2 > 1
جامعة الكويت... نظرة تفاؤلية
طلب أحد الإخوان أن أكتب بشكل ايجابي عن جامعة الكويت بعد مقالتي الخميس الماضي الناقدة (سلبية) لموقف الإدارة الجامعية بخصوص قبولها لأكثر من ستة آلاف طالب.
في الحقيقة، ليس الهدف من الكتابة أن نكتب ايجاباً أو سلباً بقدر ما نقصد الفائدة من الكتابة من حيث المبدأ وإيصال الرسالة المطلوبة، سواء اتفق ذلك أن يكون سلبيا أو ايجابياً. وفي الاغلب الاعم يُوجه للصحافيين وكتاب الأعمدة، الاتهام بأنهم متشائمون ويكتبون على الدوام بصورة سلبية حول أي موضوع... فهل لا يرون الايجابيات بل دائما يرون السلبيات كما يقولون؟ بصراحة قد يكون من الطبيعي أن يكون الصحافي والناقد، سلبي، لأن ذلك هو مقتضى كتابته للوضع العام. فلو كانت الأمور على ما يُرام، لما كان هناك داع للكتابة اصلاً، فالنقد أساساً وسيلة كي يُعلق الناقد على الخلل ويطرح رأيه (إن وُجد) لكيفية الحل. ولذلك طلب أحد الزملاء الكتابة عن الجانب الإيجابي للجامعة، وهو ما أظنني سأفعله، لكن انطلاقاً من الزاوية السلبية.
أقصد جامعة الكويت صرح علمي وأكاديمي وطني ضخم. فهو ضخم لأنه قديم بقدم تاريخ استقلال ودستور دولة الكويت المدنية، حينما افتتحها المغفور له الشيخ صباح السالم في 27 نوفمبر لعام 1966. الجامعة منذ ولادتها ذلك الحين وإلى اليوم وهي المؤسسة الأكاديمية العُليا الوطنية الوحيدة، وتخرّج منها رجالات الدولة ممن يسيرون شؤونها اليوم. واساتذة الجامعة اليوم هم خريجوها، فبعد تفوقهم انضموا إلى جامعات دولية عريقة في الشرق والغرب وعادوا بشهادات عالية ليديروا شؤونها.
كما لا ننسى أن من أبناء الجامعة ممن أكملوا مسيرة خدمة المجتمع بعد تخرجهم وانضموا إلى مراكز حكومية وسياسية عُليا، سواءً على مستوى وكيل وزارة أو وزير أو نائب في المجلس أو غير ذلك. ولا نريد أن نذكر الأسماء كون المجتمع يعلمهم جيداً ولا حاجة لذكرهم لكثرتهم ولله الحمد. كما لجامعة الكويت الفضل في الكثير من التحديات بالنسبة لمعالجة ووضع الحلول للمشاكل الاقتصادية والبيئية والأمنية والاجتماعية وغيرها من التحديات التي واجهتها الكويت. لذلك استطاعت الجامعة أن تحقق مكاسب دولية يحسدها عليه الغير، كأن تحتل العلوم الادارية مثلا مرتبة مميزة بين أفضل 300 جامعة على مستوى العالم، ومثل ذلك في مجالات الهندسة وطب الاسنان والطب المساعد وبقية التخصصات والكليات.
لذلك حينما ننتقد نريد للجامعة أن تبتعد عن التأثيرات وترتفع عن الخصومات والمصالح السياسية وتتفرغ لنفسها وأهدافها وتخصصها المهني. ولهذا السبب نعتب على مجلس الجامعة كيف يقبل ويُحمل الجامعة اعداداً فوق طاقتها ويقلص ميزانيتها بحجة الترشيد ويهدد بسحب منشآتها الجديدة في الشدادية، ثم يتوقع الروحية العالية والمثابرة والإنتاجية والكفاءة نفسها؟
رسالتنا أن تعيدوا للجامعة هيبتها ولو بعض ميزانيتها كي لا نخسر هذا المعلم الأكاديمي الجميل، كما خسرنا كل شيء من الماضي الجميل. فحجة الترشيد وألاعيب السياسيين جعلت الجامعة تدفع الشيء الكثير.
hasabba@
في الحقيقة، ليس الهدف من الكتابة أن نكتب ايجاباً أو سلباً بقدر ما نقصد الفائدة من الكتابة من حيث المبدأ وإيصال الرسالة المطلوبة، سواء اتفق ذلك أن يكون سلبيا أو ايجابياً. وفي الاغلب الاعم يُوجه للصحافيين وكتاب الأعمدة، الاتهام بأنهم متشائمون ويكتبون على الدوام بصورة سلبية حول أي موضوع... فهل لا يرون الايجابيات بل دائما يرون السلبيات كما يقولون؟ بصراحة قد يكون من الطبيعي أن يكون الصحافي والناقد، سلبي، لأن ذلك هو مقتضى كتابته للوضع العام. فلو كانت الأمور على ما يُرام، لما كان هناك داع للكتابة اصلاً، فالنقد أساساً وسيلة كي يُعلق الناقد على الخلل ويطرح رأيه (إن وُجد) لكيفية الحل. ولذلك طلب أحد الزملاء الكتابة عن الجانب الإيجابي للجامعة، وهو ما أظنني سأفعله، لكن انطلاقاً من الزاوية السلبية.
أقصد جامعة الكويت صرح علمي وأكاديمي وطني ضخم. فهو ضخم لأنه قديم بقدم تاريخ استقلال ودستور دولة الكويت المدنية، حينما افتتحها المغفور له الشيخ صباح السالم في 27 نوفمبر لعام 1966. الجامعة منذ ولادتها ذلك الحين وإلى اليوم وهي المؤسسة الأكاديمية العُليا الوطنية الوحيدة، وتخرّج منها رجالات الدولة ممن يسيرون شؤونها اليوم. واساتذة الجامعة اليوم هم خريجوها، فبعد تفوقهم انضموا إلى جامعات دولية عريقة في الشرق والغرب وعادوا بشهادات عالية ليديروا شؤونها.
كما لا ننسى أن من أبناء الجامعة ممن أكملوا مسيرة خدمة المجتمع بعد تخرجهم وانضموا إلى مراكز حكومية وسياسية عُليا، سواءً على مستوى وكيل وزارة أو وزير أو نائب في المجلس أو غير ذلك. ولا نريد أن نذكر الأسماء كون المجتمع يعلمهم جيداً ولا حاجة لذكرهم لكثرتهم ولله الحمد. كما لجامعة الكويت الفضل في الكثير من التحديات بالنسبة لمعالجة ووضع الحلول للمشاكل الاقتصادية والبيئية والأمنية والاجتماعية وغيرها من التحديات التي واجهتها الكويت. لذلك استطاعت الجامعة أن تحقق مكاسب دولية يحسدها عليه الغير، كأن تحتل العلوم الادارية مثلا مرتبة مميزة بين أفضل 300 جامعة على مستوى العالم، ومثل ذلك في مجالات الهندسة وطب الاسنان والطب المساعد وبقية التخصصات والكليات.
لذلك حينما ننتقد نريد للجامعة أن تبتعد عن التأثيرات وترتفع عن الخصومات والمصالح السياسية وتتفرغ لنفسها وأهدافها وتخصصها المهني. ولهذا السبب نعتب على مجلس الجامعة كيف يقبل ويُحمل الجامعة اعداداً فوق طاقتها ويقلص ميزانيتها بحجة الترشيد ويهدد بسحب منشآتها الجديدة في الشدادية، ثم يتوقع الروحية العالية والمثابرة والإنتاجية والكفاءة نفسها؟
رسالتنا أن تعيدوا للجامعة هيبتها ولو بعض ميزانيتها كي لا نخسر هذا المعلم الأكاديمي الجميل، كما خسرنا كل شيء من الماضي الجميل. فحجة الترشيد وألاعيب السياسيين جعلت الجامعة تدفع الشيء الكثير.
hasabba@
