جلسة مجلس الأمة الماراثونية الأربعاء الماضي، تحكي وتُجيب بشكل واضح عن كل المشاكل التي نعيشها. من الخطأ أن تعيب على الحكومة سوء تصرفاتها طالما أن العديد من مخرجات الشعب هم بهذه الدرجة من السوء.
لننظر لكم نائبا للدلالة على هذا الانحراف في العمل البرلماني. لنبدأ أولا بالنائب شعيب المويزري. هذا النائب يفترض أنه ينتمي إلى تكتل المعارضة وأنه تنافس على كرسي الرئاسة، وبالتالي توقعنا أنه قادر على إدارة دفة المعارضة بصورة سياسية أكثر مهارةً وعلى غرار ما كان يقوم به النائب السابق أحمد السعدون في تكتله وتحالفاته مع زملائه النواب. لكن واضح أنه غير ذلك، ولو وضعنا هذه النقطة على جانب وحاولنا أن نفهم السر من وراء مشاركته في جميع الاستجوابات التي قُدمت، أعتقد سنحصل على إحدى إجابتين:
الأولى أنه مقتنع بسوء الحكومة ولذلك هو شارك رياض العدساني باستجواب رئيس الوزراء. لكن ما لا نفهمه لماذا طلب أن يكون أيضا مشاركاً للطبطبائي والمطير بعد خروج الخليفة؟
والمضحك أنه باستجوابه مع العدساني لم يحصل على أي فائدة غير مناقشة الاستجواب، على عكس استجواب الرئيس الأول حيث حصل شيء ولو هامشي وتشكلت لجنة ثلاثية لدراسة ما جاء في الاستجواب. أما استجوابه منفردا للوزير أبل فهذه كانت سيئة للغاية لأنه أصلا كان وزير سابق للإسكان ويعرف جيداً حجم الإنجاز الذي قدّمه أبل، كما أن الدفاع الجميل للوزير أقنع الجميع بمن فيهم زملاؤه في المعارضة. بالنتيجة المويزري الذي أشغل الجميع بكثرة كلامه وتصريحاته لم يستطع أن يفعل شيئا رغم أخذه لدور البطولة لجلسة الأربعاء.
أما الإجابة الثانية والتي أعتقد أنها الأكثر ملاءمة واقناعاً للناس أنه فعل كل ذلك أملاً في حل المجلس. نعلم جميعا أن حل المجلس أصبح متداولاً هذه الأيام، وأغلب الظن المويزري يميل مع هذا الرأي لأن لديه أكثر من دافع. الدافع الأول يريد تحسين سيرته الذاتية ويقول للناس أنه فعل شيئا (وهذه الشبهة كانت متداولة أيضا بحق مرزوق الخليفة لولا حكم الدستورية)، والدافع الثاني يريد محاولة كرّة الوصول لسدة الرئاسة التي فاتته في الجولة الحالية. لذا تجده يقاتل ويمارس كل ما أمكنته السبل للضغط وللدفع بهذا الاتجاه لعله يحظى باحدى الحُسنيين. فلهذا السبب وجدنا اسمه في قائمة الاستجوابات الثلاث، وأعتقد هذا ما أراده أيضا الدكتور عودة الرويعي عندما طلب من المويزري قائمة استجواباته القادمة.
أما النائب الآخر وهو صالح عاشور الذي تابعناه جميعاً قبل الاستجوابات ولأسابيع وهو يعكس حالة التذمر الشديدة تجاه الأداء الحكومي وفي كل مجال. ففي كل محفل وفي كل تصريح أو مداخلة في المجلس تجده يشن حرباً على الحكومة، فقد كان يستغل الشاردة والواردة ليوجه سهام النقد لها. وفجأة في الاستجوابات تجده مدافعاً عن الحكومة وضد الاستجوابات!
النائب الأخير في القائمة فهو محمد هايف المطيري. هذا النائب دائما تعجبني صراحته على عكس الإخوان في حدس وباقي زملائه بالمعارضة. المطيري ما عنده مانع أن تنتهي الأموال ويدمر الاقتصاد ويسرح ويمرح المجرمون والحرامية، هذا كله مو مهم فهو ملتزم بالوفاء بوعده مع الحكومة طالما الحكومة سترد الجناسي بعون الله ويريد بذلك وجه الله. والله يجزاك خيرا.
مبروكين وموفقين إن شاء الله يا أهل الكويت طالما هذه مخرجاتكم النيابية.
hasabba@