المتحدثون أنحوا باللائمة على الغرب واتهموه بزرع الفتن

ندوة «المثاقفة» أعلت وحدة العقيدة على المذهبية

تصغير
تكبير
فيما أبرز المتحدثون في ندوة «المثاقفة الإقليمية» أولوية وحدة العقيدة ومرجعية الحضارة على التعدد المذهبي والخلافات السياسية العابرة، نحا معظم المتداخلين باللائمة على الدول الغربية، لما اعتبروه سعياً منها لزرع الفتن الطائفية في العالم الإسلامي.

وأعرب السفير الإيراني لدى الكويت علي رضا عنايتي، في ندوة آفاق المثاقفة الإقليمية، التي أقامتها المستشارية الثقافية الإيرانية أمس الأول، في ذكرى العيد الوطني الـ37 للجمهورية الإسلامية الإيرانية، عن «الحاجة للتركيز على المثاقفة، والتي تعد رافداً علمياً تسعى من خلاله الشعوب للتحاور»، لافتاً إلى «وجود تفاعل على مدار السنوات الماضية بين الثقافتين العربية والفارسية، إضافة إلى التلاقح في العلاقات الشعبية».


وبين ان «المثاقفة تقتضي تقبل الرأى الآخر حتى وان كان مخالفاً»، لافتاً إلى أنها «تتضمن تفاعل جميع المستويات بين مختلف الثقافات».

من جانبه، أكد المستشار الثقافي بالإنابة في السفارة الإيرانية رضا شهريور، ان «التعاطي الفكري والأدبي بين الشعوب والثقافات بمثابة النهر الذي يبعث الحياة والروح ويبشر بالنماء والخير»، لافتاً إلى ان «للمثاقفة مظاهر متعددة وتطبيقات ميدانية مختلفة، لكي تكتمل عملية تبادل الثقافات بين الشعوب».

وعقب كلمتي عنايتي وشهريور دشن المتحدثون ندوتهم التي أدارها الشاعر محمد صرخوه، حيث استهل وزير الصحة الأسبق الدكتور عبدالرحمن العوضي كلمته، بالتأكيد على أن «إيران بلد كبير وارتبطت مع كثير من الحضارات»، لافتاً إلى ان «أغلب علمائنا المسلمين خلال العصور الماضية كانوا من إيران».

وتابع «ما نعيشه خلافات سياسية ستزول في أسرع وقت، وليست حضارية، فإيران ستظل شقيقة كبرى للأمة العربية ولا نقبل ان يفرقنا أحد باسم المذاهب، فإن اختلفت مذاهبنا فعقيدتنا واحدة، وبالتالي المحبة هي أساس العلاقة بين الطرفين».

وختم بالقول «أتمنى ألا نسمح لأحد بأن يشق صفوفنا ومحبتنا وتعاطفنا، وهذا ما تسعى له رابطة الصداقة الكويتية ـ الإيرانية التي تهدف للربط بين الشعبين».

إلى ذلك، قالت الكاتبة الدكتورة إيمان شمس الدين «أي حضارة لا بد لها من رابط ثقافي، والحضارة المستديمة لا يمكن لها ان تنمو في صندوق التعصب».

وأنحت باللائمة على وسائل الإعلام، متهمة اياها بـ«لعب دور سلبي في تمزيق المجتمعات»، معتبرة أنها «تحولت لوسيلة حرب وتزوير تاريخي»، حسب تعبيرها.

وأردفت «لم تعد تجدي مؤتمرات الوحدة وعلى الدول تحويل توصيات التعايش لقوانين حقيقية، فنحن بحاجة لإعادة النظر في قوانين مؤسسات المجتمع المدني حتى تقوم بدورها في خلق جسور للعلاقات مع ايران».

من جانبه، قال أستاذ نظم المعلومات الدكتور ياسر الصالح «رغم حالة الحصار التي عاشتها ايران، إلا انها كانت الطرف المهتم بموضوع المثاقفة من خلال استراتيجية مد الجسور عبر مؤتمرات الوحدة العديدة التي تم تنظيمها».

وقال ان «الثورة الإيرانية أضرت بالمصالح الغربية، واستغلت الدول الغربية الماكينة الفتنوية لإحداث الفرقة الطائفية في المنطقة».

عنايتي: لكل دولة خصوصيتها

قال السفير الإيراني لدى الكويت علي رضا عنايتي، رداً على سؤال حول ما إذا كانت المشاركة العسكرية في اليمن، أثرت على العلاقة الكويتية- الإيرانية «علاقتنا بالكويت متجذرة، وجسور التواصل الرسمي والشعبي موجودة، ولكل دولة خصوصيتها، والحوار هو الطريق الأمثل للحل».

«الدستور» الفارسي و«القانون الأساسي» العربي

رأى النائب عدنان عبدالصمد، ان «مصالح الدول الكبرى هي التي توجه السياسة، مشدداً على اننا بخير طالما أدركنا ان مصالحنا يجب الا ترتبط بمصالح الدول الكبرى».

وقال في مداخلة له خلال الندوة، انه يعول على مثل هذه الندوات لإقامة الجسور بين الكويت والجمهورية الإسلامية الإيرانية في كل المجالات، ضارباً مثلاً على التمازج الثقافي بين البلدين بكلمة «الدستور»، التي تستخدم في الكويت، وهي كلمة فارسية، بينما يستخدم الإيرانيون مصطلح «القانون الأساسي» وهو مصطلح عربي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي