في التربية، الحزم مطلوبٌ مع الأبناء تنظيماً للحياةِ، تحقيقاً للاستقرار وتنفيذاً لقوانين الأسرة. أؤيد ذلك وبشدة، لكن، والأهم غالباً يأتي بعد لكن... قد يتحول ذلك الحزم إلى قسوة إن لم يمارس بلغة الحُب وبتوصيات المحب، فذلك أدعى لأن يتقبل الأبناء أوامرك، توجيهاتك، قوانينك، أو سمها ما شئت، إنك بتقديم الحب تستمتع أولاً ثم توفر وقتاً وجهداً لا بأس بهما ثانياً، والأهم أنك تكسب قلب أطفالك وذلك هو الربح العظيم!
إن الطفل ذكيٌّ كفاية ليميز ويستشعر الفرق بين التربية الحازمة بحب وتلك القاسية الجافة الجامدة، فلا نتذاكى نحن المربين في ذلك، ولا ننسى أن المعرفة خير معين لتحديد أساليب التربية المناسبة. إنها عالمٌ واسع، نوره غير عشوائي إنما يشمل من بحث عنه ونبش ظلمة الجهل باحثاً عن شعلة تنير عقله، تنعكس على علاقته بأبنائه. إن العلم فضيلةٌ بحد ذاته لأنه يقربك من ربك أكثر وثمرته دنيويه وأخروية، فكيف به وهو يرسم لك خطاً لحياة أكثر جودة وعلاقات أكثر استقرارا وعائلة تحب ربّانها وأبناء يدعون لك، وإني لأشبّه المربي بالمزارع الذي يضع غرسه ولا يفتأ يراقبه، يداريه ويسقيه منتظراً لحظة الحصاد وخيرها الغزير، إنك بالتربيةِ تزرع، تغرس، وبالدعاء تداري وتسقي، والحصاد آتٍ بإذن الله لا محالة. ختاماً أقول إنه لكل شيء ثمن، وفي كل مجهودٍ تعب، في القسوة قد تضبط أبناءك ضبطاً موقتاً وفي المقابل قد تفقد حبهم. والثمن هنا باهظ، وبالحب قد تُجهَد لتكون مربيا مميزا فتحصد حبهم والثمن هنا يستحق!
a.a.h.alawadhi85@gmail.com
Twitter: @3ysha_85