انطلاقاً من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة». قالوا لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»، فإننا نتوجه للسادة الوزراء الأفاضل من دون تحديد، بوصايا عدة، ونسأل الله تعالى أن تتسع صدورهم لتقبلها.
أولها: أن يتذكر معالي الوزير أن المنصب تكليف وليس تشريفا، وأنه مسؤولية وأمانة يُسأل عنها أمام الله تعالى، وستكون يوم القيامة خزي وندامة إلا لمن أخذها بحقها، وأدى واجبه فيها.
وثانيها: أن من الأمانة اختيار قياديين يلونه في المسؤولية، حسب الكفاءة والأداء والانتاجية وليس حسب صلة القرابة أو المحسوبية أو العلاقات الشخصية.
وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام، أنه من تولى رعيّة ثم نصّب مسؤولا عليهم وهناك من هو أفضل منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين.
ثالثها: أن الثواب أو العقاب ينبغي أن يتم وفق النظم المتبعة وليس حسب الهوى الشخصي أو المصالح الانتخابية.
وأن تطبق لوائح العقوبات على المقصر أو المخطئ من دون استثناء أو محاباة، فما هلكت الأمم السابقة ولا خربت الديار إلا بسبب التمييز في تطبيق العقوبات على المخالفين.
وألا تتدخل العواطف أو العداء الشخصي، في حرمان إنسان من ترقية أو مكافأة يستحقها، فإن الله تعالى يقول «ولا يجرِمنّكم شنآن قومٍ (أي كراهيتهم) على ألّا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى...».
رابعها: عدم الاستفادة الشخصية وبغير وجه حق من المنصب الوزاري، سواء كانت على هيئة أُعطيات أو هبات، أو أي صورة تعتبر مخالفة للقانون واللوائح.
خامسها: ألا يتنازل عن مبادئه من أجل البقاء في المنصب، فالمناصب زائلة، وألزم ما على الإنسان كرامته والثبات على مبدئه.
فكم من وزير أصبح مثار استهجان واستغراب، بعد أن تغيرت أفكاره ومبادئه بعد توليه للمنصب، فانتقل من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال؟
سادسها: أن يبني الوزير صرحاً من الانجازات تبقى له كذكرى طيبة بعد رحيله، لا أن يدخل الوزارة ويخرج منها من دون أن تكون له إنجازات تُذكر.
سابعها: أن يتذكر كل وزير حكمة «لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك»، فيحرص على حسن العلاقة والمعاملة مع المرؤوسين ومع عموم الناس، فيُعرَف بتواضعه وسماحته ودماثة أخلاقك، فيحترمه الناس لأخلاقه قبل منصبه.
معالي الوزير: «الظلم ظلمات يوم القيامة»، فاحذر أن يكون خصمك يوم القيامة موظفا سلبت حقه، أو مراجعا لم تنصفه.
أدعو الله أن يوفق كل وزير لأداء الواجب الذي عليه، وأن يعينه على تحمل أمانة المنصب الذي في رقبته.
يقول الله تعالى «وقفوهم إنهم مسؤولون».
Twitter: abdulaziz2002