الأندية الإيطالية... عائدة «أوروبياً» لا محالة

تصغير
تكبير
قد ينظر البعض إلى الأندية الإيطالية المشاركة في البطولات الأوروبية الكبرى، كدوري أبطال أوروبا لكرة القدم والـ «يورو ليغ»، على أنها تكملة عدد لا غير، إلا أن المتابع لمباريات الجولة الأخيرة في المنافستين، يعرف أنه من المبكر الحكم على سير هذه الفرق وترتيبها منذ الآن.

بعد تعادله في المباراة الأولى، كشّر يوفنتوس الايطالي عن أنيابه باكتساحه دينامو زغرب الكرواتي برباعية نظيفة في ثاني مبارياته في دوري الأبطال.

النتيجة أثبتت على ما يبدو أن المدرب المحنك ماسيميليانو أليغري وصل إلى التشكيلة المثالية، بعد بداية متعثرة نوعاً ما، رغم ضمّه الهداف الأرجنتيني غونزالو هيغواين، ومعاناته الكبيرة في المباريات الأولى لجهة إيجاد البديل المناسب لنجمه الفرنسي بول بوغبا المنتقل إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي.

نابولي من جهته، أكد أنه لن يرضى بلعب دور «الحمل الوديع» في أي مباراة، سواء على المستوى المحلي أو القاري. تصدره للمجموعة الثانية في مجموعته ضمن دوري الأبطال، وحلوله ثانياً في ترتيب الـ «كالتشيو»، أثبتا علو كعبه وقدرته على تخطي الفراغ الذي أحدثه انتقال هيغواين إلى «السيدة العجوز».

كما أثبت «نادي الجنوب» للجميع أنه لا يقف على لاعب واحد مهما علا شأنه، في وقت أثبت الوافد الجديد المهاجم البولندي أركاديوس ميليك أنه خير خلف لخير سلف في ظل المهارات العالية والقدرات التهديفية التي يتمتع بها، وتسجيله 7 أهداف مع ناديه الجديد. كل هذا يأتي إضافة إلى تركيز مدرب الفريق ماوريسيو ساري على العمل الجماعي، الذي يبدو أنه سيكون العنوان الأكبر لنابولي في جميع المنافسات، مما يجبر الجميع على عمل ألف حساب للنادي.

من ناحيته، أثبت نادي العاصمة الإيطالية روما، أن الزمن الجميل سيعود إليه عاجلاً أم آجلاً، فقائده التاريخي فرانشيسكو توتي، يقدّم أفضل مستوياته في الفترة الأخيرة بعدما أقتنع أنه لم يعد قادراً على خوض مباراة كاملة بالمستوى نفسه، فاتفق على ما يبدو من خلف الكواليس مع مدربه لوتشيانو سباليتي على الاستعانة به لدقائق معدودة في كل مباراة، ليقود زملاءه إلى تحقيق الانتصارات، وتقديم الأداء الساحر الذي جعل النقاد يعتبرون أن «الذئاب» لن يكونوا أبداً لقمة سائغة هذا الموسم، فتسجيل 5 أهداف في مباراتين أمر لم يعهده المتابعون منذ فترة ليست وجيزة، والأداء البارز الذي يقدمه النجوم في الخطوط كافة من دانييلي دي روسي إلى المصري محمد صلاح وستيفان الشعراوي وغيرهم، أعاد تسليط الأضواء على الإمكانيات الهائلة الموجودة في صفوف الفريق.

أما فيورنتينا، فهو مستمر بالسير مع التيار، وتحقيق النتائج والانتصارات على مدار الموسم، سواء على مستوى الدوري أو «يوروبا ليغ»، بقيادة كتيبة بوسنية وشرق أوروبية، لا تتعب وتفاجئ الجماهير بالأهداف الخرافية التي يسجلها النجوم من وقت إلى آخر.

وما الأرقام التي تظهر أن معدل أعمار لاعبيه الذي لا يتجاوز 25 عاماً، والمسافات التي تتجاوز 100 كلم في كل مباراة يخوضونها معاً، سوى دليل وتفصيل بسيط بين الأرقام والإحصاءات التي يتوقف عندها المراقبون باهتمام.

وحده إنترميلان يبدو وكأنه يسبح عكس التيار، فالمدرب الهولندي فرانك دي بوير فشل حتى الآن محلياً وأوروبياً في إثبات أنه البديل الأفضل للعبقري روبرتو مانشيني، فلا النتائج تبشر بالخير، ولا مستوى النجوم على قدر التطلعات، ولا الأموال التي دفعها ملّاك الـ «نيرازوري» الصينيين والتي تجاوزت 50 مليون يورو أتت بنتيجة إيجابية، بل على العكس فقد تعرض النادي «الأزرق والأسود» لكارثة بكل المقاييس إثر هزيمته من نادٍ إسرائيلي مغمور في «يوروبا ليغ»، ليسجل الأخير الانتصار الأول لناد عبري في تاريخ المواجهات بين الأندية الإيطالية والإسرائيلية.

عناصر جديدة ستكون محط الأنظار والمقارنة على مستوى الأندية الإيطالية ونظرائها في بقية البلدان هذا الموسم بعد كل مرحلة أو دور إقصائي أو مباراة مهمّة، إلا أن أغلب المتابعين يرون أنه مع عودة ميلان المتوقعة في الفترة المقبلة إلى المنافسات الأوروبية في ظل ضخ الأموال من المالكين الصينيين الجدد للنادي «اللومباردي»، وتعزيز صفوفه بدءاً من الانتقالات الشتوية ومع قليل من التركيز، فإن الأندية الإيطالية بمعظمها ستعود كما عهدها محبوها، المنافس الأبرز بين الكبار في بطولات «القارة العجوز».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي