«الراي» تنشر تفاصيل يُكشف النقاب عنها للمرة الأولى من كواليس أزمة «عملية الصهاريج»
لماذا هدّد الشيخ سعد العبدالله رئيس سنغافورة السابق ... «إذا تكلمت أكثر من هذا فسألقي القبض عليك» ؟!
لحظة صعود المسلحين المستسلمين إلى الطائرة التي توجهت من سنغافورة إلى الكويت
سفينة الركاب التي اختطفها المسلحون بعد تنفيذ عمليتهم
المسلحون الفلسطينيون يبدون ملثمين داخل المركبة التي أقلتهم إلى المطار بعد استسلامهم
أسرار مثيرة في طبعة جديدة من كتاب بعنوان «رحلة غير متوقعة: ممر إلى الرئاسة» الكويت رفضت منح طائرة الوفد السنغافوري- الياباني
إذن هبوط لعدم إبلاغها مسبقاً بالرحلة راماناثان: ... رباه! عدد الدبابات والمدرعات التي أحاطت بالطائرة كان مذهلاًً
إذن هبوط لعدم إبلاغها مسبقاً بالرحلة راماناثان: ... رباه! عدد الدبابات والمدرعات التي أحاطت بالطائرة كان مذهلاًً
كان للكويت نصيب مثير للاهتمام في طبعة منقحة جديدة صدرت حديثا من كتاب مذكرات من تأليف الرئيس السنغافوري الراحل «سيلابان راماناثان»، وهو الكتاب الذي يحمل عنوان «رحلة غير متوقعة: ممر إلى الرئاسة»، وهي الطبعة التي صدرت بعد مرور أيام قليلة على وفاة راماناثان الذي فارق الحياة بتاريخ 22 أغسطس الجاري متأثرا بجلطة دماغية عن عمر ناهز الثانية والتسعين.
الطبعة الجديدة تميزت بأنها سردت قصصا لم تشملها الطبعات السابقة، بما في ذلك قصة تكشف النقاب للمرة الأولى عن جانب من كواليس «عملية الصهاريج» المشهورة التي حصلت في العام 1974 وكان مسرحها كل من الكويت وسنغافورة.
و«عملية الصهاريج» هي الاسم الذي يشير إلى قيام مسلحين فلسطينيين في السادس من فبراير 1974 باحتلال السفارة اليابانية لدى الكويت واحتجاز رهائن كان من بينهم السفير الياباني و5 ديبلوماسيين يابانيين آخرين ونحو 10 موظفين عربا وباكستانيين، وكان ذلك إبان ذروة مشاركة الكويت في تطبيق الحظر النفطي العربي الذي استهدف الدول الداعمة لاسرائيلِ. وطالب محتلو السفارة بإطلاق سراح عدد من مواطنيهم المسلحين الذين كان قد ألقي القبض عليهم في سنغافورة بعد أن نفذوا عملية هجومية هناك ثم اختطفوا سفينة ركاب تحمل اسم «لاجو» في سنغافورة واحتجزوا رهائن على متنها.
وحتى وقتنا هذا لم ترشح شهادات أو تفاصيل كافية عن الاحداث المرتبطة بتلك الواقعة، ولا عن من شاركوا فيها باستثناء أنهم كانوا «عناصر تابعة لأطراف فلسطينية أرادت ابتزاز الكويت آنذاك»، وذلك لأسباب ربما كان من بينها «محاولة الاستفادة من زيادة الدخل الكويتي الذي نتج عن ارتفاع أسعار النفطِ آنذاك».
ويسرد الرئيس الراحل قصة مشاركته ضمن وفد طوارئ سنغافوري - ياباني مشترك وصل إلى أجواء الكويت على عجل بطائرة من دون إبلاغ الحكومة الكويتية مسبقاً ومصطحباً على متنها المسلحين العرب الأربعة الذين استسلموا بعد أن نفذوا عمليتي الهجوم والاختطاف في سنغافورة، وهو الأمر الذي أثار توجّس وامتعاض الحكومة الكويتية إلى درجة أن وزير دفاعها آنذاك المغفور له الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله هدّد أعضاء الوفد بالقاء القبض عليهم، لا سيما وأن بعضهم كانوا لا يحملون جوازات سفر أصلاً ولا أي أوراق ثبوتية أخرى.
وبعد سرد تفاصيل ما حصل في سنغافورة قبل وبعد القاء القبض على المسلحين الذين كان الإفراج عنهم شرطا لإنهاء عملية احتلال السفارة اليابانية في الكويت، يقول راماناثان في مذكراته: «عندما اقتربت رحلتنا من أجواء الكويت، رفض برج التحكم منحها إذنا بالهبوط. وبعد ذلك أبلغونا بأنه سيكون بوسع الطائرة أن تهبط لكن لن يُسمح لأي أحد (ممن كانوا على متنها) بأن يهبط منها. واقترح المسؤولون (الكويتيون) أنه عوضا عن ذلك سيقوموا بإصعاد المسلحين المتورطين في احتلال السفارة إلى متن الطائرة ثم تغادر الطائرة الكويت - دون أن تحدد وجهتها».
وتمضي رواية الرئيس السنغافوري الراحل موضحة أنه تحدث من خلال مترجم كان معهم مع مسؤولين كويتيين عبر أجهزة اتصال من داخل الطائرة التي كانت ما تزال تحوم في الجو، حيث شرح أنه «مبعوث من طرف رئيس وزراء سنغافورة وأن لديه رسالة خاصة مكلف بتوصيلها إلى رئيس وزراء الكويت».
ويتابع في سرده: «سألني (محدّثي) عن نص الرسالة وطلب أن أتلوه على مسامعه عبر الأثير، لكنني رفضت. قلت له إن التعليمات لدي محددة وأنه يتعين إيصال الرسالة شخصيا إلى رئيس الوزراء».
ثم ينتقل راماناثان إلى وصف ما حصل بعد أن أذنت سلطات مطار الكويت للطائرة بالهبوط: «لمدة ساعتين كاملتين، لم يكن هناك سوى الصمت»، مشيرا إلى أنه بعد ذلك جاء وزير الدفاع الكويتي ماشيا إلى باب الطائرة حيث قابله راماناثان مع زميل آخر في الوفد والمترجم بعد أن استجمعوا شجاعتهم.
وفي وصف للمشهد الذي رآه على أرض المطار لدى فتح باب الطائرة يقول: «رباه! كان عدد الدبابات والمدرعات التي أحاطت بالطائرة مذهلاً».
ويوضح راماناثان في سياق قصته كيف أنه راح يكرر مراراً وبإلحاح على مسامع وزير الدفاع الكويتي الشيخ سعد العبدالله أن حكومة بلاده عليها التزامات بحماية المسؤولين اليابانيين المحتجزين في السفارة، فما كان من الشيخ سعد إلا أن حذره،بالقول: «إذا تكلمت أكثر من هذا فسألقي القبض عليك»، موضحا أنه وزملاءه اضطروا أمام هذا التحذير إلى السكوت كي لا يتعرضوا إلى الاعتقال، لا سيما أنه كان بينهم أفراد لا يحملون جوازات سفر بمن في ذلك المترجم.
الطبعة الجديدة تميزت بأنها سردت قصصا لم تشملها الطبعات السابقة، بما في ذلك قصة تكشف النقاب للمرة الأولى عن جانب من كواليس «عملية الصهاريج» المشهورة التي حصلت في العام 1974 وكان مسرحها كل من الكويت وسنغافورة.
و«عملية الصهاريج» هي الاسم الذي يشير إلى قيام مسلحين فلسطينيين في السادس من فبراير 1974 باحتلال السفارة اليابانية لدى الكويت واحتجاز رهائن كان من بينهم السفير الياباني و5 ديبلوماسيين يابانيين آخرين ونحو 10 موظفين عربا وباكستانيين، وكان ذلك إبان ذروة مشاركة الكويت في تطبيق الحظر النفطي العربي الذي استهدف الدول الداعمة لاسرائيلِ. وطالب محتلو السفارة بإطلاق سراح عدد من مواطنيهم المسلحين الذين كان قد ألقي القبض عليهم في سنغافورة بعد أن نفذوا عملية هجومية هناك ثم اختطفوا سفينة ركاب تحمل اسم «لاجو» في سنغافورة واحتجزوا رهائن على متنها.
وحتى وقتنا هذا لم ترشح شهادات أو تفاصيل كافية عن الاحداث المرتبطة بتلك الواقعة، ولا عن من شاركوا فيها باستثناء أنهم كانوا «عناصر تابعة لأطراف فلسطينية أرادت ابتزاز الكويت آنذاك»، وذلك لأسباب ربما كان من بينها «محاولة الاستفادة من زيادة الدخل الكويتي الذي نتج عن ارتفاع أسعار النفطِ آنذاك».
ويسرد الرئيس الراحل قصة مشاركته ضمن وفد طوارئ سنغافوري - ياباني مشترك وصل إلى أجواء الكويت على عجل بطائرة من دون إبلاغ الحكومة الكويتية مسبقاً ومصطحباً على متنها المسلحين العرب الأربعة الذين استسلموا بعد أن نفذوا عمليتي الهجوم والاختطاف في سنغافورة، وهو الأمر الذي أثار توجّس وامتعاض الحكومة الكويتية إلى درجة أن وزير دفاعها آنذاك المغفور له الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله هدّد أعضاء الوفد بالقاء القبض عليهم، لا سيما وأن بعضهم كانوا لا يحملون جوازات سفر أصلاً ولا أي أوراق ثبوتية أخرى.
وبعد سرد تفاصيل ما حصل في سنغافورة قبل وبعد القاء القبض على المسلحين الذين كان الإفراج عنهم شرطا لإنهاء عملية احتلال السفارة اليابانية في الكويت، يقول راماناثان في مذكراته: «عندما اقتربت رحلتنا من أجواء الكويت، رفض برج التحكم منحها إذنا بالهبوط. وبعد ذلك أبلغونا بأنه سيكون بوسع الطائرة أن تهبط لكن لن يُسمح لأي أحد (ممن كانوا على متنها) بأن يهبط منها. واقترح المسؤولون (الكويتيون) أنه عوضا عن ذلك سيقوموا بإصعاد المسلحين المتورطين في احتلال السفارة إلى متن الطائرة ثم تغادر الطائرة الكويت - دون أن تحدد وجهتها».
وتمضي رواية الرئيس السنغافوري الراحل موضحة أنه تحدث من خلال مترجم كان معهم مع مسؤولين كويتيين عبر أجهزة اتصال من داخل الطائرة التي كانت ما تزال تحوم في الجو، حيث شرح أنه «مبعوث من طرف رئيس وزراء سنغافورة وأن لديه رسالة خاصة مكلف بتوصيلها إلى رئيس وزراء الكويت».
ويتابع في سرده: «سألني (محدّثي) عن نص الرسالة وطلب أن أتلوه على مسامعه عبر الأثير، لكنني رفضت. قلت له إن التعليمات لدي محددة وأنه يتعين إيصال الرسالة شخصيا إلى رئيس الوزراء».
ثم ينتقل راماناثان إلى وصف ما حصل بعد أن أذنت سلطات مطار الكويت للطائرة بالهبوط: «لمدة ساعتين كاملتين، لم يكن هناك سوى الصمت»، مشيرا إلى أنه بعد ذلك جاء وزير الدفاع الكويتي ماشيا إلى باب الطائرة حيث قابله راماناثان مع زميل آخر في الوفد والمترجم بعد أن استجمعوا شجاعتهم.
وفي وصف للمشهد الذي رآه على أرض المطار لدى فتح باب الطائرة يقول: «رباه! كان عدد الدبابات والمدرعات التي أحاطت بالطائرة مذهلاً».
ويوضح راماناثان في سياق قصته كيف أنه راح يكرر مراراً وبإلحاح على مسامع وزير الدفاع الكويتي الشيخ سعد العبدالله أن حكومة بلاده عليها التزامات بحماية المسؤولين اليابانيين المحتجزين في السفارة، فما كان من الشيخ سعد إلا أن حذره،بالقول: «إذا تكلمت أكثر من هذا فسألقي القبض عليك»، موضحا أنه وزملاءه اضطروا أمام هذا التحذير إلى السكوت كي لا يتعرضوا إلى الاعتقال، لا سيما أنه كان بينهم أفراد لا يحملون جوازات سفر بمن في ذلك المترجم.