حوار / عضو مجلس النواب العراقي لم يؤكد أو ينفِ وجود كويتيين ضمن «الحشد الشعبي»
ابراهيم بحر العلوم: دول أجنبية ستتولى إعادة إعمار العراق
بحر العلوم متحدثا (تصوير طارق عزالدين)
لمسنا من سمو الأمير أنه على اطلاع كامل بمجريات الأحداث في الفلوجة والعراق عامة
صاحب السمو يهتم بالجانب الإنساني للنازحين في ظل وجود نحو 872 ألف عائلة نازحة
«داعش» مثل السرطان الذي ينتشر في الجسم... ولن يهزم بلا خطة عربية إسلامية شاملة
يبعث على القلق سحب جنسية شخصية بحرينية شاركت في كتابة الدستور
لا وجود لقوات أجنبية على أرضنا بل مستشارون عسكريون إيرانيون وأجانب
صاحب السمو يهتم بالجانب الإنساني للنازحين في ظل وجود نحو 872 ألف عائلة نازحة
«داعش» مثل السرطان الذي ينتشر في الجسم... ولن يهزم بلا خطة عربية إسلامية شاملة
يبعث على القلق سحب جنسية شخصية بحرينية شاركت في كتابة الدستور
لا وجود لقوات أجنبية على أرضنا بل مستشارون عسكريون إيرانيون وأجانب
أكد عضو مجلس النواب العراقي الدكتور إبراهيم محمد بحر العلوم أن إعادة إعمار العراق عندما تنتهي الحرب ضد تنظيم «داعش» ستتولاها بعض الدول الأجنبية، وفق بعض التصورات الخاصة بهذا الأمر، مشددا على أن «أهم شيء اعادة الاستقرار للمنطقة».وفيما لم ينفِ بحر العلوم أو يؤكد، في لقاء صحافي، وجود كويتيين ضمن قوات الحشد الشعبي العراقية، قال إن «أعدادا كبيرة من العراقيين رغبوا في التطوع بالحشد الشعبي، بعد فتوى المرجعية الدينية عام 2012. ولكن كنّا نتوسل لهؤلاء المتطوعين الانتظار» مبينا أن «في العراق قوى بشرية قادرة على الدفاع عن الأرض العراقية، ولكن لا ينقص العراق العدد. والحشد الشعبي مهمته في الأساس لوجستية إدارية وقد نشأت علاقات مجتمعية هي التأكيد على تلاحم المجتمع العراقي في هذا الفترة».
وحول لقائه بسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والمسؤولين الكويتيين خلال زيارته الأخيرة، قال إنه رأى «أن سمو الأمير على اطلاع كامل على مجريات ما يتعلق بأحداث الفلوجة والبعد الإنساني، وما يتعلق بوضع العراقيين السياسي، ورأينا من صاحب السمو الاهتمام البالغ والكبير بالاحداث في العراق، وأيضاً تمنياته باستقرار في العراق والسلام واستقرار المنطقة». وفيما يلي مجريات اللقاء:
? كيف كان لقاؤكم بالقيادة السياسية؟ وما الذي تمت مناقشته خلال الزيارة؟
التقينا مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومع سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والسيد رئيس مجلس الأمة، ومع سمو رئيس مجلس الوزراء، وسمو الشيخ ناصر المحمد. وطبيعي أن تكون المهمة التي تصدرت الحديث في اللقاءات، وخاصة مع سمو الأمير، هي ما يتعلق بأحداث العراق. ورأينا أن سمو الأمير على اطلاع كامل على مجريات ما يتعلق بأحداث الفلوجة والبعد الإنساني، وما يتعلق بوضع العراقيين السياسي. ونقلنا صورة واقعية للبلد إن كان على مستوى المعارك أو على مستوى الأبعادالإنسانية لهذه التداعيات. وكل هذه القضايا نوقشت ورأينا من صاحب السمو الاهتمام البالغ والكبير بالاحداث في العراق وأيضاً تمنياته باستقرار في العراق والسلام واستقرار المنطقة، وكانت هذه جملة المعطيات التي ناقشناها.
? هل ناقشتم البعد الإنساني لنازحي المناطق العراقية والدعم المطلوب لذلك ؟
بالنسبة للبعد الإنساني المتعلق بنزوح أعداد كبيرة من العراقيين في أحداث الفلوجة وغيرها، ففي الواقع صاحب السمو يهتم بالبعد الإنساني، وهو الذي كرمته الأمم المتحدة باعتباره قائداً للعمل الإنساني، وهو يهتم خاصة بالنسبة للعراق فالعراق يحتل مكانة خاصة عند القيادة السياسية العليا ورأينا في الفترة الماضية مساعدات إنسانية لمنطقة صلاح الدين والأعداد النازحة. وأيضاً كانت هناك مشاركة بتوجيه من سمو الأمير بتوفير احتياجات اللاجئين من الفلوجة. ولكن في تصوري اليوم ما تحتاجه محافظة الأنبار هو الكثير من الاحتياجات، وبالتالي تحتاج إلى مبادرات واسعة والكويت دوماً من الدول المبادرة في هذا المجال. وبالنسبة لقضية داعش فمنذ يونيو2014 إلى الآن وما حدث في المناطق الساخنة، خاصة صلاح الدين وديالى والأنبار، فحجم الدمار كبير. وهناك 872 ألف عائلة نازحة، وهناك 3.5 مليون شخص عراقي، بينهم 1.5 مليون امرأة في إقليم كردستان ومحافظات الوسط. وأما الفلوجة فهناك الآلاف وهؤلاء بحاجة الى رعاية كبيرة، والاحتياجات اكبر من إمكانات الحكومة العراقية. لذلك هناك حاجة إلى دعم مجتمعي ليس فقط من العراق وإنما المجتمع الإقليمي والدولي. وأنا أتصور أن صاحب السمو يفكر في هذه المسألة باهتمام. وعندما تنتهي المعارك سيعاد الإعمار وأيضاً هناك بعض التصورات الخاصة بإعادة الإعمار تتولاها بعض الدول الأجنبية. ولذلك فأهم شيء اعادة الاستقرار للمنطقة.
? هل هناك خطة لإعادة تأهيل النازحين من مناطق المعارك التي تدور حالياً في العراق؟ وهل تنحسر داعش فعلياً؟
داعش مثل السرطان الذي يمتد في كل مكان وعندما تقتله من جهة يظهر في غيرها. وبالتالي لن يهزم ما لم تكن هناك خطط مكثفة من قبل المجتمعات العربية والاسلامية. فالمناطق التي احتلتها داعش هي تحت ثقافة داعشيه لفترة طويلة من الزمن. وهناك حاجة كبيرة لتأهيل هؤلاء، خاصة الجيل الناشئ الذين قد تزوّروا بأفعال داعش. لذلك نحن بحاجة إلى برامج تأهيلية لمواجهة ما يعيشه العراق والمنطقة. ونحن نعلم أن داعش والإرهاب لا يحدهما جغرافيا ولا تاريخ وبالتالي تنتقل وكأنها مرض سرطاني ينمو في أي مكان يوجد به خلخلة في المجتمعات. وهذا ما يجب الانتباه إليه.
? هل صحيح أن هناك مشاركة من كويتيين في الحشد الشعبي؟
أنا اعتقد ان المشكلة التي واجهناها في العراق أنه كان هناك أعدادا كبيرة من العراقيين يرغبون في التطوع في الحشد الشعبي، وخاصة بعد إعلان المرجعية الدينية عام 2012 فتوى بذلك. ولكن كنّا نتوسل لهؤلاء المتطوعين الانتظار. وفي العراق هناك قوى بشرية قادرة على الدفاع عن الأرض العراقية ونشكر كافة الإخوة الذين رغبوا بالمشاركة مع العراقيين في معاركهم ولكن لا ينقص العراق العدد، واليوم في الفلوجة ربما لأول مرة منذ عامين تمكنت القوات العسكرية والأمنية مع قوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر من تكوين حالة نموذجية قادرة على أن تجعل المعركة بعيدة عن قضايا الثأر والانتقام. وكانت معركة الفلوجة هي أنظف معركة خلال عامين وكانت هناك مشاركة من الدولة بكافة جهاتها ولذلك يستشعر ابن الفلوجة أن هذه المؤسسة قادرة علي حمايته وهذا الشعور لم يكن موجوداً في الفترة الماضية. والحشد الشعبي مهمته في الأساس لوجستية إدارية وقد نشأت علاقات مجتمعية هي التأكيد على تلاحم المجتمع العراقي في هذا الفترة.
? كيف تنظرون للتهديد الايراني للبحرين في ضوء سحب جنسية الشيخ علي قاسم؟
مصلحة العراق تكمن في أن يمتلك علاقات حسن جوار مع الجميع وخصوصاً المنظومة الخليجية وخلال السنوات الماضية لم تتدخل العراق في شؤون دول الخليج. ولكنني استشعر نوعا من الاستياء في العراق بسبب سحب جنسية شخصية شاركت في كتابة الدستور وهذه القضايا تبعث على القلق. واريد استذكار النموذج الكويتي الذي يجمع كل الديانات في الدواوين الرمضانية الكويتية وهذا ما نريده لكل دول الجوار.
? هل توتر العلاقة مع دول الجوار مثل السعودية يصب في مصلحة العراق؟ وماذا عن توتر العلاقة بين العراق والسعودية؟
الحقيقة أنه في بداية معركة الفلوجة ولأول مرة أرسل السيد رئيس الوزراء إلى دول الجوار وإلى مصر وفودا توضح لهم أبعاد المعركة، وهذا يشير الى ثقة العراق في انجاح المعركة بحيث لا يترك ثغرة تؤثر على قدراته في المعركة.
السفير السعودي بدأ مهامه في عام 2015 ولو لاحظتم حركته في الشهرين الماضيين مع مختلف الفعاليات السياسية كان ناشطاً، ومؤخرا زار السجناء في أحد السجون وهناك أحياناً تطرح رؤى شخصية ووزارة الخارجية استدعت السفير السعودي وتحدثت عن تصريحات غير موفقة له، وهناك العديد من السفراء لا يتدخلون في الداخل العراقي.
? هل هناك مشاركة لإيرانيين في المعارك في العراق؟
ليس هناك وجود لقوات أجنبية على الأرض العراقية ولكن هناك وجود لمستشارين عسكريين من إيران كما هناك آلاف المستشارين الأجانب الذين يقدمون الاستشارة العسكرية ولا يقاتلون. والدليل على ذلك هو التقارير الاعلامية الغربية التي تجول في العراق وتنتقل من ساحة معركة إلى أخرى ولم تجد ثغرة خاصة بوجود مقاتلين أجانب.
وما يحدث في الفلوجة حرب شوارع وليست حربا نظامية. والقوات العراقية ليست لديها الدراية بحرب كهذه، ولذلك تحتاج الاستشارة من وقت إلى آخر.
لذلك لدينا مستشارون عسكريون ولكن ليس هناك قوات ومقاتلون.
? كيف تنظرون إلى موقف الجامعة العربية من المعركة ضد داعش في العراق؟
موقف الجامعة العربية مشرف ومساند لمعركة الفلوجة. ولو لم تكن الجامعة تعلم بعدم وجود تجاوزات ضد عراقيين فلم تكن لتؤيد العراق.
? كيف العلاقة بين السلطتين الحكومة والبرلمان في العراق ؟
المفترض أن تكون العلاقة منسجمة ومتناغمة ولكن في يوم 7 اغسطس في عام 2015 توافر للسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي فرصة تاريخية بوجود دعم شعبي كبير ومن المرجعية الدينية للحكومة ولكن يبدو حصل تلكؤ في الاصلاح. وكان لهذا انعكاسات ومنها التشكيلة الوزارية تأخرت كثيراً حيث بقي 6 اشهر يفكر بالتشكيلة الوزارية ولم تتشكل.
ثانياً في الاونة الاخيرة هيئة رئاسة مجلس النواب حدث بها خلل مما ادى الى خلل في جلسات شهر ابريل ودخول المحكمة الاتحادية على الخط. الان هناك حراك سياسي فإذا نتج عنها معارضة برلمانية، وهي جبهة الاصلاح فنحن متجهون إلى الاستقرار وهذا ما نأمله. وحتى التحديات الاقتصادية فلا يوجد بلد بغنى مثل العراق ولكن كان هناك اخطاء تتعلق بسوء تخطيط من خلال الاعتماد فقط على الطاقة النفطية فقط ويمكن ان تتم معالجتها.
? كيف تتعاملون مع مشكلة الحقول النفطية المشتركة مع دول الجوار العراقي؟
هناك مشكلة حقول مشتركة مع اغلب دول الجوار والدولة الوحيدة التي بدأنا بمعالجتها هي الكويت. وبقي ثلاث حقول مع ايران وتراكيب جيولوجية مع سورية والاردن.
وقفات في اللقاء
تفجير «الصادق» درس في التلاحم
قال ابراهيم بحر العلوم: في مثل هذا الوقت من العام الماضي كنا في الكويت لتقديم العزاء في حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق، ورأينا حجم التلاحم الشعبي الكويتي، ولا تزال كلمات سمو الأمير ترن في آذاننا حين قال «هذولا عيالي» وهذا يجسد التلاحم الكويتي، اضافة الى ما تلى ذلك من صلاة جماعية للسنة والشيعة وأيضاً اعادة افتتاح المسجد بعد ترميمه وصلاة سمو الأمير فيه أخيراً. هذا المجتمع متماسك وفيه وحدة مجتمعية.
العراق سيبقى فيدرالياً موحداً
حول الخشية من تقسيم العراق، قال ابراهيم بحر العلوم: قناعتي وقناعة الكثير من العراقيين أن العراق الموحد سيبقى عراقاً موحدا، لا شك في ذلك. وهناك دستور يحكم العراقيين وستبقى الفيدرالية، وهذا ليس تقسيماً فالدستور تم الاستفتاء عليه عام 2005، والكل وافق عليه وهناك خيارات للمحافظات، ولتأسيس أقاليم والعمل ضمن نظام إداري، وهذا ليس شيئا جديدا. فكما اختارت كردستان نظامها الفيدرالي يمكن لبقية الأقاليم اختيار النظام الذي يتناسب مع ما جاء في الدستور و أنا لا أعتقد أن العراق سيقسم بل سيبقى موحداً. وأي تقسيم للعراق سيؤثر بشكل سلبي على دول الجوار.
تجاوزات الحشد... تضخيم إعلامي
بسؤاله عن التجاوزات التي يقوم بها الحشد الشعبي مع العراقيين السُنة، شكك بحر العلوم في مصداقية ما يتحدث عنه الاعلام من تجاوزات، مؤكدا: صحيح هناك بعض التجاوزات في بعض الأحيان لكن أن يكون هناك شيء ممنهج فلا أعتقد ذلك. ويجب التأكيد على أن المرجعية الدينية وجهت رسائل إلى العراقيين وإلى الحشد الشعبي، مؤكدةً أن «حافظوا على وحدة العراق من خلال محافظتكم على وحدة العراقيين». كما أن رئيس الوزراء كان يحضر يومياً إلى ساحة المعركة ويوجه في هذا الاتجاه.
30 ملياراً لإعادة إعمار الأنبار
بسؤاله عن كلفة إعادة اعمار مناطق المعارك في العراق، قال بحر العلوم إن تكلفة إعادة الإعمار من الصعب إعطاء أرقام، ولكن محافظة الأنبار وحدها ربما تحتاج أكثر من 30 مليار دولار، والدمارالذي حصل في الأنبار كبير، والأنبار تحتل ثلث مساحة العراق وقد تحتاج إلى أموال لإعادة إعمارها قد تكون أكثر من بقية المحافظات، وبعدها محافظة الموصل، والذي نأمله الانهيار السريع لداعش في الموصل وبالتالي ألا يزيد حجم المأساة.
المرجعية تتابع سلوك «الحشد» وتوجهه
السفير العراقي: سياسيونا يعملون لمصالحهم وليس للبلد
على هامش لقاء الضيف العراقي، قال سفير العراق في الكويت محمد حسين بحر العلوم إن «واقع الحال في العراق يؤكد ان السياسيين يعملون لمصالحهم الخاصة وليس العامة».
ودعا السفير إلى أن تكون هناك دراسات واعية ومحكمة في شأن كيفية نشأة «داعش» وللأسف ليست موجودة، مبينا أن «داعش» عبارة عن خليط من بلدان عدة ومنها دول غربية وحتى يمكن مواجهتها فكرياً يجب دراستها أولاً لفهم هذه الظاهرة.
وقال السفير إن «رجال الدين والشيعة منهم خصوصا كانت لهم خطوات جادة في هذا الاتجاه. وعندما تلاحظون سير المعارك منذ رمضان الفائت إلى اليوم سترون أنه خلال المعارك في المناطق العراقية المختلفة، أصدرت المرجعية الشيعية خطابات وجهت الى الحشد الشعبي 25 فقرة توجه الحشد. وهذه النقاط ملزمة وعندما يعطى هذا الاطار الديني معنى ذلك أن هناك منهجا معينا باتجاه العنف والحد منه وهذا توجيه من رجال الدين».
وأضاف «هذا على الصعيد العملي، أما على الصعيد التثقيفي، فقد قمنا بالعديد من الحلقات النقاشية ولقاءات بين السنة والشيعة في داخل العراق وخارجه أيضاً، وكان هناك لقاء في روما وتحدثنا في الكثير من الموضوعات وفيه ممثلون للحوزة العلمية وغيرهم. فالنجف الاشرف لم يطلب من السياسيين ان يفضلوا مذهباً على آخر، بل ما نريده هو خدمة المواطن العراقي سواء أكان سنيا او شيعيا او مسيحيا».
وحول لقائه بسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والمسؤولين الكويتيين خلال زيارته الأخيرة، قال إنه رأى «أن سمو الأمير على اطلاع كامل على مجريات ما يتعلق بأحداث الفلوجة والبعد الإنساني، وما يتعلق بوضع العراقيين السياسي، ورأينا من صاحب السمو الاهتمام البالغ والكبير بالاحداث في العراق، وأيضاً تمنياته باستقرار في العراق والسلام واستقرار المنطقة». وفيما يلي مجريات اللقاء:
? كيف كان لقاؤكم بالقيادة السياسية؟ وما الذي تمت مناقشته خلال الزيارة؟
التقينا مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومع سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، والسيد رئيس مجلس الأمة، ومع سمو رئيس مجلس الوزراء، وسمو الشيخ ناصر المحمد. وطبيعي أن تكون المهمة التي تصدرت الحديث في اللقاءات، وخاصة مع سمو الأمير، هي ما يتعلق بأحداث العراق. ورأينا أن سمو الأمير على اطلاع كامل على مجريات ما يتعلق بأحداث الفلوجة والبعد الإنساني، وما يتعلق بوضع العراقيين السياسي. ونقلنا صورة واقعية للبلد إن كان على مستوى المعارك أو على مستوى الأبعادالإنسانية لهذه التداعيات. وكل هذه القضايا نوقشت ورأينا من صاحب السمو الاهتمام البالغ والكبير بالاحداث في العراق وأيضاً تمنياته باستقرار في العراق والسلام واستقرار المنطقة، وكانت هذه جملة المعطيات التي ناقشناها.
? هل ناقشتم البعد الإنساني لنازحي المناطق العراقية والدعم المطلوب لذلك ؟
بالنسبة للبعد الإنساني المتعلق بنزوح أعداد كبيرة من العراقيين في أحداث الفلوجة وغيرها، ففي الواقع صاحب السمو يهتم بالبعد الإنساني، وهو الذي كرمته الأمم المتحدة باعتباره قائداً للعمل الإنساني، وهو يهتم خاصة بالنسبة للعراق فالعراق يحتل مكانة خاصة عند القيادة السياسية العليا ورأينا في الفترة الماضية مساعدات إنسانية لمنطقة صلاح الدين والأعداد النازحة. وأيضاً كانت هناك مشاركة بتوجيه من سمو الأمير بتوفير احتياجات اللاجئين من الفلوجة. ولكن في تصوري اليوم ما تحتاجه محافظة الأنبار هو الكثير من الاحتياجات، وبالتالي تحتاج إلى مبادرات واسعة والكويت دوماً من الدول المبادرة في هذا المجال. وبالنسبة لقضية داعش فمنذ يونيو2014 إلى الآن وما حدث في المناطق الساخنة، خاصة صلاح الدين وديالى والأنبار، فحجم الدمار كبير. وهناك 872 ألف عائلة نازحة، وهناك 3.5 مليون شخص عراقي، بينهم 1.5 مليون امرأة في إقليم كردستان ومحافظات الوسط. وأما الفلوجة فهناك الآلاف وهؤلاء بحاجة الى رعاية كبيرة، والاحتياجات اكبر من إمكانات الحكومة العراقية. لذلك هناك حاجة إلى دعم مجتمعي ليس فقط من العراق وإنما المجتمع الإقليمي والدولي. وأنا أتصور أن صاحب السمو يفكر في هذه المسألة باهتمام. وعندما تنتهي المعارك سيعاد الإعمار وأيضاً هناك بعض التصورات الخاصة بإعادة الإعمار تتولاها بعض الدول الأجنبية. ولذلك فأهم شيء اعادة الاستقرار للمنطقة.
? هل هناك خطة لإعادة تأهيل النازحين من مناطق المعارك التي تدور حالياً في العراق؟ وهل تنحسر داعش فعلياً؟
داعش مثل السرطان الذي يمتد في كل مكان وعندما تقتله من جهة يظهر في غيرها. وبالتالي لن يهزم ما لم تكن هناك خطط مكثفة من قبل المجتمعات العربية والاسلامية. فالمناطق التي احتلتها داعش هي تحت ثقافة داعشيه لفترة طويلة من الزمن. وهناك حاجة كبيرة لتأهيل هؤلاء، خاصة الجيل الناشئ الذين قد تزوّروا بأفعال داعش. لذلك نحن بحاجة إلى برامج تأهيلية لمواجهة ما يعيشه العراق والمنطقة. ونحن نعلم أن داعش والإرهاب لا يحدهما جغرافيا ولا تاريخ وبالتالي تنتقل وكأنها مرض سرطاني ينمو في أي مكان يوجد به خلخلة في المجتمعات. وهذا ما يجب الانتباه إليه.
? هل صحيح أن هناك مشاركة من كويتيين في الحشد الشعبي؟
أنا اعتقد ان المشكلة التي واجهناها في العراق أنه كان هناك أعدادا كبيرة من العراقيين يرغبون في التطوع في الحشد الشعبي، وخاصة بعد إعلان المرجعية الدينية عام 2012 فتوى بذلك. ولكن كنّا نتوسل لهؤلاء المتطوعين الانتظار. وفي العراق هناك قوى بشرية قادرة على الدفاع عن الأرض العراقية ونشكر كافة الإخوة الذين رغبوا بالمشاركة مع العراقيين في معاركهم ولكن لا ينقص العراق العدد، واليوم في الفلوجة ربما لأول مرة منذ عامين تمكنت القوات العسكرية والأمنية مع قوات الحشد الشعبي وأبناء العشائر من تكوين حالة نموذجية قادرة على أن تجعل المعركة بعيدة عن قضايا الثأر والانتقام. وكانت معركة الفلوجة هي أنظف معركة خلال عامين وكانت هناك مشاركة من الدولة بكافة جهاتها ولذلك يستشعر ابن الفلوجة أن هذه المؤسسة قادرة علي حمايته وهذا الشعور لم يكن موجوداً في الفترة الماضية. والحشد الشعبي مهمته في الأساس لوجستية إدارية وقد نشأت علاقات مجتمعية هي التأكيد على تلاحم المجتمع العراقي في هذا الفترة.
? كيف تنظرون للتهديد الايراني للبحرين في ضوء سحب جنسية الشيخ علي قاسم؟
مصلحة العراق تكمن في أن يمتلك علاقات حسن جوار مع الجميع وخصوصاً المنظومة الخليجية وخلال السنوات الماضية لم تتدخل العراق في شؤون دول الخليج. ولكنني استشعر نوعا من الاستياء في العراق بسبب سحب جنسية شخصية شاركت في كتابة الدستور وهذه القضايا تبعث على القلق. واريد استذكار النموذج الكويتي الذي يجمع كل الديانات في الدواوين الرمضانية الكويتية وهذا ما نريده لكل دول الجوار.
? هل توتر العلاقة مع دول الجوار مثل السعودية يصب في مصلحة العراق؟ وماذا عن توتر العلاقة بين العراق والسعودية؟
الحقيقة أنه في بداية معركة الفلوجة ولأول مرة أرسل السيد رئيس الوزراء إلى دول الجوار وإلى مصر وفودا توضح لهم أبعاد المعركة، وهذا يشير الى ثقة العراق في انجاح المعركة بحيث لا يترك ثغرة تؤثر على قدراته في المعركة.
السفير السعودي بدأ مهامه في عام 2015 ولو لاحظتم حركته في الشهرين الماضيين مع مختلف الفعاليات السياسية كان ناشطاً، ومؤخرا زار السجناء في أحد السجون وهناك أحياناً تطرح رؤى شخصية ووزارة الخارجية استدعت السفير السعودي وتحدثت عن تصريحات غير موفقة له، وهناك العديد من السفراء لا يتدخلون في الداخل العراقي.
? هل هناك مشاركة لإيرانيين في المعارك في العراق؟
ليس هناك وجود لقوات أجنبية على الأرض العراقية ولكن هناك وجود لمستشارين عسكريين من إيران كما هناك آلاف المستشارين الأجانب الذين يقدمون الاستشارة العسكرية ولا يقاتلون. والدليل على ذلك هو التقارير الاعلامية الغربية التي تجول في العراق وتنتقل من ساحة معركة إلى أخرى ولم تجد ثغرة خاصة بوجود مقاتلين أجانب.
وما يحدث في الفلوجة حرب شوارع وليست حربا نظامية. والقوات العراقية ليست لديها الدراية بحرب كهذه، ولذلك تحتاج الاستشارة من وقت إلى آخر.
لذلك لدينا مستشارون عسكريون ولكن ليس هناك قوات ومقاتلون.
? كيف تنظرون إلى موقف الجامعة العربية من المعركة ضد داعش في العراق؟
موقف الجامعة العربية مشرف ومساند لمعركة الفلوجة. ولو لم تكن الجامعة تعلم بعدم وجود تجاوزات ضد عراقيين فلم تكن لتؤيد العراق.
? كيف العلاقة بين السلطتين الحكومة والبرلمان في العراق ؟
المفترض أن تكون العلاقة منسجمة ومتناغمة ولكن في يوم 7 اغسطس في عام 2015 توافر للسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي فرصة تاريخية بوجود دعم شعبي كبير ومن المرجعية الدينية للحكومة ولكن يبدو حصل تلكؤ في الاصلاح. وكان لهذا انعكاسات ومنها التشكيلة الوزارية تأخرت كثيراً حيث بقي 6 اشهر يفكر بالتشكيلة الوزارية ولم تتشكل.
ثانياً في الاونة الاخيرة هيئة رئاسة مجلس النواب حدث بها خلل مما ادى الى خلل في جلسات شهر ابريل ودخول المحكمة الاتحادية على الخط. الان هناك حراك سياسي فإذا نتج عنها معارضة برلمانية، وهي جبهة الاصلاح فنحن متجهون إلى الاستقرار وهذا ما نأمله. وحتى التحديات الاقتصادية فلا يوجد بلد بغنى مثل العراق ولكن كان هناك اخطاء تتعلق بسوء تخطيط من خلال الاعتماد فقط على الطاقة النفطية فقط ويمكن ان تتم معالجتها.
? كيف تتعاملون مع مشكلة الحقول النفطية المشتركة مع دول الجوار العراقي؟
هناك مشكلة حقول مشتركة مع اغلب دول الجوار والدولة الوحيدة التي بدأنا بمعالجتها هي الكويت. وبقي ثلاث حقول مع ايران وتراكيب جيولوجية مع سورية والاردن.
وقفات في اللقاء
تفجير «الصادق» درس في التلاحم
قال ابراهيم بحر العلوم: في مثل هذا الوقت من العام الماضي كنا في الكويت لتقديم العزاء في حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق، ورأينا حجم التلاحم الشعبي الكويتي، ولا تزال كلمات سمو الأمير ترن في آذاننا حين قال «هذولا عيالي» وهذا يجسد التلاحم الكويتي، اضافة الى ما تلى ذلك من صلاة جماعية للسنة والشيعة وأيضاً اعادة افتتاح المسجد بعد ترميمه وصلاة سمو الأمير فيه أخيراً. هذا المجتمع متماسك وفيه وحدة مجتمعية.
العراق سيبقى فيدرالياً موحداً
حول الخشية من تقسيم العراق، قال ابراهيم بحر العلوم: قناعتي وقناعة الكثير من العراقيين أن العراق الموحد سيبقى عراقاً موحدا، لا شك في ذلك. وهناك دستور يحكم العراقيين وستبقى الفيدرالية، وهذا ليس تقسيماً فالدستور تم الاستفتاء عليه عام 2005، والكل وافق عليه وهناك خيارات للمحافظات، ولتأسيس أقاليم والعمل ضمن نظام إداري، وهذا ليس شيئا جديدا. فكما اختارت كردستان نظامها الفيدرالي يمكن لبقية الأقاليم اختيار النظام الذي يتناسب مع ما جاء في الدستور و أنا لا أعتقد أن العراق سيقسم بل سيبقى موحداً. وأي تقسيم للعراق سيؤثر بشكل سلبي على دول الجوار.
تجاوزات الحشد... تضخيم إعلامي
بسؤاله عن التجاوزات التي يقوم بها الحشد الشعبي مع العراقيين السُنة، شكك بحر العلوم في مصداقية ما يتحدث عنه الاعلام من تجاوزات، مؤكدا: صحيح هناك بعض التجاوزات في بعض الأحيان لكن أن يكون هناك شيء ممنهج فلا أعتقد ذلك. ويجب التأكيد على أن المرجعية الدينية وجهت رسائل إلى العراقيين وإلى الحشد الشعبي، مؤكدةً أن «حافظوا على وحدة العراق من خلال محافظتكم على وحدة العراقيين». كما أن رئيس الوزراء كان يحضر يومياً إلى ساحة المعركة ويوجه في هذا الاتجاه.
30 ملياراً لإعادة إعمار الأنبار
بسؤاله عن كلفة إعادة اعمار مناطق المعارك في العراق، قال بحر العلوم إن تكلفة إعادة الإعمار من الصعب إعطاء أرقام، ولكن محافظة الأنبار وحدها ربما تحتاج أكثر من 30 مليار دولار، والدمارالذي حصل في الأنبار كبير، والأنبار تحتل ثلث مساحة العراق وقد تحتاج إلى أموال لإعادة إعمارها قد تكون أكثر من بقية المحافظات، وبعدها محافظة الموصل، والذي نأمله الانهيار السريع لداعش في الموصل وبالتالي ألا يزيد حجم المأساة.
المرجعية تتابع سلوك «الحشد» وتوجهه
السفير العراقي: سياسيونا يعملون لمصالحهم وليس للبلد
على هامش لقاء الضيف العراقي، قال سفير العراق في الكويت محمد حسين بحر العلوم إن «واقع الحال في العراق يؤكد ان السياسيين يعملون لمصالحهم الخاصة وليس العامة».
ودعا السفير إلى أن تكون هناك دراسات واعية ومحكمة في شأن كيفية نشأة «داعش» وللأسف ليست موجودة، مبينا أن «داعش» عبارة عن خليط من بلدان عدة ومنها دول غربية وحتى يمكن مواجهتها فكرياً يجب دراستها أولاً لفهم هذه الظاهرة.
وقال السفير إن «رجال الدين والشيعة منهم خصوصا كانت لهم خطوات جادة في هذا الاتجاه. وعندما تلاحظون سير المعارك منذ رمضان الفائت إلى اليوم سترون أنه خلال المعارك في المناطق العراقية المختلفة، أصدرت المرجعية الشيعية خطابات وجهت الى الحشد الشعبي 25 فقرة توجه الحشد. وهذه النقاط ملزمة وعندما يعطى هذا الاطار الديني معنى ذلك أن هناك منهجا معينا باتجاه العنف والحد منه وهذا توجيه من رجال الدين».
وأضاف «هذا على الصعيد العملي، أما على الصعيد التثقيفي، فقد قمنا بالعديد من الحلقات النقاشية ولقاءات بين السنة والشيعة في داخل العراق وخارجه أيضاً، وكان هناك لقاء في روما وتحدثنا في الكثير من الموضوعات وفيه ممثلون للحوزة العلمية وغيرهم. فالنجف الاشرف لم يطلب من السياسيين ان يفضلوا مذهباً على آخر، بل ما نريده هو خدمة المواطن العراقي سواء أكان سنيا او شيعيا او مسيحيا».