الاستحقاق الرئاسي في لبنان حماوة سياسية ... بلا طائل

تصغير
تكبير
رغم أن نهاية «الأوعية المتصلة» بين لبنان والمنطقة، خصوصاً سورية، تقود الى استنتاج حاسم بأن المأزق اللبناني السياسي والدستوري سيراوح فوق فوهة من الفراغ، المتمثّل بتعذّر انتخاب رئيس للجمهورية منذ اقل من عامين بقليل، فإن اللعبة السياسية الداخلية مشدودة إلى سماع ما سيعلنه زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري اليوم، في خطاب يلقيه امام حشد سياسي - شعبي في مجمع البيال، في الذكرى الـ 11 لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري.

والأهمّ في الكلمة المنتظرة يرتبط بموقفه من الاستحقاق الرئاسي، بعدما كان تبنّى في مبادرة غير رسمية ترشيح احد اقطاب التحالف المناهض له، النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في خطوة دراماتيكية، دفعت بحليف الحريري رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى ترشيح خصمه السياسي زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، في تطور لا يقلّ دراماتيكية، عكَس ايضاً سوء العلاقة بين الحريري وجعجع.


ومن المقرر ان يشرح الحريري اليوم «الاسباب الموجبة» التي دفعته الى المبادرة في اتجاه السعي لإنقاذ الرئاسة اللبنانية من الفراغ الخطر، وسط اجواء توحي باستبعاد الاعلان - وعلى نحو رسمي تبني - ترشيح فرنجية، ولكن من دون اي اشارات من النوع الذي قد يُفسَّر تراجعاً عن خياره على هذا المستوى.

واستبق فرنجية إطلالة الحريري بكلام نُسب اليه امس، عبّر فيه عن مضيه قدماً في السباق الرئاسي، إذ قال: «يريد منّي البعض أن أفعل مثل أصحاب بعض المحال التجاريّة الذين يكتبون على واجهات محالهم: سنعود بعد قليل. أنا مرشّح اليوم وسأستمرّ ولن أنسحب في أيّ ظرف. ولكن، إذا نجح العماد ميشال عون في الحصول على تأييد الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري فسأكون مؤيّداً. لا بل إنّه لن يحتاج الى تأييدي حينها».

وإذ اعتبر أنّ «طريق بعبدا ليست سالكة أمام أحد في المدى المنظور»، رأى ان حظوظه أكبر من حظوظ عون، مشيراً الى أنّ «الحريري لو تراجع عن قرار ترشيحه فلن يسير بعون، بل بمرشّح ثالث».

وفي موازاة ذلك، أطلق رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط سلسلة مواقف لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، إذ أعلن ان هذه الذكرى «تُذكّرني بمسيرة طويلة من النضال السلمي والعناد والمواجهة من أجل العدالة ومن أجل السيادة والاستقلال»، مضيفاً: «في مجال العدالة، بدأنا نحصد القليل القليل عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي انتزعناها بالدم، واليوم ها نحن نحصد بعض النتائج في الطريق الطويل الطويل نحو الوصول إلى الحقيقة».

وفي ما خصّ معركة السيادة والاستقلال، رأى أن «الصراع من أجلها بات يتّخذ أبعاداً مختلفة اليوم، في ضوء ما هو حاصل من تطورات دموية دراماتيكية على المستويين الإقليمي والدولي»، معرباً في هذا السياق عن قلقه من تبعات وترددات «الزلزال الذي يضرب المنطقة» على الأرضية الوطنية، مشدداً على كونه يخشى «أكثر من أي وقت» من تداعيات تلك «المعادلة الجديدة التي قد تُغيّر وجه لبنان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي