انتشرت بنكهات غريبة منها الفجل والخل... وصُنعت منها «ثُريا»

«كيتو كاتو» تطلق جنون الـ «كيت كات» في اليابان

تصغير
تكبير
بعناية فائقة، يصبّ شيف الحلويات الياباني الأشهر ياسوماسا تاكاغي مزيجاً طازجاً من الشوكولاته البيضاء وتوت العُلّيق في داخل قُمع تزيين حلويات، وبعد أن يقص النهاية السفلية للقُمع الورقي، يضغط تاغاكي عليه ليعتصر المزيج اللذيذ في صينية من القوالب البلاستيكية البيضاء.

لكن تاكاغي لا يقوم هنا بتحضير صنف مبتكر من الحلوى الفاخرة لزبائن مقهاه الراقي الكائن في العاصمة طوكيو، بل يقوم بشيء أكثر بساطة ظاهرياً، ألا وهو: تحضير حلوى شوكولاتة «كيت كات» بنكهة توت العُليق.


للوهلة الأولى، يبدو ما يفعله تاغاكي أمراً عادياً، لكنه في واقع الأمر يندرج ضمن «جنون» من نوع خاص اجتاح اليابان خلال الفترة الماضية بشيكولاتة «كيت كات» التي نعرفها ويعرفها معظم سكان العالم كمجرد قطع حلوى خفيفة ولذيذة مصنوعة من الشيكولاته بالحليب ورقائق الويفر.

سر هذا الـ«جنون» الياباني بشيكولاتة «كيت كات» يكمن بشكل أساسي في مدلول الاسم نفسه لدى اليابانيين. فكلمة «كيت كات» شبيهة في لفظها جداً من عبارة «كيتو كاتو» اليابانية التي تعني «نجاحاً مؤكداً»، وهي العبارة التي تقال عادة للتعبير عن تمنّي التوفيق لأي شخص، ولا سيما للطلبة الجامعيين المقبلين على امتحانات نهائية.

ورغم أن اليابانيين يعتزون جداً بمنتجاتهم الوطنية ولا يتقبلون أي منتج أجنبي بسهولة، فإن الأمر كان مختلفاً تماماً مع شيكولاتة «كيت كات» عندما بدأ تسويقها في اليابان قبل سنوات قليلة، إذ انهم أقبلوا فوراً على شرائها بشراهة وإهدائها إلى بعضهم البعض للتعبير عن التمنيات بالنجاح والتوفيق في شتى المناسبات استناداً إلى رمزية الاسم الشبيه بالعبارة المحلية.

لكن هذا الـ«جنون» لم يتوقف عند هذا الحد، بل انتشر كالنار في هشيم أطايب الحلويات اليابانية حتى أصبحت هناك الآن مئات الأصناف المبتكرة الشبيهة بما يفعله تاغاكي، وهي الأصناف التي تعتمد وصفاتها على مزج الـ«كيت كات» مع نكهات متنوعة يلامس بعضها حدود الغرابة واللا معقول، بما في ذلك نكهات الفجل الياباني (الواسابي)، والخل مع الليمون، واليقطين، والشاي الأخضر.

واستمر الانتشار ليصل إلى الأكلات والأطباق التقليدية اليابانية، إذ أصبحت الـ «كيت كات» تتدخل في مكونات سندوشات البقوليات وشطائر البيتزا وعشرات الأصناف الأخرى، وذلك على نحو لم تشهده تلك الشيكولاتة في أي مكان آخر في العالم.

ومجاراة لتلك الموجة الجارفة، بدأت بعض الشركات اليابانية التي لديها توكيلات لانتاج وتوزيع منتجات شركة «نستله» في ابتكار أشكال خرجت عن نطاق المألوف، بما في ذلك ثريا ضخمة فاخرة مزينة بألواح شيكولاتة «كيت كات» تتدلى من محيطها الدائري.

يشار إلى أن السوق اليابانية صعبة الإرضاء عندما يتعلق الأمر بالمنتجات الأجنبية، وهذا ما دعى خبراء تسويق«كيت كات»في اليابان إلى ابتكار أساليب تسويقية غير تقليدية، وهي الأساليب التي ما كان لها أن تحقق كل هذا النجاح «الجنوني» لولا ذلك التشابه اللفظي غير المقصود بين «كيت كات» و«كيتو كاتو».

ونظراً إلى عشق اليابانيين للتغيير والتجديد باستمرار، أطلقت شركة «نستله» المنتجة لشيكولاتة «كيت كات» ما يربو على 300 نكهة متنوعة منها حتى الآن، وهي النكهات التي تحرص على مواكبة شتى المواسم الزراعية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي