حوار / «المصممون الجدد يريدون أن يرسموا فقط ويتركوا لغيرهم الاهتمام بالتنفيذ»

عبد محفوظ لـ «الراي»: اسم المصمم اللبناني أصبح ضمانة للذوق والابتكار

تصغير
تكبير
الكثيرون يفضّلون «الديزاينر» اللبناني رغم فوْرة المصممين الشباب العرب

هناك فورة تصاميم... بعضها عن موهبة واقتناع ومعظمها من رغبة في تقليد الآخرين

عرضتُ في روما لمدة 15 عاماً وصرت عضواً في «الألتا مودا»
«اسم المصمم اللبناني صار ضمانة للابتكار».

هذا ما أكده المصمم اللبناني المعروف عبد محفوظ الذي اعتادت كبرى عواصم العالم على استضافة عروضه الباهرة. وفي حواره لـ «الراي» اعتبر محفوظ الذي حلّ أخيراً ضيفاً على «أسبوع الموضة في بيروت»، أن لبنان ورغم ما تعيشه بيروت من ظروف صعبة واقتصاد متعثر، لا يزال الرقم واحد في الموضة على الصعيد العربي، مثمّناً بروز أعمال المصممين اللبنانيين على السجادة الحمراء وفي أسابيع الموضة في العالم أجمع. وقال: «صحيح أن ظروفنا صعبة لكن لبنان يبقى دائماَ رائداً في هذا المجال، والكثيرون من العرب يفضّلون (الديزاينر) اللبناني رغم فوْرة المصممين الشباب في أنحاء مختلفة من العالم العربي وسعيهم لإثبات ذاتهم.


وتحدث محفوظ عن أسبوع الموضة اللبناني الذي أعاد إلى بيروت بعضاً من وهجها كعاصمة للموضة العربية، وهنا تفاصيل ما دار معه من حوار:

• هل يمكننا القول إنه صار لبيروت أسبوع موضة كما باريس وروما ونيويورك؟

- حلمنا أن يكون لدينا أسبوع موضة كعواصم العالم، وكنا قد بدأنا تحقيق هذا الحلم العام 2005 وكنتُ آخر مَن عرض فيه قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري بيومين. وبعدها كان يتمّ تنظيم نشاطات تتضمّن عروضاً للأزياء، ولكن لا يمكن اعتبارها أسبوع موضة بالمعنى الحقيقي للكلمة. لأن عروض «الكوتور» يجب أن تخضع لروزنامة محددة فيتم عرض مجموعات الربيع والصيف في شهر يناير، ومجموعات الخريف والشتاء في شهر يوليو. لكن رغم ذلك، أثني على هذا النشاط وآخذ بيد منظّمه جوني فضل الله لأن بيروت بحاجة إلى حركة مماثلة ولأن المنظّم يقوم بالأمور بجدية وبشكل محترف. لقد جمع عدداً من المصممين الشباب وجاء وجودي كضيف شرف.

• عرضتَ في عواصم الموضة العالمية وحققتَ نجاحات باهرة. ولكن هل للعرض في بيروت نكهة مختلفة؟

- عرضتُ في روما لمدة 15 عاماً، وصرت عضواً في «الألتا مودا» وعلى روزنامة العروض. وفي العام الماضي انتقلتُ إلى باريس، وعرضتُ في دبي أيضاً. منذ 2005 لم أُقِم أي عرض في بيروت، لكن طُلب مني العام الماضي المشاركة في فاعليات معرض المرأة، وأحببتُ الفكرة ووجدتُ أن الناس في لبنان مشتاقون إلى نشاطات كهذه تعيد إليهم الحياة. وارتأيتُ تكرار التجربة هذه السنة بشكل أوسع، وكان اللقاء مع الناس رائعاً. وقد وقفتُ بنفسي أستقبلهم عند الباب وأتحدث معهم ونأخذ الصور معاً، وهذه العلاقة المباشرة منحتني الكثير من العاطفة وكان طعمها حلواً جداً. أما التجاوب عبر المواقع الإعلامية فكان رائعاً. مع الاشارة إلى أنني عرضتُ مجموعة الربيع والصيف ذاتها التي عُرضت في باريس إنما بعدد أقلّ ومع فستان عرس جديد. وربما أعرض في يوليو مجموعة الشتاء في بيروت.

• ما رأيك بواقع الموضة اللبنانية اليوم؟

- لبنان لا يزال الرقم واحد في الموضة على الصعيد العربي، وأعمال المصممين اللبنانيين نراها على السجادة الحمراء وفي أسابيع الموضة في العالم أجمع. صحيح ان ظروفنا صعبة، لكن لبنان يبقى دائماً رائداً في هذا المجال، والكثيرون من العرب يفضّلون «الديزاينر» اللبناني رغم فوْرة المصممين الشباب في أنحاء مختلفة من العالم العربي وسعيهم لإثبات ذاتهم.

• في رأيك ما سبب هذه الفورة وهل هي دليل تطوّر أم استسهال لمجال الموضة؟

- لا شك في أن هناك فورة تصاميم، بعضها ناتج عن موهبة واقتناع، ومعظمها ناجم عن رغبة في تقليد الآخرين والسير في ركابهم. وقد جاء الإعلام ووسائله ليسهل هذا التوجه فبات كل مَن يشاهد عرضاً يحلم بالتشبه به والتخصص في مجال التصميم من دون أن يدرك أن النجاح يحتاج إلى الكثير من المثابرة والعمل والذوق والابتكار، إضافة إلى الثقافة العامة والخبرة والانفتاح على العالم. ففي النهاية الدراسة سهلة لكن العبرة في التنفيذ.

• ماذا ينقص المصممين الشباب اليوم ليشقّوا طريقهم ويحققوا النجاح؟

- المصممون الجدد يريدون أن يرسموا التصميم ويتركوا لغيرهم الاهتمام بالتنفيذ، بينما نحن كنا نعمل بأيدينا ونطلع على مراحل التنفيذ كافة، فالاسم وحده ليس كافياً للبيع والنجاح، بل وجود المصمم على الأرض إلى جانب الزبائن، فأنا مثلاً أستمع إلى العروس التي تقصدني وأنصحها ثم أُجري لها البروفة للتصميم، وهكذا تنشأ علاقة مباشرة بين المصمم والزبائن.

• هل المنافسة بين المصممين اللبنانيين نافعة أم مؤذية؟

- هي منافسة صحية بلا شك، ذلك أن السوق لم تعد محصورة بلبنان أو البلدان العربية، بل توسّعت إلى العالم بأكمله وصار اسم المصمم اللبناني ضمانة للذوق والابتكار وتقديم أعمال ترضي الذوق العالمي. لقد استطعنا أن نحقق بمعرفتنا وخبرتنا انفتاحاً كبيراً على أسواق العالم، وهذا أفاد الجميع.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي