رسالتي

هل تُوقِف الجامعة العربية نزيف حلب؟

تصغير
تكبير
تعقد الجامعة العربية اليوم اجتماعها الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء - بناء على طلب تقدمت به قطر - لبحث التطورات الأخيرة التي تشهدها مدينة حلب، وما تتعرض له من قصف وحشي من قبل النظام السوري والطيران الروسي.

تجتمع الجامعة لمناقشة جرائم نظام أبعد ما يكون عن الإنسانية، نظام لم يستثنِ من القتل بشرا، رجلا أو امرأة، مدنيا أو عسكريا، طفلا أو شيخا...


الكل بالنسبة اليه إرهابي يجب قتله. ولقد بلغ عدد ضحايا القصف إلى ساعة كتابة المقال، 250 قتيلا - ونحسبهم شهداء - وأكثر من 700 جريح. وحسب إحصائية ذكرتها صحيفة «التايمز» البريطانية، فإنه يُقتل طفلٌ كل 25 دقيقة في حلب!

خرّب - النظام المجرم - المباني وهدمها على ساكنيها، ولم يستثن منها شيئا، قصف المساجد التي يُرفع فيها اسم الله، حتى أُعلن يوم الجمعة الماضي عن تعليق صلاة الجمعة وللمرة الاولى في تاريخ حلب، كما هدم المستشفيات التي يُعالج فيها المرضى والمصابين، ومنها مستشفى القدس الذي قُتل في الهجوم عليه أكثر من 50 شخصا بينهم أطباء ومسعفون.يقوم النظام الآن بقصف كل الطرق التي توصل إلى خارج حلب، وحتى من يريد مغادرتها فإنه لا يتمكن بسبب الغارات المتكررة على الطرق الخارجية.

والسؤال هنا، هل ستتخذ الجامعة قرارا عمليا لوقف الجرح النازف في حلب؟ هل ستتحرك النخوة العربية فعلا، أم أنها أصبحت من التاريخ القديم التي يتغنى به الشعراء؟ وهل ستكتفي بالشجب والاستنكار الذي تعودنا عليه لسنوات طويلة، حتى حفظنا عباراته؟لن نرجو خيرا من مجلس الأمن - والأولى نسميه مجلس الخوف - ولا من الولايات المتحدة، المنشغلة بانتخاباتها الداخلية، الحريصة على إطالة الصراع في سورية لخدمة أمن إسرائيل. ولا من الروس الذين هم شركاء الجريمة، ومن مصلحتهم أن تكون لهم قدم في المنطقة، ويعزز ذلك بقاء نظام الأسد.وأما إيران فهي من أكبر الداعمين لمجازر القتل، وألويتها العسكرية لا تتوقف عن التدفق إلى الأراضي السورية، وخبراؤها العسكريون متواجدون على الدوام في المعارك التي تدور بين النظام وقوات المعارضة.

لذلك الأمانة والمسؤولية العظيمة تقع في رقبة الدول العربية، «فما حكّ جلدك غير ظهرك فتولى أنت جميع أمرك» ومن كانت يده في النار ليست كمن يده في الماء، والنائحة الثكلى ليست كالنائحة المُستأجرة.

ونحن كشعوب عربية مسلمة، يهمنا شأن كل عربي ومسلم، لا نلتفت إلى الحدود التي وضعتها دول الاستعمار لتمزيق شمل الأمة، ونعتبر الوطن العربي والإسلامي هو وطننا الكبير وكل مسلم جزء من جسدنا.

وحيثما ذكر اسم الله في بلد... عددت ذاك الحمى من لُبِّ أوطاني

إن التاريخ لن يرحم ولن يسامح جامعة الدول العربية إن هي صمتت عما يجري على أرض حلب، والواجب يحتّم عليها أن تدفع بكل قوتها وما تملكه من نفوذ وإمكانات لوقف ذلك النزيف عاجلا غير آجل، فهل تفعلها الجامعة؟

Twitter: @abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي