ندوة «الراي» تساءلت عن موقع الصف الثاني في القوى السياسية من المشهد ؟

شباب «التيارات» قادمون... قيادات باقية ... وأخرى على درب الرحيل أو الترحيل

تصغير
تكبير
خليفة المزين

(المنبر الديمقراطي)

التيارات السياسية بالعموم محاربة بعدم إقرار قانون لتنظيم عملها

اتخذنا خطاً جديداً بالاعتماد على الشباب وبالنسبة للخبرات لا نستغني عنهم «للمشورة» فقط وهي غير ملزمة

حظي الشباب بالمشاركة في الانتخابات من الصف الثاني كالملا فهو ليس الخطيب أو النيباري

ليس لدينا مشكلة في التعاطي مع الرموز كما يصور البعض

لدينا التزام في مسألة المشاركة من عدمها في الانتخابات البرلمانية

عندما مثلنا الملا لم نكن في مرحلة ضعف وحضورنا الإعلامي تحكمه أمور

القانون يحدد أطر التمويل وهناك تيارات لا نعلم من أين تأتي مصادرها

هناك تيارات خلقت وقت الأزمة السياسية بتمويل من جماعات بالحكومة تصرف على أنشطتها

كنا في الفترة الأخيرة حلقة الوصل في ربط التيارات السياسية بالمواقف وخاصة الفرقاء

استطعنا إيقاف الاتفاقية الأمنية والإعلام الموحد وفشلنا في الإلكتروني

توريث العمل لدينا منعدم وأميننا العام قبلي ونائبه عوضي وأمين السر شيعي

فهد المسعود

(التجمع الإسلامي السلفي)

الصف الثاني في التجمع حاضر وموجود ميدانياً وقد يكون غير ظاهر إعلامياً

لا يحق لأي منتمٍ لتيار ان يظهر إعلامياً دون الرجوع إلى تياره

نحن في طور التشاور للانتخابات البرلمانية المقبلة وقريباً سنعلن الأسماء

التجمع ظهر في أواخر السبعينات وحصل على فتاوى بشرعية المشاركة من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

منهجية عملنا تمتد من السلف وفقاً للكتاب والسنة

ظاهرة المحسوبين على التيار قد تكون حاضرة في السابق لكن الآن لدينا مكتب سياسي يحدد مرشحينا

منهجية العمل هي الأساس فالأشخاص زائلون وهي الباقية وهذه سنة الحياة

أمانة المنبر فيها ثمانية شباب وهذا شيء طيب وفي المقابل لديها استشاريون من المحاربين القدامى

شاركنا بالصوت رغم عدم رضانا عنه ومن خوننا يبكي الآن على اللبن المسكوب وسيشارك

نحرص على الوحدة الوطنية ونبذ الطرح الطائفي ونبتعد عن هذه المواضيع

من يريد الانضمام إلينا فأبوابنا مفتوحة للجميع شريطة الالتزام بتوجه التجمع

باقر جراغ

( التحالف الاسلامي الوطني)

أين وسائل الإعلام عن الصف الثاني
في التيارات السياسية؟

خوض الانتخابات يتم على أساس قرار جماعي يحدد مرشحي الدوائر

العمل السياسي جزء من العمل الرسالي
ويتمحور حول الإنسان

قوة القيادة ووضوح الرؤية وعدم التقلب هي ماتحدد استمرار التيار من عدمه

«التحالف» متجدد وأُفق العمل فيه زاهرة
وليس لدينا مشكلة بخلق رموز جديدة

الشخص يكمل المجموعة والسيد عدنان عبدالصمد لايمكنني إغفال تأثيره على قوة التيار الإعلامية

فعالية التيار يمكن قياسها بقبول الناس وأفضل مقياس لها الانتخابات وحشد الرأي الجماهيري

استطعنا التعامل مع قضايا الطرح الطائفي وتعاملنا مشهود له بالعقلانية بعيداً
عن الاستعراض وفرد العضلات

شاركنا في التعبئة للمشاركة «بالصوت»
لأنه المخرج الدستوري والسياسي للأزمة
وهو المرسوم الوحيد الذي وافقنا عليه

باب العمل مع التحالف مفتوح للطوائف المختلفة

توارث الانتماء لا يعد شيئاً سلبياً لكن المعيب توارث الميزات والمناصب
على الرغم من مضي ما يقارب النصف قرن على العمل البرلماني والسياسي في الكويت ومرور التيارات المشاركة بصياغة مشروع الدولة المدنية او حتى التي لحقت بركب هذا المشروع بعد ان تمخض عنه دستورعام 1963 لا تزال تلك التيارات حاضرة وإن اصاب بعضها الضمور او ازداد بعضها الاخر قوة وان اختلفت مسمياتها او شخوصها بداع الرحيل أوالترحيل، الا ان افق التغيير في تراتبية هذه التيارات لا يزال على مايبدو مسدوداً لجهة الوجوه الجديدة أوخلق قيادات شابة.

«الراي» بدورها سعت لتسليط الضوء على أوضاع بعض هذه التيارات السياسية «التقليدية»(المنبر الديموقراطي – التجمع الاسلامي السلفي – التحالف الاسلامي الوطني) ذات الامتداد التاريخي في يومنا هذا للتعرف على موقع الصف الثاني فيها وأثر حضور وغياب رموزها على مستقبلها وانعكاس وضع أفكارها ومعتقداتها المستمد من فضاء الخارج على حظوظ استمرارها، وطرحت تساؤلاتها على ضيوفها من الصف الثاني لهذه التيارات وهم باقر جراغ عضو التحالف الاسلامي الوطني، وفهد المسعود عضو التجمع الاسلامي السلفي وخليفة المزين عضو المنبر الديموقراطي.

وأجاب باقر جراغ على تساؤلات «الراي» بتساؤل مفاده اين وسائل الاعلام عن الصف الثاني في التيارات السياسية، مضيفا أن المجتمع يقيم مواقف التيارات من رموزها وشخصياتها المعروفة، ومؤكدا على أن الصف الثاني موجود وقد يكون حضوره قليلا في الجانب السياسي.

وقال جراغ إن التحالف يظهر في كل فترة زمنية عناصر جديدة للساحة السياسية بأعمار مختلفة غير أنه شدد على أن قرار خوض الانتخابات يتم على أساس جماعي يحدد المرشحين للدوائر الانتخابية.

وذكر جراغ أن العمل السياسي جزء من العمل الرسالي لتيارهم والذي يتمحور حول الإنسان، مبينا أن قوة القيادة ووضوح الرؤية وعدم التقلب هي ما تحدد استمرار التيار من عدمه، ومشددا على أن تيار التحالف متجدد وأفق العمل فيه زاهر وليس لديه مشكلة بخلق رموز جديدة.

وذكر أن باب العمل مع تياره مفتوح للطوائف المختلفة مؤكدا على توارث الانتماء لا يعد شيئا سلبيا لكن المعيب توارث الميزات والمناصب.

وبدروه أكد فهد المسعود على أن الصف الثاني في التجمع الإسلامي السلفي حاضر وموجود ميدانيا إلا أنه قد لا يكون ظاهرا إعلاميا.

مضيفا أن هؤلاء يعملون ضمن فرق عمل التجمع في اللجان الانتخابية بالمناطق ومن خلال المكتب السياسي، ومشددا على أنه لا يحق لأي منتم لتيار ان يظهر إعلاميا دون الرجوع إلى تياره.

وقال المسعود إنهم في طور التشاور حاليا للانتخابات البرلمانية المقبلة وعما قريب سيعلنون الأسماء المرشحة، مضيفا أن التيارات تتشاور بشأن مرشحيها وتقيم أداء ممثليها في البرلمان وعلاقتهم بالجمهور.

وفيما أكد على حرص التجمع على الوحدة الوطنية ونبذ الطرح الطائفي قال إن من يريد الانضمام إليهم فإن الأبواب مفتوحة للجميع شريطة الالتزام بتوجه التجمع، ومضيفا أن تولي المناصب لا يرتبط بالانتماء وبالعلاقات الاجتماعية او صلة القربى وانما بالكفاءة.

ومن جهته نوه خليفة المزين إلى أن المنبر الديمقراطي اتخذ خطا جديدا بالاعتماد على الشباب مضيفا أن ذلك لا يعني الاستغناء عن الخبرات وإنما يستعان بهم «للمشورة» غير الملزمة فقط.

وقال إن ما يحد من عمل التيارات عدم إقرار قانون لتنظيم عملها، مردفا أن شباب المنبر حظوا بالمشاركة في الانتخابات من الصف الثاني كالملا إذ هو ليس الخطيب أو النيباري، ومضيفا أن لا مشكلة لديهم في التعاطي مع الرموز كما يصور البعض غير أن القرار الانتخابي يتخذ من الأمانة.

وقال إنهم كتيار سياسي من الطبيعي أن يمر بحالة مد وجزر ومردفا أن مرسوم الصوت الواحد أضر بالتيارات السياسية وضرب العمل الجماعي كما قال إن التيار ينعكس أثره من خلال البرلمان والقانون الانتخابي الحالي لا يمكننا من خلق لوبي تشريعي ومشددا على أن توريث العمل لديهم منعدم مدللا على ذلك بأن أمينهم العام قبلي ونائبه عوضي فيما أمين السر شيعي ومؤكدا على أن لديهم قناعة ان العمل السياسي ان لم يكن منظما فلن يخلق مجتمعا صحيا.

وفي مايلي تفاصيل الندوة

• «الراي»: في البداية عنوان الندوة يدل على تساؤلها الاساسي الرامي للبحث عن موقع الصف الثاني في التيارات السياسية التقليدية من المشهد فأين انتم خاصة واننا اعتدنا على ظهور وحضور الاسماء التقليدية ؟

- جراغ: أولا نشكر «الراي» على هذه الدعوة الكريمة التي نتمنى ان تثري الساحة السياسية وبالنسبة للصف الثاني من التيارات السياسية ها نحن متواجدون في هذه الندوة، واعتقد بإمكاننا طرح السؤال الرئيسي بشكل اخر بحيث يكون أين وسائل الاعلام عن الصف الثاني خاصة واننا اعتدنا على توجهها في اي قضية مرتبطة بالتيارات السياسية الى رموز هذه التيارات والشخصيات التاريخية.

وهذا بخلاف «ندوة الراي» اليوم التي حرصت على الالتقاء بالصف الثاني رغم صعوبة الوصول اليه أحيانا وكان بإمكانها الالتقاء بالسيد عدنان عبدالصمد أو فيصل الشايع أو عبدالرحمن الجيران مثلا....

• «الراي»:هذا الحديث مردود عليه بأن الصف الثاني بالتيارات السياسية لايملك القرار او الحق بالتصريح ازاء قضايا الرأي العام لذلك وسائل الاعلام دائما ما تتجه للرموز؟

- جراغ: هذا أمر طبيعي فعلى سبيل المثال عندما يخرج باقر جراغ ويدلي بتصريح بشأن قضية إضراب القطاع النفطي فإن الكل سيتساءل عن موقف السيد عدنان عبدالصمد وأحمد لاري من هذه القضية فالمجتمع يقيم مواقف التيارات من رموزها وشخصياتها المعروفة وكذلك مرشحيها خاصة.

اليوم لا يوجد لدينا نظام حزبي منظم قانونا، وأعتقد أن الصف الثاني في التيارات السياسية موجود لكن سياسيا قد يكون حضوره قليلا أما إذ نظرنا إلى التيارات السياسية كمنظومة اجتماعية وسياسية واعلامية فالصف الثاني متواجد بها وبالنسبة للتحالف الاسلامي الوطني فإنه في كل فترة زمنية يظهر عناصر جديدة على الساحة السياسية وعضوية البرلمان.

ففي عام 1980 حاز المرحوم حسن السلمان عضوية المجلس البلدي وفي عام 1981 حاز كل من السيد عدنان عبدالصمد والدكتور عبدالمحسن جمال والمرحوم الدكتور ناصر صرخوه عضوية مجلس الأمة وفي التسعينات حاز عضوية المجلس البلدي أحمد لاري والدكتور فاضل صفر الذي أصبح بعد ذلك وزيراً ثم الدكتور خليل عبدالله وهاني شمس ومبارك النجادة حازوا عضوية مجلس الأمة في عام 2012 والدكتور حسن كمال الذي حاز عضوية المجلس البلدي، وبالتالي كل فترة يبرز من التحالف وجوه جديدة للساحة السياسية بأعمار متفاوتة.

• «الراي»: لو افترضنا ان الدوائر الانتخابية اغلقت على المرشحين التقليدين للتحالف هل يمكن للصف الثاني ان يشارك بالترشح في ظل نظام الصوت الواحد ؟

- جرغ: خوض الانتخابات يتم على اساس قرار جماعي بالتحالف يحدد المرشحين في الدوائر الانتخابية وفي كل انتخابات تطرح مجموعة اسماء حسب طبيعة الدوائر والظرف السياسي.

- المسعود: نشكر «الراي» على هذه الندوة والاستضافة وعنوان هذه الندوة الذي قد يتبادر إلى ذهن الكثير من الشباب عن موقع الصف الثاني من المشهد السياسي وأنا اتفق في كثير مما ذكره الاخ باقر حول موقع الصف الثاني ونحن بالكويت قد لا يكون لدينا أحزاب وإنما تيارات سياسية تنطلق من منهجية وفكر وتبني قضايا وهي ما تفرق بين تيار واخر، وقد تتفق هذه التيارات بشكل عام حول قضايا أساسية كالمصلحة الوطنية ومكافحة الفساد، وبالنسبة للتجمع الاسلامي السلفي فالصف الثاني فيه موجود وحاضر ميدانيا وقد يكون غير ظاهر إعلاميا...

• «الراي»: اذ كان غير ظاهر إعلاميا فهو غير موجود في المشهد ؟

- المسعود: الصف الثاني حاضر ويعمل ضمن فرق عمل التجمع في اللجان الانتخابية للدوائر الانتخابية وضمن ايضا المكتب السياسي ويعمل على المشاركة بالقرار وقد يؤدي زيادة الظهورالاعلامي للصف الثاني إلى فوضى وغياب تنسيق بالمواقف لذلك نحرص على أن يغني دور المتحدث الرسمي للتيار او المنسق الاعلامي عن ظهور الصف الثاني، وانا شخصيا اتيحت لي الفرصة في اكثر من مناسبة للظهور بندوات والمشاركة في وسائل الاعلام بالتنسيق مع الاخوة في المكتب السياسي .

وحتى مشاركتي اليوم بهذه الندوة تم بالتنسيق مع الاخوة بالمكتب السياسي وهذه ضرورة لانه لا يحق لأي منتمٍ لتيار ان يظهر عبر وسائل الاعلام بتفرد دون الرجوع لتياره خاصة وان كل كلمة تصدرعن المنتمي لتيار ستحسب على تياره وترصد وتستخدم ضده، وبالنسبة لمسألة الترشح للصف الثاني في الانتخابات نحن بالتجمع الاسلامي السلفي في طور مرحلة التشاورالان للانتخابات البرلمانية المقبلة.

فالتيارات السياسية تتشاور بشأن مرشحيها وتقيم اداء ممثليها في البرلمان بين فترة واخرى وبحث ما اذا كان لديهم مشاكل مع الجمهور أو في بعض المواقف ومن ثم تتولى المكاتب السياسية إعداد قائمة صغيرة للمرشحين والبدائل وهكذا تصفى هذه القائمة بالدوائر الانتخابية حتى يستقر الرأي على مرشحين محددين، ونحن الآن في طور العمل والإعداد لأسماء مرشحي التجمع الاسلامي السلفي في الانتخابات المقبلة وقريبا ستعلن الأسماء بالتجمع.

- المزين: في البداية نشكر صحيفة «الراي»على هذه الاستضافة وتنظيم مثل هذه الندوة وقبل الحديث عن حضور الصف الثاني بالمشهد السياسي لابد من التأكيد على أن التيارات السياسية عموما محاربة بعدم إقرار قانون لتنظيم عملها، وبالعودة إلى سؤال الندوة الرئيسي أعتقد أننا في المنبر الديمقراطي لم نقصر بحق الشباب والصف الثاني ولدينا اليوم في الأمانة العامة 8 شباب من أصل أعضائها الـ 11 واتخذنا خطا جديدا في الاعتماد على الشباب.

وبالنسبة للخبرات ورموزنا الذين لا نستغني عنهم فإننا نستعين بهم «للمشاورة» فقط والاستئناس برأيهم وهو غير ملزم فإلزامية القرار تتم من خلال تصويت الأمانة العامة للمنبر كما أن المنبر لم يتوان عن إظهار الشباب في كثير من المواقع سواء بالندوات أو عبر وسائل الإعلام وبالنسبة للحضور الانتخابي ففي السنوات الأخيرة حظى الشباب بالمشاركة في الانتخابات من الصف الثاني كصالح الملا حيث إنه من الصف الثاني فهو ليس عبدالله النيباري او أحمد الخطيب او المرحوم سامي المنيس وقد تم دعم ترشيحه واستطاع وضع بصمة جيدة له في العمل البرلماني والسياسي وكذلك محمد العبدالجادر مثل المنبر وحظي بعضوية المجلس.

وبالمقابل أيضا نحن ليس لدينا مشكلة او حساسية في التعاطي مع الرموز مثلما كان يصور والقرار الانتخابي في دعم المرشح يتخذ من قبل الأمانة العامة للمنبر، ولدينا التزام في مسألة مشاركة الأعضاء من عدمه في الانتخابات فعلى سبيل المثال عند المقاطعة الأولى اتخذنا قرارا بعدم المشاركة ولم يشارك أحد من المنبر رغم وجود بعض العناصر التي كانت تؤيد قرار المشاركة.

وفي الانتخابات التالية عندما أعلنا أننا لا ندعم ولا نمنع أحد من النزول للانتخابات شاركت بعض العناصر بها، ونحن في النهاية تيار سياسي ومن الطبيعي أن نمر بحالة مد أو جزر نختلف ونتفق خاصة في تيار ديمقراطي كالمنبر يؤمن بالرأي والرأي الاخر، ناهيك عن غياب الغطاء القانوني وما يشكله من معوق لعملنا....

•«الراي»: كيف يؤثر غياب الغطاء القانوني على عملكم كتيار ؟

- المزين: تشريع تنظيم الجماعات السياسية يؤثر بشكل كبير على بيئة العمل السياسي فوجوده يحمي التيارات السياسية من التعصبات ولا يجعلها حكرا على أحد فعلى سبيل المثال هناك تيارات سياسية لا يمكن لأي شخص ان ينضم اليها لكن بوجود تشريع منظم يمكن لأي مواطن طلب الانضمام وفي حال رفضه بإمكانه التقدم بشكوى على هذا التيار علما بأن الفكرة العامة من التيارات السياسية.

يفترض قبل نشر ايدلوجيتها أن تعنى بخدمة المجتمع المتناقض فكريا وتنظيم علاقاته دستوريا واليوم للأسف ليس كل التيارات السياسية باستطاعتها احتواء الجميع.

• «الراي»: كيف ترى حظوظ استمرار التيارات السياسية التاريخية وهل هي متجددة أم أنها تعيش على إرث الماضي وأسماء بعض رموزها ومتى ما غابوا غابت ؟

- المزين: الشخوص تموت لكن الكلمة والفكرة لا تموت والتيارات السياسية باقية لكنها تمر بمرحلة جزر نتيجة الوضع الحالي وتحجيم الحكومة للدور السياسي وأكبر مثال على هذا التحجيم قانون الصوت الواحد الانتخابي فالمتضرر الأكبر منه التيارات السياسية والعمل الجماعي ضرب بالصوت الواحد...

• «الراي»: هذا الحديث مردود عليه بأن هناك تيارات السياسية حاضرة بالصوت الواحد وستحضر أخرى وهناك تيارات من دون مشاركة انتخابية لها وجودها وحاضرة بالساحة ؟

- المزين: لاشك أن التيار السياسي ينعكس أثره الحقيقي من خلال البرلمان وفي النظام الانتخابي السابق كان باستطاعة التيارات السياسية إيصال مجموعة تستطيع خلق كتل برلمانية أما الآن فمن الصعوبة خلق لوبي يملك القدرة على التشريع داخل البرلمان بالصوت الواحد ودائما الحكومة عندما تجد بداية تشكيل لوبي تشريعي قائم على التنسيق بين الكتل البرلمانية تستخدم أساليب تحول دون هذا التنسيق كتغيير النظام الانتخابي او في السابق فتح باب التجنيس وغيرها من القرارات.

• «الراي»:بالنسبة لتيار المنبر قد يكون ضعف حضوره قبل إصدار قانون الصوت الواحد وهناك من يرى أن ضعف الايدلوجية التي يتبناها المنبر على مستوى العالم العربي «الفكر القومي» قد أدى الى هذا الضعف لديكم ؟

- المزين: نحن عندما مثلنا صالح الملا في مجلس 2006 لم نكن في حالة ضعف والحضور الاعلامي بالنسبة لنا تحكمه امور كثيرة ولدينا معوقات كثيرة، فنحن ليس لدينا قانون للجمعيات السياسية وفي ظل وجود القانون سيكون للجمعيات وسائل اعلام خاصة وقنوات تمويل وتحديد أطرها.

أما اليوم فهناك تيارات لا نعلم من أين تأتي مصادر تمويلها، وهناك تيارات خلقت وقت الأزمة السياسية بتمول من جماعات في الحكومة تصرف على أنشطتها ووجودها وإعلامها وهذا يقتل التيارات التي تمثل نبض الشارع الحقيقي وأنا هنا لا أدعي ان المنبر يمثل الشارع لكنه يمثل جزءا من نبض الشارع، وأنا بالنهاية مؤمن بأن التيارات السياسية ستستمر رغم هذه الظروف.

• «الراي»: ‏اليوم تستمد التيارات السياسية التقليدية في الكويت قوتها من ايديولوجية خارجية فإذا أفلت هذه الأيديولوجية فكيف سيكون وضعها سياسيا في المستقبل ؟

‏- المسعود يرد: تاريخيا التجمع الإسلامي سلفي ظهر في أواخر السبعينات ‏وحصل على فتاوى بشرعية المشاركة بالنظام الديمقراطي من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنهجية العمل في التجمع تمتد من السلف وفقا للكتاب والسنة وقد بدأت الحياة البرلمانية بالنسبة لنا ‏منذ بداية الثمانينات بمشاركة خالد سلطان العيسى وأحمد باقر وفي 85 أصبح معهم جاسم العون ‏وبعد عام 85 تم إيقاف الحياة البرلمانية.

‏ثم جاءت فترة الغزو العراقي الغاشم وبعدها عدنا للمشاركة ونحن مستمرون في العمل البرلماني ‏إلى يومنا هذا ولدينا ما يقارب 35 عاما من العمل البرلماني ‏والمشاركة السياسية وبالتالي نحن على امتداد الفترة التاريخية موجودون ومستمرون ‏ونملك القواعد المحسوبه علينا ‏ولدينا مؤيدين نظراً لما نملك من رؤى ومنهجية واضحة خلال الفترة ماضية ‏اثبتت مصداقيتنا.

• «الراي»: ‏مصطلح محسوبين على التيار قد يسبب إشكالية وقد لوحظ أن كثيرا من المرشحين يخوضون الانتخابات تحت مسمى محسوبين على التجمع الإسلامي السلفي وليسوا مرشحين للتجمع فهل لك أن تفسر لنا هذه الظاهرة؟

- المسعود: ‏ظاهرة المحسوبين على التيارات السياسية قد تكون حاضرة في ظل النظام الانتخابي السابق بخمس دوائر واربعة أصوات ‏وما قبله ولكن نحن الان لدينا مكتب سياسي يحدد مرشحي التجمع الإسلامي السلفي في جميع الدوائر ‏مثلنا كمثل بقية التيارات فنحن لنا مرشحينا ‏ومن يخوض انتخابات تحت مظلتنا يلتزم بتوجهنا ‏لكن هناك بالمقابل أشخاص أفكارهم قريبة من التجمع الإسلامي السلفي يخوضون الانتخابات بشكل مستقل ويتم التنسيق في ما بينهم وبين التجمع الإسلامي السلفي حول هذا الترشح.

•«الراي»: ‏هل يستمد المرشحون قوة من ذاتهم أم من التجمع الإسلامي السلفي وإذا كانوا يستمدونها من التجمع الإسلامي السلفي فلماذا يخوضون الانتخابات بشكل مستقل؟

- فهد المسعود: ‏القضية لا ترتبط بمدى استفادة كل طرف من الآخر من هذه القوة ولكنها مرتبطة بمنهجية العمل ‏والأهداف المذكورة ومدى الاقتناع بها وعلى ضوئها يتم التنسيق من أجل خوض الانتخابات ‏فمنهجية العمل هي الأساس والأشخاص زائلون وتبقى منهجية العمل وتطويره هي المستمرة ‏وهذه سنة الحياة.

وهناك وجوه ‏موجودة الان لكن بعد سنوات ستعتزل العمل السياسي ‏وسيأتي آخرون وهكذا تدار الأمور و مثلما قال قبل قليل الأخ خليفة ان الأمانة العامة في المنبر الديمقراطي لديهم ثمان عناصر الشباب وهذا شيء طيب ‏وفي المقابل لديها استشاريون ممن يمكن تسميتهم المحاربون القدامى وهذه هي صفوة العمل.

• «الراي»: ‏قد يعاب بالنسبة للتجمع الإسلامي سلفي بخلاف التيارات الاخرى غياب التنظيم وعدم وضوح آلية العمل فيها ‏وأنا شخصيا وجدت صعوبة بالعثورعلى ممثل له للمشاركة في هذه الندوة فما هي الأسباب؟

- المسعود: ‏نحن في التجمع لا تنحصر أهدفنا على الشأن السياسي فنحن تيار ‏سياسي ديني اجتماعي ‏وهدفنا في النهاية دعوي يقضي بالأمر بالمعروف والنهي عن منكر ‏وبالتالي العمل يتوسع في المجال الديني والاجتماعي والسياسي كمنظومة ‏متكاملة فتنخرط بعض المجاميع منا بالعمل الاجتماعي وأخرى بالعمل الديني وأخرى بالعمل السياسي ‏والمهتمين بالعمل السياسي من التجمع الإسلامي سلفي ‏يعلمون ما يحدث من متغيرات وما يحدث في التيار أولا بأول وخاصة في الجناح السياسي.

وأكبر دليل على ذلك التواصل القائم ‏في ما بينهم ومن ثم يتم نقل القرارات الى المجاميع العاملة في العمل الاجتماعي والدعوي بالمناطق وهكذا ‏وبالتالي من الطبيعي أن تتصل بأشخاص من منتسبي التجمع الإسلامي السلفي قد يكون من العاملين بالعمل الاجتماعي والدعوي ولا يعلم من الممكن أن يشارك في مثل هذه الندوة وهذا أمر طبيعي.

• «الراي»: الى متى يمكن ان تستمر آلية العمل لديكم بهذا الشكل غير الواضح نوعاً ما ؟

- المسعود: ‏مثلما قال أخي خليفة قبل قليل، كل تيار سياسي ممكن أن يمر بعثرات، ‏والحكومة لا شك تسعى للسيطرة عليه ولا تريد بروز تيار أو أحد في سماء العمل السياسي بالكويت وتعمل مع جميع التيارات بتوازن ‏دون أن تتيح فرصة لتيار أوحد بالتفرد في الحضور ‏وامتلاك دفة القرار في البرلمان ‏وهذا الوضع قائم منذ بداية العمل البرلماني ‏فدائما ما تسعى الحكومة للسيطرة على القرار داخل البرلمان بمختلف الصور.

- جراغ: ‏ نحن كتيار إسلامي مهتم بالعمل السياسي لابد وأن نؤكد أن العمل السياسي جزء من العمل الرسالي والعمل الرسالي يتمحور حول الإنسان ‏وهذا ينسحب على العمل السياسي كبقية الأمور ‏وهو يجب أن يكون موجها للإنسان ‏وبالتالي نحن نتحرك كتيارات سياسية لخدمة الناس.

‏وقبل الحديث عن الحضور واستمرارية التيارات السياسية من عدمها لابد وأن نضع معايير ومن ثم نطبقها ويأتي في مقدمتها قوة قيادة ورموز هذه التيارات السياسية ‏ومدى قربها من الناس ‏والمجتمع ككل ‏ومن الطبيعي أن التيار لا يمثل كل المجتمع لكن المفترض ألا يكون لديه مشكلة مع كل فئات المجتمع ‏وثانيا وضوح الرؤية ‏والهدف والمشروع الذي يلبي تطلعات المجتمع.

‏وثالثا الثبات على هذا المشروع وعدم التقلب ‏والتأثر بأي ظروف سواء كانت سياسية واجتماعية ‏ورابعا مدى مقدرة هذا التيار على خلق صف جديد ‏وقيادات جديدة ورموز جديدة ‏وعنده تطبيقنا لهذه المعايير على التيارات السياسية سنعرف مدى استمرارها من عدمه.

‏وبالنسبة لنا أعتقد أن التحالف الإسلامي الوطني تيار مستمر ومتجدد وأفق العمل فيه زاهر ‏وليس لدينا مشكلة في خلق رموز جديدة وهناك نقطة يجدر الإشارة إليها وهي أن العمل السياسي أعم من العمل البرلماني.

فنحن على سبيل المثال لدينا رموز سياسية لم ترشح للانتخابات البرلمانية نهائيا ‏كالحاج صالح الموسى ‏فهو ضمن قيادة التحالف منذ بدايات تأسيسه وكان نشطا في الجانب السياسي ويرتبط بعلاقات كثيرة جدا من رأس السلطة إلى جميع التيارات السياسية والعوائل والشخصيات ‏ولم يرشح نفسه حتى لانتخابات جمعية تعاونية ‏لكن يعتبر شخصية أساسية وهناك شخصيات أخرى وبالعودة للحديث عن المعايير المتصلة باستمرارية التيارات فهناك معايير متصلة بالبيئة الخارجية ‏كالحروب الإعلامية والخصومات السياسية ‏ومدى مقدرة التيار على تجاوزها والعودة بشكل أقوى.

• «الراي»: ‏وهل قوة التيارات السياسية حقيقية أم صورية وهل تستمد قوتها من شخوصها أم أن الأشخاص يستمدون قوتهم منها ‏كالسيد عدنان عبدالصمد على سبيل المثال هل يستمد قوته من التحالف الإسلامي الوطني أم أن التحالف الإسلامي الوطني يستمد قوته من انتماء السيد عدنان له وبمعنى اخر هل يستطيع التيار ان يرشح شخصا غير معروف وينجح في الانتخابات؟

- جراغ: ‏تجربة التيارات السياسية في الكويت تعد تجربة حديثة ‏وأنا أريد العودة إلى فترة بداية الحراك في أوائل الثمانينات، فالأخوة في التحالف آنذاك تشاوروا ووقع اختيارهم على السيد عدنان عبد الصمد والدكتور عبد المحسن جمال رغم أن الأخير كان في الولايات المتحدة الأميركية لدراسة الدكتوراه وتأخرت دراسته بداعي الانتخابات وبالتالي لم يكن خوضهما بناء على رغبتهما الشخصية.

‏ومن الطبيعي أن يكون للشخصيات كاريزمتها ووزنها في المجتمع ‏لتزود التيار بقوة ويستفيد منهم لكن ‏بعد مرور هذه السنوات يصبح التيار موجودا وله رموز وقيادة واضحة ‏وقاعدة جماهيرية عريضة ومن الطبيعي أن الشخص ‏يكمل المجموعة وشخصية كالسيد عدنان عبد الصمد بتاريخه البرلماني الطويل لا يمكنني إغفال ‏تأثيره على قوة التيار الإعلامية ولا أتحدث هنا عن التأثير على آلية القرار الداخلي.

ولكن بشكل عام، والسيد عدنان اليوم لا يعتبر ‏رمزا لتيار التحالف وإنما رمز برلماني ‏وبالنسبة لإمكانية ترشيح التيار لشخص غير معروف ونجاحه فأنا أذكر لك أن هاني شمس خاض الانتخابات في الدائرة الخامسة وهو غير معروف فيها ونجح ومبارك النجادة خاض انتخابات في الدائرة الرابعة وهو غير معروف فيها ونجح، ‏وبالحديث عن فعالية التيار فإنه يمكن قياسها بقبول الناس وأفضل مقياس هو الانتخابات بالإضافة إلى حشد الرأي ‏الجماهيري في القضايا الكبرى المتعلقة بالوطن.

‏ونحن بهذا الصدد في التحالف الإسلامي الوطني ‏استطعنا التعامل مع قضايا الطرح الطائفي والتأكيد على الوحدة الوطنية ومواجهة الفتن والتصدي لقضايا الشأن العام ‏وتعاملنا مشهود له بالعقلانية والهدوء والحكمة ‏بعيدا عن الاستعراض وفرد العضلات والتعاطي الإعلامي والبعض ‏ينبهنا بأن هذا التعاطي سيخسرنا انتخابياً ‏ونحن نعلم ذلك ‏ونؤكد على أن حركتنا ليست انتخابية وإنما تنظر إلى المصلحة العامة للوطن وهي المقدمة.

‏وبالحديث عن حضور التيارات وأثرها ‏ومقدرتها على تعبئة الرأي الجماهيري ‏فنحن في التحالف تبنينا وشاركنا في تعبئة الرأي العام للمشاركة في الانتخابات وفق نظام الصوت الواحد ‏وتشجيع الآخرين على النزول ‏وفي فترة تلك الانتخابات وهي أول انتخابات للصوت الواحد أذكر أن السيد عدنان عبد الصمد لم يكن متفرغا لحملته الانتخابية ‏بقدر تفرغه للقاءات التيارات السياسية ‏ ‏لإقناعهم بالمشاركة في الانتخابات والتشديد على أهميتها في هذا الظرف المفصلي.

ويكاد يكون مرسوم الصوت الواحد هو المرسوم الوحيد الذي وافق عليه التحالف الاسلامي الوطني أما بقية مراسيم الضرورة فكان موقفه إما الامتناع أو الرفض والسبب أنه هو المخرج الدستوري والسياسي للأزمة القائمة في ذلك الوقت واليوم بعد خمس سنوات أغلب التيارات ستلحق قطار هذا المخرج.

وبالنسبة للحديث عن أثر التيارات السياسية مجتمعة يمكنني في هذا الصدد في البداية أن أؤكد على أن الوضع الإقليمي ألقى بظلاله على الساحة الكويتية وخلق اصطفافا بين التيارات والشخصيات السياسية الكويتية وحتى عندما تطرح قضية وطنية مستحقة لا علاقة لها بالشأن الإقليمي نرى اصطفافا بالمواقف فيها على أساس الاصطفاف القائم والمتأثر بالحدث الإقليمي وأنا أعتقد اليوم أن الحوار السياسي بين جميع التيارات السياسية مطلوب ويجب ألا ينقطع ولا يهدف هذا الحوار إلى تغيير قناعات البعض وإنما استمرار التواصل بهدوء.

• «الراي»: لماذا لم تدعوا في ذلك الوقت للحوار ولماذا تدعون له الان وما الذي استجد ؟

- جراغ: في عام 2008 عندما فصل التكتل الشعبي كلا من العضوين السيد عدنان عبدالصمد وأحمد لاري على خلفية قضية التأبين أصدر النائبان بيانا فصلا فيه كثيرا من الأمور ومن ضمنها ما يتعلق بقرار كتلة العمل الشعبي حيث ذكرا أنهما سيكون لهما رد في وقت آخر ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لم يأت الرد منهما بشكل اعلامي لأننا في التحالف لدينا قناعة بأن التعاطي مع القضايا الحساسة وحلحلتها لا يتم عبر وسائل الإعلام وانما عبر اللقاءات الخاصة والحوار وحتى في المجلس المبطل الأول كان حلقة الوصل بين الغالبية والأقلية النائب أحمد لاري نظراً لقبوله من الجميع.

• «الراي»: التجمع الاسلامي السلفي ايضا كان له دور في تعبئة الرأي العام للمشاركة بالانتخابات بعد مرسوم الصوت الواحد؟

- المسعود: ‏منذ صدور مرسوم الضرورة بالصوت الانتخابي الواحد كان هناك عدة اجماعات لتحديد موقفنا ‏من مسألة المشاركة من عدمه ‏وكان هناك خلاف في التجمع الإسلامي السلفي ‏ثم قرر المكتب السياسي المشاركة ‏وتمت المشاركة إيمانا ‏منا بضرورتها خاصة وأنها ترتبط بالعمل التشريعي والرقابي ‏ومن منطلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‏وهي مسألة مبدئية بالنسبة لنا ‏بغض النظر عن مسألة قبولنا او رفضنا للصوت الواحد شاركنا ونحن مع العلم غير راضين عن الصوت الواحد لكنه أصبح واقعا ‏بعد حكم المحكمة الدستورية ‏وكثير من معارضي المشاركة تراجعوا عن موقفهم.

• «الراي»: وماذا عن دوركم الاجتماعي في مسألة الحفاظ على الوحدة الوطنية خاصة وأن التيار السلفي أو بعض القريبين منه يتهمون أحيانا بأنهم طرف في تأجيج الوضع الطائفي ؟

- المسعود: ‏نحن دائما ما نحرص على الوحدة الوطنية ونبذ الطرح الطائفي ‏ ‏ونحن دائما ما نبتعد عن المواضيع التي تشهد شحنا طائفيا خاصة في المواسم الانتخابية والدينية، ‏وبمناسبة الحديث عن حضور التيارات وأثرها فلدينا الكثير من المواقف التي تعكس مسألة حضور التجمع الإسلامي السلفي وتأثيره علاوة على دوره بالحفاظ على الوحدة الوطنية إذ ‏كان لنا دور وموقف إزاء حكم المحكمة الدستورية بشأن قانون منع الاختلاط ‏وكذلك من قانون البي ‏أو تي وغيرنا الكثير من المواد بعد التواصل مع أعضاء مجلس الأمة.

‏وكذلك قضية الحيازات الزراعية وكان لنا موقف منها من خلال الوزير علي العمير ‏وكذلك قانون الوكالات التجارية وقضية تحديد شرائح الكهرباء كان لنا منها موقف وعقدنا بشأنها ندوتين بمشاركة التيارات السياسية ‏وبالتالي فاعلية التجمع الإسلامي السلفي حقيقية وليست صورية وتستمد قوة من حضورها ومشاركاتها واسهامها في العمل السياسي والاجتماعي والعام.

- المزين: ‏بالنسبة لفعالية المنبر الديموقراطي وإذا كانت هذه الفعالية حقيقية ام صورية، أعتقد أن المنبر في الفترة الاخيرة كان هو حلقة الوصل في ربط التيارات السياسية بالمواقف ‏وخاصة الفرقاء ‏فعلى سبيل المثال ربط المشاركين بالمقاطعين ‏في أكثر من قضية كالاتفاقية ‏الأمنية والإعلام الإلكتروني ‏وقانون الإعلام الموحد.

وأعتقد أننا في التفاعل مع التيارات الأخرى أكثر التيارات مرونة في التعامل مع التيارات الاخرى ‏واستطعنا إيقاف بعض الملفات ولكننا فشلنا في الإعلام الإلكتروني مثلا نتيجة انسحاب الإخوان في التحالف الإسلامي الوطني ‏من الجلسة ‏، وبالتالي أعتقد أن فعالية المنبر الديموقراطي قائمة في خلق رأي موحد خاصة في السنتين الماضيتين ‏ونحن متفاعلون مع المجتمع في قضايا الحريات.

• «الراي»: أنتم بالمنبر الديموقراطي متحرر من الايديولوجية الدينية أين دوركم من قضايا الشحن والطرح الطائفي بالمجتمع خاصة وانكم تتمتعون بالمرونة بهذا الجانببخلاف التيارات الدينية الاخرى ؟

- المزين: ‏نحن من أكثر التيارات تصديا لخطاب الكراهية والطرح الطائفي ‏ورفضناه على مستوى الأعضاء ‏وعبر البيانات السياسية ومواقع التواصل الاجتماعي ‏وكنا نمارس الدور المهم بالمطالبة بتطبيق القانون ‏وقفنا في أكثر من موقف وآخرها رفضنا لتدخل مشايخ الدين في الانتخابات التكميلية ‏ونحن حاضرون في كل المسائل المتصلة بالحريات والمكتسبات الشعبية والدستورية.

‏وبالمناسبة في اكثر من موقف أخرنا في المنبر الاعلان عن موقفنا من اجل مشاركة التيارات في هذا الموقف لخلق رأي عام واخرها الاعلام الالكتروني، ‏فنحن في هذه القضية انتظرنا موقف تيارين سياسيين لكي نعلن عن موقف الرفض له ‏أحدهما مشارك والآخر مقاطع ‏ونحن لدينا إيمان بأن العمل السياسي إذا لم يكن منظما وجماعيا ‏فإننا لن نخلق مجتمعا صحيا قد نختلف ونهاجم بعضنا البعض ولدينا تنافسية.

لكننا ‏في القضايا الكبرى نتفق ‏مع التأكيد على أننا لا نفجر بالخصومة ‏حتى عند تبنينا المقاطعة كنا نشدد على أن المشارك والمقاطع اخواننا ولا نخون بعضنا البعض، نختلف ونتفق ولكن نبقى كويتيين أبناء بلد واحد، ‏ونحن التيار الوحيد الذي وقف مع اضراب القطاع النفطي وشاركناهم في الدفاع عن حقوقهم المكتسبة ‏وكذلك تصدينا لتعديلات وزارة الشؤون لقانون جمعيات النفع العام ونظمنا ندوة لها.

• «الراي»: وماذا عن أثر العلاقات الاجتماعية وصلة القربى والعلاقات الشخصية في التيارات السياسية والانتساب إليها ؟

- المزين: أثر العلاقات الاجتماعية وصلة القربى وتوريث العمل السياسي منعدم لدينا وغير موجود فنحن نمتاز بأننا تيار جامع لكافة شرائح المجتمع الكويتي وبالنظر للأمانة العامة للمنبر فأميننا العام قبلي مطيري ونائبه عوضي وأمين السر شيعي ورئيس المكتب الاعلامي قبلي مطيري وأمين السرالمساعد قبلي ظفيري ورئيس المكتب السياسي والمكتب المالي حضر وآخرون من خيرة الشباب فبالتالي بابنا مفتوح للجميع ولدينا الشفافية الى حد التفكير بالسماح لحضور غير المنتمين لاجتماعات الجمعية العمومية كضيوف.

- فهد المسعود: نحن في التجمع الاسلامي السلفي لا يرتبط الانتماء وتولي المناصب بالعلاقات الاجتماعية أو صلة القربة فالمعيار الكفاءة ومنهجية العمل ونرحب بكل من يريد الاشتراك والانضمام الينا، أبوابنا مفتوحة شريطة الالتزام بتوجه التجمع الاسلامي سلفي فنحن لدينا ضوابط ولائحة وهناك تزكيات.

• «الراي»: طالما أن هناك تزكيات فإن الباب ليس مفتوحا للجميع كما ذكرت ؟

- فهد المسعود: للانضمام للتجمع لابد أولا على الأفراد الاتفاق مع آراء وتوجهات التجمع حتى يكون هناك انسجام بالعمل وحتى لا يتعارض ونحن بفضل الله نتمتع بعلاقات طيبة مع كل فئات المجتمع بمختلف طوائفه ومشاربه وتنسيق العمل لدينا مفتوح على الجميع ولدينا نظام أساسي يجب على الراغبين بالانضمام للتجمع الالتزام به.

- باقر جراغ: توارث الانتماء للتيارات لايعد شيئا سلبيا ولا ضير اذ وجد أحد تيار قريب من قناعته ان ينتمي اليه حتى لو كان والده عضوا بهذا التيار لكن ما هو معيب توارث الميزات والمناصب وهذا غير موجود في التحالف الاسلامي الوطني ونحن منذ عام 1980 الى عام 2016 ظهر من التحالف عدة اسماء من عوائل مختلفة وحتى تنظيميا داخل التحالف يتم توزيع المواقع وفق الكفاءة وبابنا مفتوح للجميع.

• «الراي»: هل يعني ذلك ان بابكم مفتوح بإطلاقها للانتساب والعمل معكم حتى لو كان المتقدم من طائفة مختلفة ؟

- جراغ: نعم باب العمل مع التحالف الاسلامي مفتوح للطوائف المختلفة ومثلما ذكر الاخ خليفة حول حرصهم على دعوة ومشاركة التيارات السياسية بخلق رأي عام حول القضايا نحن في التحالف نشارك عادة في القضايا العامة.

• «الراي»: السؤال نفسه يوجه لممثل التجمع الاسلامي هل يمكن للتجمع أن يقبل بانتساب اي عضو حتى وان كان من طائفة اخرى له ؟

- فهد المسعود: طالما ان المتقدم للتجمع ينسجم مع اهدافنا ومنهجية عملنا نقول له حياه الله وبابنا مفتوح للجميع وبالمناسبة نحن كتيار سياسي ديني نتفق مع جميع التيارات بالوقوف ضد الفساد والدفع بمشاريع التنمية لكن منهجية العمل تختلف في ما بيننا وبين التيارات وعلاقاتنا مع بقية التيارات السياسية طيبة ولا توجد لدينا اشكالية مع احد في اي قضية تخدم الصالح العام ولا تخالف الشريعة الإسلامية.

نقاش خارج نص الندوة

توجه الضيف خليفة المزين بعتب على ممثلي التجمع الاسلامي السلفي و التحالف الاسلامي الوطني قائلا: الاخوة من التيارات المشاركة في العمل البرلماني ولدينا عتب خاص على هذه التيارات بمسألة قبولها للانتهاكات السياسية التي شهدتها الكويت فالكلمة والدستور انتهكا في اكثر من موضع والقانون انتهك وللاسف كان موقف تيارات المشاركة سلبيا وغير فعال الا في ما يخصهم فاليوم هناك ما يقارب 626 شابا ما بين سجين ومهجر وهناك قضايا لا تزال منظورة أمام القضاء وقد يكون بعضهم مخالفا للقانون ونعطي العذر بوضعه ولكن كثيرا منهم جوبه بتعسف وأنا هنا اريد ان اعطي مثالا واتساءل: اين تفاعل التيارات السياسية مع قضية اضراب ما يقارب 13 الف موظف في «البترول» لمدة يومين بل العكس من ذلك وجدنا بعض التيارات تهاجم وتشكك بوطنية المضربين كما استغرب من هجوم التيارات السياسية اليوم على المقاطعين في هذا الوقت ومحاولة التبرير انهم كانوا على حق بالمشاركة منذ البداية، وانا اعتقد ان على التيارات السياسية ان تنظر لمسألة الصوت الواحد بصورة أشمل فهو مدمر للعملية السياسية واريد ان اطرح عليهم تساؤلا وأريد منهم الاجابة عنه:هل لديهم اي قابلية من حيث المبدأ بفكرة نقاش تغيير نظام الصوت الواحد الانتخابي؟

- المسعود يعقب: هذا الحديث غير دقيق فنحن في التجمع شاركنا منذ البداية ونحن غير موافقين على نظام الصوت الواحد لكننا قررنا المشاركة كضرورة لإنقاذ البلد لكن مع الاسف وجدنا كثيرا من التيارات السياسية قاطعت الانتخابات وانبرت للطعن والتخوين بالمشاركين انذاك واليوم تبكي على اللبن المسكوب وتفكر بالمشاركة، ونحن في تلك الفترة دعونا التيارات السياسية للمشاركة لكن الاغلبية المبطلة كانت تمسك بزمام مسألة المشاركة وعدم المشاركة والمترددين أحجموا عن المشاركة بسبب ضغط الأغلبية لكن اذا كانت القضية بالمقاطعة قائمة على اساس مبدأ فكيف يتغير المبدأ الآن، وبالنسبة لموقفنا من القضايا فإن في كثير منها كان لنا موقف بالبرلمان وإضراب القطاع النفطي اعلنا موقفا ضد الاضراب بشكل عام لأن اي امر فيه اضرار بالبلاد لسنا معه ولكننا بالوقت ذاته مع امتيازات وحقوق القطاع النفطي ونؤيدها بوسائل اخرى وليس بشل القطاع ونحن لا نخونهم لكننا نختلف معهم حول ضرر الاضراب على الاقتصاد الوطني ونحن مع التدرج في الاضراب لإيصال الرسالة وليس شل القطاع بشكل مباشر،وبالنسبة لمسألة القانون الانتخابي أننا نرحب بأي مشروع من شأنه تحقيق المصلحة العامة لكن يجب في البداية الاطلاع على النظام الذي سيقترح ومن ثم مناقشته.

وعقب جراغ بالقول: بالنسبة لمسألة المشاركة والمقاطعة فنحن في التحالف منذ البداية كنا مع المشاركة لكن في المقابل كان هناك مجاميع مقاطعة واليوم ستشارك ونحن نرحب بمشاركتهم وبالنسبة لمسألة اضراب القطاع النفطي نحن قبل الاضراب وخلف الكواليس كان هناك تواصل مع اعضاء النقابات واتحاد البترول حول مسألة البديل الاستراتيجي وكون النائب احمد لاري والدكتور خليل عبدالله في لجنة تنمية الموارد البشرية البرلمانية تم نقاش الموضوع بشكل كامل ومستفيض معهم والاضراب كان بخلاف النقاشات السابقة ومع ذلك كان لنا موقف متوازن ولا نريد تسجيل نقاط على الحكومة او على القطاع النفطي فالحكومة تتحمل جزءا من هذه الاشكالية ولا نبرئها من المسؤولية ومع ذلك كان هناك تحرك من قبل التحالف مع رئيس مجلس الامة وبعض اعضاء المجلس مع اتحاد العمال للوصول الى حل يرضي جميع الاطراف ولله الحمد انتهى هذا الاضراب على خير، وبالنسبة للسؤال عن النظام الانتخابي لا أستطيع ان ابدي رأيا بالرد على سؤال افتراضي ونحن في مسألة نقاش اي قضية تحقق الصالح العام نؤكد على ان باب النقاش مفتوح والقرار شيء اخر ونحن لا نحجر على احد النقاش.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي