مصادر «الرؤساء الخمسة» لـ «الراي»: الرسالة إسنادٌ للموقف الرسمي
الوفد اللبناني انتظرها في عمّان فجاءتْه من بيروت و... فاجأتْه
انتظَروها في عمّان فجاءتْهم من بيروت و... فاجأتْهم.
ففي الوقت الذي كان الوفد الرسمي اللبناني يحزم حقائبه استعداداً للإقلاع الى القمة العربية على متن «هواجس» تتّصل بمَخارج لعدم إحراجه حيال أدوار «حزب الله» في الخارج والتدخل الايراني في شؤون المنطقة، وتالياً تفادي «سوء تفاهُم» لبناني - خليجي، جاءت «المفاجأة» من بيروت بعدما بدتْ وكأنها مستبعَدة في عمان.
فبيروت «عاجلتْ» وفدَها الذي انتقل بطائرةٍ واحدة أقلّت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، برسالةٍ عبر «البريد السريع» سبقتْه إلى القمة وشكّلت حدَثاً سياسياً خطف الأضواء في العاصمة اللبنانية المشغولة بملفاتِ الموازنة والكهرباء وقانون الانتخاب، وهي الرسالة التي وقّع على صفحاتها الثلاث، صفحة - صفحة، خمسة رؤساء سابقين للجمهورية والحكومة ممن يتمتعون بأوزانٍ سياسية لا يستهان بها.
ففي اجتماعٍ لم يكن كُشف عنه سابقاً، تمّ صوغ ورقة لبنانية إلى القمة العربية وقّعها الرؤساء الخمسة ميشال سليمان، أمين الجميل، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام، وتضمّنت خمسة بنود تناولت التأكيد على اتفاق الطائف، والالتزام بالانتماء العربي، واحترام قرارات الشرعية الدولية ولا سيما القرار 1701، وتنفيذ «إعلان بعبدا»، وحضّ العرب على الاهتمام بلبنان في مواجهة الأخطار الاسرائيلية، ورفْض أي سلاح غير شرعي، وإدانة الإرهاب بكافة وجوهه، ودعم القضية الفلسطينية.
ووُزّعت الرسالة، التي شقّت طريقها الى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان في لبنان، قبل أن تتعرّض لإطلاق نارٍ سياسي من جهات عدة في بيروت رأتْ فيها «تَجاوُزاً» للموقف الرسمي الموحّد وإحراجاً له «وتشويشاً» عليه، الأمر الذي يشي بارتداداتٍ سياسيةٍ في الوقت الذي لم يكن جفّ حبر «الرسالة» التي انطوتْ على إشاراتٍ بالغة الدلالة، وخصوصاً حيال الأدوار العسكرية لـ «حزب الله» في ساحاتِ المنطقة.
وسرعان ما تردّدتْ «الأصداء السلبية» للرسالة الخماسية في القصر الجمهوري ورئاسة البرلمان، وأُمطرت بـ«وابلٍ» من الأوصاف كالقول إنها خطوة غير مفهومة وغير مبرَّرة وغير مقبولة، وغير مستساغة وغير مسبوقة، وانها تشكل تجاوزاً لرئيس الجمهورية وهيبة الرئاسة ووحدة الموقف الرسمي، وبلغ الأمر بصحيفة «الاخبار» القريبة من «حزب الله» الى وصف الموقّعين على الرسالة بـ «رؤساء السفارة» في إشارة ربما إلى السفارة الأميركية أو السعودية.
مصادر الموقّعين على الرسالة، الذين كانوا التقوا في دارة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، أوضحتْ لـ«الراي» أن القصد من الرسالة ومضمونها هو إسناد الموقف الرسمي اللبناني في ملاقاة القمة التي يأتي انعقادها بعد أزمة الثقة مع الشرعية العربية التي بدتْ متردّدة في بادئ الأمر في التضامن مع لبنان في ضوء تصريحاتٍ سابقة للرئيس عون فُهمت على أنها محاولةٌ لـ «شرْعنة» سلاح «حزب الله».
ولفتتْ هذه المصادر الى أن الرسالة، التي هدفتْ الى تصويب البوصلة، استندت الى خطاب القسَم لرئيس الجمهورية وما انطوى عليه من مضامين تتصل باتفاق الطائف، والتضامن العربي، والشرعية الدولية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين ومواجهة الخطر الاسرائيلي، وتالياً فإن القصد منها هو تعزيز موقف لبنان في القمة وتمكينه من إزالة أي التباسات في شأن العلاقات مع الدول العربية، لاسيما الخليجية.
وعن السبب في استبعاد رؤساء جمهورية وحكومة سابقين، كالرؤساء اميل لحود وحسين الحسيني وسليم الحص، ردّت المصادر عيْنها بالقول: «إن الذين تَداعوا لصوغ هذه الرسالة هم من الرؤساء السابقين الأعضاء في هيئة الحوار الوطني التي كانت انعقدت برعاية الرئيس السابق ميشال سليمان بناء على توصية من مؤتمر الدوحة الذي أوفد يومها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للمشاركة في افتتاح طاولة الحوار اللبناني».
واللافت في سياق «الضوضاء» التي أثارتها الرسالة، ان «الأجواء المكهربة» من جرائها لدى بعض الأوساط ظهرت في جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر أمس، التي كانت مخصصة لمناقشة «خطة الانقاذ الكهربائية»، حين طرح وزيرا «حزب الله» محمد فينش وحسين الحاج حسن ووزير «القومي الاجتماعي» علي قانصو الأمر على الطاولة من زاوية التساؤل كيف يمكن رؤساء سابقين مخاطبة القمة في ظل وجود رئيس حالي.
ونُقل عن الرئيس عون في مستهل الجلسة عينها انه سيحمل في الكلمة التي يلقيها امام القمة «رسالة سلام باسم جميع اللبنانيين، وسيؤكد على أهمية التضامن العربي وتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية»، وسط معلومات كانت تحدثت عن ان كلمة عون أمام القمة ستكون غير تقليدية في الشكل والمضمون، حيث سيخاطب القادة العرب بأسلوب «أقرب إلى المكاشفة».
وبدا الوفد اللبناني الذي غادر أمس الى المقلب الاردني من البحر الميت مرتاحاً لتبني الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب ورقة لبنان بالإجماع بما شكّله من مؤشرٍ لتجنُّب تكرار المأزق الذي واجهه لبنان الرسمي سابقاً مع تَحفُّظ دول خليجية عن الفقرة المتعلقة بالتضامن مع لبنان بسبب تدخل «حزب الله» في الصراعات الاقليمية.
فالورقة اللبنانية مرّت من دون أي مشكلة وبما فيها الفقرة التي تلحظ «الترحيب بما ورد في خطاب القسَم لفخامة رئيس الجمهورية من تأكيد لوحدة موقف الشعب اللبناني وتمسُّكه بسلمه الأهلي الذي يبقيه في منأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة والتزامه احترام ميثاق جامعة الدول العربية وبشكل خاص المادة الثامنة منه واعتماد لبنان لسياسة مستقلّة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي».
ورغم هذا الارتياح، فإن الأنظار تتجه الى كيفية إدارة الوفد الرسمي اللبناني الموقف من مسائل شائكة مطروحة على بساط القمة. وإذا كان من المؤكد انه سيتحفظ عن البند المتعلق بوصف «حزب الله» بـ «المنظمة الارهابية» بسبب تورطه في ساحات عدة في المنطقة، فإن الاختبار الأشد تعقيداً سيتمثل في القضية البالغة الحساسية بالنسبة الى دول الخليج، وهي التنديد بدور ايران في المنطقة وتَدخُّلها في شؤون دولها.
ففي الوقت الذي كان الوفد الرسمي اللبناني يحزم حقائبه استعداداً للإقلاع الى القمة العربية على متن «هواجس» تتّصل بمَخارج لعدم إحراجه حيال أدوار «حزب الله» في الخارج والتدخل الايراني في شؤون المنطقة، وتالياً تفادي «سوء تفاهُم» لبناني - خليجي، جاءت «المفاجأة» من بيروت بعدما بدتْ وكأنها مستبعَدة في عمان.
فبيروت «عاجلتْ» وفدَها الذي انتقل بطائرةٍ واحدة أقلّت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، برسالةٍ عبر «البريد السريع» سبقتْه إلى القمة وشكّلت حدَثاً سياسياً خطف الأضواء في العاصمة اللبنانية المشغولة بملفاتِ الموازنة والكهرباء وقانون الانتخاب، وهي الرسالة التي وقّع على صفحاتها الثلاث، صفحة - صفحة، خمسة رؤساء سابقين للجمهورية والحكومة ممن يتمتعون بأوزانٍ سياسية لا يستهان بها.
ففي اجتماعٍ لم يكن كُشف عنه سابقاً، تمّ صوغ ورقة لبنانية إلى القمة العربية وقّعها الرؤساء الخمسة ميشال سليمان، أمين الجميل، فؤاد السنيورة، نجيب ميقاتي وتمام سلام، وتضمّنت خمسة بنود تناولت التأكيد على اتفاق الطائف، والالتزام بالانتماء العربي، واحترام قرارات الشرعية الدولية ولا سيما القرار 1701، وتنفيذ «إعلان بعبدا»، وحضّ العرب على الاهتمام بلبنان في مواجهة الأخطار الاسرائيلية، ورفْض أي سلاح غير شرعي، وإدانة الإرهاب بكافة وجوهه، ودعم القضية الفلسطينية.
ووُزّعت الرسالة، التي شقّت طريقها الى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان في لبنان، قبل أن تتعرّض لإطلاق نارٍ سياسي من جهات عدة في بيروت رأتْ فيها «تَجاوُزاً» للموقف الرسمي الموحّد وإحراجاً له «وتشويشاً» عليه، الأمر الذي يشي بارتداداتٍ سياسيةٍ في الوقت الذي لم يكن جفّ حبر «الرسالة» التي انطوتْ على إشاراتٍ بالغة الدلالة، وخصوصاً حيال الأدوار العسكرية لـ «حزب الله» في ساحاتِ المنطقة.
وسرعان ما تردّدتْ «الأصداء السلبية» للرسالة الخماسية في القصر الجمهوري ورئاسة البرلمان، وأُمطرت بـ«وابلٍ» من الأوصاف كالقول إنها خطوة غير مفهومة وغير مبرَّرة وغير مقبولة، وغير مستساغة وغير مسبوقة، وانها تشكل تجاوزاً لرئيس الجمهورية وهيبة الرئاسة ووحدة الموقف الرسمي، وبلغ الأمر بصحيفة «الاخبار» القريبة من «حزب الله» الى وصف الموقّعين على الرسالة بـ «رؤساء السفارة» في إشارة ربما إلى السفارة الأميركية أو السعودية.
مصادر الموقّعين على الرسالة، الذين كانوا التقوا في دارة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، أوضحتْ لـ«الراي» أن القصد من الرسالة ومضمونها هو إسناد الموقف الرسمي اللبناني في ملاقاة القمة التي يأتي انعقادها بعد أزمة الثقة مع الشرعية العربية التي بدتْ متردّدة في بادئ الأمر في التضامن مع لبنان في ضوء تصريحاتٍ سابقة للرئيس عون فُهمت على أنها محاولةٌ لـ «شرْعنة» سلاح «حزب الله».
ولفتتْ هذه المصادر الى أن الرسالة، التي هدفتْ الى تصويب البوصلة، استندت الى خطاب القسَم لرئيس الجمهورية وما انطوى عليه من مضامين تتصل باتفاق الطائف، والتضامن العربي، والشرعية الدولية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين ومواجهة الخطر الاسرائيلي، وتالياً فإن القصد منها هو تعزيز موقف لبنان في القمة وتمكينه من إزالة أي التباسات في شأن العلاقات مع الدول العربية، لاسيما الخليجية.
وعن السبب في استبعاد رؤساء جمهورية وحكومة سابقين، كالرؤساء اميل لحود وحسين الحسيني وسليم الحص، ردّت المصادر عيْنها بالقول: «إن الذين تَداعوا لصوغ هذه الرسالة هم من الرؤساء السابقين الأعضاء في هيئة الحوار الوطني التي كانت انعقدت برعاية الرئيس السابق ميشال سليمان بناء على توصية من مؤتمر الدوحة الذي أوفد يومها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للمشاركة في افتتاح طاولة الحوار اللبناني».
واللافت في سياق «الضوضاء» التي أثارتها الرسالة، ان «الأجواء المكهربة» من جرائها لدى بعض الأوساط ظهرت في جلسة مجلس الوزراء قبل ظهر أمس، التي كانت مخصصة لمناقشة «خطة الانقاذ الكهربائية»، حين طرح وزيرا «حزب الله» محمد فينش وحسين الحاج حسن ووزير «القومي الاجتماعي» علي قانصو الأمر على الطاولة من زاوية التساؤل كيف يمكن رؤساء سابقين مخاطبة القمة في ظل وجود رئيس حالي.
ونُقل عن الرئيس عون في مستهل الجلسة عينها انه سيحمل في الكلمة التي يلقيها امام القمة «رسالة سلام باسم جميع اللبنانيين، وسيؤكد على أهمية التضامن العربي وتفعيل ميثاق جامعة الدول العربية»، وسط معلومات كانت تحدثت عن ان كلمة عون أمام القمة ستكون غير تقليدية في الشكل والمضمون، حيث سيخاطب القادة العرب بأسلوب «أقرب إلى المكاشفة».
وبدا الوفد اللبناني الذي غادر أمس الى المقلب الاردني من البحر الميت مرتاحاً لتبني الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب ورقة لبنان بالإجماع بما شكّله من مؤشرٍ لتجنُّب تكرار المأزق الذي واجهه لبنان الرسمي سابقاً مع تَحفُّظ دول خليجية عن الفقرة المتعلقة بالتضامن مع لبنان بسبب تدخل «حزب الله» في الصراعات الاقليمية.
فالورقة اللبنانية مرّت من دون أي مشكلة وبما فيها الفقرة التي تلحظ «الترحيب بما ورد في خطاب القسَم لفخامة رئيس الجمهورية من تأكيد لوحدة موقف الشعب اللبناني وتمسُّكه بسلمه الأهلي الذي يبقيه في منأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة والتزامه احترام ميثاق جامعة الدول العربية وبشكل خاص المادة الثامنة منه واعتماد لبنان لسياسة مستقلّة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي».
ورغم هذا الارتياح، فإن الأنظار تتجه الى كيفية إدارة الوفد الرسمي اللبناني الموقف من مسائل شائكة مطروحة على بساط القمة. وإذا كان من المؤكد انه سيتحفظ عن البند المتعلق بوصف «حزب الله» بـ «المنظمة الارهابية» بسبب تورطه في ساحات عدة في المنطقة، فإن الاختبار الأشد تعقيداً سيتمثل في القضية البالغة الحساسية بالنسبة الى دول الخليج، وهي التنديد بدور ايران في المنطقة وتَدخُّلها في شؤون دولها.