نشرة إعلانية / تحدَّثتْ عن شخصيتها في المسلسل الذي يُعرض على «osn»... وشكَّكها حتى في واقعها الحقيقي

إيفان رايتشل وود: أنا فتاة صعبة المنال... في «Westworld»

تصغير
تكبير
«Westworld» يضع الناس أمام حقيقتهم بخصالهم الجيدة والسيئة

بعد تأديتي لشخصية «دولوريس» أثّرتْ فيَّ بشدة وجعلتني مختلفة... وهي ستُحدِث ثورةً لدى النساء

أحببتُ في «دولوريس» جمالها المثالي وبراءتها وشخصيتها القوية ويُغرَم بها سريعاً

المسلسل خيال علمي ولكنه واقعي أيضاً... وسيجعل المشاهدين يشككون في أمور كثيرة

لو تفوَّق الذكاء الاصطناعي على الإنسان... فهل سيصير البشر قوماً من المنبوذين؟

أحب التكنولوجيا وأخشاها في الوقت ذاته... وطفلي ذو السنوات الثلاث يفهمها أكثر مني
«أنا فتاة صعبة المنال، ولا يصل إليَّ أحد إلا بمجهود كبير»!

هكذا تحدثت الفنانة إيفان رايتشل وود عن دورها في مسلسل «Westworld» الذي شاركت فيه ويُعرض على «osn»، واصفةً العمل نفسه بأنه مثير للعقل، ويدفع المرء إلى إعادة التفكير والنظر في الأشياء من حوله، بل التشكك في واقعه ذاته!


وتابعت وود: «لقد تأثرتُ بشدة بمضمون هذا المسلسل»، مردفةً: «بعد فراغي من تصويره صرت أتشكك في وجودي وحقيقتي الشخصية»، ومتسائلةً: «ماذا لو اكتشفتُ فجأةً أنني إنسان آلي ولم أكن أدري؟».

وفيما وصفت وود المسلسل بأنه «خيال علمي»، استدركت بقولها «لكنه واقعي أيضاً». ومضت تتساءل: «ماذا لو تفوَّق الذكاء الاصطناعي على الإنسان... فهل سنصير نحن البشر قوماً من المنبوذين»؟، منتقلةً إلى أنها تحمل الكثير من المخاوف من التكنولوجيا، وإن كانت لا تخفي أنها تحبها في الوقت ذاته!

وأعربت إيفان عن إعجابها الحقيقي بالمسلسل، وبشخصية «دولوريس» التي جسدتها باستمتاع، مشيرةً إلى «أن هذه الشخصية تتميز بالبراءة والجمال المثالي والشخصية القوية، وبأن كل من يراها يغرم بها»، مشيدة بمجموعة الفنانين الذين عملوا في المسلسل، مُقرةً بأنها تعلمت من بعضهم الكثير... وتعددت الزوايا التي تحدثت فيها وود، أما التفاصيل فتأتي في هذه السطور:

• حياة دولوريس في المسلسل حافلة بالأحداث. ما الذي استرعى اهتمامك في هذا المسلسل، وفي شخصية دولوريس تحديداً؟

- كل شيء. تم استدعائي للمشاركة، وقابلت هناك جوناثان (نولان) وليزا (جوي)، ولم أكن أعرف شيئاً عن القصة. أعطوني نص المسلسل، وأخبروني أنه مقتبس عن الفيلم الذي أخرجه مايكل كرايتون في السبعينات تحت العنوان نفسه، لكن ذلك ينطبق على البداية فقط، أما بقية المسلسل فهو تصور جديد تماماً للقصة. فبدلاً من التركيز على استعمار الرجال الآليين المجانين للبشر، يقلب المسلسل أحداث القصة رأساً على عقب ليركز على «المضيفين» كما يحلو لنا أن نسميهم، وما الذي ستكون عليه الحال لو أنهم علِقوا في عالم يظنونه حقيقياً، أو أنهم استطاعوا تذكر ما تعرضوا له؟

وماذا لو انتفت القوانين والأنظمة، وباتت الحياة خالية من عواقب أعمالنا؟ أو أن البشر حصلوا مثلاً على مفتاح تلك المدينة وتلك السلطة، وامتلكوا ذلك الفضول والتعطش للدماء، وأطلقوا العنان لقوى الشر الكامنة في داخلهم؟ تلك هي نعمة ولعنة «Westworld»، فهو يضع الناس أمام حقيقتهم بجميع خصالها الجيدة منها والسيئة.

• إذاً، المسلسل يركز على المضيفين بشكل أكبر من الفيلم؟

- نعم، وهم يثيرون أيضاً الكثير من التساؤلات حول المشاعر والمعاناة، وكيف لنا أن نقيسها بطبيعة الحال؛ فلو كانت غير حقيقية ربما، لما استطعنا أن نشعر بها عندئذٍ. لكن لو فكرنا قليلاً في ماهية الوعي، أعتقد أننا سنقف عاجزين تماماً عن فهمه. نحن لا نعلم حقيقةً ما الذي يفصلنا عنهم، ومن ثم كيف لنا أن نقيس ألمهم أو معاناتهم.

تلك واحدة من المواضيع الكثيرة التي يعالجها المسلسل؛ وأيضاً من الأمور المروعة بشأنه: لأن المضيفين لو استيقظوا بالفعل، فسيكون ذلك خطيراً للغاية.

• كيف استطعتِ كممثلة معالجة كل هذه الأسئلة خلال أدائك لدور دولوريس؟

- أصدقك القول إنني بدأت أشكك في واقعي بعد العمل في هذا المسلسل. وأذكر أنني في لحظة ما أثناء التصوير شعرت بالخوف ورحت أفكر في أنني لم أعد متأكدة من شيء، فواقعي قد يتكشف عن كذبة، وقد أكون مجرد إنسان آلي من دون أن أدري. أنا اليوم لا أستبعد شيئاً، هذا ما استنتجتُه، وإلى هذه الدرجة أثّر المسلسل في نفسي. ومع تعمقي أكثر في البحث والتعرف على التكنولوجيا، أدركتُ أن شفرة الحمض النووي للإنسان وشفرة الحاسوب لا تختلفان كثيراً كل منهما عن الأخرى. وأن دمج رقاقات الحاسوب في أدمغتنا لم يعد ضرباً من ضروب الخيال، بل تزداد فرص حدوث ذلك يوماً بعد آخر. لقد كان أمراً مثيراً للاهتمام التحدث إلى الأشخاص الذين يعملون على هذه التقنيات اليوم. نحن نقترب من حدوث ذلك، وسنكون على الأرجح شاهدين عليه. أما آثار تلك التقنيات على الوجود الإنساني، فعلينا الانتظار لنحكم على ذلك. نحن اليوم نحمل شاشات الحواسيب في أيدينا، ولن يطول الوقت حتى تصبح هذه الأجهزة جزءاً مدمجاً منا، وسنبدأ حينها بالتوحد مع الآلات شيئاً فشيئاً.

• ما تأثير ذلك في رأيك على البشر من ناحية سلوكنا وتواصلنا مع أنفسنا ومع الآخرين؟

- حسناً، تكمن المشكلة الحقيقية في حال تم تصميم الذكاء الاصطناعي على غرار ذكاء الإنسان، ولم نقدم نحن مثالاً جيداً يُحتذى... فسنكون حينها المصدر الوحيد ليتعلموا منه. لكن للأسف يبدو أننا لا نُبلي حسناً في هذا الخصوص. وهذه واحدة من الأفكار المهمة الأخرى التي يتناولها المسلسل. فلو تم تصميم المضيفين على غرار البشر ومن ثم استيقظوا، فهل سيقبلون أن يكونوا مجرد نسخة عن الإنسان أم أنهم سيطمحون إلى التفوق عليه؟ وهل سيغدو البشر عندها منبوذين؟ بمعنى آخر، لو كنتُ آلة تتمتع بذكاء غير محدود، وقارنت نفسي بالبشر، فلن أرغب حتماً في أن أكون مثلهم. ولو افترضنا أنك سألتِ الرجال الآليين عن راحة البال، فسيخبرونك حينها أنها تكون بإقصاء البشر. من الواضح أن ذلك سيكون الحل الأسرع برأيهم. ولهذا السبب بالذات أنا مولعة بالمسلسل، فهو مسلسل خيال علمي، لكنه أيضاً خيال واقعي. وأظنه سيجعل المشاهدين يشككون في الكثير من الأمور.

• وُلد أدب الرعب القوطي الفيكتوري من رحم المخاوف بأن تؤدي الثورة الصناعية إلى فناء المجتمع، وحلول الآلات محل الأيدي العاملة وتدمير الحضارة الإنسانية. هل تقصدين أننا نشهد النوع ذاته من المخاوف اليوم؟

- الفرق هو التصاعد السريع للأحداث... فالتطور التكنولوجي بدأ بوتيرة بطيئة، ثم أخذ في التسارع شيئاً فشيئاً، حتى أصبحنا اليوم قادرين على ابتكار ما نتصوره بسرعة خارقة، وأنا أتساءل اليوم: ما الذي سيحدث للفنون؟ وما مصير المشاعر في المستقبل؟ إذ قبل اختراع اللغة، لم يكن في مقدور إنسان العصر الحجري أن يتصور مستقبل العالم. وها نحن اليوم نعجز عن تصور ما سيكون عليه العالم في المستقبل، لأنه سيغدو بمنتهى التطور وأعلى من مستوى إدراكنا. سيصبح الفن أكثر جمالاً، والتعامل بين الناس أكثر تعاطفاً وأقل عنفاً، وحل المشكلات أسهل بكثير، أي سيكون عالماً أفضل بالمجمل. وسواءً كان ذلك جزءاً من مسيرة التطور الطبيعية أم لا، فهذا أمر مطروح على طاولة النقاش، ولكنها في كل الأحوال ستكون مرحلة معقدة تشوبها الفوضى والروعة في آن معاً. وقد نكون في طريقنا لنشهد ذلك، فلنعش حياتنا إلى أقصى الحدود.

• كيف هي علاقتك مع التكنولوجيا؟ هل أنت مهووسة بها؟

- إن علاقتي بالتكنولوجيا متأرجحة بين الحب والنفور. وكوني ولدت مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، فأنا أذكر جيداً ما كان عليه العالم قبل وجود الهواتف المحمولة ومنصة AOL وشبكة الإنترنت. وفي نهاية تلك الحقبة تماماً بدأت التكنولوجيا بالتطور، أما أنا فتوقف التطور لدي عند جهاز ألعاب الفيديو Nintendo 64، ولم يستطع عقلي استيعاب ألعاب الفيديو الحديثة المعقدة والمزودة بكثير من الأزرار. لدي الكثير من تقنيات تشغيل الموسيقى، ولكن لا شيء غيرها يستحوذ على اهتمامي إلى درجة كبيرة. ولست أقلل بذلك من شأن التكنولوجيا؛ كل ما في الأمر أن عقلي لم يعد مهيّأً لمواكبتها كما هي حال ابني ذي السنوات الثلاث، فقد تفتحت عيناه على هذا العالم وألفه بسرعة؛ وهو يعرف عن التكنولوجيا أكثر مما أعرفه.

إن التكنولوجيا تخيفني حقاً، ولكنني أحبها في الوقت نفسـه، لأنها تتيح لي التواصل مع الناس أكثـر من قبل. صحيح أن الجميع يتذمر من تأثيرها السلبي على التواصل الحقيقي، حيث بات الناس يحدقون في هواتفهم أكثر مما يتحدثون إلى بعضهم وجهاً لوجه، غير أنها تتيح لي في المقابل التكلم مع الجميع وفي أي وقت، ويمكنني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أن أتواصل مع أفراد عائلتي وأصدقائي من المدرسة الابتدائية بكبسة زر. كما أستطيع إجراء مكالمة صوتية أو مصورة بالفيديو مع ابني عبر تطبيق «Facetime» أينما كان، وأتمنى له نوماً هنيئاً. باختصار، أعتقد أن التكنولوجيا سيف ذو حدين.

• كيف وجدتِ العمل مع جوناثان وليزا، يبدو أنهما شخصان يبعثان على الإلهام؟

- ليزا هي صديقتي المفضلة؛ إنها شخص رائع وأعتبرها قدوةً لي. هي وجوناثان من أذكى الأشخاص الذين قابلتُهم في حياتي ومن أكثرهم لطفاً وتواضعاً، على رغم أنهما عبقريان بكل معنى الكلمة. فما قدماه في هذا المسلسل لم يسبق لي أن رأيتُ أو سمعت مثله من قبل. ويزداد انبهاري بهما يوماً بعد آخر.

• تتمتع دولوريس بإطلالة مختلفة تماماً عنك، فكيف وجدتِ ارتداء كل تلك الملابس المتكلفة ذات الكشاكش الطويلة وذلك الشعر الكثيف؟

- لقد وجدتُ ذلك طريفاً في واقع الأمر، خصوصاً أنني صبيانية بعض الشيء. لكن من الأشياء التي أحببتُها وأحبها الجمهور أيضاً في شخصية دولوريس هو جمالها المثالي وطبيعتها البريئة، وهي إلى جانب ذلك مزارعة وراعية أبقار. إنها تتمتع بشخصية قوية. فلو اعتبرنا المتنزه لعبةً مكونة من عـدة مراحل، فيمكن لأي كان أن يحظى بفتاة سهلة المنال في إحدى هذه المراحل. لكن لتحظى بفتاة مثل دولوريس، عليك بذل المزيد؛ فهي من النوع الذي قد تغرم به بسهولة. وهذه تجربة أخرى يقدمها مسلسل «Westworld»، فالقصة ليست مجرد قتال وعلاقات فحسب، بل يمكنك أيضاً أن تجد فيها الفارس المغوار الذي ينقذ البطلة من الأهوال، ليقع كلاهما في حب الآخر. إن دولوريس قادرة على الاعتماد على نفسها، فقد اختبرت الكثير من التجارب.

• تُظهر هذه الشخصية ثقة كبيرة منذ البداية حتى في مجرد تفاعلها مع تيدي؟

- نعم، إنها جريئة وتتمتع بالذكاء والفطنة، وقد تم بناء شخصيتها على هذا الأساس. كل شخصية في المسلسل تمتلك طابعاً خاصاً يميزها عن سائر الشخصيات الأخرى، وهذا ما يميز دولوريس. وعندما فتحت باب المقطورة في مكان التصوير، شاهدت زميلتي في العمل شانون وودوارد - التي أعرفها مذ كنت في الـ 15 من عمري - وقد بدأت تضحك فور أن رأتني، وقالت لي تبدين كإحدى أميرات ديزني. لم أكن أشعر بذلك في البداية؛ ولكن في نهاية المطاف، أحببت ثوبي الأزرق لأنه كان يشعرني بالراحة. في الواقع، طلبت ارتداء مشد حقيقي في معظم أوقـات التصوير لأنني أردت أن يبدو مظهري حقيقياً. وقد فعلت ذلك على رغم أني عانيت آلاماً شديدة في الظهر بعد انتهاء العمل. إنه لأمر مدهش أن تؤدي شخصية مختلفة تماماً عنك. فعندما ترتدي زي الشخصية وتضع الشعر والماكياج الخاص بها، تنظر في المرأة لتجد نفسك وقد تحولت إلى شخص آخر بلمح البصر.

• هل ركبتِ الخيل قبل هذا العمل؟

- أنا أركب الخيل مذ كنت طفلة صغيرة. تعلمت ذلك في البداية على الطريقة الإنكليزية ثم الغربية، ولاحقاً تعلمتُ ركوب الخيل بدون سرج. وعندما كنتُ في 15 من عمري، مارست ركوب الخيل على الطريقة الغربية لمدة 3 أشهر في مدينة سانتافيه، وكنت أقضي يومي كاملاً على ظهر الأحصنة. ولهذا السبب كنتُ مرتاحة جداً أثناء تصوير المسلسل. وعندما حصلت على دور في «Westworld»، اكتشفت أنه يتضمن مشاهد لركوب الخيل. وكان ذلك من الأشياء المفضلة لدي في هذا العمل، إذ تسنى لي قضاء الكثير من الوقت على ظهر الخيل. ويعدّ هذا الدور من أكثر الأدوار التي تطلبت مجهوداً جسدياً خلال مسيرتي المهنية.

• يتناول المسلسل أفكاراً عميقة جداً - فماذا عَنَت لك هذه التجربة؟

- لقد شعرت بأنني تغيرتُ كلياً. ففي المشهد الذي كنا فيه مغلفين بغشاء كالرحم، بدأت بالبكاء. لقد غيرني أداء هذا الدور بالفعل، وأمدني بقوة جديدة من دون أن أخسر شيئاً في المقابل. إن القوة التي تنبع من داخل دولوريس أثرت فيّ بشدة لدرجة شعرت معها وكأنني شخص مختلف تماماً عند انتهاء التصوير. وأدرك أن شخصيتها ستؤثر في الكثيرين وستُحدث ثورة لدى النساء، ولهذا السبب أنا متحمسة جداً لمشاركة ذلك معكم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي