خلال ندوة أقيمت في رابطة الأدباء بالتعاون مع السفارة البلجيكية والملتقى الثقافي

طه عدنان: الأدب... يبني صروح التعايش بين البشر

تصغير
تكبير
أقامت السفارة البلجيكية في الكويت، بالتعاون مع الملتقى الثقافي ورابطة الأدباء الكويتيين في مسرح الدكتورة سعاد الصباح، ندوة للكاتب البلجيكي من أصول مغربية طه عدنان عنوانها «بروكسيل... ما بين البلجيكية والتفرنس والعروبة»، وذلك في إطار الاحتفال بالفرانكفونية.

أدار الندوة، صاحب الملتقى الثقافي الروائي طالب الرفاعي، وتطرق فيها عدنان إلى الكثير من المحطات التي أثرت في نشاطاته الإبداعية المكثفة، كما قرأ بعضا من قصائده الشعرية من ديوانه «بسمتك أحلى من العلم الوطني»، كما تحدث عن إصداراته الأدبية والمعرفية، وأجاب على أسئلة ومداخلات الحضور.

وقرأ عدنا قصيدة «سؤال بريء إلى داعشي» يقول عدنان:

أخي

ولدنا معا

رضعنا حليب الصفاء معا

حبونا معا

رتعنا في هذي البطحاء معا

لهونا معا

ركبنا سفين الجنون معا

حلمنا معا

ركضنا وراء السدى والظنون معا

وانكسرنا معا

ما الذي

يا ترى

بدلك؟

وفي هذه القصيدة يوجه عدنان رسالة هادئة لهؤلاء الذين خسروا أنفسهم وباعوها للتطرف والإجرام والعنف والإرهاب، مشيرا إلى ما يتمتع به الدين الإسلامي من تآخ وحب وإحسان ورحمة.

ثم قرأ عدنان، قصيدة «تستعيد بروكسيل حيويتها»، والتي لجأ فيها إلى الوصف بإيجاز لبعض ملامح مدينة بروكسل وما يرى في أجوائها من مشاهد أثرت على مشاعره فيما أنشد قصيدة متأخرا كعادتي»، والتي يقول فيها:

تنزل سارة من المترو

تشق الصفوف بعطرها

وتنفخ في كفها

ترسل لي قبلة

في الهواء

أودعها بتلويحة من يدي

عجلى

وأمضي باحثا عن مقعد

وطرح الرفاعي سؤالا حول كتاب « بروكسيل المغربية» ليشرح عدنان - مؤلف الكتاب - الهجرة المغربية إلى هذه المدينة والتي بدأت من شمال المغرب خصوصا في المناطق الريفية، وهذا الحضور لم يخلف أدبا ثم ظهر الأدب المغربي جليا مثل ما قدمته ليلى الهواري وغيرها، وأوضح ان علاقته بالمدينة هي علاقة خاصة لأنها مدينة ليست كبيرة، وأنها كانت قدره.

وأشار إلى ضياع الهوية العربية من خلال ظهور جيل يتكلم اللغة الأجنبية ولا يتقن العربية، بعدما تعلم في مدارس وجامعات غير عربية، إلا أن عدنان احتفظ بلغته العربية واستخدمها في كتابة الأدب. ومن ثم أوضح عدنان أنه كان مجبرا على استخدام العربية فقد وصل إلى بروكسيل وعمره 26 عاما في عام 1999. وتابع أنه كان من المفترض أن يعيش مشكلة وطأة اللغة، ولكن في بروكسيل وجد فيها عدم الأمان اللغوي لأن الناطق بالفرنسية عليه ان يتعلم الهولندية، لذا فقد كان منفتحا على كل اللغات. وقال: «أجدني وأنا أواصل الكتابة باللغة العربية أكتب بإحدى لغات بروكسيل، وأن التحدي كيف تكتب أدبا عربيا، يمكن ان يكون وفي الوقت نفسه أدبا بلجيكيا، مكتوبا باللغة العربية».

وخلال إجاباته على مداخلات وأسئلة الحضور، أشار عدنان إلى مشاركاته في المشهد الثقافي البلجيكي، متحدثا عن آلامه كعربي بعد الأحداث الدامية التي ضربت أوروبا وانتسب فاعلوها إلى العروبة. كما لخص الإقصاء الذي يتعرض له العربي في هذه البلدان الأوروبية، وعدم حصوله على فرصة للعمل أو التعليم أو حتى دخول الأماكن الترفيهية بحجة انه عربي، وطالب بمواجهة الفكر الإرهاب بتجديد الخطاب الديني.

وأبدى عدنان استغرابه من الذين يرون أن الدين في المظهر فقط، فيقومون بارتداء الجلباب، كمظهر إسلامي، وهي مظاهر لا تقدم أو تؤخر في الفعل الإسلامي الذي يراد له أن يكون مؤثرا.

وتطرق إلى الصالون الأدبي في بروكسيل الذي يقيمونه ويحضره الأدباء المقيمون في هذه المدينة، مؤكدا أن بمقدور الأدب أن يبني صروحا للتعايش بين البشر كافة وإرساء أفق العيش المشترك.

من ناحيته، رحب الأمين العام لرابطة الأدباء الباحث طلال الرميضي، بضيف الكويت الكاتب عدنان وبالسفير البلجيكي الذي كان من ضمن حضور الندوة، مشيدا بكتابه «بروكسيل المغربية»، والذي يعد إضافة للمكتبة العربية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي