تأخُّر النُطق عند طفلك... هل يعني إصابته بـ «التوحُّد»؟
سؤال وجواب
في هذه الزاوية، ننقل إليكم إجابات خبراء اختصاصيين عن أسئلة متنوعة تتعلق بالصحة العامة أو الرشاقة أو الريجيم أو حتى أسلوب الحياة.
في هذه الزاوية، ننقل إليكم إجابات خبراء اختصاصيين عن أسئلة متنوعة تتعلق بالصحة العامة أو الرشاقة أو الريجيم أو حتى أسلوب الحياة.
• س: ابني عمره عامين ونصف العام تقريبا، لكن المشكلة هي أنني لاحظت أنه أصيب بنوع من «التراجع» في النطق، حيث أصبح لا ينطق سوى بضعة كلمات مفهومة، على الرغم من أنه كان يردد عددا أكثر من الكلمات عندما أتم عامين. أما المشكلة الثانية فهي أنه لا يستجيب إلا قليلاً عندما ننادي عليه، لكنه في المقابل يركز بشدة مع التلفزيون ويتفاعل معه في الحركات والضحك. فعندما يسمع أغنية أو إعلانات في التلفزيون وهو في غرفة أخرى، نجده يأتي مسرعا ليتفاعل معها. كما لاحظت أن لديه عادة رص وترتيب ألعابه بجوار أو فوق بعضها البعض، ثم يقوم بهدمها وإعادة ترتيبها من جديد. فهل تلك الأعراض تدل على أنه مصاب باضطراب التوحد أو ما شابه ذلك؟
- ج: لا يمكن تشخيص التوحد إلا من جانب طبيب متخصص حتى يتأكد بشكل قاطع من أن الطفل مصاب أو غير مصاب بتلك الحالة، والتشخيص الخاطئ تترتب عليه عواقب سيئة كثيرة على حياة الطفل والأسرة على حد السواء.
وفي بعض الحالات، يتطلب التشخيص جهدًا من الطبيب، وعلى الأخص في الحالات التي قد تحمل بعض سمات ومؤشرات التوحد لكنها لا تحمل سمات أخرى من ذلك الاضطراب.
وبطبيعة الحالة، نلتمس للوالدين العذر عندما يتخوفان من أن طفلهما قد يكون مصابًا بالتوحد، ولا سيما في ظل انتشار التخويف والتحذير منه عبر شتى قنوات الإعلام الالكترونية وغيرها.
لكن استنادا إلى الوصف الذي قدمته صاحبة السؤال، يمكن الترجيح مبدئيا أن ذلك الطفل ليست لديه ما يكفي من الأعراض الدالة على كونه مصابا بالتوحد. ويأتي هذا الترجيح مرتكزا على حقيقة أن الطفل قد نطق بعض الكلمات فعليا، وهذا لا يكون لدى أطفال التوحد. بل لا ينبغي القلق كثيرا من كون الطفل لا ينطق سوى كلمات قليلة في السنوات الثلاثة الأولى من عمره الأولى. ولكن ذلك القلق يصبح مطلوبا إذا استمر ذلك الحال وصولا إلى السنة الرابعة من عمر الطفل.
فإذا لم تبدأ اللغة في التطور بشكل واضح لدى الطفل حتى نهاية السنة الرابعة وبداية الخامسة، فإن ذلك يعتبر مؤشرا يدل على أن هنالك ثمة مشكلة تحتاج إلى التدخل تأهيليا.
أما شغف طفلك برص وترتيب الأشياء ثم هدمها، فهذا ما يسمى «الطقوسية الرتيبة». وعلى الرغم من «الطقوسية الرتيبة» هي إحدى سمات وأعراض التوحد، فإنها في حالة طفلك لا تشكل سمة جديرة بالاعتبار.
وإجمالا، يمكن القول إنه ليس هنالك ما يدعو إلى القلق إزاء حالة طفلك، فهو – حسب وصفك – يتفاعل مع النداء وإن كان بشكل محدود، ويُشاهد التلفزيون ويتفاعل معه، ويتحرك ويلعب بشكل طبيعي، ويبحث عن مصادر الأصوات التي تثير اهتمامه، وهكذا. وكل هذه المؤشرات هي في الحقيقة تفاعلات اجتماعية يفتقر إليها الطفل المصاب بالتوحد.
في الحلقة المقبلة: إجابة عن سؤال القارئ ح. الزرقاني
- ج: لا يمكن تشخيص التوحد إلا من جانب طبيب متخصص حتى يتأكد بشكل قاطع من أن الطفل مصاب أو غير مصاب بتلك الحالة، والتشخيص الخاطئ تترتب عليه عواقب سيئة كثيرة على حياة الطفل والأسرة على حد السواء.
وفي بعض الحالات، يتطلب التشخيص جهدًا من الطبيب، وعلى الأخص في الحالات التي قد تحمل بعض سمات ومؤشرات التوحد لكنها لا تحمل سمات أخرى من ذلك الاضطراب.
وبطبيعة الحالة، نلتمس للوالدين العذر عندما يتخوفان من أن طفلهما قد يكون مصابًا بالتوحد، ولا سيما في ظل انتشار التخويف والتحذير منه عبر شتى قنوات الإعلام الالكترونية وغيرها.
لكن استنادا إلى الوصف الذي قدمته صاحبة السؤال، يمكن الترجيح مبدئيا أن ذلك الطفل ليست لديه ما يكفي من الأعراض الدالة على كونه مصابا بالتوحد. ويأتي هذا الترجيح مرتكزا على حقيقة أن الطفل قد نطق بعض الكلمات فعليا، وهذا لا يكون لدى أطفال التوحد. بل لا ينبغي القلق كثيرا من كون الطفل لا ينطق سوى كلمات قليلة في السنوات الثلاثة الأولى من عمره الأولى. ولكن ذلك القلق يصبح مطلوبا إذا استمر ذلك الحال وصولا إلى السنة الرابعة من عمر الطفل.
فإذا لم تبدأ اللغة في التطور بشكل واضح لدى الطفل حتى نهاية السنة الرابعة وبداية الخامسة، فإن ذلك يعتبر مؤشرا يدل على أن هنالك ثمة مشكلة تحتاج إلى التدخل تأهيليا.
أما شغف طفلك برص وترتيب الأشياء ثم هدمها، فهذا ما يسمى «الطقوسية الرتيبة». وعلى الرغم من «الطقوسية الرتيبة» هي إحدى سمات وأعراض التوحد، فإنها في حالة طفلك لا تشكل سمة جديرة بالاعتبار.
وإجمالا، يمكن القول إنه ليس هنالك ما يدعو إلى القلق إزاء حالة طفلك، فهو – حسب وصفك – يتفاعل مع النداء وإن كان بشكل محدود، ويُشاهد التلفزيون ويتفاعل معه، ويتحرك ويلعب بشكل طبيعي، ويبحث عن مصادر الأصوات التي تثير اهتمامه، وهكذا. وكل هذه المؤشرات هي في الحقيقة تفاعلات اجتماعية يفتقر إليها الطفل المصاب بالتوحد.
في الحلقة المقبلة: إجابة عن سؤال القارئ ح. الزرقاني