«الآزوري»... الرقم الصعب

تصغير
تكبير
أن تملك أعلى معدل لأعمار اللاعبين، فهذا يعني بأنك ستكون الحلقة الأضعف بدنياً، إلا أن المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي أثبت العكس، وحوّل النظرية إلى «أن تملك لاعبين كباراً في السن، فهذا يتطلب منك إيجاد توليفة من الخبرة والمهارة والسرعة، لإمتاع الجماهير على أرض الملعب».

فقد أثبت لاعبو «الآزوري» في مباريات الدور الاول من «العرس القاري»، بأنهم قادرون على الذهاب بعيداً في البطولة، بفضل التعاون الكبير والانضباط العالي الذي يقدمونه أمام منافسيهم، والإنصات لتعليمات «مجنون» من على خط الملعب، نجح في إخراج أفضل ما لديهم على مدار 90 دقيقة، بقيادة حارس وقائد قادر على بث الحماس في نفوس جنود فريقه، بدءاً من خط الدفاع إلى الهجوم مروراً بخط الوسط.

ومن يلحظ التشكيلة التي تبناها كونتي قبيل انطلاق البطولة يتكشف له بأن المدرب الذي يخوض آخر مناسبة كبرى له على رأس «الآزوري» لم يعر آذاناً صاغية لانتقادات الجماهير، إذ استبعد عدداً من اللاعبين القادرين على حمل الفريق «نوعا ما» على أكتافهم، وتعويض الغياب المفاجئ لأيقونة الكرة الإيطالية حالياً ماركو فيراتو، وإصابة ماركيزيو ومونتوليفو، ليجد الحل بعناصر قادرة على العطاء وأداء الدور المطلوب منها بحذافيره، معوضاً نقص المهارات في فريق يعد بحسب العديد الأقل موهبة منذ أكثر من 20 عاماً.

ولا شك في أن من تابع مباريات «الأزرق» في الدور الأول، عادت به الذاكرة إلى بطولة كأس العالم 2006، بحيث انتفض من البداية، وسار إلى خط النهاية حاصداً اللقب الأغلى بعدما كان قبل أيام قليلة من انطلاق «العرس العالمي» خارج دائرة المنافسين الجديين على الذهب.

وبعد قراءة إحصاءات اللاعبين، نجح نجم خط الوسط دانييلي دي روسي في العودة إلى الأضواء، إذ أثبت أنه حاجة لربط الخطوط ببعضها البعض حتى أطلق عليه لقب «رسام الفريق»، بينما نجح جيانكريني وكاندريفا وبارولو في التأكيد على أنهم رئة الفريق النابضة بالسرعة.

وأصبح خط الهجوم يداً واحدة بقيادة زازا وبيللي إيموبيلي، وسط اقتناع النقاد بأن خط الدفاع الذي يملكه «الآزوري» والمكون من رباعي بطل الدوري يوفنتوس هو الأقوى حتى الآن في «يورو 2016».

ويقول البعض إن الأيام المقبلة والتي ستشهد مباراة من العيار الثقيل بين «الآزوري» و«الماتادور»، ستشكل انقلاباً أبيض أو ما يسمى «انتقاماً يحضّر على نار باردة»، ورد الصاع صاعين بعد فوز الاسبان على الطليان برباعية نظيفة في نهائي «يورو 2012».

ويبدو أن كونتي لا يعير لا الخسارة في الدور الاول امام ايرلندا بهدف أهمية كبرى خصوصا انها جاءت بعد ضمان التأهل.

أمور كثيرة تغيّرت منذ انطلاق التحضيرات الايطالية للبطولة وحتى انتهاء الدور الأول منها، إلا أن الثابت والمتفق عليه أن «الآزوري» عاد من بعيد، ليثبت أنه الرقم إلى أن تثبت إسبانيا العكس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي