حروف باسمة

مرزامنا حديد

تصغير
تكبير
اهزوجة جميلة يتغنى بها اطفال هذه الديرة الجميلة في ايام الزمن الجميل اذا هطل الغيث فإنهم يستبشرون بنزوله وينشدون:

طق يا مطر طق


بيتنا يديد ومرزامنا حديد

وكأنهم يتنبأون بأن قطرات المطر لن تخترق سطوح منازلهم وتنزل الى غرفهم فتدمرهم وهم يستبشرون باطمئنان وسعادة.

ولا تخلو بعض البيوت البسيطة من اختراق قطرات المطر لها وتبلل غرفها بالماء.

واطلق على عام من الاعوام التي هطل فيها المطر بغزارة ودمرت بعض المنازل بسنة الهدامة، وهي الثانية في تاريخ الكويت التي وقعت في الخمسينات من القرن الماضي، فسكن الذين تضررت بيوتهم من الامطار، المدارس، وذهب بعضهم الى بيوت اقاربهم التي لم تتضرر.

والكل سلسلة متشابكة ومترابطة من التعاون والتآزر والتواد وتترى السنون وينزل المطر وينهمر وتكون البيوت متينة في بنيانها قوية في تأسيسها لا يخترقها المطر وتبقى الشوارع ممتلئة بماء الغيث، والمجاري تفيض مع حداثة انشائها والمضخات لا تعمل على حداثتها والقاذورات والحيوانات النافقة واطارات السيارات تملأ المجاري وتحيل بين الماء والمضخات ما جعلها لا تعمل...

اين البيئة النظيفة، وأين العمل الدؤوب، من اجل المحافظة على جمال هذه الديرة ووقايتها من الاضرار؟

ان المتتبع لهذه القضية لا يجد شكا واضحا بوجود اهمال واضح، ترى فمن المتسبب في هذا الاهمال، والى متى يبقى؟ وكيف يستمر؟

قبل هذه المرة صارت قضية تطاير الحصى وشكلت لجان، فهل اتت هذه اللجان اكلها او حققت اغراضها او وصلت الى نتائج ملموسة ام لم يزل زجاج بعض السيارات يتصدع في بعض الشوارع.

قالوا انهم مستعدون لاستقبال موسم المطر قبل ان يهطل واثناء هطوله وبعد انتهاء الهطول فما وجدنا شيئاً من ذلك.

ديرة عريقة في اعداد وبناء البنية التحتية، فما الذي حدث؟

واين نحن اليوم من البلدان المتطورة الذي يطول موسم المطر فيها ولا تجد في شوارعها قطرة واحدة من الماء، ما الفرق بيننا وبينهم في التفكير والمادة والقدرة على الانشاء؟

عزيزي القارئ، والله لست ادري!

يقولون انهم شكلوا لجنة لمحاسبة المقصرين وتحويلهم على النيابة عسى ان يكون هذا أسرع من لمح البصر ويؤثر في اجتثاث المشاكل التي أدت الى انسداد المجاري في الأعوام المقبلة، ولا يكون مصيرها كمصير لجنة تطاير الحصى الذي لم يزل حتى وقتنا الحاضر.

فعسى أن يكون الجد طريقنا والإصرار سبيلنا والعمل المخلص الجاد من أجل رفعة الوطن والمحافظة عليه هو شغلنا الشاغل، ولا ننشغل بفرق عمل أو لجان أو مؤتمرات كي يفوت الوقت وتبقى البيئة ملوثة بكثير من الشوائب التي تحول دون الانفراج ولنستمتع بهطول المطر واتيان الربيع وما يحمل في طياته من خضرة وجمال.

ونقرأ ما قاله الاديب:

اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا

من الحسن حتى كاد ان يتكلما

وقد نبهه النوروز في غسق الدجى

اوائل ورد كن بالامس نوما
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي