80 في المئة نسبة السمنة في الثانوي و44 في المتوسط و15 في الإبتدائي... و«التربية» تدق جرس الإنذار

طلبة الكويت... «الأسمن» عالمياً

تصغير
تكبير
أماني صالح لـ«الراي»: من أسباب السمنة تغيّر النمط المعيشي والمشروبات الغازية والوجبات السريعة

حياة التكنولوجيا العصرية سبّبت قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة

حان الوقت لوضع استراتيجية مكافحة السمنة في المدارس وبناء مجتمع صحي

مشروع مكافحة السمنة استقطب 810 طالبات من 18 ثانوية في المحافظات الست

الشراكة المجتمعية مطلوبة لإنجاح المشروع مع دعم كافة الجهات المتخصصة

411 طالبة من أصل 512 فقدن أوزاناً خيالية خلال العام الدراسي الفائت
كشف فريق مشروع مكافحة السمنة في المدارس، عن أن الظاهرة انتشرت بين طلبة المدارس لتسجل الكويت النسبة الأعلى في «سمنة الطلبة» بين دول العالم، حيث توطنت في المدارس وتهدد شريحة واسعة من الطلبة، «إذ بلغت نسبة زيادة الوزن في صفوف المرحلة الإبتدائية 15 في المئة، وفي المتوسط 44 وفي الثانوي 80 في المئة وهي الأعلى عالمياً».

ودقت الموجهة العامة للاقتصاد المنزلي في وزارة التربية أماني صالح جرس الإنذار، محذرة من معدلات الإصابة المخيفة التي بدأت تنتشر في المجتمع المدرسي. ورأت أن الوقت قد حان لوضع إستراتيجية لمكافحة زيادة الوزن المفرطة في المدارس، وضرورة التكاتف من اجل بناء مجتمع صحي خال من الأمراض.


وأكدت الصالح، ويوافقها في الرأي فريق عملها المشرف على مشروع مكافحة السمنة في المدارس، أن «هذا الداء بات يهدد أبناءنا نظراً للتغير الذي طرأ على النمط المعيشي وانتشار المشروبات الغازية ومطاعم الوجبات السريعة، وجنوح شرائح المجتمع نحو حياة التكنولوجيا العصرية وما ترتب عليها من قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة بصورة منظمة».

وذكرت الصالح، في تصريح لـ«الراي» استقطاب 810 طالبات من مختلف المدارس الثانوية في مشروع مكافحة السمنة، من خلال اختيار 3 مدارس في كل منطقة تعليمية بواقع 45 طالبة من كل مدرسة ثانوية، وذلك وفق شروط، أهمها موافقة ولي الأمر وأن تكون الطالبة سليمة صحياً ولم تخضع لأي عمليات تكميم أو تغيير مسار المعدة.

وطالبت صالح بالشراكة المجتمعية والدعم من جميع الجهات المتخصصة لإنجاح المشروع الذي له كثير من الإيجابيات على طلابنا وطالباتنا، حيث استقطب خلال العام الدراسي الفائت نحو 512 طالبة، فقدت 411 منهن أوزانا خيالية، ومنحن الدافع لكثير من زميلاتهن للانضمام خلال العام الدراسي الحالي.

وكشفت أن التوجيه الفني العام للتربية البدنية /بنات، بالتعاون مع التوجيه الفني العام للاقتصاد المنزلي، رأى أن السمنة تشكل أحد عوامل الخطورة، التي تودي إلى الأمراض المزمنة كالسكر والضغط والقلب وأمراض الرئة والمفاصل والأمراض السرطانية، بالإضافة الى المشاكل الاجتماعية والنفسية.

وإيماناً من التوجيه الفني العام للتربية البدنية بنات والتوجيه العام للاقتصاد المنزلي، بنشر الوعي الصحي بين الطالبات داخل المجتمع المدرسي ومحاربة الأمراض المزمنة، فقد أعدت لجنة بإعداد وتنسيق وتنفيذ برنامج صحي هادف للمرحلة الثانوية للحد من انتشار السمنة داخل المجتمع المدرسي.

وأضافت ان «مشروع محاربة السمنة بمدارس المرحلة الثانوية بوزارة التربية» يعتبر مساهمة فعالة للحد من تفاقم داء السمنة وزيادة الوزن في دولة الكويت، معربة عن الأمل في استمرار هذه المبادرة في المراحل التعليمية الثلاث، كما ان الاحصائيات تفصح عن أهمية هذه المشكلة وخطورتها ونتطلع الى المزيد من التعاون البناء لتحقيق الصحة والعافية للجميع، متمنياً ان تحذو المحافظات والجمعيات التعاونية في المناطق السكنية الأخرى حذوهم لإطلاق مبادرات مجتمعية مماثلة لتعزيز الصحة في جميع أنحاء الكويت حتى تصل المفاهيم والسلوكيات الصحية والعادات الغذائية السليمة الى كل فئات المجتمع لبناء مجتمع صحي متكامل وبصفة خاصة بين الشباب.

وذكرت ان الهدف العام من المشروع حماية المجتمع من الأمراض المزمنة، والحد من زيادة معدلات الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن، وتخفيض نسبة زيادة الوزن بين البالغين والمراهقين، والمساهمة في بناء جيل من الشباب الأصحاء، فيما أشارت الى الهدف الخاص وهو الحد من انتشار مرض السمنة داخل المدارس من خلال تعديل النمط المعيشي وممارسة النشاط الرياضي، والحد من انتشار الأمراض المزمنة ومحاربة السلوك والعادات الغذائية الخاطئة، والاكتشاف المبكر لمؤشرات التشوهات القوامية ومحاربة السمنة.

واستعرضت صالح أهم ايجابيات المشروع وهي فقدان أوزان الطالبات فعلياً بمقدار نصف الكيلو أسبوعياً تقريباً، والتزام الطالبات بتطبيق البرنامج الرياضي والغذائي، واقبال المتعلمات على المشروع، حيث طالبت طالبات الصفين الحادي عشر و الثاني عشر بالمشاركة في البرنامج، ونشر الوعي الصحي والثقافة الغذائية والرياضية ليس فقط بين المتعلمات وإنما أيضاً أولياء أورهن وأيضاً المعلمات، ومعرفة الطالبات لمفهوم السعرات الحرارية وكيفية حساب كمية السعرات، والحرارية اللازمة والمفقودة من السعرات في البرنامج الغذائي والرياضي، اضافة الى تثقيف ووعي وادراك المتعلمة لمفهوم الغذاء الصحي وأهميته، ولفت انتباه الطالبات وأولياء أمورهن بأهمية محاربة السمنة، وتغيير مفهوم الامتناع عن الطعام لإنقاص الوزن (الرجيم)، وتوضيح أهمية وجبة الفطور في هذه المرحلة العمرية واحتوائها على المجموعات الغذائية الرئيسية.

وبينت أيضاً ايجابية المشروع في تغيير العادات الغذائية الخاطئة واستبدالها بالعادات السليمة والصحية، والتشجيع على الحركة وممارسة الرياضة الخفيفة باستمرار والتزام الطالبات بالبرنامج الغذائي أدى الى تعود الطالبة على الوجبات الصحية، وزيادة اللياقة البدنية لدى الطالبات من خلال تباع البرنامج الرياضي، والاهتمام بكل ما هو مفيد للصحة العامة لدى الطالبة، ورغبة الطالبات في اتباع النظام الغذائي حيث انه منوع ومناسب، والبرنامج الرياضي ادى الى ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة، مشددة على ضرورة اكساب المشاركات في البرنامج معلومات جديدة وخبرة يمكنهن الاستفادة منها خلال حياتهن في ما يختص بالسمنة والحمية الغذائية من خلال الاجتماعات والورش التعليمية، وظهور رغبات جديدة من المتعلمات للمشاركة في البرنامج خصوصاً من الصف الحادي عشر والثاني عشر.

كما بينت سلبيات المشروع، وهي عدم وجود حوافز للطالبات ادى الى انسحاب البعض من المشروع وعدم توافر ميزانية خاصة للمشروع ادى الى تكلف الاقسام مادياً لتنفيذ برامج المشروع وعدم تسلم تكليف رسمي للجهات المسؤولة وادارات المدرسة لتفهم أعباء المشروع بوقت كاف دون تأخير ما يسبب الصعوبة بالتعامل مع الادارات المدرسية خصوصاً عند الخروج لانجاز الأعمال المتعلقة بتنفيذ المشروع، وعدم توفير ميزان الكتروني لتحري الدقة بالقياس. (أعتقد ليس من الصعوبة بأن يتم توفير الميزان على ميزانية المشروع وهي فقط 6 مدارس) المعنية بالتجربة العشوائية، وصعوبة متابعة الفئة المستهدفة أثناء الحصص والفرص لا تكفي وهي من حق الطالبة، ويحتاج المشروع الى متابعة يومية وأسبوعية لكل طالبة على حدى المعلمات المسؤولات عن المشروع لديهن مهام أخرى كثيرة ومتابعة جميع المتعلمات يحتاج جهد مضاعف، اضافة الى عدم تعاون بعض أولياء الأمور وعدم رغبة بعض المتعلمات نتيجة لضغوط الدراسة والتزامهن مع فترة الاختبارات، وعدم توافر وجبة صحية أثناء اليوم الدراسي للطالبات، وعدم توافر باصات تخدم متعلمات المشاركات في المشروع (خصوصاً لخروج المتعلمات لأخذ القياسات لعدم توفرها داخل المدرسة). فتسبب بتأخير أخذ القياسات المتعلمات.

وذكرت صالح بعض المقترحات لانجاح المشروع ومنها عمل نشرة رسمية وارسالها لادارات المدارس لتسهيل مهام أعضاء الفريق وتوفير أجهزة مطورة لقياس الوزن داخل المدارس المشاركة، والاتفاق مع شركات خاصة بالأطعمة الصحية لتوفير وجبات صحية بالمدرسة مقابل كوبونات مسبقة الدفع تعطى للطالبة التي تريد وجبة غذائية صحية، ومتابعة الطالبات خلال حصة البدنية وتبليغ الادارات بتوفير نسخ لجدول الاحتياط المدرسي لاستغلال حصص الاحتياط لمتابعة طالبات المشروع، وزيارات تبادلية بين المناطق التعليمية حتى يتم التعرف على ايجابيات المناطق الأخرى، ومكافأة الطالبات الملتزمات بالنظام الغذائي والبرنامج واللاتي نقصت أوزانهن بالفترة السابقة حتى يكون ذلك تشجيعاً لهن للاستمرار بالبرنامج وحافزا للأخريات، كما تتم مكافأة المشاركات اللاتي وصلن للوزن المثالي في نهاية البرنامج.

وبينت الصالح أن للمشروع لجانا فرعية، وهي: التوجيه الفني العام للتربية البدنية (بنات)، والتوجيه الفني العام للاقتصاد المنزلي، وثلاث أفراد في اللجنة هم (موجه أول/ موجه فني/ رئيس قسم) ولكل منهم عمل محدد مع المتعلمات وعددهم 45 متعلمة، بالإضافة إلى عدد خمس طالبات احتياط في كل منطقة تعليمية.

واستعرضت مهام الجان الفرعية وأهمها: اختيار الطالبات المصابات بالسمنة بعدد 45 طالبة بنات بكل منطقة تعليمية، بالإضافة الى الاحتياطي، وتعبئة استمارة كل طالب وطالبة وإعداد ملف كامل عنهم، وتعبئة الاستبيانات المخصصة لذلك، والقياس القبلي للياقة البدنية باختباراتها الأربع والمقاييس الانثروبومترية، وتطبيق برنامج محاربة السمنة على 50 طالبة بكل منطقة تعليمية، واعداد وتطبيق برنامج غذائي لكل طالبة على حدة حسب مقدار السمنة المطلوبة ومحاربتها وعدد السعرات الحرارية التي يحتاجها، واعداد وتجهيز أماكن اجراء الاختبارات، واعداد وتجهيز أماكن التدريب داخل المدرسة، ومتابعة تسجيل قياسات كل متعلمة أسبوعياً، وفرز الاستمارة واستبعاد الحالات المرضية والتحقق من الوزن المثالي وإجراء المقارنات البيانية لقياسات الطالبات، وعقد لقاءات تنويرية للطالبات المشاركات بالمشروع، وعقد لقاءات تنويرية لأولياء الأمور بهدف توضيح التغذية السليمة وتشجيع أبنائهم وبناتهم على اتباع التغذية السليمة ومراقبتهم في ذلك، والتعامل الاحصائي وتحليل البيانات واعداد التقارير الختامية والتوصيات والنتائج النهائية، والاعداد لمتابعة المشروع وتعميمه في ما بعد، مؤكدة انه سيتم التعامل من خلال العينة المختارة مقدارها 300 طالبة مصابة بالسمنة ويتم اجراء القياسات الدورية والتدريبات الاسبوعية والاختبارات الفترية ثم بعد ذلك يتم أخذ النتائج وتحليلها وتعديل البرنامج التغذوي حسب احتياجات كل طالبة أولاً بأول ثم وضع التوصيات لمتابعة تطبيق ذلك في ما بعد وتعميمه على جميع المدارس للسنوات المقبلة.

مشروع مكافحة السمنة

أعضاء الفريق

الموجهة العامة للاقتصاد المنزلي أماني صالح، والموجهة الفنية العامة للتربية البدنية بنات، ناهد الفهد، والموجهة الأولى للاقتصاد المنزلي التعليم الخاص والنوعي عذراء العراك، والموجهة الفنية للاقتصاد المنزلي فوزية الجميعة، والموجهة الفنية للاقتصاد المنزلي خالدة الطريمان، والموجهة الأولى للتربية البدنية جميلة الصديقي، والموجهة الفنية التربية البدنية في العاصمة نادية المطيري، والموجهة الفنية للتربية البدنية جيهان الخباز.

مهام الفريق

ذكرت الصالح مهام عمل الفريق المتمثلة في رسم سياسات العمل لفرق التنسيق والمتابعة والتدريب، ووضع خطة العمل ومتابعة سيرها، وتدريب اللجان الفرعية، ووضع برامج خاصة بالتنفيذ وبرمجتها زمنياً، وتوفير الاحتياجات اللازمة لتنفيذ برامج العمل من قبل فريق العمل الفرعية المشكلة، والاطلاع على التقارير الفترية المرفوعة من فرق عمل التنسيق والمتابعة والتدريب.

فقدان نصف كيلو أسبوعياً

استعرضت صالح أهم ايجابيات المشروع، وهي فقدان أوزان الطالبات فعلياً بمقدار نصف كيلو أسبوعياً تقريباً، والتزام الطالبات بتطبيق البرنامج الرياضي والغذائي، واقبال المتعلمات على المشروع، ونشر الوعي الصحي والثقافة الغذائية والرياضية ليس فقط بين المتعلمات وإنما أيضاً أولياء أمورهن وأيضاً المعلمات، ومعرفة الطالبات لمفهوم السعرات الحرارية وكيفية حساب كمية السعرات الحرارية اللازمة والمفقودة من السعرات في البرنامج الغذائي والرياضي.

سلبيات تعترض المشروع

بينت الصالح سلبيات المشروع، وهي عدم وجود حوافز للطالبات ادى الى انسحاب بعضهن، وعدم توافر ميزانية خاصة للمشروع، وعدم تسلم تكليف رسمي للجهات المسؤولة وادارات المدرسة لتفهم أعباء المشروع بوقت كاف دون تأخير ما يسبب الصعوبة بالتعامل مع الادارات المدرسية وخاصة عند الخروج لإنجاز الأعمال المتعلقة بتنفيذ المشروع، وعدم توافر ميزان الكتروني لتحري الدقة بالقياس، اضافة الى عدم تعاون بعض أولياء الأمور وعدم رغبة بعض المتعلمات نتيجة لضغوط الدراسة والتزامهن مع فترة الاختبارات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي