طلبة «الممرات» يطاردون الدكاترة مع انتهاء فترة اختبارات نهاية الفصل الدراسي

موسم توسّل الدرجات ... «أحب خشمك أنا محتاج درجة»

تصغير
تكبير
مرزوقة القويضي: يجب أن يعلم الطالب أن درجته في المادة تعتمد على ما قدمه من مجهود

خضر البارون: تأتينا الواسطات من كل مكان حتى من بعض النواب في مجلس الأمة

ماجد المطيري: للطالب الحق في النظر إلى نتيجة امتحانه النهائي فقط دون مناقشة الدرجة

نوال الكندري: هناك إهمال كبير من قبل العديد من الطلبة

هيفاء الكندري: الطلبة يقعون في مشاكل بسبب عدم وعيهم ببنود اللائحة الطلابية
مع انتهاء فترة اختبارات نهاية الفصل الدراسي، تتحول ممرات الطرق المؤدية إلى مكاتب الدكاترة في مختلف الجامعات إلى طوابير انتظار طويلة تكتظ بأعداد كبيرة من الطلبة الذين يأتون في الغالب بهدف استجداء أو توسل الدرجات من الأساتذة، وكل واحد منهم قد أعد قائمة طويلة من الأعذار والتبريرات في محاولة منهم لكسب تعاطف الدكتور ليحقق مرادهم في رفع درجاتهم.

«دكتور أنت طيب واحنا نستاهل»، «ما كو مثلك يا دكتور»، «أحب خشمك أنا محتاج درجة»، كل هذه العبارات وغيرها يوجهها الطلبة الى أساتذتهم في محاولة منهم للتأثير العاطفي عليهم، وبعضهم من يتجاوز كل هذا ويأتي بنائب في مجلس الأمة أو مسؤول كبير في الدولة حتى يحقق غرضه، وفي النهاية قد يستجيب بعض الدكاترة لمثل هذه الأمور، لكن هناك من يرفضها، بل وتكون ضد ما أراده الطالب!.

«الراي» سلطت الضوءعلى هذا الموضوع مع عدد من أساتذة الجامعة... فكان ما يلي:

قالت الدكتورة هيفاء الكندري، إن «ما يجعل العديد من الطلبة يقعون في مشاكل خلال هذه الفترة هو عدم وعيهم ببنود اللائحة الطلابية التي توضح ما لهم وما عليهم في الجامعة»، مبينة أن «الكثير من الطلبة لا يعرفون أن من حقهم أن يذهبوا إلى أستاذهم ومراجعة اختبارهم النهائي ليعرفوا ما تحصلوا عليه من درجة فيه»، مشيرة إلى أن «اللائحة الطلابية تقول إن من حق الطالب بعد الامتحان النهائي خلال 48 ساعة أن يراجع امتحانه، ولا يمكن للدكتور أن يضع الدرجة النهائية في النظام إلا بعد مرور هذه الفترة التي تعتبر حق من حقوق الطالب، وإذا كان الدكتور غير موجود فبإمكان الطالب أن يذهب إلى رئيس القسم، وهذا بدوره يقوم بمخاطبة الدكتور شفوياً لتحديد موعد للقاء به، وإذا لم يحضر الدكتور بسبب ظرف ما، فمن الممكن من الرئيس القسم أن يرفع شكوى لمساعد عميد الشؤون الطلابية لمخاطبة الدكتور شفهياً، وإن تعذر التواصل يتم الذهاب إلى عميد الكلية، وإن تعذر الوصول إلى الدكتور يكون هناك خطاب شكوى رسمي من الطالب ضد الدكتور»، مشددة على أهمية أن يعرف الطالب اللائحة ويطالب بحقه لأن بعض الدكاترة لا يجلس في الجامعة خلال هذه الفترة.

وزادت، «أنا شخصياً أضع كشف درجات من الألف إلى الياء، وهذا الكشف يتضمن الحضور، والمناقشة، وكل الأعمال التي قام بها الطالب في أثناء الفصل الدراسي، بالإضافة إلى الامتحان الأول والثاني، لأضع الدرجة الكلية، وهي الدرجة التي أضعها للطلبة قبل الخروج من الامتحان للتأكد منها».

وتابعت، «تأتينا نحن الدكاترة خلال فترة ما بعد الاختبارات ضغوطات وواسطات، لكن أنا شخصياً في فترة الامتحانات لا أرد على أحد عبر الهاتف، ولا أقبل الواسطة»، مبينة «الواسطة في كل مكان، والمسألة تعتمد على الدكتور وأخلاقيات المهنة»، مشيرة إلى أنها تتضايق جداً عندما يجلب أحد طلبتها أحد والديه لها لمحاولة رفع درجته، مبينة أنها تمنح الطالب العديد من الفرص خلال الفصل الدراسي ليتجنب الوقوع في مشكلة خلال الدرجة النهائية، «لكن رغم ذلك أحياناً نجد أن ما نقوم به لا يجدي نفعاً».

بدوره، قال أستاذ الأنثروبولوجيا في كلية العلوم الاجتماعية الدكتور ماجد المطيري، إن «مشكلة تواجد الطلبة بهذه الأعداد الكبيرة خلال فترة ما بعد الاختبارات سببه الأستاذ نفسه لأنه يمنح الطالب فرصة لمراجعة الدرجات، لذلك تجد هذه الممرات كلها مزدحمة كأنه يوم (الشحاذة العالمي)، وما يفترض أن يقوم به الدكتور هو أن يعطي الطالب أعمال السنة قبل الإمتحان النهائي، وتبعاً للقانون فان للطالب الحق في النظر إلى نتيجة امتحانه النهائي فقط دون مناقشة الدرجة، لكن ما يحدث العكس».

وبين المطيري أنه لايمنح مجال للطلبة في التودد لتغيير الدرجة، «لا من القبيلة ولا سني ولا شيعي»، مبيناً أنه لا يحب هذا النوع من التجمع في مكتبه، مشيراً إلى أن هناك من الطلبة من يتودد ويتذرع ببعض الظروف وهو لم يؤد شيئا في الامتحان وأحياناً لا يحضر إلى قاعة الدرس، فكيف أعطيه درجة لا يستحقها ويتم مساواته بمن اجتهد وتعب؟، مؤكداً أن هذا يعتبر ظلماً سنحاسب عليه، مبيناً أن الأستاذ من الممكن أن يساعد الطالب لكن على قدر المستطاع كوجود ظرف معين تعرض له أو وصل إلى مرحلة سينفصل فيها من الجامعة.

من جهتها، قالت الأستاذة في قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية الدكتورة مرزوقة القويضي، «يجب أن يعلم الطالب أن درجته في المادة تعتمد على ما قدمه هو من مجهود خلال الفصل الدراسي وليس الدكتور، فإذا كان هناك اجتهاد من قبله فمن الطبيعي أن يأخذ النتيجة التي يريدها، وأنا دائماً في بداية كل فصل دراسي أقول أن جميع الطلبة يجب أن يحصدوا درجة الـ A ومن يحدد هذه الدرجة أو غيرها هو الطالب نفسه»، مبينة أن الحضور والغياب والمشاركة والامتحانات ما هي إلا معايير لقياس مستوى الطالب، ومن الملفت أننا نجد أن هناك طلبة على مستوى عالٍ خلال تأديتهم الامتحانات، وهناك من نجد مستواهم في المشاركة خلال المحاضرة أكثر.

واستطردت، «من حق الطالب مراجعة أستاذ المقرر خاصة إذا وضع الدكتور للطالب موعدا لمراجعة درجاته»، مشيرة إلى أن«هناك طلبة يلحون بالأعذار التي دائماً ما يرددونها محاولة منهم لتغيير درجاتهم، كإنذار المعدل، أو أنا بحاجة إلى درجة، وأنت كريم واحنا نستاهل، أو تحت ذريعة التحويل إلى تخصص آخر، أو بسبب مشاكل أسريه»، لافتة إلى أن الطالب لو أنه بالفعل لديه مشكلة أو سبب صحي أو أسري فمن المفترض أن يطلع دكتور المادة عليها من بداية الفصل، ويفضل أن تكون لديه الأدلة والإثباتات وليست عملية مقايضة،«لذا أنا دائماً أقول للطلبة كونوا صريحين مع الدكتور».

ولفتت القويضي الى ان جامعة الكويت حالها كحال أي مؤسسة أخرى في البلاد، والواسطة قد تأخذ لدى بعضهم مفهوم المساعدة أو الشفاعة، وأنا شخصياً لا أقبل الواسطة،«العديد من الطلبة جاؤوا لي بواسطات لكني رفضتها»، مبينة أن أغلب الدكاترة يرفضون ذلك.

من جانبه، قال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون،«إنها بالفعل ظاهرة سيئة تلك التي نشهدها من قبل بعض الطلبة خلال نهاية كل فصل دراسي في استجداء الدرجات من أساتذتهم، وهي للأسف تتناقل من طالب إلى آخر، وإذا تساهل أحد الأساتذة مع أحد الطلاب، ينقل هذا الطالب ما حدث له لجميع الطلبة الآخرين والذين بدورهم سيزيدون من إلحاحهم على أستاذ المقرر لمنحهم درجات لا يستحقونها».

وأوضح البارون أنه«من الظلم أن يتساوى الطالب المجتهد طوال الفصل الدراسي مع طالب آخر لا يهتم بدراسته وأحياناً قد تكون لديه قدرات عقلية ضعيفة»، لافتاً إلى أن على الطالب أن يجتهد في دراسته حتى لا يحتاج إلى هذا الاستجداء للدرجات من الدكتور، مشيراً الى ان هناك مهارات في المقرر الدراسي يجب أن يسيطر عليها الطالب وأن يتعلمها ليستخدمها في حياته وفي عمله أو في دراسته العليا، والامتحانات هي المقياس الذي يميز بين الطلبة.

وأضاف البارون،«تأتينا الواسطات من كل مكان حتى من بعض النواب في مجلس الأمة، تحت عنوان (هذا ولدنا)»، مبيناً أنه لا يتجاوب مع هذه الواسطات لأنه يعطي كل طالب حقه في المادة.

بدورها، قالت المسؤولة في عمادة شؤون الطلبة رئيسة اللجنة العليا لمناظرات جامعة الكويت الدكتورة نوال الكندري،«عندما كنت في عمادة القبول والتسجيل دائماً ما كان يمرّ علينا طلبة لا يحضرون إلى الجامعة طوال الفصل ليكتشف هؤلاء أن لديهم إنذارات كثيرة، وفي نهاية الفصل يذهبون إلى الدكاترة يرجون منهم حل مشاكلهم»، مبينة أن هناك حالات من الممكن أن يتم التعامل معها، والتي قد تكون بسبب الظروف القاهرة وهذه الحالات يتم تحويلها إلى عمادة شؤون الطلبة، لكن في الحقيقة هناك إهمال كبير«مو طبيعي» من قبل العديد من الطلبة الذين نتفاجأ بأن بعضهم لا يعرف رقمه السري للدخول على نظام الجامعة الإلكتروني لمعرفة وضعه في الجامعة!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي