«اللواء الطيّار» في قمرة قيادة «إنفستكورب» العارضي: استراتيجية للقفز بالأصول المدارة إلى 25 مليار دولار

تصغير
تكبير
بعد قيادة 10 آلاف شخص في سلاح الجو... لم يكن سهلاً أن أعود طالباً إلى «هارفرد»

نطمح لإنشاء نظام عالمي لجمع الأموال وتوزيعها على الاستثمارات

ندرس إطلاق «صندوق التكنولوجيا- 4» و«الفرص الخليجية- 2»

«كلوب ديل» منتج جديد للاستثمار العقاري نفذنا أولى صفقاته في واشنطن

سنتحوّل من بوتيك استثماري إلى مؤسسة بالحجم الذي يستحقه المساهمون والمستثمرون
حين فاتح «اللواء الركن الطيّار» محمد العارضي أصدقاءه بنيته مغادرة سلطنة عمان، ليتابع دراسة الماجستير في جامعة هارفرد، قال بعضهم إنه «ضرب من الجنون». لكن القائد السابق لسلاح الجو السلطاني فعلها، وخلال سنوات قليلة انتقل إلى قمرة القيادة في أكبر بنك استثماري بالمنطقة.

في هذه المقابلة، يتحدّث رئيس مجلس الإدارة التنفيذي في «إنفستكورب» لـ «الراي» عن استراتيجيته لمضاعفة الأصول المدارة في البنك خلال خمس إلى سبع سنوات.


كان محمد العارضي أصغر قائد لسلاح الجو العُماني في تاريخ السلطنة، وحين تقاعد من منصبه بعد عشر سنوات كان لا يزال في مطلع الأربعينات. من دون مقدمات، قرر الشاب الهادئ ترك نجاحه الاستثنائي في المجال العسكري والحكومي، ليعود إلى صفوف الدراسة طالباً في كلية جون ف. كينيدي بجامعة «هارفرد» ليحصل على درجة الماجستير في الإدارة العامة.

يقول بتلقائية: «يا أخي والله ما كانت سهلة... ليس سهلاً أن تكون قائداً لسلاح الجو، وتحت قيادتك عشرة آلاف شخص، وعندك موازنات كبيرة، وتقدم تقارير مباشرة لسلطان البلاد (السلطان قابوس بن سعيد)، ومسؤوليّاتك أكبر من كثير من الوزراء في الدولة، وبعد أسبوع تجد نفسك طالباً في (كينيدي سكول)، لا أحد يعرف من تكون، ولا أحد يستأمر بأمرك، ولا أحد يقول لك (Sir)»... وتنطلق منه ضحكة.

حين ترك سلاح الجو، كانت الحياة العامّة لا تزال تفتح له فرصاً ونفوذاً. فبعد تقاعده، تولى العارضي رئاسة اللجنة العسكرية الأمنية بين عُمان وإيران، وكُلّف ببعض الملفات الحسّاسة، مثل ملف الحدود بين عمان والإمارات. لكن العارضي اختار عالم المال والاستثمار عن سابق إصرار وتصميم. «لم يعد هناك ما أقوم به في الحياة العسكرية، فإما أن تسير في المسار التقليدي، سواء في الأعمال الخاصة أو المجال الحكومي، أو أن تبدأ في مجال آخر، تتعلم عنه وتجيده».

كان الشغف بالتعليم يحرّك الشاب الذي تخرّج في أهم الكليات العسكريّة في العالم. فهو حصل على البكالوريوس من كليّة القيادة والأركان في كرانويل، وتلقى الدراسة في كلية القيادة والأركان في براكنيل بالمملكة المتحدة وجامعة الدفاع الوطني في واشنطن العاصمة. وحين قرر الانتقال إلى عالم الاقتصاد كان لا بد من الدراسة في «هارفرد»، «لتكون النقلة احترافية».

وحدها العائلة كانت متفهمة، ربما لأنها تعرف بالضبط ماذا يعني له ذلك الشغف. لكنه يقول اليوم إن تجربته «ألهمت كثيراً من الشبان في السلطنة. فباتوا يريدون أن يعرفوا كيف بإمكانهم أن يصلوا إلى هارفرد».

عاش العارضي تجربة الدراسة حتى النهاية. «ممتع أن تكون في هارفرد. هذه المؤسسة العظيمة. أهمية التجربة لا تقتصر على المناهج، بل كل ما يحصل هناك في المجالس والندوات. فتارة يحضر رئيس وزراء أو اقتصادي شهير. ولذلك فإن كمية العلم الموجودة غير طبيعية. أضف أن خيرة شباب العالم تجدهم هناك».

أتقن خرّيج «هارفرد» صنعته الجديدة، وبدأ اسمه يلمع في عالم الأعمال والبنوك سريعاً. وقادته الصدفة إلى لقاءٍ، عبر صديق مشترك، مع الرئيس التنفيذي لبنك «إنفستكورب» حينذاك نمير قيردار (رئيس مجلس الإدارة حالياً). كان قيردار شخصية مصرفيّة نادرة، اكتسب شهرته من قصة النجاح الاستثنائية للبنك الاستثماري الأشهر في منطقة الخليج، الذي أسسه مطلع الثمانينات.

نشأت بين الرجلين كيمياء غريبة. يقول الرئيس التنفيذي المشارك في «إنفستكورب» محمد الشروقي إن قيردار كان معجباً بمثابرة العارضي واحترافه، وقصّة عودته إلى مقاعد الدراسة.

بعد وقت وجيز، «عرض (قيردار) علي الانضمام إلى مجلس الإدارة»، يقول العارضي. «اعتبرت ذلك شرفاً كبيراً لي. كان ذلك في بداية 2008. وفي سبتمبر من ذلك العام بدأ العالم المالي ينهار، وبالتالي عايشت كل تلك الأزمة، وتعلمت منها الكثير».

استهوى العمل في «إنفستكورب» العارضي. «وجدتُ هنا مواهب عظيمة، و(ناس متعوب عليها). ناسٌ يعرفون أعمالهم جيداً ويقومون بها». كانت مزايا الاحتراف تشكل بحد ذاتها إغراءً. يقول: «عندما تجد مؤسسة تخضع للجهات الرقابية في نيويورك ولندن والبحرين وقطر واالسعودية، وهي مؤسسة بدأت في المنطقة. وتجد أن الجزء الأكبر من الأموال الموظفة لديها في صناديق التحوط من مصادر أميركية، فهذا يشير إلى مدى قوتها... هذه ليست مؤسسة موجودة اليوم لتكون غير موجودة غداً. إذا لم يكن هذا النجاح يشد الإنسان فما الذي يشده؟»

يضيف: «بنى (إنفستكورب) على مدى 34 سنة سمعة قوية عظيمة. فالبنك مثلاً حقق أرباحاً في كل سنة من سنوات عمله باستثناء سنة واحد هي 2009، وهي سنة الأزمة المالية العالمية... عندما تنظر إلى سمعة المؤسسة في نيويورك، وعندما تنظر إلى النظام والشبكة التي تم بناؤهما حول الملكيات الخاصة من الدائنين والمستشارين ومنفذي الصفقات ومستكشفي الفرص، ترى شيئاً عجيباً».

في العام 2014، كان واضحاً أن المؤسس التاريخي لـ «إنفستكورب» يخطط للتقاعد. ترقبت الأسواق طويلاً لمعرفة الاسم الذي سيخلفه. لم يخلُ اسم محمد العارضي من المفاجأة. إنه الرجل الذي انتقل من قبل سنوات قليلة من مقصورة قيادة المقاتلة الحربية إلى مقصورة رجال الأعمال. في مطلع يوليو 2015، دخل التغيير حيّز التنفيذ، وكان على القيادة الجديدة أن تقول ما لديها. إلى أين من هنا؟

خلال الأشهر الماضية، أنجز العارضي وفريق الإدارة التنفيذية وضع «الطريق إلى المستقبل». يقول: «(إنفستكورب) وجد كجسر بين المستثمرين في الخليج والفرص الموجودة في الغرب، وهذه النظرة لن تتغير. ما نقوم به اليوم هو أن نستفيد من هذا النجاح الكبير للتحول من بوتيك استثماري إلى المكانة التي تسحقها هذه المؤسسة ويستحقها المساهمون».

يترجم هذا الطموح بهدف عملي: «الوصول في المدى المتوسط (5 إلى 7 سنوات) إلى قاعدة أصول تحت الإدارة بنحو 25 مليار دولار، (بدلاً من 11.5 مليار دولار حالياً)، وأرباح صافية بقيمة 500 مليون دولار». برأي العارضي، «هذه الأهداف طموحة وتحتاج إلى الكثير من العمل، لكنها أهداف قابلة للتحقيق».

ليس لدى العارضي قلق من أن يؤدّي هذا النمو السريع المستهدف إلى تحوّل البنك من السياسة المتحفظة التي عرف بها إلى سياسة النمو السريع. يقول: «إذا نظرت إلى تاريخ (إنفستكورب) في السنوات الأولى لتأسيسه بين العام 1982 والعام 1989، تجد أن معدلات النمو قريبة من هذا المستوى المستهدف»

لكن هل تتحمّل الأسواق نمواً سريعاً كهذا؟ يجيب العارضي: «في الأشياء التي نتعامل معها، أعتقد أنها تتحمل. أعطيك على سبيل المثال، أننا نستثمر مثلاً في العقار الأميركي، وقد استثمرنا خلال العام الماضي وحده نحو مليار دولار في هذا القطاع، وكانت آخر صفقة بقيمة 220 مليون دولار في مارس الماضي».

يوضح أن «المستثمرين في الخليج لديهم رغبة كبيرة في هذا المجال، وما نريده هو أن نزيد هذه الاستثمارات لنوفر المزيد من الفرص للمستثمرين الخليجيين».

مثال آخر. لدى «إنفستكورب» استثمارات مدارة بنحو 4 إلى 5 مليارات دولار في قطاع صناديق التحوّط. يعتقد العارضي أن الرقم يمكن أن يرتفع بسهولة إلى 10 مليارات دولار «مع بعض الشراء». وعلى سبيل المثال، «عندما وضعنا هذه الخطة لم نكن نتوقع أننا سنشتري بعد أشهر قليلة (ساريس) التي تدير نحو 800 مليون دولار».

ويخلص إلى أن «لا شيء في هذه الخطة متهور أو غير محسوب، أو يدخلنا في مجالات لا نعرف عنها». ويوضح أن «البنية التحتية للبنك لا تحتاج إلى إضافة قوية، بل هي مؤسسة جيداً، وتستطيع ان تستوعب التوسع الذي نتكلم عنه على المدى المتوسط. ولا داعي لإضافة كبيرة في الموارد».

المنتجات الجديدة

في جعبة «إنفستكورب» مبادرات كثيرة يراد لها أن تشكل نقلة كبيرة إلى المستقبل. إحداها، وأكثرها تحدياً وفق وصف العارضي، «أن نخلق نظام توزيع عالمي (global distribution system) ونظام جمع تمويل عالمي (global fund raising system)، بحيث نتمكن مثلاً من جمع الاموال في الصين لاستثمارها في الخليج، أو جلب الأموال من أميركا لمنتجاتنا في فرص بأميركا أو أوروبا أو الخليج».

وفي الوقت الحالي، يشير العارضي إلى أن «الخليج ما زال أكبر مصدر للأموال في مجال العقار والملكيات الخاصة، فيما تعد الولايات المتحدة المصدر الأكبر للأموال المستثمرة في صناديق التحوط، بنسبة تقارب 70 في المئة. وهذا الأمر مهم جداً».

بالإضافة إلى ذلك، يلفت العارضي إلى أن «البنك أطلق أخيراً خطه الجديد للاستثمار في العقار الأوروبي، لا سيما في لندن، وبدأ البحث عن الفرص، وربما تعلن الصفقة الأولى في وقت قريب».

وفي قطاع العقار أيضاً، يشير العارضي إلى أن البنك أطلق منتجاً جديداً اسمه «كلوب ديلز»، بحيث يتم شراء مبنى تتوزع ملكيته بين عدد محدود من الأشخاص، بخلاف نظام المحفظة. وقد أنجزت الصفقة الأولى من هذا النوع في واشنطن على عقار اسمه «سفن ثري ثري أون تنث ستريت»، استحوذ عليه خمسة أشخاص، وتم بيعه سريعاً خلال سبعة أو ثمانية أيام فقط بعائد مجز.

وبالإضافة إلى ذلك، يدرس البنك استمرارية صناديق التكنولوجيا. يوضح :«أطلقنا في السابق (صندوق التكنولوجيا 1) و(2) و(3)، وندرس حالياً إطلاق (صندوق التكنولوجيا 4)».

ومن المبادرات الجديدة أن البنك ينظر في إيجاد منتجات جديدة للدخول في سوق الائتمان والديون الاميركية. «هذا مجال جديد، لكنه يتكامل مع الأعمال التي نقوم بها، خصوصاً في مجال الملكيات الخاصة»، يقول العارضي.

وفي الخليج، يدرس البنك إطلاق صندوق جديد للاستثمار في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد نجاح صندوق الفرص الخليجية-1.

فلسفة القيادة

لدى العارضي فلسفة واضحة للقيادة: «القيادة هي إقناع الناس الذين يعملون معك بأن يعملوا بقدر ما أوتوا من جهد للوصول إلى الأهداف التي تريدها». وعليه، يؤمن العارضي «بالتشاور إلى أن يُتخذ القرار، وبعدها على الكل أن يساعد في التنفيذ».

ولهذه الفلسفة ترجمتها في «إنفستكورب»... «أنا تشرفت بأن أكون الرئيس التنفيذي، لكن عندي إخوان يشاركونني هذه المسيرة. (...) الثقافة التي نريد بناءها في إنفستكورب هي الثقافة التي تدور حول الأداء والنتائج والتعاون بيننا جميعاً. نريد أن يكون تقييم الناس على أساس أدائهم، وألا يكون هناك تنافس بيننا، بل تعاون لتحقيق الأهداف».

ألا يختلف هذا النمط جذرياً عن القيادة العسكرية، حيث الامتثال أولا؟

يجيب:«الناس يعتقدون أن السلك العسكري ليس فيه نقاش أو تشاور لكن هذا غير صحيح. في المؤسسات العسكرية الجيدة يكون هناك حديث ونقاش في الخطط، لكن عندما يُتخذ القرار يصبح الجميع وراءه. وهذا ما يطبق في كل المؤسسات. وعندنا في (إنفستكورب) الشيء نفسه. لدينا لجان ومجالس، لكن عندما يتخذ القرار يسير الجميع فيه».

واقع الأمر أن العارضي لم يطلّق العلوم العسكرية نهائياً. فهو ما زال يقرأ عن «الاستراتيجيات العسكرية التي ربما يكون لها انعكاسات على كل الاستراتيجيات، في الاقتصاد أو غيره».

هل هناك تشابه بين الاستراتيجيات الاقتصادية والعسكرية؟ «لا شك في ذلك»، يجيب جازماً «في كل قيادة أشياء لا تتغير: الدور القيادي والوصول إلى الأهداف، ووضوح الرؤية. المؤسسة العسكرية تصقل فيك الكثير من التفكير الاستراتيجي والقيادة وغيرها وفهم الناس، وتدربك على أن تنظر إلى كل المعلومات بحيث لا تتخذ قراراك على 20 في المئة من الحقائق في 80 في المئة من المرات، بل على أساس 80 في المئة من الحقائق كل الوقت».

لكن ثمّة فارقاً مهماً بين التجربتين يلحظه العارضي:«في الحياة العسكرية أو في الحكومة ككل، المحاسبة تكون على النتائج التي تحققها، وهي قابلة للنقاش. بينما في المؤسسات المالية، المحاسبة تكون على أرقام معروفة. فمؤشرات قياس الأداء هنا تتحول إلى أرقام بسرعة».

يضرب مثالاً عملياً لتقريب الفكرة: «في سلاح الجو مثلاً، تكون مؤشرات أداء القياس من قبيل عدد الطائرات التي دخلت الخدمة، وعدد الطيارين الجاهزين للطلعات وغير ذلك، لكن مؤشرات كهذه قد لا تعكس بالضرورة حقيقة الأداء،».

بين أن تكون طياراً مقاتلاً وقائداً لسلاح الجو وأن تكون رئيساً لبنك استثماري، يرى العارضي مشتركات كثيرة؛ «أعتقد أن هناك أشياء في قيادة المؤسسات لا تتغير. في كلا الجانبين هناك دور قيادي لا بد من القيام. هناك منافسة لا بد تقيم لها حساباً، وهناك عملاء أن تجتهد في رضاهم وتقريبهم».

في «إنفستكورب»، لدى العارضي رؤية واضحة لما عليه القيام به: «في البنك مواهب رائعة. عملي ليس أن أقوم بأعمالهم، بل توفير الظروف المناسبة لنجاح هذه المؤسسة».

بعد سنوات الخبرة القيادية المزدوجة، من العسكرية إلى المال والأعمال، يبقى وارداً أن تستدعي المناصب الحكومية شخصاً مثل العارضي. تسأله إن كان العمل الحكومي ما زال يستهويه فيجيب: «حالياً، كل تركيزي على (إنفستكورب). أنا وفريقي نعيش هذه التجربة، وليس عندي تفكير لا بمناصب حكومية ولا بسواها».

إضاءات

صندوق الفرص الخليجية تجربة ناجحة جداً

أكد محمد العارضي أن تجربة «إنفستكورب» في إطلاق صندوق الفرص الخليجية-1 كانت ناجحة جداً. وأضاف: «بدأنا بصندوق بأقل من مليار دولار بقليل، تم توظيفها في شراء شركات في الخليج وتركيا، وجميع الشركات التي استثمرنا بها تؤدي أداء جيداً». ولفت العارضي إلى أن «الظروف التي نشأ فيها هذا الصندوق كانت صعبة جداً. فالصندوق انطلق قبل الأزمة (2008)، وأخذنا وقتاً لنخرج من الأزمة، ولذلك معظم الشركات التي تتضمنها محفظة الصندوق لم تتجاوز (فترة الاستثمار فيها) أربع سنوات. لكن بات لدينا شركة مستعدة للطرح العام الأولي، وشركة أخرى تم التخارج منها منذ مدة».

فلسفة مختلفة للاستثمار في الخليج

لفت العارضي أن «الاستثمار في الشركات الخليجية يتطلب فلسفة تختلف عما يحصل في مناطق أخرى»، موضحاً أن «العوائل الخليجية لا تحبذ بيع شركاتها، بل تبيع 10 أو 20 أو 30 في المئة، لكننا نجد، حتى مع تملك هذه النسب غير المسيطرة، أننا نستطيع أن نغير تفكير الناس حول (الشركة التي نشتريها)، لأن (إنفستكورب) يأتي بممارسات عالمية وحوكمة مختلفة وانكشافٍ عالٍ». ويضيف: «هذه الأمور نجد أنها تعطينا المدخل لمعرفة هذا الجزء من العالم وأعماله، وأيضاً نقوم بالتأثير من خلال نقل هذه الشركات إلى الطرح الأولي أو إضافة أنشطة أو تغيير الإدارة. هي فلسفة مختلفة وتفكير مختلف عما يحصل في الغرب».

معرفتنا بالعقار الأميركي «لا تضاهى»

أكد العارضي أن خبرة «إنفستكورب» بالاستثمار في العقار الأميركي «لا تضاهى، ونحن أكبر مستثمر خليجي في العقار الأميركي». وأضاف: «لا اعتقد أن هناك فريقاً من خارج أميركا لديه معرفة بالعقار الأميركي كمعرفتنا. ولذلك فإن الصفقات التي نقوم بها لمستثمرينا، نحاول ألا نكون في وسط المدينة حيث تكثر المضاربات والتقلبات، بل في أماكن تعتمد على الاقتصاد والموظفين المستأجرين، بحيث توفر عائداً سنوياً مجزياً».

واعتبر العارضي أن «العقار الأميركي سوق لا يضاهى في أي مكان في العالم»، مضيفاً: «الجميل في أميركا أن هناك عشرات المناطق والمراكز السكانية، بعكس ما هو الحال عليه في فرنسا أو بريطانيا. فهناك نيويورك وواشنطن وشيكاغو وأوستن وسياتل وغيرها الكثير. ولكل من هذه المراكز اقتصادياتها».

هذه هي أهمية الكويت لـ «إنفستكورب»

أكد العارضي أن «الكويت مهمة جدا لـ (إنفستكورب). فأول رئيس لمجلس إدارة البنك كان عبدالرحمن العتيقي، الذي كان من كبار الشخصيات العالمية. وتعد الكويت ثاني أكبر مركز للمستثمرين في (إنفستكورب) بعد المملكة العربية السعودية». وأشار إلى أن «السوق الكويتي سوق واعد ومهم، ولدينا قاعدة عملاء جيدة متنوعة، ونحن نخدمها بفريق عمل جيد ونشيط متواجد في الكويت طوال الوقت»، كاشفاً أن صندوق الفرص الخليجية يدرس فرصة جديدة للاستثمار في الكويت.

برنامج للمستثمرين الشباب في أرقى جامعات العالم

ارتبط «إنفستكورب» منذ تأسيسه في العام 1982 بكبرى العائلات التجارية الخليجية، فكيف يتواصل مع أبناء وأحفاد المستثمرين الأوائل؟

يجيب العارضي بأن البنك «يعمل على الارتباط بجيل جديد من المستثمرين، من أبناء وأحفاد الجيل الاول من المستثمرين الأوائل، من خلال برنامج تعليمي وتدريبي مكثف، ابتدأ العام الماضي في (كامبردج)، وانتقل هذا العام إلى (اكسفورد)، وسينتقل العام المقبل إلى (هارفرد)».

ويوضح العارضي أن هذا البرنامج «يُدعى إليه أبناء أكبر العائلات التجارية التي نتعامل معها، ليكتسبوا أهم المعارف الأساسية التي تقدمها تلك الجامعات خلال أسبوع أو عشرة أيام. وتكون هذه فرصة للتعرف إليهم أكثر والاستماع إليهم، وليعرفونا أكثر».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي