بُويضة فـ «نُطْفة»... فـ «مُضْغة»... فـ «عَلَقة»

كيف يبدأ تكوين الجنين؟ مُعجزة تخصيبية تُنفِّذها هورمونات الأنوثة

تصغير
تكبير
الإستروجين والبروجستيرون وهورمونات أخرى تلعب أدواراً مدهشة في حدوث الحمل ونشوء الجنين
من إعداد: عبدالعليم الحجار

عندما يتعلق الأمر بتفاصيل البدايات الأولى لنشوء الجنين، نكون بصدد الحديث عن «معجزة» بيولوجية معقدة العناصر، لكن كلمة سرها تكمن في الهورمونات عموما، وفي هورمونات الأنوثة خصوصا.


• الهورمونات ودورها

الهورمونات هي مواد كيميائية تفرزها غدد معينة في الجسم وتطلقها في مجرى الدم لتنقل رسائل وظيفية من عضو إلى آخر. وفي ما يتعلق بآليات التخصيب والحمل، تفرز مبايض الأنثى هورمونين «سحريين» رئيسيين، ألا وهما هورمون الإستروجين وهورمون البروجستيرون.

وتمر دورة إفراز الهورمونات بمرحلتين في المبايض، ويلعب الإستروجين الدور الرئيسي في المرحلة الأولى من تلك الدورة المدهشة.

ففي المرحلة الأولى تنمو بويضات صغيرة داخل المبايض في أكياس خاصة بها ويتكون سائل في داخل كل كيس وتواصل البويضة النمو فيه حتى يصل طول قطرها إلى ما بين 15 و28 مليمتر.

في أثناء فترة نمو البويضة، تفرز خلايا محيطة بها هورمون الإستروجين الذي ينطلق عن طريق الدم حتى يصل الى جدار بطانة الرحم، حيث يساعد على نموها ليصل سمكها الى أكثر من 7 مليمترات كي تكون جاهزة لاستقبال وتغذية البويضة المخصبة (المُضغة) لدى وصولها لاحقا.

تبدأ المرحلة الثانية من دورة الهورمونات مع التبويض حيث يتحول كيس البويضة الى «جسم أصفر» يفرز هورموني البروجستيرون والإستروجين، ويكون تأثير البروجستيرون واضحا في هذه المرحلة، حيث يحدث تغيرات في بطانة الرحم التي تكون قد نمت بفعل الإستروجين استعدادا لاستقبال البويضة المخصبة.

في الوقت ذاته، تبدأ علاقة تفاعلية بين الغدة النخامية والمبيض، حيث تفرز الغدة النخامية هورمونين متلازمين يعرفان اختصارا باسم FSH وLH، وهما الهورمونان اللذان يسهمان في نمو البويضة وزيادة إفراز الإستروجين.

زيادة إفراز الإستروجين عند نسبة معينة تجعل الغدة النخامية تبدأ في تقليل إفرازها من هورمون FSH وزيادة إفراز هورمون LH الذي يقوم بـ«تفجير» كيس البويضة فتخرج من المبيض لتلتقطها قناة فالوب (الأنبوبة) مع المحافظة على الجسم الأصفر.

• عملية الإخصاب

لكن كيف وأين يتم إخصاب البويضة الناضجة بعد خروجها من كيسها؟

في أثناء الجماع تنطلق ملايين من «الحيامن» (نُطفة الذكر) في «سباق»، لكن لا يصل إلا عدد قليل جدا منها إلى قناة فالوب الذي تكمن البويضة الناضجة في بدايته منتظرة «الحيمن» الذي مقدرا له أن يخصبها.

في نهاية «سباق الحيامن» يتمكن «حيمن» واحد فقط من اختراق غشاء البويضة والتوغل فيها حتى يصل إلى نواتها، وهكذا «تنصهر» نواة البويضة مع نواة الحيمن ليشكّلا خلية واحدة تحمل صفات الأب والأم.

وتلك هي اللحظة المذهلة التي تنطلق فيها شرارة تكوين الجنين إيذانا ببداية حياة جديدة.

ثم تنقسم تلك الخلية المخصبة تضاعفيا (أي الى 2 ثم 4 ثم 8 ثم 16ثم 32 خلية وهكذا) أثناء مرورها داخل قناة فالوب في اتجاه الرحم الذي تصل إليه في صورة «مُضغة» في غضون 3 إلى 5 أيام، حيث تنغرس متدلية في جدار بطانة الرحم في شكل «عَلَقة» (أي «متعلقة» ببطانة الرحم) لتواصل رحلة تكوين ونمو الجنين إلى أن يولد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي