تعرضت لسرقة نحو خمس وستين صفحة منها بنصها الحرفي
كتاب / «شعر البحتري» لخليفة الوقيان... دراسة تكشف الجمال وتحدد طبيعة الصنعة
خليفة الوقيان
غلاف الكتاب
المؤلف عن دراسته: تضع البحتري في موضعه الطبيعي
شعره يجمع بين القديم والجديد معا
أسهم في التجديد لكن بطريقته الخاصة وخرج عن عامود الشعر
إبراز ملامح الثقافة الدينية لدى البحتري من خلال إشارات متناثرة في أشعاره
أبو تمام كان استاذاً تعهد تلميذه الناشئ بالتوجيه والرعاية وعلمه كيف يتقن النظم
شعره يجمع بين القديم والجديد معا
أسهم في التجديد لكن بطريقته الخاصة وخرج عن عامود الشعر
إبراز ملامح الثقافة الدينية لدى البحتري من خلال إشارات متناثرة في أشعاره
أبو تمام كان استاذاً تعهد تلميذه الناشئ بالتوجيه والرعاية وعلمه كيف يتقن النظم
في الطبعة الثانية- العام الحالي- من كتابه «شعر البحتري... دراسة فنية، يجدد الشاعر الدكتور خليفة الوقيان إحياء التراث الشعري الذي تركه لنا هذا الشاعر العربي القديم، بكل ما يتضمنه من رؤى وتحولات وتطلعات وتاريخ يجب أن يكون مزاراً اعتيادياً للذاكرة التي تجنح إلى تعاطي الشعر في جمالياته المفرطة في الرقي.
والكتاب عبارة عن دراسة نال بموجبها الوقيان درجة الدكتوراه في جامعة عين شمس في العام 1980، وتعد من أهم الدراسات العربية التي تناولت البحتري بحثاً ودراسة وتفسيراً واستلهاماً واستنباطاً، كما أنها الدراسة التي تعرضت في فترة من الفترات إلى السطو من قبل أحد الأكاديميين على نحو خمس وستين صفحة منها، ما دفع الوقيان لإعادة طباعتها، من أجل هدفين الأول: لتكون فرصة لمن ليس لديه نسخة من الطبعة الأولى التي صدرت في عام 1985، من أن يطلع عليها في طبعتها الجديدة المنقحة، والهدف الثاني لتوثيق جهد الوقيان في انجاز هذه الدراسة، والتي قد تغري قدمها من السطو عليها مثلما حدث من قبل.
وبالتالي فقد أشار الوقيان في مقدمة الطبعة الثانية من الكتاب إلى واقعة السرقة التي أقدم عليها المدرس في كلية التربية في جامعة عين شمس، واقتطاع جزء كبير ومهم من دراسته بنصها الحرفي وحواشيها وهوامشها، من دون إشارة منه إلى المصدر، ونشرها في كتاب في العام 1989، ضمن إصدارات هيئة حكومية (الهيئة المصرية العامة للكتاب، والكتاب حمل اسم(الشعراء المحدثون في العصر العباسي)، وأوضح الوقيان أنه كان مترددا في الإشارة إلى هذه الواقعة وقال:«كنت متردداً في الإشارة إلى واقعة السرقة، خلال تقديمي الطبعة الثانية، غير اني انتهيت إلى أن تلك الواقعة لا تمثل قضية شخصية، ولكنها تكشف ظاهرة سلبية آخذة في التفشي، الأمر الذي يقتضي التصدي لها والتنبيه إلى خطورتها».
وقال الوقيان في مقدمة الطبعة الأولى من الدراسة:«عرف البحتري لدى الأقدمين من مؤرخي الأدب ونقاده ودارسيه بأنه احد أعلام الشعر في عصره، ولعل الآراء التي تقارن بينه وبين كل من ابي تمام تكشف حقيقة منزلته».
وأوضح الوقيان«ان الدراسة تسعى إلى وضع البحتري في موضعه الطبيعي، متخذة من شعره مادتها الأساسية، التي تحدد طبيعة صنعته ومدى مواكبتها لما جد على الشعر العباسي من تطور... وقد نأت الدراسة عن المقدمات التاريخية المسهبة، وحين اقتضت الحاجة إلى التعريف بالشاعر، كان البدء بتمهيد موجز، كما كان الحديث عن حياته محصوراً في الحدود لتي تضيء الطريق للتعرف على شعره».
وأضاف الوقيان:«وتجنبت الدراسة تتبع مراحل البحتري بالسرد التاريخي الـ1ي يعتمد على نقل الروايات، واتجهت بدلا من ذلك إلى تحويل الحديث عن حياته إلى مجموعة من القضايا، التي تحتمل الحوار واختلاف الرأي، وعالجتها بمنظور نقدي».
وأستطرد بقوله:«... وقد استقت الدراسة من شعر البحتري نفسه ما يكشف عن طبيعة ثقافته، ومن بعد اتجهت إلى تناول شعره، فتكلمت عن أهم أغراضه، وفصلت القول في صنعته، وبينت تياري القديم والجديد لديه، كما توقفت أمام قضيتين نقديتين تتصلان بشعره، وهما قضية عمود الشعر وقضية السرقات وانتهت بخاتمة توجز أهم النتائج».
والدراسة تقع في 467 ورقة من القطع المتوسط وصدرت- في طبعتها الثانية للعام الحالي- عن«عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية»، وتضمنت ثلاثة أبواب وخاتمة تحدث الوقيان في الباب الاول عن حياة البحتري وثقافته وفي الباب الثاني تحدث عن شعر البحتري من خلال موضوعات شعره ومقومات صناعته الشعرية والبحتري بين التقليد والتجديد، في ما تطرق الوقيان في الفصل الثالث إلى قضايا نقدية، مشيرا إلى شعر البحتري وقضية عمود الشعر، ثم قضية السرقات.
وفي تمهيد الدراسة أعطى الوقيان فكرة موجزة عن التحولات التي حدثت في العصر العباسي السياسية والاجتماعية والسياسية، ومظاهر الازدهار العلمي والمؤثرات الأجنبية على هذا العصر، مدافعاً عن التشويه الذي لحق بشعر البحتري من خلال تصيد الشبهات لاتهامه بالسرقة، وقال: «لقد وجد البحتري في فترة دقيقة مميزة، كانت تشهد صراعاً بين أنصار الثقافة والذوق والمحافظين، وعشاق الثقافات الوافدة، فحق له أن يكون شاعراً متميزاً، وأن يكثر الجدال حول فنه».
وتحدث الوقيان عن حياة البحتري وهو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد من بحتر، وبنو بحتر بطن من طيئ، كما وصف ببداوته، في ما تطرق إلى قصة لقائه بأبي تمام، وتتلمذه على يديه، ما جعل الباحثين يتخذون وصية أبو تمام للبحتري أقوى دليل على أن أبا تمام كان استاذاً تعهد تلميذه الناشئ بالتوجيه والرعاية وعلمه كيف يتقن النظم.
وأشار الكتاب إلى ملامح الثقافة الدينية للبحتري من خلال اشارات متناثرة ترد في أشعاره، كما أنه يمتلك لغة سليمة يندر أن يشوبها الزلل، كما أن له علما بالأمثال وقصصها، وأسباب ضربها، كما تلقى دروسا في التاريخ عن اساتذته ومشايخه، منذ صغره.
وأشار الوقيان بإسهاب إلى مواضيع شعر البحتري من قال ما نبه إليه ابن المعتز إلى أغراض الشعر التي يعد البحتري متفوقاً فيها مثل الوصف والاعتذارات والمديح والتشبيب، بالإضافة إلى مقومات صناعة البحتري الشعرية، من خلال تطابق رأي الأحدثين مع الأقدمين في وجهة نظرهم، التي تشير إلى شعره جاء بعيداً عن التعقيد والتكليف كما تميزت صنعته بالبديع اللطيف المقبول، فكانت استعاراته قريبة، وطباقه ساذجاً.
وقال الوقيان في حديثه عن التقليد والتجديد في شعر البحتري: «يلاحظ من استقرأ شعر البحتري أنه يجمع بين القديم والجديد في آن معاً، أو أن القديم والجديد لديه يعيشان جنبا إلى جنب، سواء من حيث الشكل أم من جهة المعنى».
كما تبدو ملامح القديم عنده أكثر وضوحاً في بعض أغراض شعره كالمديح والفخر والغزل، كما تتضح معالم التجديد لدى البحتري في غرض الوصف، الذي يعد أهم أغراضه الشعرية.
وخلص الوقيان في حديثه عن قضية عمود الشعر أن البحتري أسهم في التجديد، ولكن بطريقته الخاصة، وخرج عن عمود الشعر ولكنه لم يستعد المحافظين، أو يتعمد استفزاز مشاعرهم وإثارة القلق والتخوف من الجديد في نفوسهم.
وتطرق الوقيان بالدراسة المستفيضة عن قضية السرقات التي وجهها البعض للبحتري، من خلال اتجاه النقاد الأقدمين إلى دراسة السرقات بهدف التوكيد على ان أبا تمام لم يكن أول من اخترع مذهبا جديدا في اصطناعه للبديع، ومن بعد اتسع نطاق البحث في السرقات، وأسرف النقاد في التماس شبهات السرقات لدى الشعراء.
هكذا سعت الدراسة التي أعطى لها الشاعر الدكتور الوقيان وقته وجهده... إلى إلقاء الضوء على البحتري، من خلال بحث متقن، يستشرف الكلمة بكل ما تحمله من معان إنسانية راقية، ويتتبع الفكرة بصبر وأداء متقن، ما جعل هذه الدراسة قيمة نقدية وأدبية ومرجعا لكل دارس وباحثا في التراث الشعري للبحتري.
والكتاب عبارة عن دراسة نال بموجبها الوقيان درجة الدكتوراه في جامعة عين شمس في العام 1980، وتعد من أهم الدراسات العربية التي تناولت البحتري بحثاً ودراسة وتفسيراً واستلهاماً واستنباطاً، كما أنها الدراسة التي تعرضت في فترة من الفترات إلى السطو من قبل أحد الأكاديميين على نحو خمس وستين صفحة منها، ما دفع الوقيان لإعادة طباعتها، من أجل هدفين الأول: لتكون فرصة لمن ليس لديه نسخة من الطبعة الأولى التي صدرت في عام 1985، من أن يطلع عليها في طبعتها الجديدة المنقحة، والهدف الثاني لتوثيق جهد الوقيان في انجاز هذه الدراسة، والتي قد تغري قدمها من السطو عليها مثلما حدث من قبل.
وبالتالي فقد أشار الوقيان في مقدمة الطبعة الثانية من الكتاب إلى واقعة السرقة التي أقدم عليها المدرس في كلية التربية في جامعة عين شمس، واقتطاع جزء كبير ومهم من دراسته بنصها الحرفي وحواشيها وهوامشها، من دون إشارة منه إلى المصدر، ونشرها في كتاب في العام 1989، ضمن إصدارات هيئة حكومية (الهيئة المصرية العامة للكتاب، والكتاب حمل اسم(الشعراء المحدثون في العصر العباسي)، وأوضح الوقيان أنه كان مترددا في الإشارة إلى هذه الواقعة وقال:«كنت متردداً في الإشارة إلى واقعة السرقة، خلال تقديمي الطبعة الثانية، غير اني انتهيت إلى أن تلك الواقعة لا تمثل قضية شخصية، ولكنها تكشف ظاهرة سلبية آخذة في التفشي، الأمر الذي يقتضي التصدي لها والتنبيه إلى خطورتها».
وقال الوقيان في مقدمة الطبعة الأولى من الدراسة:«عرف البحتري لدى الأقدمين من مؤرخي الأدب ونقاده ودارسيه بأنه احد أعلام الشعر في عصره، ولعل الآراء التي تقارن بينه وبين كل من ابي تمام تكشف حقيقة منزلته».
وأوضح الوقيان«ان الدراسة تسعى إلى وضع البحتري في موضعه الطبيعي، متخذة من شعره مادتها الأساسية، التي تحدد طبيعة صنعته ومدى مواكبتها لما جد على الشعر العباسي من تطور... وقد نأت الدراسة عن المقدمات التاريخية المسهبة، وحين اقتضت الحاجة إلى التعريف بالشاعر، كان البدء بتمهيد موجز، كما كان الحديث عن حياته محصوراً في الحدود لتي تضيء الطريق للتعرف على شعره».
وأضاف الوقيان:«وتجنبت الدراسة تتبع مراحل البحتري بالسرد التاريخي الـ1ي يعتمد على نقل الروايات، واتجهت بدلا من ذلك إلى تحويل الحديث عن حياته إلى مجموعة من القضايا، التي تحتمل الحوار واختلاف الرأي، وعالجتها بمنظور نقدي».
وأستطرد بقوله:«... وقد استقت الدراسة من شعر البحتري نفسه ما يكشف عن طبيعة ثقافته، ومن بعد اتجهت إلى تناول شعره، فتكلمت عن أهم أغراضه، وفصلت القول في صنعته، وبينت تياري القديم والجديد لديه، كما توقفت أمام قضيتين نقديتين تتصلان بشعره، وهما قضية عمود الشعر وقضية السرقات وانتهت بخاتمة توجز أهم النتائج».
والدراسة تقع في 467 ورقة من القطع المتوسط وصدرت- في طبعتها الثانية للعام الحالي- عن«عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية»، وتضمنت ثلاثة أبواب وخاتمة تحدث الوقيان في الباب الاول عن حياة البحتري وثقافته وفي الباب الثاني تحدث عن شعر البحتري من خلال موضوعات شعره ومقومات صناعته الشعرية والبحتري بين التقليد والتجديد، في ما تطرق الوقيان في الفصل الثالث إلى قضايا نقدية، مشيرا إلى شعر البحتري وقضية عمود الشعر، ثم قضية السرقات.
وفي تمهيد الدراسة أعطى الوقيان فكرة موجزة عن التحولات التي حدثت في العصر العباسي السياسية والاجتماعية والسياسية، ومظاهر الازدهار العلمي والمؤثرات الأجنبية على هذا العصر، مدافعاً عن التشويه الذي لحق بشعر البحتري من خلال تصيد الشبهات لاتهامه بالسرقة، وقال: «لقد وجد البحتري في فترة دقيقة مميزة، كانت تشهد صراعاً بين أنصار الثقافة والذوق والمحافظين، وعشاق الثقافات الوافدة، فحق له أن يكون شاعراً متميزاً، وأن يكثر الجدال حول فنه».
وتحدث الوقيان عن حياة البحتري وهو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد من بحتر، وبنو بحتر بطن من طيئ، كما وصف ببداوته، في ما تطرق إلى قصة لقائه بأبي تمام، وتتلمذه على يديه، ما جعل الباحثين يتخذون وصية أبو تمام للبحتري أقوى دليل على أن أبا تمام كان استاذاً تعهد تلميذه الناشئ بالتوجيه والرعاية وعلمه كيف يتقن النظم.
وأشار الكتاب إلى ملامح الثقافة الدينية للبحتري من خلال اشارات متناثرة ترد في أشعاره، كما أنه يمتلك لغة سليمة يندر أن يشوبها الزلل، كما أن له علما بالأمثال وقصصها، وأسباب ضربها، كما تلقى دروسا في التاريخ عن اساتذته ومشايخه، منذ صغره.
وأشار الوقيان بإسهاب إلى مواضيع شعر البحتري من قال ما نبه إليه ابن المعتز إلى أغراض الشعر التي يعد البحتري متفوقاً فيها مثل الوصف والاعتذارات والمديح والتشبيب، بالإضافة إلى مقومات صناعة البحتري الشعرية، من خلال تطابق رأي الأحدثين مع الأقدمين في وجهة نظرهم، التي تشير إلى شعره جاء بعيداً عن التعقيد والتكليف كما تميزت صنعته بالبديع اللطيف المقبول، فكانت استعاراته قريبة، وطباقه ساذجاً.
وقال الوقيان في حديثه عن التقليد والتجديد في شعر البحتري: «يلاحظ من استقرأ شعر البحتري أنه يجمع بين القديم والجديد في آن معاً، أو أن القديم والجديد لديه يعيشان جنبا إلى جنب، سواء من حيث الشكل أم من جهة المعنى».
كما تبدو ملامح القديم عنده أكثر وضوحاً في بعض أغراض شعره كالمديح والفخر والغزل، كما تتضح معالم التجديد لدى البحتري في غرض الوصف، الذي يعد أهم أغراضه الشعرية.
وخلص الوقيان في حديثه عن قضية عمود الشعر أن البحتري أسهم في التجديد، ولكن بطريقته الخاصة، وخرج عن عمود الشعر ولكنه لم يستعد المحافظين، أو يتعمد استفزاز مشاعرهم وإثارة القلق والتخوف من الجديد في نفوسهم.
وتطرق الوقيان بالدراسة المستفيضة عن قضية السرقات التي وجهها البعض للبحتري، من خلال اتجاه النقاد الأقدمين إلى دراسة السرقات بهدف التوكيد على ان أبا تمام لم يكن أول من اخترع مذهبا جديدا في اصطناعه للبديع، ومن بعد اتسع نطاق البحث في السرقات، وأسرف النقاد في التماس شبهات السرقات لدى الشعراء.
هكذا سعت الدراسة التي أعطى لها الشاعر الدكتور الوقيان وقته وجهده... إلى إلقاء الضوء على البحتري، من خلال بحث متقن، يستشرف الكلمة بكل ما تحمله من معان إنسانية راقية، ويتتبع الفكرة بصبر وأداء متقن، ما جعل هذه الدراسة قيمة نقدية وأدبية ومرجعا لكل دارس وباحثا في التراث الشعري للبحتري.