اللهو البريء في «زمان أول» يتصدر «موائد» العيد

كويتيون «يُعيّدون» بألعاب الماضي... «عماكور» و«مقصي» وسكوتر «بو سحّارة»

تصغير
تكبير
لهوٌ بريء، في زمن كويتي شهير، أحال «السكك» في «الديرة» القديمة إلى ملعب.. في كل يوم. لكن «جمعة» العيد تعيد «الدور» اليوم لذكرى الألعاب قديماً، مجددةً الحديث حول الماضي. وكأن الكويتيين يبحثون في العيد عن زمن مضى قبل «مضارب» الاقتصاد، «ومداحر» السياسة، وانقسامات «عيال الديرة»، ليعود «عماكور» و«طاق» و«الحيلة» اليوم إلى المجالس الكويتية مروراً بساحات «الفرجان».

العنود راعية البيت الكبير، فتحت للأقرباء باب «دار الاستقبال» الجديدة، زوايا الغرفة المضيئة ذكرت الزوار بزمن بهي...


لوحات هنا، وهناك أعادت الحنين للكبيرات، فتيات هنا يلعبن «الحيلة» في إطار صورة، وصبيان هناك يتلقفون عصا «المقصي» لتظهر ابتسامة المنتصر الذي يصل إلى النهاية على وجه العمة وسمية وتتذكر ضاحكة، كان الصبيان يتنافسون في اللعبة لجذب إعجاب الفتيات في الزمن القديم. دخول الـ«سكوتر» الالكتروني المثير غيّر النظرة إلى ماضي الألعاب لكن بقيت «السحّارة» بصندوق فارغ من المشروبات الغازية تجره إطارات صغيرة نكتةً طريفة ودليلاً على «اختراعات زمان الطيبين»!

هذا ما أكدته سارة محللةً الوضع في اللعبة. في جانب من الغرفة بدت لوحة أخرى فيها صبيان يلعبون لعبة «عماكور» ليلاً على ضوء سراج «السكة»، ومن الجهات داعب الفتية الصبي المعصوبة عيناه، هكذا حكت العمة منيرة قصص الأولين حين كان المشاركون يرددون في اللعبة «عماكور طاح بالتنور».

«غزالة.. بزالة» كانت القرعة العادلة في ذلك الوقت تغنى ضمن أهزوجة شهيرة تذكرتها الجدة تلهو بها مع الحفيدة الصغرى، مذكرةً الزوار بلعبة (صيده ما صيده) التي لا تزال رائجة لكن ابنتها ذكرتها أن بعض الالعاب لا تفقد جاذبيتها ضاربةً المثال باللعبة المذكورة لتلمز بها من جانب العلاقات بين الناس.

ودون إغفال النوايا الساخرة علقت نيران الأكاديمية على ( صيده ما صيده) مثيرةً أنها تشبه حالة الدوران بين الأطراف السياسية في البلاد أحياناً، وخالصةً إلى أن سبب فقد الانسجام في «الديرة» هو مجرد سوء فهم يخلو من الضغينة في بعض الأحيان.

وبعد حديث جماعي عن التقشف الاقتصادي وأسعار البترول عرّج عبد العزيز على «الساحة الاجتماعية»، مستذكراً وحدة الحال الكويتية في زمان «البساطة» ومستعيداً ماضي البلاد المشرق بين الفئات المجتمعية كافة، ما يستدعي في رأيه العودة إلى الانسجام قبل دعوات المناطقية، والعنصرية والفئوية.

لكن «جمعة العيد» التي أعادت كل ما مضى من لعب، وجد، وحنين إلى «زمان أول»، أبت أن تختتم إلا لهواً بريئاً أيضاً حين غنى الجميع «العيد هلّ هلاله» في محاكاة للصورة النمطية لمشهد العيد الكويتي للفنان محمود الكويتي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي