Offside / لولا...

تصغير
تكبير
لولا الهدف الذي سجله المنتخب الأيسلندي في اللحظات الأخيرة من مباراته أمام النمسا (2-1) في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة للدور الأول، لما تأهلت البرتغال كأحد أفضل أربعة «ثوالث» الى الدور ثمن النهائي، ولكان كريستيانو رونالدو ولويس ناني وزملاؤهما يقضون اليوم الإجازة الصيفية بعيداً عن صخب ومتاهات «يورو 2016».

لولا نزول ريكاردو كواريسما بديلاً خلال المباراة أمام كرواتيا في الدور ثمن النهائي، لما كانت البرتغال ربما سجلت هدف الفوز في اللحظات الحاسمة من الشوط الإضافي الثاني إثر تسديدة من رونالدو صدها الحارس بصعوبة قبل ان يتلقفها كواريسما و«يزرعها» هدفاً في الشباك.

لولا ركلات الجزاء الترجيحية التي تعرف بـ «ركلات الحظ» أمام بولندا في الدور ربع النهائي، لما حجز بيبي والرفاق التذكرة في القطار المؤدي الى الدور نصف النهائي.

وفي دور الاربعة، ولولا رونالدو، لما كانت البرتغال لتحلم بولوج المباراة النهائية لـ «يورو 2016».

كرة القدم تبقى معادلة قائمة على الـ «لولا»، ولكن في النهاية يبقى الفائز فائزاً، وهذا هو الأهم. هذا هو لبّ الموضوع.

من دون أدنى شك، ثمة منتخبات أخرى تستحق بلوغ المباراة النهائية للبطولة الحالية أكثر بكثير من البرتغال وتحديداً إيطاليا التي أبانت عن شخصية فريدة حتى عندما سقطت امام المانيا بطلة العالم 2014 في الدور ربع النهائي بركلات الترجيح.

كما أن منتخبات أخرى ستضرب كفاً بكف واقعَ أن فريقاً احتل المركز الثالث في مجموعته سيخوض «النهائي الحلم» بينما هي أنهت الدور الأول في صدارة مجموعتها قبل ان تجد نفسها اليوم خارج سياق المنافسات.

إيطاليا في كأس العالم 1982 التي أقيمت في ضيافة اسبانيا، تعادلت في الدور الاول مع بولندا سلبا ومع كل من البيرو والكاميرون بنتيجة واحدة 1-1 وتأهلت بفارق الاهداف عن الأخيرة. البرتغال، على منوالها، لم تفز في الدور الأول من «يورو 2016».

لكن الطليان أبانوا في الدور الثاني لمونديال 82 أنهم عمالقة إذ تغلبوا على الارجنتين 2-1 والبرازيل 3-2 وبلغوا نصف النهائي عن جدارة واستحقاق وهزموا بولندا بهدفين نظيفين لباولو روسي.

وفي النهائي، تفوقوا طولاً وعرضاً على المانيا الغربية 3-1 وأحرزوا اللقب الثالث بعد 1934 و1938.

البرتغال في «يورو 2016» لم تظهر أي «عملقة» في أي مباراة خاضتها. أداء رتيب بانتظار انفجار ما من رونالدو.

لا شك في أن البرتغال ظُلمت كثيراً في سنوات خلت نتيجة الفشل في ولوج منصات التتويج، وخصوصا في العام 2004 عندما كان منتخبها يضم ما لذّ وطاب من اسماء لامعة بيد أن القدر وقف حائلاً دون انتزاعها لقب كأس أمم أوروبا التي أقيمت على أرضها إثر الخسارة أمام اليونان في النهائي المشهود.

ولكن أن يأتي «جيل 2016» الباهت ويحقق لقباً كبيراً فيما حرم «جيل 2004» الرائع من ترك بصمة، فهذا بلا شك فيه من الظلم الكثير الكثير على الرغم من أن لويس فيغو وفرناندو كوتو وروي كوستا لن يحزنوا في حال تتويج منتخب البرتغال باللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه بعد غد الأحد في العاصمة الفرنسية باريس.

لا ننسى أيضاً أنه لولا حظها «اللافت» لما كانت البرتغال سلكت في البطولة الطريق الاسهل نحو النهائي متحاشية لقاء منتخبات عملاقة مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ولن نقول إنكلترا التي كانت سيئة للغاية.

ولا نغفل بأنه لولا خسارة اسبانيا في اللحظة الأخيرة امام كرواتيا في الدور الأول، لكانت البرتغال اصطدمت بها في الدور الثاني وتغيّر ربما «مصير» البطولة برمّتها.

لكن قدر البرتغال أخيراً أن تقع على عملاق... في النهائي.

SOUSPORTS@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي