكل أسرية تؤثر على نفسية طفلي، بينما يقول آخرون إنه ربما يكون ناتجا عن شعوره بالغيرة، ولا سيما أن مشكلته تلك بدأت بالتزامن تقريبا مع ولادتي لشقيق له قبل اشهر قليلة. فإلى أي مدى يدعو هذا الأمر إلى القلق؟ وماذا عساي أن أفعل؟
- ج: هناك أكثر من احتمال يقف وراء هذه الحالة، لكن مبدئيا يمكن القول إن هذا الطفل مصاب بما يسمى «النكوص النفسي»، أي الارتداد نفسيا إلى مرحلة عمرية سابقة. ومن الواضح أن سبب لجوء نفسية طفلك إلى ذلك النكوص يكمن في غيرته إزاء شقيقه الأصغر المولود حديثا، وهو بهذا يحاول أن يسترعي انتباهك إليه لأنه يظن أنك قد انشغلت عنه بذلك «المنافس الرضيع».
لكن لا داع للقلق المفرط، فمثل هذه المشاعر تستثير سلسلة أعراص من بينها التأتأة الطارئة، أي التي تظهر فجأة ثم تزول مع مرور الوقت. بل ان بعض الأطفال في مثل هذه الحالات قد ينكصون إلى التبول اللاإرادي ليلاً أو مص الأصابع كنوع من طلب الاهتمام والرعاية من جانب الوالدين.
من هذا المنظور، فالأرجح هو أن التأتأة والتلعثم اللذين استجدا على طفلك يعكسان نوعا من الاحتجاج من جانبه والمطالبة بأن يكون له القدر الأكبر من الاهتمام. لكن ينبغي توضيح أن الطفل بهذا لا يتصنع تلك التأتأة أو غيرها، بل هو ينبع من اللاوعي ومن دون تخطيط.
لذلك، يحرص اختصاصيو علم النفس على نصح الوالدين بأن يمارسا نوعا من الإعداد النفسي المسبق لطفلهما إذا كانا ينتظران مولودًا جديدا. فعلى سبيل المثال، من المفيد أن نجعل الطفل يتلمس بطن أمه خلال أشهر الحمل الأخيرة ونشجعه على أن يخاطب الجنين الذي لم يُولد بعد، وذلك كي لا يتولد لديه شعور وهمي بأن هذا الجنين سيصبح منافسا له عندما يولد.
وكجزء من العلاج، يجب على الوالدين أن يحرصا على زيادة جرعة اهتمامهما بالطفل، مع مراعاة التقريب النفسي بينه وبين شقيقه المولود حديثا. فمن المفيد مثلا أن تشركيه في مهام رعاية شقيقه الرضيع بأن تجعليه يحمله ويحتضنه مثلا تحت إشرافك، أو أن تكلفيه مثلاً بأن يذهب لإحضار متعلقات الرضيع، وغير ذلك من الأمور التي تخلق نوعا من الطمأنينة في نفس الطفل وتبدد مخاوفه النفسية. ويستحسن في موازاة كل هذا أن تستشيري اختصاصيا نفسيا ليعطيكم توجيهات ونصائح حول كيفية التعامل مع الطفل حتى يعبر تلك المرحلة الموقتة من دون أن تتفاقم مشكلة التأتأة لديه.
والأمر الذي ينبغي التحذير منه هو مراعاة عدم تعريض الطفل للتوبيخ أو الانتقاد أو السخرية - سواء من جانب الوالدين أو من جانب نظرائه - بسبب ذلك الاضطراب الطارئ الذي طرأ على طريقة كلامه. بل الأصح هو تحفيزه وتشجيعه ومكافأته على أن يتكلم بهدوء حتى يستعيد ثقته بذاته.
- ج: هناك أكثر من احتمال يقف وراء هذه الحالة، لكن مبدئيا يمكن القول إن هذا الطفل مصاب بما يسمى «النكوص النفسي»، أي الارتداد نفسيا إلى مرحلة عمرية سابقة. ومن الواضح أن سبب لجوء نفسية طفلك إلى ذلك النكوص يكمن في غيرته إزاء شقيقه الأصغر المولود حديثا، وهو بهذا يحاول أن يسترعي انتباهك إليه لأنه يظن أنك قد انشغلت عنه بذلك «المنافس الرضيع».
لكن لا داع للقلق المفرط، فمثل هذه المشاعر تستثير سلسلة أعراص من بينها التأتأة الطارئة، أي التي تظهر فجأة ثم تزول مع مرور الوقت. بل ان بعض الأطفال في مثل هذه الحالات قد ينكصون إلى التبول اللاإرادي ليلاً أو مص الأصابع كنوع من طلب الاهتمام والرعاية من جانب الوالدين.
من هذا المنظور، فالأرجح هو أن التأتأة والتلعثم اللذين استجدا على طفلك يعكسان نوعا من الاحتجاج من جانبه والمطالبة بأن يكون له القدر الأكبر من الاهتمام. لكن ينبغي توضيح أن الطفل بهذا لا يتصنع تلك التأتأة أو غيرها، بل هو ينبع من اللاوعي ومن دون تخطيط.
لذلك، يحرص اختصاصيو علم النفس على نصح الوالدين بأن يمارسا نوعا من الإعداد النفسي المسبق لطفلهما إذا كانا ينتظران مولودًا جديدا. فعلى سبيل المثال، من المفيد أن نجعل الطفل يتلمس بطن أمه خلال أشهر الحمل الأخيرة ونشجعه على أن يخاطب الجنين الذي لم يُولد بعد، وذلك كي لا يتولد لديه شعور وهمي بأن هذا الجنين سيصبح منافسا له عندما يولد.
وكجزء من العلاج، يجب على الوالدين أن يحرصا على زيادة جرعة اهتمامهما بالطفل، مع مراعاة التقريب النفسي بينه وبين شقيقه المولود حديثا. فمن المفيد مثلا أن تشركيه في مهام رعاية شقيقه الرضيع بأن تجعليه يحمله ويحتضنه مثلا تحت إشرافك، أو أن تكلفيه مثلاً بأن يذهب لإحضار متعلقات الرضيع، وغير ذلك من الأمور التي تخلق نوعا من الطمأنينة في نفس الطفل وتبدد مخاوفه النفسية. ويستحسن في موازاة كل هذا أن تستشيري اختصاصيا نفسيا ليعطيكم توجيهات ونصائح حول كيفية التعامل مع الطفل حتى يعبر تلك المرحلة الموقتة من دون أن تتفاقم مشكلة التأتأة لديه.
والأمر الذي ينبغي التحذير منه هو مراعاة عدم تعريض الطفل للتوبيخ أو الانتقاد أو السخرية - سواء من جانب الوالدين أو من جانب نظرائه - بسبب ذلك الاضطراب الطارئ الذي طرأ على طريقة كلامه. بل الأصح هو تحفيزه وتشجيعه ومكافأته على أن يتكلم بهدوء حتى يستعيد ثقته بذاته.