الإنسان عبارة عن مجموعة من الخبرات والتجارب والمعارف التي عملت على صياغته مكونةً شخصيته، فكره، أساليبه، وذاته ككل، لذلك تجد نفسك اليوم تختلف عن سنة مضت أو سنتين، وكلما كبرت في العمر كلما زاد هذا الاختلاف بازدياد الخبرات والتراكمات الحياتية الكثيرة والمتنوعة، وهذا أمرٌ طبيعي.
القرار، الموقف، الأسلوب، وأي فعل اتخذته أنت قبل سنوات ربما تراه اليوم خطأً فادحاً وقد تندم عليه أشد الندم، مهلاً! هوّن عليك، لو عاد بك الزمن إلى ذلك الحين وأنت بنفس العمر وبمقدار الخبرات ذاته، هل تعتقد أن قرارك سيتغير حينها؟، لا تظن بذلك البتة، فعمرك وتجاربك ومعلوماتك في ذلك الحين أهلوك لتتخذ ذلك القرار الذي كنت تراه حكيماً جداً، وازدياد النضج والخبرة اليوم هما من جعلاك تعيد تقييم ذلك القرار وتوسمه بالخطأ!، إن كل ما تحملته من أخطاء شخصية نتيجة نقص الوعي والخبرة هو ما صاغ شخصيتك الحالية فما كانت الأخطاء إلا تقويةً لك ولفهمك، لم تكن أخطاؤك عبثاً ولا هدراً، بل إنها صانعة الوعي والحكمة!
فإلى متى يجتر الإنسان أخطاء ماضيه؟، إلى متى يجلد ذاته بها ويتحسر؟، والأجدر من تلك الأسئلة هل ذلك التأسي على ما فات سيتيح إمكانية تغييره؟، يعين على تطبيق تلك الفكرة التي تناولها المقال أمرٌ غاية في الأهمية وهو الإيمان المطلق التام بأن ما قدره الله سبحانه في أي أمر هو الخير حينها لأنه المدبر العالم الذي لا يكتب لعبده إلا خيراً وإن كان ظاهره من وجهة نظر الفرد القاصرة أنه خلاف ذلك، هذا النوع من الإيمان يعمل على إزاحة ثقل الندم على ماضٍ ذهب بما فيه ولن يعود.
a.a.h.alawadhi85@gmail.com
Twitter: @3ysha_85