Offside / برشلونة... «الأبيض»

تصغير
تكبير
خلال عهد جوسيب غوارديولا على رأس الإدارة الفنية لفريق برشلونة الاسباني لكرة القدم، عاشت الرياضة الشعبية الأولى، ربما، التكامل الأبرز ما بين عبقرية مدرب وثقة لاعبين... وانعكست فكراً أسّس لحقبة راسخة في تاريخ اللعبة.

صحيح أن الفترة التي سبقت عهد «بيب» في النادي الكاتالوني لطالما تغنّت باختلاف معيّن في كيفية مقاربة كرة القدم مقارنة بمدارس أخرى، تحديداً في عصر الهولندي رينوس ميكلز ومن ثم مواطنه يوهان كرويف، بيد أن ما جرى بين 2008 و2012 خلال تولي غوارديولا مقدرات تدريب برشلونة كان الأهم لأنه، وببساطة، جمع ما بين الإبداع والنتائج وانعكس 14 لقباً بما فيها سداسية تاريخية لم يسبق لأحد أن نسجها.

لقد بسط برشلونة سيطرته تماماً على الملاعب حيث حلّ وارتحل، حتى وصل به الأمر الى «الاستحواذ» على كرة القدم وحصد مشجعين بالملايين حول العالم، ولا شك في أن غريمه التقليدي ريال مدريد لعب دوراً كبيراً في دفعه ليكون في الواجهة من خلال خسارتين بالستة والخمسة أثبتتا بأن لا أحد يعلو الفريق الكاتالوني.

ريال مدريد نقش عدداً من النقاط السود في سجل «بيب» الناصع، من خلال إلحاق الهزيمة به في نهائي كأس اسبانيا 2010-2011 والتتويج بالدوري بعدها بموسم. حتى ان برشلونة، بجلالة قدره، لم ينجح في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا مع غوارديولا لموسمين متتاليين «رغم كل شيء»، بيد أنه صنع تاريخاً ووشم حقبة كاملة باسمه.

في الكويت، وتحديداً في الموسم الراهن، نشهد سيطرة شاملة وبالمقاييس كافة تشبه الى حد ما سطوة برشلونة في عهد «بيب».

قبل سنوات قليلة، فرض «العميد» نفسه إحدى المعادلات الصعبة على المستوى المحلي والقاري (كأس الاتحاد الآسيوي)، لكنه لم يكن الوحيد في الساحة، إذ بقي القادسية يعانده. يسقط أمامه، ربما، لكن لا يستسلم.

تشبث «الكويت» بشعار «لقب واحد على الأقل موسمياً». كان ذلك بمثابة نجاح له ولغيره، بيد أن «ما خفي كان أعظم».

«العميد» أرادها سيطرة تامة على مقدرات اللعبة، وهي رغبة ما لبثت أن تكشفت خيوطها من خلال حقائق عدة لا تقبل الجدل.

حتى ألدّ أعداء «الأبيض» (كروياً) اعترف بتقدمه عليه وعلى غيره، وأقرّ بأن «العميد» في وادٍ والبقية في وادٍ آخر.

بعض المتصيّدين رأى بأن «الكويت» لم يتقدم، بل أن منافسيه تراجعوا، غير أن هؤلاء «مالهم سالفة»، والدليل على ذلك المشاكل التي يتخبط بها الخصوم، وتحديداً القادسية (مالياً وإدارياً) والعربي (انتخابياً) والسالمية (خسارةً في النجوم) وكاظمة (افتقاداً لنَفَس البطولة).

صحيح أن لاعبين ومدربين عدة مروا في الفترة الأخيرة التي شهدت طفرة «الكويت»، ومنهم بالتأكيد، البرازيلي روجيريو دي اسيس كوتينيو، إلا أن الانطلاق في الموسم الراهن مع الفرنسي لوران بانيد واستكماله مع «ابن النادي» محمد عبدالله وعدم تأثر الفريق سلباً، لا بل نجاحه في انتزاع كأس السوبر وكأس ولي العهد وتصدره الدوري وبلوغه نهائي كأس الأمير، كل ذلك يؤكد أن ثمة «نَفَساً عاماً» في النادي، أكبر من اللاعبين والمدربين والجهازين الفني والإداري، أكبر حتى من مجلس الإدارة.

هذا النَفَس الذي فرض واقعه بقوة في الموسم الحالي، يتمثل في «عقلية الانتصار» التي بدأت من الرأس لتنعكس على مختلف الأعضاء وصولاً الى القاعدة.

باتت الخسارة في نادي الكويت أشبه بـ «كارثة» تستدعي ربما تدخل الرئيس الفخري شخصياً.

برشلونة وشم حقبة باسمه، وتتويج «الكويت» اليوم بثالث ألقابه سيصبغ هذا الموسم بشعاره.

ليس تقليلاً من البرتغالي جوزيه مورينيو الذي سبّب جروحاً عابرة لبرشلونة خلال عهد «بيب»، وليس إنقاصاً من الروماني فلورين موتروك في حال قدّر له ان يصعق «الكويت» اليوم كما فعل عندما تغلب عليه في نهائي كأس الاتحاد (غير المهمة) في الموسم الماضي 2-1 وفي الدور الاول من مسابقة الموسم الحالي من كأس الأمير، لكن الحق يقال:

برشلونة (2008-2012) و«الكويت» (2016-2017) جعلا من الهزيمة «كارثة»، ومن هذا المفهوم انطلقا... وحققا.

Sousports@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي