Offside / إلى صديقي ... مشجع منتخب إيطاليا
تحية عطرة،
أكتب لك هذه الرسالة وأنا أشعر بالمرارة التي يعتصر بها قلبك.
أعلمُ بأن صورة الحارس جانلويجي بوفون وهو يغادر الملعب باكياً إثر الخسارة لن تفارقك.
هي أحاسيس لا تتوقف كرة القدم عن فرضها فينا.
لقد ذرفتُ الدمع شخصياً بعد خسارة ألمانيا أمام إيطاليا في نهائي مونديال 1982 ونصف نهائي مونديال 2006 ونصف نهائي «يورو 2012»، لكن «يورو 2016» أنساني كل ما مضى.
الفوز في المباراة المجنونة الأخيرة تراوح ما بينك وبيني. ترنّح كثيراً. أخذنا الى حدود نشوة وأعادنا إلى مشارف خيبة.
المنتخب الإيطالي «بمن حضر» أكد علو كعبه، لكنه لم يقنعني شخصياً.
كان لاعبوه يلهثون خلف كرة، نعم، لكن لا تعلم إلى أين هم ذاهبون بها.
لاعبو «الآزوري» أعطوا انطباعاً بأن الالمان أفضل منهم وبأنهم يريدون هدفاً مسروقاً واحداً ينامون بعده في الدفاع بانتظار فرج صافرة النهاية.
لن أتقبل الحجج التي تبادرت الى ذهنك من دون أن تسردها لي ربما.
بعد الفوز على اسبانيا في ثمن النهائي، ملأتَ الدنيا تبجيلاً بفريقك ورحت الى حد منحه الكأس مبكراً جداً.
لم تقل حينها بأن فيراتي اصيب ولم يدخل تشكيلة كونتي. واليوم وبعد الخسارة، لن أقبلها منك.
أمام ألمانيا غاب عن فريقك من غاب، لكن لا تنسى بأن رويس وغوندوغان وروديغر من جانب «المانشافت» غابوا أيضاً ولم يجرِ استدعاؤهم بسبب الإصابة.
لم أكن لأتحجج بالغيابات لو قُدِّر لألمانيا أن تودع، لأن الألمان لم يعتمدوا طوال تاريخهم على لاعب بعينه. هم فريق، منظومة كاملة.
ثم أن التحجج بغياب لاعب من شأنه التقليل من اسم ايطاليا.
لا تذكرني بحجة غياب نيمار امام المانيا في مونديال 2014. فإذا كانت البرازيل أو إيطاليا تقف على لاعب أو لاعبَين، فعلى الدنيا السلام.
الآن وقد حزم الطليان حقائبهم الى روما، أتمنى عليك ألا تحزن. فإيطاليا لم ترزع كي تحصد في «يورو 2016».
لم تكن مرشحة لأن منتخبها يفتقد الى المواهب، وبلوغ ربع النهائي والخروج امام المانيا بطلة العالم يعتبر انجازا يحسب لها.
ايطاليا تعاني وانت تعلم بأن النادي الوحيد فيها الذي يمتلك ملعباً هو يوفنتوس. اما البقية بمن فيهم إنترميلان وميلان وروما تستأجر ملاعبها من البلدية.
الفساد ينخر في الكرة الايطالية. الدوري يتراجع. ثلاثة أندية فقط تتأهل الى دوري الابطال، مقابل 4 من كل من انكلترا واسبانيا والمانيا.
كتبتُ مقالاً عشية المباراة بعنوان: الفوضى في مواجهة النظام.
قلت بما معناه إن من مصلحة ايطاليا ان تخسر امام المانيا كي تدرك حقيقة موقعها، وكي لا تنخدع بتأهلها الى أبعد من ربع النهائي.
على «الآزوري» ان يشكر وقوف الحظ الى جانب المانيا لأن ذلك سيجبر الاتحاد الايطالي على العمل.
فوز ايطاليا كان من شأنه أن يؤكد بأن العمل المنظم ليس ضرورة لتحقيق الانجازات وكان من شأنه إبقاء منظومة كرة القدم في «بلاد السباغيتي» في خبر كان.
ألمانيا فكّت العقدة الايطالية وهذا لم يكن إلا مكافأة على جهود بدأت مطلع الألفية.
بعد الفوز بالمباراة التاريخية، لا يسعني سوى القول: مبروك عليك الخسارة لأنها ستصب في صالحك وصالح الكرة الإيطالية.
العقدة انحلّت الى غير رجعة.
في أمان الله.
سهيل
SOUSPORTS@
أكتب لك هذه الرسالة وأنا أشعر بالمرارة التي يعتصر بها قلبك.
أعلمُ بأن صورة الحارس جانلويجي بوفون وهو يغادر الملعب باكياً إثر الخسارة لن تفارقك.
هي أحاسيس لا تتوقف كرة القدم عن فرضها فينا.
لقد ذرفتُ الدمع شخصياً بعد خسارة ألمانيا أمام إيطاليا في نهائي مونديال 1982 ونصف نهائي مونديال 2006 ونصف نهائي «يورو 2012»، لكن «يورو 2016» أنساني كل ما مضى.
الفوز في المباراة المجنونة الأخيرة تراوح ما بينك وبيني. ترنّح كثيراً. أخذنا الى حدود نشوة وأعادنا إلى مشارف خيبة.
المنتخب الإيطالي «بمن حضر» أكد علو كعبه، لكنه لم يقنعني شخصياً.
كان لاعبوه يلهثون خلف كرة، نعم، لكن لا تعلم إلى أين هم ذاهبون بها.
لاعبو «الآزوري» أعطوا انطباعاً بأن الالمان أفضل منهم وبأنهم يريدون هدفاً مسروقاً واحداً ينامون بعده في الدفاع بانتظار فرج صافرة النهاية.
لن أتقبل الحجج التي تبادرت الى ذهنك من دون أن تسردها لي ربما.
بعد الفوز على اسبانيا في ثمن النهائي، ملأتَ الدنيا تبجيلاً بفريقك ورحت الى حد منحه الكأس مبكراً جداً.
لم تقل حينها بأن فيراتي اصيب ولم يدخل تشكيلة كونتي. واليوم وبعد الخسارة، لن أقبلها منك.
أمام ألمانيا غاب عن فريقك من غاب، لكن لا تنسى بأن رويس وغوندوغان وروديغر من جانب «المانشافت» غابوا أيضاً ولم يجرِ استدعاؤهم بسبب الإصابة.
لم أكن لأتحجج بالغيابات لو قُدِّر لألمانيا أن تودع، لأن الألمان لم يعتمدوا طوال تاريخهم على لاعب بعينه. هم فريق، منظومة كاملة.
ثم أن التحجج بغياب لاعب من شأنه التقليل من اسم ايطاليا.
لا تذكرني بحجة غياب نيمار امام المانيا في مونديال 2014. فإذا كانت البرازيل أو إيطاليا تقف على لاعب أو لاعبَين، فعلى الدنيا السلام.
الآن وقد حزم الطليان حقائبهم الى روما، أتمنى عليك ألا تحزن. فإيطاليا لم ترزع كي تحصد في «يورو 2016».
لم تكن مرشحة لأن منتخبها يفتقد الى المواهب، وبلوغ ربع النهائي والخروج امام المانيا بطلة العالم يعتبر انجازا يحسب لها.
ايطاليا تعاني وانت تعلم بأن النادي الوحيد فيها الذي يمتلك ملعباً هو يوفنتوس. اما البقية بمن فيهم إنترميلان وميلان وروما تستأجر ملاعبها من البلدية.
الفساد ينخر في الكرة الايطالية. الدوري يتراجع. ثلاثة أندية فقط تتأهل الى دوري الابطال، مقابل 4 من كل من انكلترا واسبانيا والمانيا.
كتبتُ مقالاً عشية المباراة بعنوان: الفوضى في مواجهة النظام.
قلت بما معناه إن من مصلحة ايطاليا ان تخسر امام المانيا كي تدرك حقيقة موقعها، وكي لا تنخدع بتأهلها الى أبعد من ربع النهائي.
على «الآزوري» ان يشكر وقوف الحظ الى جانب المانيا لأن ذلك سيجبر الاتحاد الايطالي على العمل.
فوز ايطاليا كان من شأنه أن يؤكد بأن العمل المنظم ليس ضرورة لتحقيق الانجازات وكان من شأنه إبقاء منظومة كرة القدم في «بلاد السباغيتي» في خبر كان.
ألمانيا فكّت العقدة الايطالية وهذا لم يكن إلا مكافأة على جهود بدأت مطلع الألفية.
بعد الفوز بالمباراة التاريخية، لا يسعني سوى القول: مبروك عليك الخسارة لأنها ستصب في صالحك وصالح الكرة الإيطالية.
العقدة انحلّت الى غير رجعة.
في أمان الله.
سهيل
SOUSPORTS@