وزير العدل اللبناني المستقيل دافع عن مواقف السعودية في مواجهة «السياسة التوسّعية لإيران»
ريفي لـ «الراي»: نصرالله مجرّد أداة... في يد طهران
أشرف ريفي
القوي هو صاحب القرار المستقلّ الذي يحافظ على بلده وأهله... ولا يكون جندياً في المشروع الإيراني
يشكل وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي مفارقة في الحياة السياسية اللبنانية. يوم كان عسكرياً (مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي)، لم يهادن في خطابه السياسي كـ «رأس حربة» لتحالف «14 آذار»، وهو الآن مدنيّ يقارب السياسة بـ «لهجة العسكر».
ورغم دخوله الحكومة والخروج منها، وملابسات خلافه مع «تيار المستقبل»، فان المسألة الوحيدة التي لم يحِد عنها الوزير ريفي هي تصدّيه الدائم لما يصفه بـ «الدويلة»، اي «حزب الله»، ووقوفه بالمرصاد لسلوك الحزب في الداخل وعلى المستوى الاقليمي.
ولم يَحُلْ انهماك ريفي في الإعداد لماكينته السياسية والشعبية تمهيداً للانخراط في الانتخابات النيابية المقبلة في أكثر من منطقة، دون «تصديه» لما انطوت عليه الاطلالة الأخيرة للأمين العام لـ «الحزب الله» السيد حسن نصرالله من هجوم غير مسبوق على المملكة العربية السعودية.
ففي جلسة لـ «الراي» مع ريفي اقتصرتْ على «قراءة» كلام نصرالله في توقيته ومغزاه ودلالاته، قال وزير العدل المستقيل «ان التوقيت إيراني، فنصر الله يحاول ان يصوّر نفسه دائماً على انه شريك في القرار مع ايران لكنه في الحقيقة هو مجرد أداة لتنفيذ سياسة التوسع الإيراني في العالم العربي. ينفّذ ما يُطلب منه وتستعمله ايران كمنبر لتظهير سياساتها». وأضاف: «نصرالله يعبّر عن الموقف الايراني المعادي للعالم العربي وللسعودية التي تقود في اليمن وسورية حملة مواجهة التوسع الايراني. ودور الأداة الذي يلعبه نصرالله وحزبه قديم جداً ويعود الى بداية تأسيس حزب الله الذي كُلف بخطف الرهائن في لبنان لمصلحة ايران والنظام السوري، كما نفّذ عمليات تفجير ارهابية في السعودية، كعملية الخبر، وبالأمس القريب سلّمْنا الى المملكة العربية السعودية أحد أبرز مخططي هذه العملية أحمد المغسل، الذي كان يتنقل محمياً بين ايران ولبنان بجواز سفر ايراني».
وعما اذا كان لخطاب السقف العالي الذي أطلّ به نصرالله علاقة بما كان عليه الوضع في حلب وارتداد الحوثيين على مفاوضات الحلّ السياسي في اليمن، وأشبه برسالة الى السعودية، يجيب ريفي: «عندما شكلت السعودية التحالف العربي لحماية الشرعية في اليمن ومنْع ايران من السيطرة على هذا البلد العربي، كان نصرالله اول مَن خرج مهاجماً السعودية. لقد أرادت ايران ان تُظهِر ان هناك صوتاً عربياً في وجه السعودية، كي تخفي الدور الذي تقوم به في اليمن. وطبعاً هذا لم ينجح لأن الجميع في العالميْن العربي والاسلامي باتوا يعرفون أن نصرالله والأسد والحوثي والحشد الشعبي هم مجرد أدوات تستعملها ايران لاختراق العالم العربي وتفكيك دوله، وتعميم الصراع المذهبي ولغة الدم والعنف والانقلاب»، لافتاً الى ان «نصر الله ليس على قوس المحكمة ليُصدِر الأحكام بل هو في قفص الاتهام».
وأضاف: «لا أستبعد ان يكون هجوم نصرالله مرتبطاً بفشل الحوار اليمني، وأيضاً بما يجري في حلب، لكن اللافت أنه وفي سياق هذا التصعيد يعرض على المملكة صفقة لتَقاسُم النفوذ مع ايران في العالم العربي، وهذا يعبّر تماماً عن هوية المتكلّم وحجمه. فماذا لو قبِلت السعودية بهذه الصفقة؟ سيصمت نصرالله عندها بطلب من الايرانيين، وسيبتلع كل الاتهامات ضد المملكة، وربما سيشيد بها، ولهذا أقول إنه مجرد أداة».
ونستوضح ريفي أكثر عن دلالات ما انطوى عليه الهجوم الكلامي لنصرالله من دعوة واضحة في الوقت نفسه للسعودية لالتقاط فرصةِ ان يكون لها مكانٌ كشريك في معالجة أوضاع المنطقة، فيقول: «هم يعرضون على السعودية ان تغضّ النظر عن التدخل الإيراني في الشأن العربي، لاستكمال سيطرتهم. وأعتقد ان سياسة الاحتواء الهادئ التي كانت تقوم بها السعودية لهذا التوغل الايراني حتى الامس القريب انتهت. لقد وصلت ايران الى حد ابتلاع اليمن، وتفتيت العراق، ودمّرت سورية، ولم يعد هناك أي امكان لمهادنة سياسة التوسع الايراني، التي فرضت على المنطقة حرباً دموية ونشر العنف، وهددت سيادة واستقرار الدول العربية. وما تقوم به السعودية من دعمٍ للشرعية في اليمن ودعمٍ للشعب السوري في وجه الاحتلال الايراني، هو الحدّ الأدنى من الخطوات للحفاظ على العالم العربي».
وحين نسأله: ألا تعتقد ان موازين القوى في المنطقة، من سورية الى العراق فاليمن ولبنان، تتيح لنصرالله مخاطبة الآخرين من موقع قوي؟ يجيب ريفي: «القوي هو صاحب القرار المستقلّ الذي يحافظ على بلده وأهله، ولا يكون جندياً في المشروع الايراني. مَن ليس قراره بيده ليس قوياً بل مجرّد صوت صارخ على منبر. بالامس تحدّث عن انتصار في حلب، فأين هو هذا الانتصار؟ حلب أَسقطت وستُسقِط أوهام السيطرة الايرانية، ومهما فعلت لن تستطيع إبقاء نظام بشار الأسد. الحرب يمكن ان تكون طويلة، لكن الشعب السوري يقاوم وسينتصر لأنه يقاتل لاسترداد أرضه والحفاظ على كرامته، أما نصرالله فلأي هدف يقاتل؟ هذا قتال المرتزقة والاستتباع لمشروع ايران. لو كان مستقلاً في قراره لدعوناه الى الانسحاب من سورية وترْكها لأهلها، لكن القرار في طهران».
وعن مقاربته لحرْص المسؤولين الايرانيين الذين يُكثِرون من زيارة لبنان وآخرهم مسؤول لجنة الأمن والخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، على التأكيد انهم لا يتدخلون في الشأن اللبناني، قال ريفي: ايران تتعاطى مع لبنان باعتباره خاضعاً لسلطة ولاية الفقيه، وزيارات مسؤوليها تأتي في هذا الاطار. تتوهّم ايران أن نصرالله بات مرشد الجمهورية اللبنانية، ونحن نقول لهم انتم مخطئون. ما تتعامل به ايران مع لبنان لا يختلف عن تعاملها مع العراق وسورية واليمن، فهي تريد السيطرة، وما كلامهم يومياً عن السيطرة على 4 عواصم عربية ومنها بيروت إلا تجسيد لهذه السياسات العدوانية التي لن تنجح، وتالياً فإننا سنقاوم محاولة السيطرة الايرانية على لبنان».
ورغم دخوله الحكومة والخروج منها، وملابسات خلافه مع «تيار المستقبل»، فان المسألة الوحيدة التي لم يحِد عنها الوزير ريفي هي تصدّيه الدائم لما يصفه بـ «الدويلة»، اي «حزب الله»، ووقوفه بالمرصاد لسلوك الحزب في الداخل وعلى المستوى الاقليمي.
ولم يَحُلْ انهماك ريفي في الإعداد لماكينته السياسية والشعبية تمهيداً للانخراط في الانتخابات النيابية المقبلة في أكثر من منطقة، دون «تصديه» لما انطوت عليه الاطلالة الأخيرة للأمين العام لـ «الحزب الله» السيد حسن نصرالله من هجوم غير مسبوق على المملكة العربية السعودية.
ففي جلسة لـ «الراي» مع ريفي اقتصرتْ على «قراءة» كلام نصرالله في توقيته ومغزاه ودلالاته، قال وزير العدل المستقيل «ان التوقيت إيراني، فنصر الله يحاول ان يصوّر نفسه دائماً على انه شريك في القرار مع ايران لكنه في الحقيقة هو مجرد أداة لتنفيذ سياسة التوسع الإيراني في العالم العربي. ينفّذ ما يُطلب منه وتستعمله ايران كمنبر لتظهير سياساتها». وأضاف: «نصرالله يعبّر عن الموقف الايراني المعادي للعالم العربي وللسعودية التي تقود في اليمن وسورية حملة مواجهة التوسع الايراني. ودور الأداة الذي يلعبه نصرالله وحزبه قديم جداً ويعود الى بداية تأسيس حزب الله الذي كُلف بخطف الرهائن في لبنان لمصلحة ايران والنظام السوري، كما نفّذ عمليات تفجير ارهابية في السعودية، كعملية الخبر، وبالأمس القريب سلّمْنا الى المملكة العربية السعودية أحد أبرز مخططي هذه العملية أحمد المغسل، الذي كان يتنقل محمياً بين ايران ولبنان بجواز سفر ايراني».
وعما اذا كان لخطاب السقف العالي الذي أطلّ به نصرالله علاقة بما كان عليه الوضع في حلب وارتداد الحوثيين على مفاوضات الحلّ السياسي في اليمن، وأشبه برسالة الى السعودية، يجيب ريفي: «عندما شكلت السعودية التحالف العربي لحماية الشرعية في اليمن ومنْع ايران من السيطرة على هذا البلد العربي، كان نصرالله اول مَن خرج مهاجماً السعودية. لقد أرادت ايران ان تُظهِر ان هناك صوتاً عربياً في وجه السعودية، كي تخفي الدور الذي تقوم به في اليمن. وطبعاً هذا لم ينجح لأن الجميع في العالميْن العربي والاسلامي باتوا يعرفون أن نصرالله والأسد والحوثي والحشد الشعبي هم مجرد أدوات تستعملها ايران لاختراق العالم العربي وتفكيك دوله، وتعميم الصراع المذهبي ولغة الدم والعنف والانقلاب»، لافتاً الى ان «نصر الله ليس على قوس المحكمة ليُصدِر الأحكام بل هو في قفص الاتهام».
وأضاف: «لا أستبعد ان يكون هجوم نصرالله مرتبطاً بفشل الحوار اليمني، وأيضاً بما يجري في حلب، لكن اللافت أنه وفي سياق هذا التصعيد يعرض على المملكة صفقة لتَقاسُم النفوذ مع ايران في العالم العربي، وهذا يعبّر تماماً عن هوية المتكلّم وحجمه. فماذا لو قبِلت السعودية بهذه الصفقة؟ سيصمت نصرالله عندها بطلب من الايرانيين، وسيبتلع كل الاتهامات ضد المملكة، وربما سيشيد بها، ولهذا أقول إنه مجرد أداة».
ونستوضح ريفي أكثر عن دلالات ما انطوى عليه الهجوم الكلامي لنصرالله من دعوة واضحة في الوقت نفسه للسعودية لالتقاط فرصةِ ان يكون لها مكانٌ كشريك في معالجة أوضاع المنطقة، فيقول: «هم يعرضون على السعودية ان تغضّ النظر عن التدخل الإيراني في الشأن العربي، لاستكمال سيطرتهم. وأعتقد ان سياسة الاحتواء الهادئ التي كانت تقوم بها السعودية لهذا التوغل الايراني حتى الامس القريب انتهت. لقد وصلت ايران الى حد ابتلاع اليمن، وتفتيت العراق، ودمّرت سورية، ولم يعد هناك أي امكان لمهادنة سياسة التوسع الايراني، التي فرضت على المنطقة حرباً دموية ونشر العنف، وهددت سيادة واستقرار الدول العربية. وما تقوم به السعودية من دعمٍ للشرعية في اليمن ودعمٍ للشعب السوري في وجه الاحتلال الايراني، هو الحدّ الأدنى من الخطوات للحفاظ على العالم العربي».
وحين نسأله: ألا تعتقد ان موازين القوى في المنطقة، من سورية الى العراق فاليمن ولبنان، تتيح لنصرالله مخاطبة الآخرين من موقع قوي؟ يجيب ريفي: «القوي هو صاحب القرار المستقلّ الذي يحافظ على بلده وأهله، ولا يكون جندياً في المشروع الايراني. مَن ليس قراره بيده ليس قوياً بل مجرّد صوت صارخ على منبر. بالامس تحدّث عن انتصار في حلب، فأين هو هذا الانتصار؟ حلب أَسقطت وستُسقِط أوهام السيطرة الايرانية، ومهما فعلت لن تستطيع إبقاء نظام بشار الأسد. الحرب يمكن ان تكون طويلة، لكن الشعب السوري يقاوم وسينتصر لأنه يقاتل لاسترداد أرضه والحفاظ على كرامته، أما نصرالله فلأي هدف يقاتل؟ هذا قتال المرتزقة والاستتباع لمشروع ايران. لو كان مستقلاً في قراره لدعوناه الى الانسحاب من سورية وترْكها لأهلها، لكن القرار في طهران».
وعن مقاربته لحرْص المسؤولين الايرانيين الذين يُكثِرون من زيارة لبنان وآخرهم مسؤول لجنة الأمن والخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، على التأكيد انهم لا يتدخلون في الشأن اللبناني، قال ريفي: ايران تتعاطى مع لبنان باعتباره خاضعاً لسلطة ولاية الفقيه، وزيارات مسؤوليها تأتي في هذا الاطار. تتوهّم ايران أن نصرالله بات مرشد الجمهورية اللبنانية، ونحن نقول لهم انتم مخطئون. ما تتعامل به ايران مع لبنان لا يختلف عن تعاملها مع العراق وسورية واليمن، فهي تريد السيطرة، وما كلامهم يومياً عن السيطرة على 4 عواصم عربية ومنها بيروت إلا تجسيد لهذه السياسات العدوانية التي لن تنجح، وتالياً فإننا سنقاوم محاولة السيطرة الايرانية على لبنان».