«الراي» تحدّثت إلى مشاهير في التمثيل والرياضة والفن «ورّثوا» مواهبهم
«فرخ البط عوّام»... والولد سرّ أبيه!
طوني عيسى ووالده
خانيتو وابنته
ايلي مشنتف وابنه إيلاي
وسام وجاد صباغ
فادي شربل وابنته ناديا
ناظم عيسى رافق ابنه طوني في التمثيل... خطوة خطوة
ناظم: اكتشفتُ موهبة طوني في الغناء وهو في السادسة
وسام صبّاغ فتح طريق التمثيل أمام «جاد» فـ... اشتهر
وسام: جاد موهبته وُلدت معه... لكن جو البيت صقله
فادي شربل وكارين رزق الله «ورّثا» ابنتيهما التمثيل باكراً
فادي: التمثيل لا يُلهي ناديا ولستُ قلقاً عليها من الوسط الفني
خانيتو فخور بابنته سولينيه... سارت على خطاه وباتت راقصة ماهرة ومدرّبة رقص
خانيتو: غيرة سولينيه من ريمي بندلي دفعتها إلى تعلّم الرقص ثم احترافه
ابن إيلي مشنتف الصغير إيلاي أخذ منه الكثير على صعيد كرة السلّة
إيلي: لو استطعتُ فسأبعث إيلاي كي يحترف السلة في الخارج
سمير عواد فنان شامل فخور بابنته إليسا الرسّامة والمحبّة للمسرح
سمير: إليسا تحب مجالسة المثقفين والفنانين وتعوّدت وجودهم في بيتنا
ناظم: اكتشفتُ موهبة طوني في الغناء وهو في السادسة
وسام صبّاغ فتح طريق التمثيل أمام «جاد» فـ... اشتهر
وسام: جاد موهبته وُلدت معه... لكن جو البيت صقله
فادي شربل وكارين رزق الله «ورّثا» ابنتيهما التمثيل باكراً
فادي: التمثيل لا يُلهي ناديا ولستُ قلقاً عليها من الوسط الفني
خانيتو فخور بابنته سولينيه... سارت على خطاه وباتت راقصة ماهرة ومدرّبة رقص
خانيتو: غيرة سولينيه من ريمي بندلي دفعتها إلى تعلّم الرقص ثم احترافه
ابن إيلي مشنتف الصغير إيلاي أخذ منه الكثير على صعيد كرة السلّة
إيلي: لو استطعتُ فسأبعث إيلاي كي يحترف السلة في الخارج
سمير عواد فنان شامل فخور بابنته إليسا الرسّامة والمحبّة للمسرح
سمير: إليسا تحب مجالسة المثقفين والفنانين وتعوّدت وجودهم في بيتنا
هم فنانون من مختلف المجالات. عرفهم الجمهور اللبناني والعربي وأَحبّهم، ولكن ربما ما لا يعرفه الناس عنهم هم أولادهم الذين يضاهونهم موهبة وكاريزما. أطفال وشبان، صبيان وبنات أبناء مشاهير لبنانيين، ممثلون، مغنون راقصون وحتى رياضيون ساروا على خطى أهلهم ونافسوهم نجومية وشهرة.
في التحقيق الآتي، تلقي «الراي» الضوء على موهبة الأبناء من خلال اتصالنا بآبائهم ليخبرونا عنهم وعن حياتهم تحت الضوء ويعبّروا عن فخرهم بهؤلاء الأبناء، الذين أثبتوا عن جدارة صحة المثل القائل أن «فرخ البط عوام».
الممثل ناظم عيسى، والد الممثل الشاب طوني عيسى الذي برع على الشاشة في الأدوار التمثيلية وشكل مفاجأة للجمهور بصوته الجميل وفوزه بالمرتبة الأولى في برنامج «ديو المشاهير»، قال: «كان طوني في الخامسة أو السادسة من عمره عندما اكتشفتُ بداية موهبته في الغناء قبل التمثيل. كان يرافقني في السيارة وبدأ يدندن فتفاجأتُ. وفي المساء دعوتُ صديقاً لي إلى منزلنا وغنّى أمامه وعزف على الطبلة. أما بالنسبة إلى التمثيل، فمرّة اصطحبتُه معي إلى محترف للمسرح، فرأى هناك مشهداً إيمائياً، وعندما عدنا إلى المنزل أخذ خنجراً صغيراً ومثّل المشهد كما رآه بالضبط، عندها كبر قلبي جداً به وسررتُ كثيراً لحظتها».
وأضاف: «حين صار طوني في السابعة من عمره، وكنتُ أنا في بداياتي في (حكاية أمل)، زارنا المخرج أنطوان ريمي فقال له طوني إنه يريد أن يمثّل، فوافق أنطوان على الفور وأعطاه دور شاب بشاربين. وخطوةً خطوة بدأ يشقّ طريقه في عالم التمثيل. بدايةً عارضتُ الموضوع لأنني خفتُ عليه باعتبار أن التمثيل ليس مهنة، فدخل المدرسة الفندقية ودرس إدارة الفنادق والأعمال وأنجز امتحاناته الجامعية، لكنه بقي مصرّاً على التمثيل ولم يعمل في اختصاصه أبداً بل درسه إرضاءً لي. ثم بدأت الأدوار تأتيه تباعاً إلى أن قفز قفزة صاروخية وصار نجماً».
وتابع: «بصراحة أقول إنني أصبحتُ أستفيد من خبرته بسبب الفرص التي حصل عليها بعكسي أنا. ولا أخجل أبداً من قول ذلك. وأعتبر طوني استمرارية لي وأنا مرتاح جداً لوضعه اليوم ومحبة الناس له ولأدائه ونجوميته». وختم: «لا شك أن جو البيت أثّر على طوني كثيراً بوجود المخرجين الدائم في منزلنا، بالإضافة إلى حشريته، لكن في بداياته واجه صعوبات كثيرة، فكثيراً ما كان يعود إلى المنزل حزيناً وغاضباً، فكنت أخفف عنه وأحذّره من الناس (المصلحجية). ومع الخبرة والتمرّس بات يعرف كيف يتخذ قراراته ورأي الجمهور به هو أكبر جائزة بالنسبة إليّ».
وسام وجاد صباغ
وسام صبّاغ ممثل كوميدي لبناني أَحبّه الناس في مسلسلات عدة ولكن فجأة صارت الأضواء مسلّطة على ابنه جاد الذي لمع نجمه مع والده في أكثر من عمل. اليوم جاد في الرابعة عشرة من عمره، وعنه قال الوالد: «موهبة جاد وُلدت معه ولكن بالطبع جو المنزل ساعده كثيراً في صقلها وقد أخذ مني الكثير. كان في السادسة عندما كتبنا مسلسل (محلولة) مع كلوديا مرشليان، فجاء إليّ وطلب مني دوراً ولو صغيراً قائلاً لي: أنا بدي مثّل. في البدء تردّدتُ لأن في الأمر خطورة إذ كان صغيراً جداً ولكن الحمد لله (مشي الحال) وأَحبه الناس من وقتها».
وأضاف: «جاد جريء جداً وحريص ومجتهد في المدرسة، ولذلك شجعتُه ووقفتُ إلى جانبه ولا سيما أن كل الأعمال التي قدّمها كانت معي وهذا ما طمأنني. لم يخض أي عمل بمفرده أو مع أبطال غيري وأنا كنت أصر على ذلك كي يحظى بالاهتمام المطلوب ويحافظ على كرامته وطلّته وعمله. التمثيل جعله يتحمّل المسؤولية منذ صغره ويعرف معنى التعب وأن الحياة ليست سهلة، لهذا هو لم ينشأ صبياً (مغنّجاً) يتكل على والده. وأنا لطالما كنت مسروراً وفخوراً وبه وما زلت، خصوصاً أن الصحافة دائماً ما تشيد به وبـ (هضامته)».
أما جاد فيرى الأمور من منظاره الخاص، قائلاً: «كنت في السادسة من عمري وكان والدي يعمل في مسلسل ومعه ولد صغير، فسألتُه لماذا أحضرتَه بدلاً عني؟ في المرة المقبلة إذا احتجتَ ولداً صغيراً في أي عمل أرجو أن يكون أنا. وهو سُرّ لطلبي وشجعني على جرأتي ووعدني بذلك. وهكذا بدأتُ ألعب أدواراً إلى جانبه واشتهرتُ، فالشهرة جميلة ولم تحدّ من حريتي أبداً. لا أنفي أنني تغيبت أحياناً عن المدرسة بسبب التصوير، ولكنني كنت أعوّض بعد ذلك وأنسّق الأوقات جيداً».
وأضاف: «أشعر أنني أخذت كل شيء من والدي، فهو مثَلي الأعلى مذ كنت صغيراً جداً. كما أنه لم يمنعني عن شيء بل ساعدني كثيراً وكان دائماً الى جانبي. لا أظن أنني سأحترف التمثيل، بل أعتبره هواية ولديّ مشروع آخر في رأسي ولكن بالتأكيد ما زال التفكير بالأمر مبكراً جداً».
فادي شربل... والعائلة
فادي شربل، كارين رزق الله، ناديا ونايا شربل هم عائلة فنية بامتياز، اشتهرت في مسلسليْ «مرتي وأنا» و«عيلة ع فرد ميلة» وفي الفيلم السينمائي «مدام بامبينو»، كما لمعتْ كارين في مسلسل «قلبي دق» مع ابنتيها ناديا ونايا الذي تَصدّر السباق الرمضاني العام 2015، فماذا كشف فادي عن موهبة ابنتيه؟
قال: «موهبتهما نمت مع الوقت، ولا سيما ناديا ابنتي الكبرى التي بدأتْ التمثيل معنا في عمر صغير جداً في مسلسل (مرتي وأنا) حيث كنا بحاجة إلى طفلة صغيرة وقتها، فأحسّت كأنها في بيتها ولم تستغرب الأمر أبداً. فالفن في رأيي وراثة ولا سيما إذا كان جو البيت فنياً بامتياز، وحتى أهلي وأهل كارين فنانون وهذا الأمر ساعدها كثيراً في تطوير وصقل موهبتها. والتمثيل مثله مثل أي نشاط آخر، كالرياضة وغيرها، ولا يمكن أن يلهيها عن دروسها. وفي رأيي أن تنشغل به أفضل من الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الجوال على (واتس أب) أو (فيسبوك) اللذين لا يقدمان ولا يؤخران، بينما التمثيل فنّ يشغلها وفي الوقت نفسه يدفعها إلى التطور والتعرف إلى أناس حقيقيين بدل هذا العالم الوهمي الذي يسيطر على جيل اليوم».
وأضاف: «أما بالنسبة إلى ما يشاع عن الوسط الفني وقلقي عليها منه، فإنني أعتبر التمثيل من أرقى أنواع الفنون. فمن الممكن مثلاً أن تعمل مدرّسة وتضيع، فهذا ليس شرطاً، كما أن جو البيت والتربية مهمان جداً وهما الأساس. فالطفل الذي يتربى على القيم والأخلاق لا يمكن أن يقع في فخ أي مجال كان».
وختم: «كأب وممثل أتمنى أن تكون ابنتاي فنانتين ناجحتين مستقبلاً، وهما في النهاية ليستا ملكي. ولتفعلا ما يحلو لهما عندما تكبران. المهم أنني ربيتهما جيداً وعرفتُ كيف أضعهما على الطريق الصحيح. وبصراحة أشجّع كل الأولاد على أن يخوضوا أي مجال فني وليس ابنتيّ فقط لأن الفن في ذاته رقي وثقافة».
خانيتو
خانيتو مدرب الرقص الشهير ومؤسس أكاديمية خانيتو للرقص الأكاديمي يفاخر بإنجازات كثيرة في حياته، لكن فخره الأكبر يبقى ابنته سولينيه التي سارت على خطاه وباتت راقصة ماهرة ومدرّبة رقص كأبيها. فكيف كانت بداياتها وكيف شجعها الوالد على تعلم فنون الرقص؟.
أوضح خانيتو: «بدايةً، جو البيت له أكبر تأثير، فالولد مثل الكاميرا يلتقط ما حوله ويعيد إخراجه. فكل الأولاد يولدون كلوحة بيضاء ونحن نكتب عليها ونجعلهم يكتشفون ما يريدونه من دون أن نضغط عليهم، خصوصاً إذا اكتشفنا موهبة لديهم فننميها ونساعدهم على تطويرها. وهذا ما حصل مع سولينيه، إذ تأثرت جداً بريمي بندلي التي كنتُ أنا مصمم الرقص لها، وكانتا في العمر نفسه، فوُلدت غيرة بينهما، الأمر الذي حرّك فضول ابنتي ودفعها إلى تعلّم الرقص واحترافه في ما بعد».
وأضاف: «لم يؤثر الرقص على دراستها، بل كانت أذكى من غيرها لأنها فنانة وقد أنهت تخصصاً جامعياً، لكنها فضلت الرقص وتخصصتْ تحديداً باللاتيني منه، ثم أحضرت الزومبا إلى لبنان ولم يكن موجوداً قبلاً. عملتْ عندي منذ بداياتها رغم محاولتها الانطلاق مع شريك أميركي في البدء، إذ لم تجد مَن هو أكثر احترافاً مني في الرقص. ولكن حين كبرت، انفصلت عني وباتت تعلّم في أكثر من ناد في لبنان. وابني أيضاً راقص ماهر وكان بطل لبنان في الرقص. كل ما أريده منهما أن يكملا رسالتي من بعدي ويحملا اسمي. فهذا كل ما أطمح إليه مستقبلاً».
إيلي مشنتف
إيلي مشنتف لاعب كرة السلة اللبناني وكابتن منتخب لبنان سابقاً أحرز بطولات عديدة على مدى أعوام طويلة، في لبنان وخارجه أيضاً، وكان مثالاً للكثير من الفتية والشبان. ابنه الأصغر إيلاي مولع بكرة السلة ومهووس بها كأبيه الذي قال عنه: «جو البيت بالطبع هو أكثر ما أثّر فيه، حيث كان يراني ألعب وأتمرن بكثرة فتعوّد أن يحب الكرة منذ نعومة أظفاره. وبطبيعة الحال أشاهد على الدوام مباريات لكرة السلة فأصبحت هذه الرياضة من ضمن يومياته وحياته تماماً كالأكل والشرب. أختاه تحبانها أيضاً لكن ليس مثله. صحيح أنه في لبنان لا مستقبل زاهراً لكرة السلة ولكنني بالتأكيد أريده أن يمارسها ويحترفها شرط أن يكمل تعليمه، فعندما نجد لدى الطفل موهبة مخبأة علينا أن نبذل كل جهدنا لإخراجها منه وصقلها مع الأيام، وعندما يكبر فليفعل ما يريد».
وأضاف: «من جهتي إذا استطعتُ سأسفّره إلى الخارج إذا أراد احتراف هذه الرياضة، ففي أيامنا نحن لم نكن نجد مَن يدفعنا ويشجعنا ويفتح أمامنا الطريق، في حين أنا اليوم أمامه وإلى جانبه. إيلاي أخذ مني الكثير على صعيد كرة السلة وهو شخصيته قوية جداً وذكي وفي رأيي سينجح كرياضي لأنه يلاحظ بسرعة ولديه سرعة بديهة، فعندما أعلّمه شيئاً يلتقطه بسرعة».
سمير عواد
سمير عواد فنان لبناني شامل، يجمع الفن من كل جوانبه، المسرح، الموسيقى، الشعر والرسم وبيته دائماً مفتوح لمنتديات ثقافية وفنية. كما أن زوجته رويدا مشيك رسامة محترفة، أما ابنته الكبرى إليسا، فهي التي يعتبرها والدها الفنانة التي اكتسبت موهبة المسرح منه والرسم من والدتها.
وقال: «إليسا تحب مجالسة الناس والاستماع إليهم وإلى أحاديثهم الثقافية والفنية، وقد اعتادت وجود فنانين في منزلنا، إنما أكثر ما يجذبها هو الرسم، فهي رسامة بارعة وأخوها آدم كذلك تلفته الألوان واللوحات الكثيرة الموجودة في المنزل، ودائماً ما أجده يتأملها باهتمام».
وأضاف: «الفنان في لبنان فقير نسبياً، والفن لا يطعم خبزاً ولكنني أشجع ميول أولادي الفنية أياً كانت فأنا لا يمكن أن أدع الفن يتلوث بالماديات. وبالنسبة إلى ابنتي إليسا، ففي حال وجدت أن ميولها مسرحية مثلاً طبعاً أشجعها وأركض أمامها، وإذا شعرتُ بأنها لن تصل أحاول أن أفتح لها طريقاً فنياً آخر بطريقة حلوة».
وتابع: «اليوم هي مغرمة بالرسم كوالدتها، ولوحاتها بالنسبة إليها حياتها. ودائماً ما أريها كيف نضع اللوحات في كادرات وكيف نعتني بها. أنتظر أن تصبح أكثر تمكناً ويصبح عندها عدد لوحات تستحق المشاهدة لأقيم لها معرضاً، فهذا حلم بالنسبة إليها. وهي تعلّمتْ خلط الألوان من والدتها، ثم بدأت تخترع بنفسها وتكتشف ألواناً رائعة، لا سيما أنها ترى في المنزل لوحات تعود إلى زمن العشرينات والثلاثينات. نحن لا نستطيع أن (نقوْلب) أولادنا بحسب تفكيرنا، فزمنهم مختلف ونحن نقوم بما علينا تجاههم فقط، فليعيشوا حياتهم وسنرى مستقبلهم أمامنا. وأنا لا أحلم لهم بشيء، فليحلموا بأنفسهم، وكل ما أقوم به هو مساعدتهم لتحقيق أحلامهم». وختم بجملة: «أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد».
في التحقيق الآتي، تلقي «الراي» الضوء على موهبة الأبناء من خلال اتصالنا بآبائهم ليخبرونا عنهم وعن حياتهم تحت الضوء ويعبّروا عن فخرهم بهؤلاء الأبناء، الذين أثبتوا عن جدارة صحة المثل القائل أن «فرخ البط عوام».
الممثل ناظم عيسى، والد الممثل الشاب طوني عيسى الذي برع على الشاشة في الأدوار التمثيلية وشكل مفاجأة للجمهور بصوته الجميل وفوزه بالمرتبة الأولى في برنامج «ديو المشاهير»، قال: «كان طوني في الخامسة أو السادسة من عمره عندما اكتشفتُ بداية موهبته في الغناء قبل التمثيل. كان يرافقني في السيارة وبدأ يدندن فتفاجأتُ. وفي المساء دعوتُ صديقاً لي إلى منزلنا وغنّى أمامه وعزف على الطبلة. أما بالنسبة إلى التمثيل، فمرّة اصطحبتُه معي إلى محترف للمسرح، فرأى هناك مشهداً إيمائياً، وعندما عدنا إلى المنزل أخذ خنجراً صغيراً ومثّل المشهد كما رآه بالضبط، عندها كبر قلبي جداً به وسررتُ كثيراً لحظتها».
وأضاف: «حين صار طوني في السابعة من عمره، وكنتُ أنا في بداياتي في (حكاية أمل)، زارنا المخرج أنطوان ريمي فقال له طوني إنه يريد أن يمثّل، فوافق أنطوان على الفور وأعطاه دور شاب بشاربين. وخطوةً خطوة بدأ يشقّ طريقه في عالم التمثيل. بدايةً عارضتُ الموضوع لأنني خفتُ عليه باعتبار أن التمثيل ليس مهنة، فدخل المدرسة الفندقية ودرس إدارة الفنادق والأعمال وأنجز امتحاناته الجامعية، لكنه بقي مصرّاً على التمثيل ولم يعمل في اختصاصه أبداً بل درسه إرضاءً لي. ثم بدأت الأدوار تأتيه تباعاً إلى أن قفز قفزة صاروخية وصار نجماً».
وتابع: «بصراحة أقول إنني أصبحتُ أستفيد من خبرته بسبب الفرص التي حصل عليها بعكسي أنا. ولا أخجل أبداً من قول ذلك. وأعتبر طوني استمرارية لي وأنا مرتاح جداً لوضعه اليوم ومحبة الناس له ولأدائه ونجوميته». وختم: «لا شك أن جو البيت أثّر على طوني كثيراً بوجود المخرجين الدائم في منزلنا، بالإضافة إلى حشريته، لكن في بداياته واجه صعوبات كثيرة، فكثيراً ما كان يعود إلى المنزل حزيناً وغاضباً، فكنت أخفف عنه وأحذّره من الناس (المصلحجية). ومع الخبرة والتمرّس بات يعرف كيف يتخذ قراراته ورأي الجمهور به هو أكبر جائزة بالنسبة إليّ».
وسام وجاد صباغ
وسام صبّاغ ممثل كوميدي لبناني أَحبّه الناس في مسلسلات عدة ولكن فجأة صارت الأضواء مسلّطة على ابنه جاد الذي لمع نجمه مع والده في أكثر من عمل. اليوم جاد في الرابعة عشرة من عمره، وعنه قال الوالد: «موهبة جاد وُلدت معه ولكن بالطبع جو المنزل ساعده كثيراً في صقلها وقد أخذ مني الكثير. كان في السادسة عندما كتبنا مسلسل (محلولة) مع كلوديا مرشليان، فجاء إليّ وطلب مني دوراً ولو صغيراً قائلاً لي: أنا بدي مثّل. في البدء تردّدتُ لأن في الأمر خطورة إذ كان صغيراً جداً ولكن الحمد لله (مشي الحال) وأَحبه الناس من وقتها».
وأضاف: «جاد جريء جداً وحريص ومجتهد في المدرسة، ولذلك شجعتُه ووقفتُ إلى جانبه ولا سيما أن كل الأعمال التي قدّمها كانت معي وهذا ما طمأنني. لم يخض أي عمل بمفرده أو مع أبطال غيري وأنا كنت أصر على ذلك كي يحظى بالاهتمام المطلوب ويحافظ على كرامته وطلّته وعمله. التمثيل جعله يتحمّل المسؤولية منذ صغره ويعرف معنى التعب وأن الحياة ليست سهلة، لهذا هو لم ينشأ صبياً (مغنّجاً) يتكل على والده. وأنا لطالما كنت مسروراً وفخوراً وبه وما زلت، خصوصاً أن الصحافة دائماً ما تشيد به وبـ (هضامته)».
أما جاد فيرى الأمور من منظاره الخاص، قائلاً: «كنت في السادسة من عمري وكان والدي يعمل في مسلسل ومعه ولد صغير، فسألتُه لماذا أحضرتَه بدلاً عني؟ في المرة المقبلة إذا احتجتَ ولداً صغيراً في أي عمل أرجو أن يكون أنا. وهو سُرّ لطلبي وشجعني على جرأتي ووعدني بذلك. وهكذا بدأتُ ألعب أدواراً إلى جانبه واشتهرتُ، فالشهرة جميلة ولم تحدّ من حريتي أبداً. لا أنفي أنني تغيبت أحياناً عن المدرسة بسبب التصوير، ولكنني كنت أعوّض بعد ذلك وأنسّق الأوقات جيداً».
وأضاف: «أشعر أنني أخذت كل شيء من والدي، فهو مثَلي الأعلى مذ كنت صغيراً جداً. كما أنه لم يمنعني عن شيء بل ساعدني كثيراً وكان دائماً الى جانبي. لا أظن أنني سأحترف التمثيل، بل أعتبره هواية ولديّ مشروع آخر في رأسي ولكن بالتأكيد ما زال التفكير بالأمر مبكراً جداً».
فادي شربل... والعائلة
فادي شربل، كارين رزق الله، ناديا ونايا شربل هم عائلة فنية بامتياز، اشتهرت في مسلسليْ «مرتي وأنا» و«عيلة ع فرد ميلة» وفي الفيلم السينمائي «مدام بامبينو»، كما لمعتْ كارين في مسلسل «قلبي دق» مع ابنتيها ناديا ونايا الذي تَصدّر السباق الرمضاني العام 2015، فماذا كشف فادي عن موهبة ابنتيه؟
قال: «موهبتهما نمت مع الوقت، ولا سيما ناديا ابنتي الكبرى التي بدأتْ التمثيل معنا في عمر صغير جداً في مسلسل (مرتي وأنا) حيث كنا بحاجة إلى طفلة صغيرة وقتها، فأحسّت كأنها في بيتها ولم تستغرب الأمر أبداً. فالفن في رأيي وراثة ولا سيما إذا كان جو البيت فنياً بامتياز، وحتى أهلي وأهل كارين فنانون وهذا الأمر ساعدها كثيراً في تطوير وصقل موهبتها. والتمثيل مثله مثل أي نشاط آخر، كالرياضة وغيرها، ولا يمكن أن يلهيها عن دروسها. وفي رأيي أن تنشغل به أفضل من الجلوس أمام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الجوال على (واتس أب) أو (فيسبوك) اللذين لا يقدمان ولا يؤخران، بينما التمثيل فنّ يشغلها وفي الوقت نفسه يدفعها إلى التطور والتعرف إلى أناس حقيقيين بدل هذا العالم الوهمي الذي يسيطر على جيل اليوم».
وأضاف: «أما بالنسبة إلى ما يشاع عن الوسط الفني وقلقي عليها منه، فإنني أعتبر التمثيل من أرقى أنواع الفنون. فمن الممكن مثلاً أن تعمل مدرّسة وتضيع، فهذا ليس شرطاً، كما أن جو البيت والتربية مهمان جداً وهما الأساس. فالطفل الذي يتربى على القيم والأخلاق لا يمكن أن يقع في فخ أي مجال كان».
وختم: «كأب وممثل أتمنى أن تكون ابنتاي فنانتين ناجحتين مستقبلاً، وهما في النهاية ليستا ملكي. ولتفعلا ما يحلو لهما عندما تكبران. المهم أنني ربيتهما جيداً وعرفتُ كيف أضعهما على الطريق الصحيح. وبصراحة أشجّع كل الأولاد على أن يخوضوا أي مجال فني وليس ابنتيّ فقط لأن الفن في ذاته رقي وثقافة».
خانيتو
خانيتو مدرب الرقص الشهير ومؤسس أكاديمية خانيتو للرقص الأكاديمي يفاخر بإنجازات كثيرة في حياته، لكن فخره الأكبر يبقى ابنته سولينيه التي سارت على خطاه وباتت راقصة ماهرة ومدرّبة رقص كأبيها. فكيف كانت بداياتها وكيف شجعها الوالد على تعلم فنون الرقص؟.
أوضح خانيتو: «بدايةً، جو البيت له أكبر تأثير، فالولد مثل الكاميرا يلتقط ما حوله ويعيد إخراجه. فكل الأولاد يولدون كلوحة بيضاء ونحن نكتب عليها ونجعلهم يكتشفون ما يريدونه من دون أن نضغط عليهم، خصوصاً إذا اكتشفنا موهبة لديهم فننميها ونساعدهم على تطويرها. وهذا ما حصل مع سولينيه، إذ تأثرت جداً بريمي بندلي التي كنتُ أنا مصمم الرقص لها، وكانتا في العمر نفسه، فوُلدت غيرة بينهما، الأمر الذي حرّك فضول ابنتي ودفعها إلى تعلّم الرقص واحترافه في ما بعد».
وأضاف: «لم يؤثر الرقص على دراستها، بل كانت أذكى من غيرها لأنها فنانة وقد أنهت تخصصاً جامعياً، لكنها فضلت الرقص وتخصصتْ تحديداً باللاتيني منه، ثم أحضرت الزومبا إلى لبنان ولم يكن موجوداً قبلاً. عملتْ عندي منذ بداياتها رغم محاولتها الانطلاق مع شريك أميركي في البدء، إذ لم تجد مَن هو أكثر احترافاً مني في الرقص. ولكن حين كبرت، انفصلت عني وباتت تعلّم في أكثر من ناد في لبنان. وابني أيضاً راقص ماهر وكان بطل لبنان في الرقص. كل ما أريده منهما أن يكملا رسالتي من بعدي ويحملا اسمي. فهذا كل ما أطمح إليه مستقبلاً».
إيلي مشنتف
إيلي مشنتف لاعب كرة السلة اللبناني وكابتن منتخب لبنان سابقاً أحرز بطولات عديدة على مدى أعوام طويلة، في لبنان وخارجه أيضاً، وكان مثالاً للكثير من الفتية والشبان. ابنه الأصغر إيلاي مولع بكرة السلة ومهووس بها كأبيه الذي قال عنه: «جو البيت بالطبع هو أكثر ما أثّر فيه، حيث كان يراني ألعب وأتمرن بكثرة فتعوّد أن يحب الكرة منذ نعومة أظفاره. وبطبيعة الحال أشاهد على الدوام مباريات لكرة السلة فأصبحت هذه الرياضة من ضمن يومياته وحياته تماماً كالأكل والشرب. أختاه تحبانها أيضاً لكن ليس مثله. صحيح أنه في لبنان لا مستقبل زاهراً لكرة السلة ولكنني بالتأكيد أريده أن يمارسها ويحترفها شرط أن يكمل تعليمه، فعندما نجد لدى الطفل موهبة مخبأة علينا أن نبذل كل جهدنا لإخراجها منه وصقلها مع الأيام، وعندما يكبر فليفعل ما يريد».
وأضاف: «من جهتي إذا استطعتُ سأسفّره إلى الخارج إذا أراد احتراف هذه الرياضة، ففي أيامنا نحن لم نكن نجد مَن يدفعنا ويشجعنا ويفتح أمامنا الطريق، في حين أنا اليوم أمامه وإلى جانبه. إيلاي أخذ مني الكثير على صعيد كرة السلة وهو شخصيته قوية جداً وذكي وفي رأيي سينجح كرياضي لأنه يلاحظ بسرعة ولديه سرعة بديهة، فعندما أعلّمه شيئاً يلتقطه بسرعة».
سمير عواد
سمير عواد فنان لبناني شامل، يجمع الفن من كل جوانبه، المسرح، الموسيقى، الشعر والرسم وبيته دائماً مفتوح لمنتديات ثقافية وفنية. كما أن زوجته رويدا مشيك رسامة محترفة، أما ابنته الكبرى إليسا، فهي التي يعتبرها والدها الفنانة التي اكتسبت موهبة المسرح منه والرسم من والدتها.
وقال: «إليسا تحب مجالسة الناس والاستماع إليهم وإلى أحاديثهم الثقافية والفنية، وقد اعتادت وجود فنانين في منزلنا، إنما أكثر ما يجذبها هو الرسم، فهي رسامة بارعة وأخوها آدم كذلك تلفته الألوان واللوحات الكثيرة الموجودة في المنزل، ودائماً ما أجده يتأملها باهتمام».
وأضاف: «الفنان في لبنان فقير نسبياً، والفن لا يطعم خبزاً ولكنني أشجع ميول أولادي الفنية أياً كانت فأنا لا يمكن أن أدع الفن يتلوث بالماديات. وبالنسبة إلى ابنتي إليسا، ففي حال وجدت أن ميولها مسرحية مثلاً طبعاً أشجعها وأركض أمامها، وإذا شعرتُ بأنها لن تصل أحاول أن أفتح لها طريقاً فنياً آخر بطريقة حلوة».
وتابع: «اليوم هي مغرمة بالرسم كوالدتها، ولوحاتها بالنسبة إليها حياتها. ودائماً ما أريها كيف نضع اللوحات في كادرات وكيف نعتني بها. أنتظر أن تصبح أكثر تمكناً ويصبح عندها عدد لوحات تستحق المشاهدة لأقيم لها معرضاً، فهذا حلم بالنسبة إليها. وهي تعلّمتْ خلط الألوان من والدتها، ثم بدأت تخترع بنفسها وتكتشف ألواناً رائعة، لا سيما أنها ترى في المنزل لوحات تعود إلى زمن العشرينات والثلاثينات. نحن لا نستطيع أن (نقوْلب) أولادنا بحسب تفكيرنا، فزمنهم مختلف ونحن نقوم بما علينا تجاههم فقط، فليعيشوا حياتهم وسنرى مستقبلهم أمامنا. وأنا لا أحلم لهم بشيء، فليحلموا بأنفسهم، وكل ما أقوم به هو مساعدتهم لتحقيق أحلامهم». وختم بجملة: «أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد».