مهما بلغ التقدم مبلغاً وصار الانفتاح متاحاً وصدحت أصوات المطالبة بالحريات وتداخلت الثقافات، يظل هناك جزء أصيل في داخل الإنسان ليس صحيحاً بل من أكبر الأخطاء التخلي عنه، أن ينسلخ الإنسان من هويته الدينية، فليس ذلك إلا تخلفاً، أن يبيح الحرام تحضراً ويستحسن العيب تمدُّناً، فما ذلك إلا خيبة لدينه ومجتمعه وقبلهما نفسه!
ليست مسايرة الآخرين خيراً في الغالب، وذلك لأنها في أحسن حالاتها تلغي العقل الفردي مستندة على عقل الجماعة فيضعف التقييم والتحليل وتُفعّل آلية هز الرؤوس بما قد يصيب ويخيب! من لا يزال يستنكر الأخطاء ويقيّم الأمور ويُقر الحلال ويعترف بالحرام فليحمد الله ربه أن له عقلاً واعياً بهذا القدر في زمن تنويم العقول وتوحيد المعتقدات! والخجل من اتيان الصواب والتفاخر بممارسة الخطأ.
ما دعاني لكتابة ما كتبت، برنامج أكثر متابعيه من الشباب يُعرض على اليوتيوب، يستضيف أشخاصاً هم بالأساس صفراً على شمال المجتمع، ثم فجأة يتحول الصفر إلى اليمين! وليت هذا الصفر قدوة حسنة بل إنه ينشر من القناعات السطحية التافهة التي تع,ق النمو السليم للمجتمع! ينشر هذا البرنامج قناعات فاسدة يدعو لها بطريقة وضع السم بالماء فتشربه على أنه ماء فتهلك! والله إني لأستغرب من مسلمين أهون ما يكون عليهم ضرب الدين وثوابته، وإني لأتعجّب ممن يقرن التحضر والانفتاح بالانفساخ عن الدين، ويربط الدين والالتزام بالتخلف والبداءة! ويؤسفني أن أقول إنها فكرة باتت راسخة لدى البعض وبقوة!
لا أعلم كيفية وقف مثل هذا البرنامج، لكنني أعلم جيداً أنه لا يعني شيئا بلا متابعين، إن تابعت شخصاً واستنكرت عليه أمراً لا تتردد بإلغاء المتابعة، فانك بذلك تسجل موقفاً وتُحق حقاً ولو فعل كل واحد منا ما فعلت، لما قام لمثل هؤلاء السفهاء كلمة ولا منبر.
a.a.h.alawadhi85@gmail.com
Twitter: @3ysha_85