قراءة / الرواية تكشف المشاعر الإنسانية في إطار فلسفي
علاء رستم... يبحث عن السعادة في «شوارع تورنتو»
علاء رستم
غلاف الرواية
تتواصل الرؤى والهواجس في ذهن البطل بحثا عن ملامح جديدة لحياته وهو الذي قضى أكثر من عشر سنوات في الغربة
خلصت الرواية إلى أن الإنسان في كل مكان... ضائع تائه في صراعه مع محيطه
خلصت الرواية إلى أن الإنسان في كل مكان... ضائع تائه في صراعه مع محيطه
«شوارع تورنتو»... رواية الحلم والغربة والعودة واليقين والشك والنجاح والإخفاق، رواية يثبر فيها مؤلفها الدكتور علاء رستم، أغوار الكثير من الهواجس التي تتحدى الإنسان في طريق مواصلته لحياته، ويتحاور عبر شخوصها مع النفس الإنسانية التي تتوغل من دون اختيار في عوالم حسية ربما تتناسب أو لا تتناسب مع الحلم المنشود، غير أنها مضطرة لمواصلة الطريق ربما لدعوة داخلية في التمسك بالبقاء، أو حتى التمسك بأمل ضعيف في الوجود.
إنها الرواية التي احتشد فيها الفلسفي مع المعرفي، وتوزعت مشاهدها بين جغرافيات عديدة، وبين ألوان مختلفة من الغربة، غربة داخلية لا تتخلى عن هواجسها في مشاعر بطل الرواية- وهو ايضا الراوي الذي استخدم فيه المؤلف ضمير المتكلم- وغربة جغرافية في دولة خليجية من أجل العمل، ثم التفكير في غربة ثاني أو هجرة تتقطع فيها الأوصال، أو تضعف حدتها، نتيجة لهاجس لا يعرف البطل مصدره.
والبطل... يروي حكايته بسرد مفعم بالفلسفة والتوجس، وبالتدقيق في الوصف، ورسم ملامح مغايرة للواقع الذي يريده، وهو الفنان التشكيلي، الذي امتد اهتمامه بلوحاته لأبعد الحدود، ومن ثم جاءت الأفكار متواترة، ومبنية على أسس إنسانية كثيرة التحرك، تارة وبطيئة تارة أخرى.
يتذكر بطل الرواية- الراوي- حياته في موطنه مصر خصوصا الفترة التي قضاها في التجنيد، والطريقة الجهنمية التي كان يتبعها قادته في سلب إرادة الجنود من أجل جعلهم عناصر طيعة منفذة للأوامر من دون تفكير أو تمرد.
وتتداخل الرؤى والهواجس في ذهن البطل بحثا عن ملامح جديدة لحياته وهو الذي قضى أكثر من عشر سنوات في الغربة وبصحبته أسرته الصغيرة بعيدا عن وطنه، ومن ثم يأتيه هاجس الهجرة الذي يلح عليه طويلا، ومن ثم يعود لبلده استعدادا لهذه الرغبة التي أدهشت أسرته، وتتوالى الأحداث ليجد أنه في شوارع «تورنتو»، بحثا عن السعادة، التي يرى أنها عصية عليه، وليس بمقدوره الحصول عليها بسهولة.
إن رواية الدكتور علاء رستم... تنتهج أسلوبا روائيا واقعيا، تتداخل فيها العناصر والمواضيع المقتحمة مع شخوص الرواية، في استلهام حسي مفعم بالحيوية، في ما غرقت الرواية في وصف الأماكن التي كانت هي المحور الأساسي الذي اعتمد عليها المؤلف في السرد، وهي لأماكن تتبع جغرافيات مختلفة، فها هو يصف أحد أحياء القاهرة: «اندهش أبنائي بمعرفة أن حي مصر الجديدة هو أحد الضواحي الحديثة نسبة لأحياء القاهرة العتيقة، والذي تأسس على يد أحد المهندسين الأوروبيين، خططها عمرانيا وصمم جغرافيتها قبل نحو تسعة عقود وبنى لها قصرا وكنيسا يصل إليه عبر نفق طويل ما زالا شاهدين على عمله».
في ما جاء وصفه لشوارع تورنتو على النحو التالي: «شوارع تورنتو فسيحة ومنظمة، ومبانيها في مركز المدينة تجمع بين القديم والحديث، ليس في تناغم ولكن في تجاور مقبول، قد يبدو متناقضا إذا ما كنت تقارن تورنتو بإحدى العواصم الأوروبية القديمة، أو تلك المدن الأميركية، إذا كنت تبحث عن النموذج الشامل في البناء الحديث».
وتتضمن الرواية رؤى فلسفية للواقع ساقها المؤلف من منظوره الإنساني: «أما ما كنت سأحتفظ به لنفسي هو إن الإيمان بصحة المعتقد موجود لدى جميع البشر، في كل الديانات على حد سواء».
ويقول في مشهد آخر: «قلت: أنتم تعرفون أنني أبحث دائما عن أشياء تجعل حياتنا أكثر يسرا ومستقبلكم أفضل». في ما اتسمت الرواية بالكثير منت وجهات النظر التي استعان بها المؤلف في حبكته الروائية، والتي يبرر فيها للبطل مواقفه واستنتاجاته: «وبرغم نظرتي السلبية هذه تجاه الغربيين إلا أنهم قد يكونون أفضل من كثير من المهاجرين، فالآسيويون والأفارقة أصبحوا يتصرفون تجاه المهاجرين الجدد بتعال وبالعنصرية نفسها التي كانوا يعانون منها في الماضي».
وخلصت الرواية برؤية فلسفية تجمع الحياة في كلمات قليلة: «فالإنسان في كل مكان ضائع تائه في صراع مع محيطه ومع الآخرين، بينما- وهو يخوض هذا الصراع- فإن تحديا آخر يدور بداخله ضد الزمان. يريد معرفة كل شيء قبل أن ينتهي به العمر من دون أن يعي منطق لوجوده».
ورواية «شوارع تورنتو» لمؤلفها الدكتور علاء رستم صدرت عن أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، وتقع في 372 ورقة من القطع المتوسط. وتحتوي على تسعة فصول تتوازى فيها الأحداث في سياق أدبي جذاب.
إنها الرواية التي احتشد فيها الفلسفي مع المعرفي، وتوزعت مشاهدها بين جغرافيات عديدة، وبين ألوان مختلفة من الغربة، غربة داخلية لا تتخلى عن هواجسها في مشاعر بطل الرواية- وهو ايضا الراوي الذي استخدم فيه المؤلف ضمير المتكلم- وغربة جغرافية في دولة خليجية من أجل العمل، ثم التفكير في غربة ثاني أو هجرة تتقطع فيها الأوصال، أو تضعف حدتها، نتيجة لهاجس لا يعرف البطل مصدره.
والبطل... يروي حكايته بسرد مفعم بالفلسفة والتوجس، وبالتدقيق في الوصف، ورسم ملامح مغايرة للواقع الذي يريده، وهو الفنان التشكيلي، الذي امتد اهتمامه بلوحاته لأبعد الحدود، ومن ثم جاءت الأفكار متواترة، ومبنية على أسس إنسانية كثيرة التحرك، تارة وبطيئة تارة أخرى.
يتذكر بطل الرواية- الراوي- حياته في موطنه مصر خصوصا الفترة التي قضاها في التجنيد، والطريقة الجهنمية التي كان يتبعها قادته في سلب إرادة الجنود من أجل جعلهم عناصر طيعة منفذة للأوامر من دون تفكير أو تمرد.
وتتداخل الرؤى والهواجس في ذهن البطل بحثا عن ملامح جديدة لحياته وهو الذي قضى أكثر من عشر سنوات في الغربة وبصحبته أسرته الصغيرة بعيدا عن وطنه، ومن ثم يأتيه هاجس الهجرة الذي يلح عليه طويلا، ومن ثم يعود لبلده استعدادا لهذه الرغبة التي أدهشت أسرته، وتتوالى الأحداث ليجد أنه في شوارع «تورنتو»، بحثا عن السعادة، التي يرى أنها عصية عليه، وليس بمقدوره الحصول عليها بسهولة.
إن رواية الدكتور علاء رستم... تنتهج أسلوبا روائيا واقعيا، تتداخل فيها العناصر والمواضيع المقتحمة مع شخوص الرواية، في استلهام حسي مفعم بالحيوية، في ما غرقت الرواية في وصف الأماكن التي كانت هي المحور الأساسي الذي اعتمد عليها المؤلف في السرد، وهي لأماكن تتبع جغرافيات مختلفة، فها هو يصف أحد أحياء القاهرة: «اندهش أبنائي بمعرفة أن حي مصر الجديدة هو أحد الضواحي الحديثة نسبة لأحياء القاهرة العتيقة، والذي تأسس على يد أحد المهندسين الأوروبيين، خططها عمرانيا وصمم جغرافيتها قبل نحو تسعة عقود وبنى لها قصرا وكنيسا يصل إليه عبر نفق طويل ما زالا شاهدين على عمله».
في ما جاء وصفه لشوارع تورنتو على النحو التالي: «شوارع تورنتو فسيحة ومنظمة، ومبانيها في مركز المدينة تجمع بين القديم والحديث، ليس في تناغم ولكن في تجاور مقبول، قد يبدو متناقضا إذا ما كنت تقارن تورنتو بإحدى العواصم الأوروبية القديمة، أو تلك المدن الأميركية، إذا كنت تبحث عن النموذج الشامل في البناء الحديث».
وتتضمن الرواية رؤى فلسفية للواقع ساقها المؤلف من منظوره الإنساني: «أما ما كنت سأحتفظ به لنفسي هو إن الإيمان بصحة المعتقد موجود لدى جميع البشر، في كل الديانات على حد سواء».
ويقول في مشهد آخر: «قلت: أنتم تعرفون أنني أبحث دائما عن أشياء تجعل حياتنا أكثر يسرا ومستقبلكم أفضل». في ما اتسمت الرواية بالكثير منت وجهات النظر التي استعان بها المؤلف في حبكته الروائية، والتي يبرر فيها للبطل مواقفه واستنتاجاته: «وبرغم نظرتي السلبية هذه تجاه الغربيين إلا أنهم قد يكونون أفضل من كثير من المهاجرين، فالآسيويون والأفارقة أصبحوا يتصرفون تجاه المهاجرين الجدد بتعال وبالعنصرية نفسها التي كانوا يعانون منها في الماضي».
وخلصت الرواية برؤية فلسفية تجمع الحياة في كلمات قليلة: «فالإنسان في كل مكان ضائع تائه في صراع مع محيطه ومع الآخرين، بينما- وهو يخوض هذا الصراع- فإن تحديا آخر يدور بداخله ضد الزمان. يريد معرفة كل شيء قبل أن ينتهي به العمر من دون أن يعي منطق لوجوده».
ورواية «شوارع تورنتو» لمؤلفها الدكتور علاء رستم صدرت عن أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، وتقع في 372 ورقة من القطع المتوسط. وتحتوي على تسعة فصول تتوازى فيها الأحداث في سياق أدبي جذاب.