أوجدت انقساماً بين الطلبة وتنافساً بين القبائل فأطلقت رصاصة الرحمة على الحركة الطلابية

اللجان القبلية في الجامعة... ظاهرها أنشطة وحقيقتها فرز فئوي!

تصغير
تكبير
استبيان «الراي» كشف عن أن 80 في المئة من الطلبة يؤكدون أنها ظاهرة سلبية

استياء طلابي من الظاهرة: تقضي على طموحات صاحب الكفاءة غير المدعوم

الظاهرة انتشرت في كليات الجامعة و«التطبيقي» وامتدت للمبتعثين والدارسين في الخارج

اللجان أدت إلى وجود تنافس قبلي- قبلي في الجامعة انعكس على الانتخابات الطلابية

الجديد في القضية إعلان قبائل دعم قوائم طلابية أعطت أبناءها مقاعد أكثر

الوضع الجديد أفقد العملية الانتخابية سلامتها وسيدفع كثيراً من الطلبة للعزوف عن المشاركة

إدارتا الجامعة والتطبيقي لم تحركا ساكناً والاتحاد والقوائم الطلابية المستفيد الأكبر
في صورة مؤسفة، بدا الانقسام يطغى بشكل كبير على مشهد الحركة الطلابية الكويتية، نتيجة لما يشهده المجتمع في مختلف اتجاهاته من حراك يبدو في جانب منه قبليا، وآخر ايديولوجيا، ويلقي بظلاله على الجامعة والهيئة العامة للتعليم التطبيقي.

هذا الانقسام بدا في مظهره الجديد عبارة عن لجان قبلية في جامعة الكويت وهيئة التعليم التطبيقي، وحتى لدى طلبتنا في الخارج خصوصاً في مصر، حيث يتجلى دور تلك اللجان في استقطاب الطلبة من القبيلة التي ينتمون لها، في مهمة ظاهرها تنظيم الأنشطة والفعاليات لأبناء القبيلة، لكن مضمونها انعكاس جديد لتطور التدخل القبلي في صميم الحركة الطلابية.

ووفقاً للتعريف نجد أن «الحركات الطلابية هي مجموعة من الطلاب في مرحلة عمرية معينة يقومون بأداء دور سياسي في المجتمع». وعليه فإن هذا الدور لا يكتمل إلا بإفساح المجال لهم وحدهم بعيداً عن أي تخندق في إطار تقسيمات المجتمع. ومع التأكيد أن القبيلة تمثل هوية جزء من المجتمع، فهذا لا يعني أن يقدم عدد من المنتمين اليها على خلق حالة من الاستقطابات في المجتمع الطلابي، الذي يفترض أن يكون النموذج المثالي الذي ينأى بنفسه عن أي انعكاس سلبي من قبل المجتمع.

ظاهرة انتشار اللجان القبلية بين طلبتنا لم تقتصر فقط على عدد من القبائل التي تمثل الأكثرية، بل شجعت في الوقت نفسه الكثير من القبائل الأخرى على تشكيل لجان أخرى خاصة لها، ولاسيّما تلك القبائل التي يتواجد أبناؤها بشكل أقل من غيرها، الأمر الذي أوجد حالة أخرى من التنافس بين القبائل نفسها، وأصبحت دائماً ما تحرص على تركيز دعمها للقائمة التي تمنحها مساحة أفضل في مقاعد الهيئة الإدارية.

ومع قرب النزال الانتخابي المرتقب في بداية شهر أكتوبر المقبل، أعلنت أكثر من لجنة مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أسماء مرشحيها في الانتخابات المقبلة، وحددت في أي قائمة ستوجه دعمها، وهي ممارسة لم تكن تألفها الحركة الطلابية في السابق، فالإعلان عن دعم القبيلة للقائمة الفلانية وبشكل صريح أمام الملأ هو شيء جديد على واقع الانتخابات الطلابية، يعبر عن حالة من التراجع في الممارسة الانتخابية السليمة التي تستهدف تكريس مبدأ الديموقراطية والحرية بين الطلبة، فإن كان الدعم واضحاً من القبائل لقوائم معينة، فهذا يعني أن العملية الانتخابية شبه محسومة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في عزوف العديد من الطلبة عن الإدلاء بأصواتهم كون المنافسة قائمة على مبادئ تتعارض مع مبدأ الكفاءة والمنافسة الفكرية، وأن أصواتهم لن يكون لها أي تأثير يذكر قبال تأثير صوت القبيلة أو الطائفة!

صمت المسؤولين!

تأتي هذه الظاهرة في ظل صمت إدارتي الجامعة و»التطبيقي» عن مثل هذه الممارسات، حيث لم تكلفا نفسيهما حتى بالتحذير منها وخطورة انتشارها بين الطلبة، بالإضافة إلى صمت الاتحاد والقوائم الطلابية، التي يبدو أنها المستفيد الأكبر من هذه الظاهرة. فليس من عجب أن نجد هذا الصمت من قبل القوائم، كون هذه اللجان تمثل الداعم الأهم لها في المنافسة الانتخابية، لكن العجيب حقاً أن هذه القوائم التي تستفيد من هذه اللجان تجدها في وقت الانتخابات تتشدق بالوحدة الوطنية والحرص على وحدة الصف الطلابي وتقديم خدماتها لجميع الطلبة دون تمييز! وهي ترضى بما تمارسه هذه اللجان القبلية من تفريق بين الطلبة وفي العلن.

كذلك نجد أن وجود مثل هذه اللجان أثار حفيظة العديد من الطلبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الذين وجدوا أن هذه اللجان من شأنها أن تقسم المجتمع الطلابي وتفرق بين الطلبة، وتنحدر في الوقت نفسه بمستوى المنافسة الانتخابية، متسائلين في الوقت نفسه كيف يمكن للطالب صاحب الكفاءة أن يشق طريقه نحو الانتخابات إذا لم يكن ينتمي إلى قبيلة معينة؟ وهل سيحتاج هو الآخر إلى عمل لجنة خاصة بعائلته؟ مستغربين أن تتحول الحركة الطلابية الكويتية إلى هذا المستوى من الممارسة الذي أصابها في مقتل.

وعبر استخدام ميزة التصويت في برنامج «تويتر»، وجهت «الراي» سؤالاً للمجتمع الطلابي جاء كالتالي: ما رأيك بظاهرة اللجان القبلية بين الطلبة في الجامعة والتطبيقي؟ فشارك 239 طالبا وطالبة في الإجابة لتظهرالإجابات أن 80 في المئة من المشاركين يؤكدون أن ظاهرة اللجان القبلية سلبية، في حين أوضح 20 في المئة منهم بأنها مفيدة في تنظيم عمل القبائل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي