إضاءة للمستقبل

صدقة جارية... لكنها خطرة!

تصغير
تكبير
لا يختلف اثنان على أن أهل الكويت، أهل خير ويتسابقون لعمل المعروف... حتى «الشحاتين» لا يواجهون صعوبات في تحصيل الأموال، سواء كانوا محتاجين فعلاً أو أن بعضهم يعتبرها مهنة تسول. هذه المقدمة حتى يفهم الجميع أننا في مجتمع معطاء.

كثيرون يقومون باعمال خيرية وباجتهاد شخصي، ولكن مع الأسف قد تكون هناك نتائج سلبية، مع مرور الزمن. فعلى سبيل المثال، كثرة ظاهرة «ماء السبيل»، القريبة من المنازل، والتي دائماً ما تكون صدقة جارية لأحد أقرباء صاحب البيت المتوفين. والمؤسف أن الكثير من هذه الصدقات تهمل مع مرور الوقت، ولا أخفيكم حتى في المساجد، الكثير منها معطل ولا تتم صيانتها، وهذا بلا شك قد يحرم صاحب عمل الخير، الأجر، فما بالكم عندما تتسبب بعض هذه المياه بأمراض للبشر عند شربها لكثرة ما فيها من بكتيريا!


نحن مقبلون على موسم الصيف، وأتمنى من أصحاب البيوت، إما الاهتمام بهذه الصدقات أو إلغائها حتى لا تسبب أي ضرر... كذلك أرجو من المساجد كافة أن يقوموا بالشيء نفسه، إذا لم تقم وزارة الأوقاف بتحمل تكاليف صيانتها. وما ذكرته يعتبر حلاً موقتاً قد يهمل أيضاً في المستقبل.

كما ان بعض المصليات التي يتم وضعها في الشوارع من دون الاهتمام بالسلامة المرورية، تعتبر خطرة على أرواح الناس لأنها قد تتسبب في بعض الكوارث، ونحن في الكويت ولله الحمد لدينا الكثير من المساجد التي تجعلنا نستغني عن هذه المصليات، وهذا أيضاً منوط دوره بمراقبة وزارة الأوقاف لتقنينها، بدلاً من هذه الفوضى الحاصلة.

أرجو أن تكون هناك جهة حكومية أو أهلية، لمتابعة هذه الصدقات، سواء أكانت مصليات أو مياه شرب، حتى يتم وضعها في أماكن جيدة من ناحية، ومن ناحية أخرى تتم صيانتها بين كل فترة، وهنا نستطيع المحافظة على أموال الصدقات من الهدر، ومن يرد وضع مياه شرب بجانب منزله، فعليه أن يتابعها بين الحين والآخر، إذا كان همه عمل الخير لحصد الحسنات.

نحن شعب فُطر على عمل الخير، لكننا مع الأسف نقوم بعمله حسب اجتهاداتنا وهذا خطأ، فقد يكون هناك مكان آخر أكثر حاجة من المكان الذي اخترناه!

إضاءة:

يقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام «في كل كبد رطبة أجر». ويقول صلى الله عليه وسلم «أفضل الصدقة سقيا الماء». اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين.

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي